“سي جي تي إن”: الولايات المتحدة لا تستطيع إيقاف صعود آسيا والمحيط الهادئ
موقع قناة الميادين:
موقع “سي جي تي إن” ينقل عن مراقبين قولهم إن انتقال النظام العالمي إلى التعددية القطبية، سبق الأحداث الأخيرة وقد بدأ بشكل جدي بعد الأزمة المالية في عام 2008، وتسارع بشكل لا رجعة فيه في عام 2022.
نشر موقع “سي جي تي إن” الصيني، مقالاً للكاتب أندرو كوريبكو، تحت عنوان الولايات المتحدة لا تستطيع إيقاف صعود آسيا والمحيط الهادئ.
وفيما يلي نص المقال منقول إلى العربية:
اتسمت العلاقات الدولية في العام الماضي، باضطراب غير مسبوق وناجم عن ردود فعل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، تجاه العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
كذلك، لم تستطع العولمة، أنّ تتعافى من أضرار وعواقب جائحة كورونا، ولا أنّ تعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2019، ما فرض متغيرات في القطاعات الاقتصادية والعسكرية والسياسية للعالم، من خارج كل التوقعات.
صحيفة “نيويورك تايمز”، أقرت مؤخراً أن حرب أوكرانيا، تسببت في غضب العديد من البلدان في العالم، بسبب تزايد العقوبات ضد روسيا، والارتفاع الجنوني لتكاليف الطاقة والغذاء والأسمدة، مما يسببب في صعوبات اقتصادية حادة في البلدان الفقيرة، وفي الدول الغنية على حد سواء، من الولايات المتحدة نفسها، إلى أوروبا و آسيا وأفريقيا.
مع ذلك، يرى المراقبون، أن انتقال النظام العالمي إلى التعددية القطبية، سبق الأحداث الأخيرة وقد بدأ بشكل جدي بعد الأزمة المالية في عام 2008، وتسارع بشكل لا رجعة فيه في عام 2022.
نظراً لأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تشكل المركز الاقتصادي العالمي، وهي مرتبطة بالمتغيرات السريعة الناشئة، فمن المناسب مناقشة مستقبل هذه المنطقة المنفتحة على الآفاق الدولية.
في غياب التدخل الأجنبي ستمضي آسيا والمحيط الهادئ في مسار إيجابي
من موقعها كقائد إقليمي تطمح الصين إلى مواصلة سعيها لإنشاء مشاريع الاتصال الشاملة، من ضمنها مبادرة الحزام والطريق، التي تطورت بما يتجاوز تركيزها الأساسي على البنى التحتية لتشمل القطاع الرقمي والصحي، والإطار الاقتصادي الإقليمي الشامل الذي أنشأ أكبر كتلة تجارية في العالم على مدار عام 2022.
وفي غياب أي تدخل أجنبي، ستكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في طريقهما للمضي قدماً في مسار إيجابي يعود بالنفع المتبادل على جميع الدول الإقليمية.
ولهذا السبب بالتحديد قامت الولايات المتحدة بتوسيع تدخلها في المنطقة خلال العام الماضي، من خلال إنشاء حلف “أوكوس” العسكري، بغاية المنافسة بشكل غير رسمي، مع التدخل في منطقة تايوان من خلال الزيارات السياسية الاستفزازية ومبيعات الأسلحة.
صممت الولايات المتحدة، تحالف “أوكوس”، على ـ “فصل” الاقتصاد الصيني تدريجياً عن شركائه الإقليميين. على الرغم من أن أجندة فرق تسد هذه قد تكون طموحة، فمن المحتم أن تفشل لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أنّ تنافس الصين على أرض متكافئة، دون التلاعب من خلال العقوبات.
لكن الدول الإقليمية أثبتت بالفعل أنها تتمتع بالسيادة الكافية لعدم التنازل عن مصالحها الوطنية الموضوعية تحت الضغط.
الجانب الثاني من خطة الاحتواء الأميركية للصين، المتعلق بمنطقة تايوان، فقد أوضحت بكين بعزم، أنها لن تقبل أي انتهاكات لخطوطها الحمراء في هذه القضية.
من الناحية العملية، هذا يؤكد أنّ الصين ستتفاعل، إذا أعلن الراديكاليون السياسيون في الجزيرة ما يسمى بالاستقلال، أو إذا حصلوا على أنظمة أسلحة معينة يمكن أن تغير بشكل حاسم ميزان القوى عبر مضيق تايوان. والولايات المتحدة تعرف ذلك، وبالتالي ليس لديها أي مصلحة في تجاوزه.
وبالنظر إلى الاوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، فمن المنطقي أن تتوقع الولايات المتحدة أن تواجه الانتكاسات والفشل في كل مؤامراتها المناهضة للصين، على المدى القريب و البعيد.
هذا بدوره يفسر سبب استئناف الادارة الأميركية الحوار مع بكين، خاصة بعد لقاء القمة بين الرئيسين، الصيني شي جين بينغ، و الأميركي جو بايدن، خلال قمة “مجموعة العشرين” في بالي في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.
من السابق لأوانه القول، أن الولايات المتحدة، قد تكون صادقة بشأن خفض التوترات وستكشف رحلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين المقبلة إلى الصين، ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم ملموس.
بعد كل شيء، يرتبط الازدهار الاقتصادي للولايات المتحدة ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وسيكون من المضر بمصالحها في تأجيج نيران التوترات الإقليمية. وأن مؤامرة تقسيم منطقة آسيا والمحيط الهادئ لن تفشل فقط، بل ستؤدي إلى نتائج عكسية.
والنموذج السابق للعولمة المتمحورة حول الغرب، قد عفا عنها الزمن، ومحاولة استعادة الوضع السابق مستحيلة، لأن العالم كله قد تحرك بالفعل نحو نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب.