سيناريوهات بشأن ’الإسرائيليين’ المفقودين
محلل أمني صهيوني: نتنياهو سيضطر الى اتخاذ قرار صعب بإطلاق سراح مائة فلسطيني من جديد
كتب المحلل الأمني والاستخباري يوسي ميلمان في موقع “اسرائيل نيوز 24” انه “كلما مرّ الوقت تقلصت فرص العثور على تلامذة المدرسة التوراتية الدينية الإسرائيليين الثلاثة، الذين يرجح أنهم خطفوا من قبل مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية”.
اضاف:”تركز الاستخبارات جهود تقصي آثارهم حالياً. ويبذل جهاز الأمن العام “الشاباك” والاستخبارات العسكرية، كافة الجهود ويسخرون كافة الموارد البشرية والعملاء الى جانب اعتراض الاتصالات”.
يتابع ميلمان :”انه بالإمكان استنتاج خمسة سيناريوهات محتملة، أولا انهم على قيد الحياة. ثانياً انهم موتى ومقبورون. ثالثاً إذا كانوا على قيد الحياة تم تهريبهم لمأوى آمن في غزة أو حتى مكان أفضل من منظور الخاطفين – سيناء. والاحتمال الرابع إنهم في الضفة الغربية في منزل معد مسبقاً. وخامساً إنهم في موقع اقل أمناً في الضفة الغربية”.
وقال:” لم يحدث في السابق أن تم اختطاف ثلاثة إسرائيليين في هجوم واحد طوال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الدامي. معظم العلامات تشير الى أنها كانت عملية مخطط لها ومنفذة بشكل ممتاز. على الأرجح أقنع الخاطفون التلاميذ أو أرغموهم على ركوب السيارة والسفر معهم. ومن المرجح جداً، كما تشير حالات سابقة، الى أن الخاطفين انتحلوا شخصية إسرائيليين –ويتحدثون العبرية بطلاقة دون لكنة وانهم يرتدون ملابس اعتيادية (وربما ملابس يهود متدينين)”.
وبحسب ميلمان، فان “تبنى تنظيم سلفي غير معروف من الخليل تنفيذ العملية، قد يكون مجرد تمويه، زرع معلومات خاطئة لإخفاء الهوية الحقيقية لأولئك الذين يقفون خلف العملية. لذلك يجب التعامل مع الأمر بشك وحرص – الحقيقة أنه تم العثور على سيارة وقد اضرمت بها النيران في المنطقة. قد تكون هذه مجرد تمويه كذلك”.
ويشير ميلمان، الى ان المشتبه بهم الاساسيين هم “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وهم من حاولوا في السنوات الماضية تنفيذ عمليات خطف تم احباطها جميعاً. لكن التوقيت سيئ لـ”حماس”. قبل أسابيع قليلة انضمت الحركة الى حكومة الوحدة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس. سيكون تبني مسؤولية الخطف محرجاً جداً له ولسلطته الفلسطينية”.
وفيما يخلص ميلمان الى القول انه :”في نهاية الأمر هؤلاء الذين بدأوا ونفذوا العملية سيخرجون الى العلن وينشرون بياناً بتحمل المسؤولية وسيعرضون مطالبهم”، يشير الى أن “مصادر الأمن الإسرائيلية على يقين من أن العملية تهدف الى مساومة “إسرائيل” لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية”.
ويضيف :”لقد ثبت للفلسطينيين على مدار السنوات الثلاثين الماضية أن خطف جنود ومدنيين “إسرائيليين” أداة ناجعة جداً. فبينما تعهدت حكومات “إسرائيل” المتعاقبة بعدم الرضوخ لمطالب الخاطفين، ولكنها كانت ترضخ مرة تلو الأخرى وتطلق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين وكثيرون منهم مدانون بقتل “اسرائيليين” يقضون احكاماً مؤبدة”. حسب تعبيره.
يتابع :”قبل ثلاث سنوات اضطرت “إسرائيل” الى إطلاق سراح 1000 سجين فلسطيني مقابل جندي واحد هو جلعاد شاليط الذي اختطفته حركة “حماس” في محيط غزة. ونتيجة للاحتجاج الجماهيري على الثمن الباهظ الذي دفعته “إسرائيل”، شكلت الحكومة لجنة خاصة لتقديم التوصيات لسيناريوهات مشابهة في المستقبل. وقد أوصت اللجنة بأنه يتوجب على “إسرائيل” أن تضع “خطوطا حمراء” لخفض ثمن تبادل الأسرى: جثث إسرائيليين ستستبدل مقابل جثث فلسطينيين وليس مقابل سجناء على قيد الحياة، ومقابل كل جندي “إسرائيلي” سيطلق سراح “حفنة” من السجناء الفلسطينيين فقط وليس العشرات”. لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تتبن هذه التوصيات اطلاقا خشية أن يكون مجال التفاوض في لحظة الحسم ضيقاً للغاية”.
ويختم ميلمان بالقول :”يبدو أن لحظة الحقيقة قد حانت. اذا كان التلاميذ على قيد الحياة ومحتجزين لدى مسلحين فلسطينيين ومحاولة إنقاذهم في عملية عسكرية غير واردة فإن نتنياهو سيضطر الى اتخاذ قرار صعب تحت ضغط اسر التلامذة والجمهور الواسع لإطلاق سراح مائة فلسطيني من جديد”.
موقع العهد الإخباري