سورية… وفضيحة القمة
الكاتب الأردني ناهض حتر:
أنْ يجلس خطيبُ جُمعةٍ، من الدرجة العاشرة، على مقعد حافظ الأسد، فتلك نكتة تثير الأسى. من الحَمَدين القطريين ـــ الإسرائيليين، إلى تابعهما نبيل العربي إلى «الداعية»، أحمد معاذ الخطيب، والقادة العرب المصفّقين له، مشهدٌ كاريكاتيريّ ليس إلا. فلندعه خلفنا، ونزوَرّ عن جامعة عربية تحوّلت مسخا تحت لواء مسخ، لا يستحقّ حتى موقف لحظة! كذلك، فلنرم جانبا، الأوهام حول «المعتدلين» في المعارضة السورية؛ فلتخسأ معارضة كهذه أفضلها خطيب أتاحت له حاجة الحرب الإمبريالية إلى دمى، أن يُجالس وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ليطلب منه نصب صواريخ باتريوت، في مناطق سيطرة الإرهابيين في الشمال السوري. عندها ستكون اللوحة مكتملةً: قبّة حديدية أميركية لحماية الإرهاب التكفيري، تقابلها قبّة مثلها لحماية الإرهاب الصهيوني، وثالثة لحماية الإرهاب العثماني!
يلحّ عليّ بدر شاكر السيّاب: «إني لأعجبُ كيف يمكن أن يخون الخائنونْ!/ أيخونُ انسانٌ بلادهْ؟/ إنْ خان معنى أن يكونْ/ فكيف يمكنُ أن يكونْ؟» يكون مثل أعضاء ائتلاف الدوحة، وعلى رأسهم معاذ الخطيب.
بالفم الملآن أعلن الخطيب أنه «لا يخجل» من طلب المساعدات الأميركية، المالية والعسكرية، لتدمير بلاده؛ إنه لا يخجل حقا، ككل المعارضين المصطفّين في الخندق الإمبريالي الرجعي التركي ضد الدولة السورية. ولو كنتُ مكان هيثم منّاع وصحبه، لطالبتُ اليوم بالذات، لا بمفاوضات مع النظام، وإنما بجبهة موحدة تضمّ جميع الوطنيين السوريين في مواجهة الحرب الضروس المتصاعدة على سوريا، الدولة والوطن.
إلى السلاح! الجنرال غورو آت، هذه المرة، من الشمال والجنوب والغرب؛ فلتكن ميسلون… لكن، ليس لنا، اليوم، إلا خيار النصر! وبأيّ ثمن، وبلا حسابات.