سليمان فرنجيه “سيد القصر”
وبدأت الحلقة من قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه من مكتب “سيد القصر” وبصوت خافت يتذكر بطريقة متسلسلة، وكأنه يعيد بالصوت صور الامس ووجوه الشخصيات التي زارت او احتمت في القصر المرجع وعند الرئيس المرجعية.
يتذكرّ كل ما هو مضيء وحلو وعاطفي ، يتذكر ما يحب ومن يحب، وفي الذكريات تظهر القيادة عنده بالفطرة.
وما لفت حرصه على ان تتذكره الاجيال بصورة من لم يرتكب اخطاء اخلاقية .
اما العلاقة مع الجد فكانت الى الحب والعاطفة فيها بعض من استقلالية هو ابن كل بيت حضن واحبّ، هو المتفلت من كل اطار او دوام، هو المتفلت كالعاطفة كالحب كالهواء.
والرئاسة قد تكون طموحا مشروعا ولكنها ليست هاجسا وطالما وجد نفسه بين اهله وناسه هو القوي بهم ومعهم.
والانفتاح عنده ضرورة ولكن من منطلق الوضوح وليس الضبابية المجمّلة بكلمة مسايرة او مناورة.
هو المنسجم مع نفسه وقناعاته مع اعتماد المرونة عند الضرورة.
هو الطالع من بيت عربي وعروبي نهجا وممارسة ، هو وريث الخط العربي الحريص على الهوية العربية منذ الملك فيصل الى جمال عبد الناصر وصولا الى سليمان فرنجيه وحافظ الاسد.
هو ابن الفكر المقاوم الذي طالما راهن على الانتصار للهوية العربية على حساب الانقسامات المذهبية او الطائفية او المناطقية.
هو ابن البيت الذي دفع دما ثمن انتمائه العربي .
سليمان فرنجيه الشقي من صغر وشقاوته المقرونة بالجرأة والطرافة كانت المؤشر لحس القيادة.
ذاكرته الطرية تدل ليس فقط الى النباهة بل الى الوفاء ، الوفاء لوجوه مرت وأثّرت.
فيما همه اليوم الشباب واتاحة فرص العمل لهم لانقاذهم من الهجرة ، هو المحافظ على الجذور والمتطلع الى الغد، وريث فكر ومورّث رؤية، متجذر ومتطور، حريص ومتحرر.
سليمان فرنجيه الواقعي لا يرمي وعودا فضفاضة بل يعتمد الشفافية والبراغماتية احتراما منه للشعب والوطن، هو الطامح لاعادة هيبة الكرسي وصلاحيات الرئيس.
سليمان فرنجيه وعند كل سؤال يعطي للناس وللشعب حق التقييم من ايمانه بوفاء الناس وحقهم في التقييم والتقويم.
هو البيئي ابن الارض، زارعها وحارثها وحارسها، الصياد العارف والمحترف والصديق للطبيعة ” والصياد هو الصديق الاكبر والاصدق للطبيعة”.
الايمان عنده هو السلام الداخلي والعلاقة الروحية مع الخالق ، ايمان الانسان اعماله، والانسان مجموعة صدف وقد تكون المجزرة احدثت عنده ردة فعل احدثت عنده غضبا، والتحدي هو “الانتصار على الغضب” الانتصار على الحسابات الشخصية ، الانتصار على الخطأ ، و”الحرية هي حين نتحرر من احقادنا والتسامح لا يعني النسيان”.
سليمان فرنجيه في كلامه اظهر انه المسيحي من غير ادعاء، انه المسيحي الحق المتحرر من كل حقد او انتقام، انه المسامح الذي قدم الغفران قربانا وبرشانة.
وتعريفه عن الاقطاع بالاقطاع الفكري فيه تشخيص للموضوع بشكل دقيق، والوريث صاحب حق بالترشح ولكن للناس كامل الحق بالخيار والمحاسبة وفي كل مرة يعود الى الناس والى سلطة الناس، وما من مشكلة من دعم للفكر ولكن المشكلة التحول الى رهينة للداعم او اسير.
تيار المرده اليوم تحوّل من محبة شخص الى فكر واليوم انتشر فكر المرده في كل لبنان.
“التخلي للحليف مش تخلي بل بيكمل” جملة تختصر ثقافة الاخلاق عند سليمان فرنجيه الذي يعطي من غير ان يسأل.
الصدق لديه بالتحالفات والطعنات لا تفاجئه.
صادق في تحالفاته ومؤمن بالمقاومة سبيلا للكرامة ، والثقافة عنده اساس هو الذي لم يكمل علومه لاسباب امنية وسياسية ، تعلم في مدرسة الحياة وصقل ثقافته حدّ الاستعداد لاي مناظرة.
وفي الفقرة الاخيرة في المنزل حيث ريما فرنجيه التي فتحت باب البيت وباب القلب ،ومن محبتها للمنطقة واهلها تعمل و “السيدة الاولى ” هي الاقدر على نقل واقع لبنان الى المسرح العالمي.
ريما فرنجيه تهوى البساطة من دون تكلف ، والبساطة تشبه الطبيعة حيث “عظمة البساطة” . حتى “الحب ” عند هذا الثنائي ينساب ببساطة كما الموسيقى التي يحبها سليمان فرنجيه هو الذي يحب فيروز واديت بياف وجو داسان وخوليو وبافاروتي.
وطني دائما على حق بطاقة في وجه الكل، بطاقة الوطن الواحد بوجه اي آخر فيما المشاكل الداخلية تُحلّ في الداخل.
“سيد القصر” مع سليمان فرنجيه احاط بشخص وشخصية سليمان فرنجيه حيث انساب كلامه ماءً فضياً طالعاً من ارض بنشعي الغارقة في اخضرها المتدرج حقولاً وحفافي.
ساعة ونصف الساعة اضاءت على شخصية سليمان فرنجيه واضافت لجمهور الشاشة الذي مل ّ كلاما مستنسخا ومعادا.
“سيد القصر” في زمن يفتقد فيه القصر الى سيّد.
شكراً لسمر ابي خليل والفريق العامل ولمحطة الجديد التي من ارض الواقع قدّمت الجديد.
موقع المردة – فيرا يمين