سيلفي مع داعش
موقع شاهد نيوز –
فيصل الأشمر:
داعش هي بطلة الفيلم في هذه الأيام. أدت الجزء الأول منه في سوريا وما تزال، وتقوم بأداء دورها في جزئه الثاني في العراق حالياً، بينما أعلن المنتجون عن جزء ثالث قريباً في الأردن ورابع في دول المغرب العربي، والأخير تحت اسم “دامس”. وتغيير الاسم في الجزء الأخير كان لضرورات فنية تتعلق بالمغرب العربي، وكي لا ينال الضجر من المشاهدين بسبب تكرار اسم داعش.
أما كاتبو السيناريو لسلسلة الأفلام هذه فهم عباقرة من مخابرات دول عدة، لكن أفضلهم في الصياغة والمتانة وحبك القصة مخابرات قطر والسعودية، لعراقتهم في الإجرام والتخطيط له، طبعاً مع اللمسات الفنية الجميلة التي لا بد منها لمخابرات الولايات المتحدة أو غيرها من دول الإنتاج السينمائي العظيم.
ولسلسلة أفلام داعش معجبون كُثر، تجدهم في كل البلاد العربية وفي المهجر، يصفون عناصر هذه العصابة بالثوار والحركيين والمناضلين والمجاهدين، وبمحرري سوريا والعراق من الطاغوت، وربما أطلق عليهم بعض هؤلاء المعجبين وصف باعثي عصور النور في هذا الزمان.
داعش هي البطل الذي انتظره المسلمون طويلاً لتحرير فلسطين من الصهاينة، طبعاً بعد القضاء على آخر عربي حول فلسطين، ولتوحيد بلاد الإسلام تحت راية الخلافة، ولتعيد إلى الأمة الأمجاد الغابرة، في العلم والفن والثقافة وحتى في فن الطبخ. بل في فن الطبخ بالخصوص، لما لدى عناصرها من خبرة في طهو الرؤوس أو شيّها وفي تحويل الدماء إلى أنواع مختلفة من الأشربة. أما الفالوذج واللوزينج، نوعا الحلوى المشهوران في زمن العز العربي، فلا بأس باستبدالهما بمنتوجات شركات الولاية التركية المميزة ببسكويتها الشهي.
ولا ينقص داعش ناطقون باسمها، من أصحاب الألقاب التاريخية المجيدة، المبتدئ معظمها بـ”أبو”، وإن شذ عن هذه القاعدة بعض هؤلاء الناطقين، كخالد الضاهر وسعود الفيصل وغيرهما الذين فضلوا الإبقاء على أسمائهم الحقيقية.
ولأن داعش كل ذلك، يسارع كتبة الخليج وبعض الكتبة اللبنانيين التابعين إلى نشر إنجازات داعش، والثناء عليها، ولا مانع عند هؤلاء من التقاط صور “سيلفي” مع مشايخها وقادتها، وولاة المناطق فيها، لابسي الملابس المميزة، أصحاب اللحى المرسلة، وهم يبتسمون البسمات الصفراء إياها، التي ابتسموها مع أسياد داعش لابسي الدشاديش أو البدلات.