سمير قنطار حلم بالشهادة منذ تحريره.. وحققه اليوم
موقع قناة الميادين ـ
نقولا طعمة – لبنان:
خرج سمير قنطار من السجن على استعداد لمواصلة القتال ضد العدو الاسرائيلي غير آبه بالتهديدات التي وجهت إليه باغتياله، وذلك ما عبر عنه في لقاء معه عقب تحريره بأيام
ما كنت أعرفه عن السجون أنها تخرِج صغار الخارجين عن القانون كبار مجرمين، وقد يكون ذلك عن سابق تصميم لدى سلطاتٍ ما، تستخدمهم في “أجنداتها”. وما لم اكن اعرفه هو المقلب الآخر من الصورة، أي القول المأثور أن السجون تصنع الرجال، إلى أن تحقق لي فهم تلك الحقيقة يوم زرت الشهيد سمير قنطار في منزله في بلدته “عبيه” في الجبل اللبناني، أياما قليلة بعيد تحريره من السجن الاسرائيلي سنة ٢٠٠٨. محاورة صغيرة معه أظهرت كم أن قناعاته التي دخل السجن من أجلها، هي أكثر رسوخا في عقله وثقافته من أي شخص آخر خارج السجون. كم شعرت نفسي في حالة ضعف، ألهث وراء أسباب الحياة، بينما هو يخرج من السجن أكثر حماسة، والتزاما بقناعاته، وأشد اندفاعا لمواصلة القتال تحقيقا لها، واكثر وعيا لمخاطر العدوان، وعلى ما يحيط بالأمة من مخاطر.
يوم خرج من السجن بدا أكثر التزاما بالمقاومة، شاكرا فضلها في تحريره، خاصا بالشكر قائدها السيد حسن نصرالله، وجمهورها الذي حضن المقاومة، وحماها، وحافظ على استمرارها.
يوم خرج من السجن بدا أكثر التزاما بالمقاومة، شاكرا فضلها في تحريره، خاصا بالشكر قائدها السيد حسن نصرالله، وجمهورها الذي حضن المقاومة، وحماها، وحافظ على استمرارها.
وعربونا لنضالاتها وتضحياتها، اختار طريقها الجهادي، معربا عن التزامه خطها في المواجهة، والاستعداد بكل قوة لاستكمال المسيرة معها. كلام ردده في تصريحه، وأمام عشرات الوفود التي زارته من كل المناطق، التي ضمت في صفوفها الكثيرين ممن لم يولدوا يوم دخل السجن، أو كانوا ما يزالون أطفالا، ومن كان شابا منهم قارب الشيخوخة، لكنهم جميعا جاؤوا أكثر حماسة في التزام النهج الذي دخل السجن من أجله.
عرفت كثيرين خرجوا من السجون اكثر وعيا وصلابة، واعرف من هو داخل السجن منذ عشرات السنوات، لكنه لم يزل على قناعاته، ملتزما القضايا التي افضت به الى السجن. صورة هؤلاء تجسدت في الشهيد سمير عندما سألته عن التهديد الاسرائيلي باغتياله، فرد بكل برودة، غير آبه بالتهديد: هم أخذوا القرار. أنا لم أخشهم عندما كنت هناك، ولن أخشاهم هنا. وأنا مستعد أن أقاتل وأستشهد وأدفع ثمن استشهادي.
يستشهد سمير اليوم تحقيقا للحلم الذي انخرط فيه منذ خروجه من السجن، ورحل ملتزما حقيقة أنه ليس إلا رافدا فدى النهر العميق.