سرقة أعضاء سوري في مستشفى حكومي تركي
علاء حلبي –
صحيفة السفير اللبنانية:
من جديد، عادت حالات سرقة أعضاء السوريين في المستشفيات التركية تظهر إلى العلن، بعد توقف عن الظهور الإعلامي دام بضعة أشهر، ما خلق وهماً أن هذه الظاهرة في طريقها للزوال.
إلا أن الوقائع الجديدة تشير إلى أنها ما زالت مستمرة، وتخطت حدود مافيات الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية، لتصل إلى مراتب المستشفيات الحكومية التي من المفترض أنها مدارة من قبل طاقم طبي وإداري مراقب، ضمن سلسلة إدارة تمنع حدوث مثل هذا النوع من العمليات «الإجرامية»، إلا إن كانت هذه «المافيات» مرتبطة أصلاً بسلسلة هرمية متجذرة في هيئات إدارة عليا.
أحمد عبد الكريم محمد، شاب في الـ19 من عمره، نقل إلى مستشفى «انطاكيا الوطني» الحكومي لتلقي العلاج، بعد أن أصيب بشظية في رأسه نتيجة قصف الطيران لبلدة مورك في حماه بتاريخ 31 كانون الثاني الماضي، بالتزامن مع اشتداد المعارك في محيط البلدة.
وأكد ناشطون، قاموا بنشر تسجيل مصور للشاب، أن ذوي الشاب فوجئوا بابنهم وقد فارق الحياة في المستشفى رغم أن إصابته طفيفة، كما فوجئوا بآثار عمل جراحي في بطنه، رغم ان الإصابة كانت في رأسه، فقاموا بنقله إلى بلدة اللطامنة في ريف حماه وطلبوا من بعض الأطباء فتح الجرح لمعرفة سبب وجوده، حيث اكتشف الأطباء أن بطن الشاب خالية من أية أعضاء.
ويظهر الفيديو الذي نشرته مجموعة «تجمع شباب مورك الأحرار» المعارضة على موقع «يوتيوب» بطن أحمد وقد شق بشكل كامل وخيط من عنقه وحتى أسفل بطنه، في وقت كان يتحدث فيه مصور التسجيل عن سبب وجود هذا الشق، مؤكداً أن سببه «سرقة أعضاء تعرض لها في المستشفى الوطني في انطاكيا»، قبل أن يوارى الشاب الثرى في قرية اللطامنة.
وفي هذا السياق، يشير ناشطون إلى أن حالة أحمد تأتي ضمن سلسلة حالات سرقة أعضاء يتعرض السوريون لها بشكل متواتر في المستشفيات التركية. وتحدث أحد الناشطين عن طبيب في أحد مستشفيات أضنة تسبب بمقتل عدد من السوريين، وقام بسرقة أعضائهم. كما تم توثيق أسماء عديدة لسوريين تعرضوا لحوادث مماثلة، كحالة جاسم المنبجي، وهو من سكان حي الحيدرية في حلب، والذي سرقت أعضاؤه بعد أن نقل إلى مستشفى «الشهيد كمال» في تركيا، حسب ما نقل موقع «آفستا» عن ابن عمه حميد المنبجي. كما وثق الموقع حالة سليمان تركماني، من ناحية الراعي، الذي أصيب في 11 كانون الاول العام 2012، ونقل أيضاً إلى المستشفى ذاته، حيث سرقت أعضاؤه وسلّمت جثته الى ذويه، حسب ما يؤكد والده للموقع.
ويقول مصدر معارض، لـ «السفير»، انه من الصعب في الوقت الحالي توثيق حالات سرقة الأعضاء في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة لأسباب عدة، أبرزها عدم وجود جهاز يمكنه متابعة هذه الحالات بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة، إضافة الى استحالة ضبط هذه الحالات، كون جماعات مسلحة عديدة، وذات سطوة، متورطة في هذا النوع من الجرائم. ويضيف ان «عدد الحالات كبير جداً، ولكن نسبة بسيطة من أهالي المتوفين يفصحون عن تعرض أبنائهم لسرقة الأعضاء، أما الباقون فلا يصرحون بسبب جهلهم في بعض الأحيان، وبسبب خوفهم من سطوة المسلحين في أحيان كثيرة».
يشار إلى أن صحيفة «يورت» التركية نشرت تقريراً في تشرين الأول العام 2012 تحدثت فيه عن تورط مسلحين معارضين في شبكات للاتجار بالأعضاء البشرية، بالتعاون مع مستشفيات ومراكز صحية في تركيا، حيث يقوم المسلحون بنقل المصابين إلى المستشفيات التركية لتتم سرقة أعضائهم. كما نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) تقريراً، في كانون الأول الماضي، عن عضوين في جماعة مسلحة ألقي القبض عليهما في حمص، اعترفا بتورطهما في عملية سرقة أعضاء ونقلها إلى ريف إدلب قرب الحدود التركية، إلا أنه وعلى الرغم من تواتر التقارير وانتشار وثائق ومستندات تثبت تورط أطباء و«مافيات» تنشط في تركيا، لم تتخذ السلطات التركية أي إجراء فعلي حيالهم حتى الآن.