سيناريو الحرب المقبلة: اسرائيل الى العصر الحجري
موقع صوت المدى:
في انتظار القرار الاميركي بشن عدوان على سوريا او عدمه، تكثر التساؤلات حول الرد السوري على اي ضربة محتملة. هل تكتفي دمشق بالتصريح انها “سترد في الوقت المناسب”، ام أنها تتهيأ لـ”سيناريو اي حرب قادمة ضد اسرائيل”؟
تاريخ سوريا في الصراع العربي-الاسرائيلي يدل على ان كلام وزير الخارجية السوري وليم المعلم عن مفاجآت تحضرها سوريا للمعتدين ليس بغريب، قبل حرب 1973 بأشهر قام الطيران الاسرائيلي بقصف مصافي النفط في اللاذقية وطرطوس، يومها لم يرد الدفاع الجوي السوري الا بالسلاح التقليدي من صواريخ ومضادات ارضية، ولكن بعد اندلاع حرب 1973، كانت المفاجأة السورية التي صدمت اسرائيل وهي استعمال صواريخ سام 7 المضاد للطيران.
فماذا تخفي سوريا للحرب المحتملة؟
نقل موقع “Sham Times” عن مصادر مقربة من القيادة السورية قراءة في السيناريو السوري المتوقع في حال دارت حرب اقليمية مستعرضة القدرات العسكرية للجيش السوري.
المصادر أكدت أن التهديدات التركية والأطلسية لن تثني بوصلة دمشق من توجيه صواريخها على اسرائيل، وعلى الرغم من ان إسرائيل سيطرت على مستوى التهديدات العسكرية وتوقيت نشوب أي حرب مستقبلية ضد سوريا وحزب الله، وهي تعتبر أن جهوزيتها عالية جداً من خلال المناورات والاستعدادات القتالية على جميع الأذرع (بر، بحر، جو، امن…) المختلفة لديها، الا ان سوريا لم تكن تتفرج ولم تضيع وقتاً بل عملت وما زالت على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، إضافة إلى أساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب تموز 2006، والتي أنتجت مدرسة قتالية جديدة اتبعها حزب الله بنجاح ضد إسرائيل، وكان من نتائجها تطوير سوريا لأساليبها وابتعادها عن المنهج الكلاسيكي القديم.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل وأميركا لا يدركان حجم المفاجآت التي تخبئها لهما القيادة العسكرية السورية، تلك القيادة التي باتت مقتنعة بأن لا حرب مستقبلية تجتاح المنطقة ألا وتكون سورية مشتركة فيها.
وكشفت المصادر عن ان السيناريو السوري المفترض وفق الاحتمالات القائمة وبعد دراسة قدرات الجيش الإسرائيلي يأتي على الشكل التالي:
تشعل كل الخطوط الأمامية الممتدة من الساحة الأمامية الحدودية للبنان، بدءاً من الناقورة غرباً، صعوداً إلى سفوح الجولان شرقاً، ويقسم مسرح العمليات الى جزءين:
الجزء الاول: المسرح اللبناني، حيث سيتم استخدام تكتيك الدفاع الثابت مع الاحتفاظ بمناورات دفاعية لاستنزاف التقدم الإسرائيلي بما يتناسب مع اندفاعه، فهذا الأسلوب الدفاعي يتناسب مع شكل جغرافية الأرض الدائرة عليها المعركة.
الجزء الثاني: الجبهة السورية حيث سيتم استخدام الدفاع المتحرك بما تفرضه الجغرافية السورية بأرضها المسطحة، آخذة في الاعتبار التفوق الجوي الإسرائيلي.
وعليه فإن التقدم السريع لارتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية يصل إلى ذروته مما يولد انكشافها أمام صائدي الدبابات (الصواريخ المضادة للدروع)، الامر المشابه لما حصل في سهل الخيام اللبناني، والذي أطلق عليه في حرب تموز 2006 اسم “مقبرة الميركافا”. وهنا يأتي أيضاً دور الدفاعات الجوية السورية والتي ستعمل مهمة إجراء مظلة جوية محكمة لمجموعات صائدي الدبابات الإسرائيلية.
وتضيف المصادر، أي استهداف محتمل ضد البنى التحتية السورية سترد عليه القيادة العسكرية باستخدام الصواريخ الضاربة والمجنحة ضد أهداف إسرائيلية مشابهة. فبمقدور سوريا اطلاق أكثر من 600 صاروخاً بالستياً يومياً موجهاً ضد الجبهة الداخلية في عمق الكيان الإسرائيلي.
كما ان سوريا أعدت خططاً لضرب الساحل الإسرائيلي على امتداده في حال نشوب حرب ضد لبنان وسوريا، وستعمد إلى استخدام صواريخ بر- بحر، والى احكام الحصار البحري ضد أهداف بحرية إسرائيلية، عسكرية وغير عسكرية، لإغلاق الموانئ الإسرائيلية كافة.
وختمت المصادر قولها “ان الجبهة اللبنانية استطاعت وحدها استنزاف القوة العسكرية الإسرائيلية بكل أذرعها وابعاد بعضها عن المعركة منذ بدايتها، فكيف ستكون الحال إذا ما وحدت المقاومة والقيادة السورية جهودهما العسكرية ضد عدو مشترك قرر ضربهما معاً
أما عن الأسلحة السرية التي تملكها سوريا وستفاجىء بها العدو فأهمها دبابة الـ”تي 90” التي تتفوق على الميركافا الاسرائيلية والمعلومات عنها غير متوفرة لأنها في غاية السرية، كما تملك قذائف سهمية أو ترادفية قادرة على اختراق دروع الميركافا التفاعلي و الصواريخ البالستية السورية الأيرانية الكورية المشتركة التي قد تكون الورقة الرابحة في أي حرب مستقبلية مع اسرائيل.
هذا فضلاً عن سلاح الدفاع الجوي والذي ضم مؤخراً منظومة بانستير الروسيه و 300S التي تخافها أسرائيل كثيراً.
سوريا التي لم تكشف عن قدرتها العسكرية منذ العام 1973، عملت أيضاً على تطوير الاسلحة المتوفرة لديها وبالتالي قد تشهد أي حرب مقبلة ضد اسرائيل، التي هددت يوماً بأن “تعيد دمشق الى العصر الحجري”، مفاجآت عدة “تعيدها هي إلى عصر الإنسان الأول”.