سخطٌ في الأوساط الكردية على سياسة برزاني
انتقدت الأوساط الكردية وبشدةٍ في بيانٍ لها السياسة التي ينتهجها مسعود بارزاني، وجاء ذلك رداً على الأحداث التي شهدتها محافظة كركوك في اليومين الأخيرين نتيجة إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان عن الحكومة العراقية المركزية.
يأتي هذا في الوقت الذي توصّل فيه الاتحاد الوطني الكردستاني إلى اتفاق مع القوات العراقية، ووضح فيه الاتحاد الكردستاني لممثل القوات العراقية بأن البارزاني لم يعد بعد الآن قائداً لهم وأن الأحداث الأخيرة في كركوك ما كانت لتحدث لولا إجراء استفتاء الانفصال.
حركة التغيير والتي تعد بدورها من ضمن الأحزاب المعترضة على اجراء الاستفتاء طالبت هي الأخرى بحلِّ حكومة إقليم كردستان العراق، واعتبرت بدورها الجماعة الإسلامية الكردستانية أن الأحداث الأخيرة في كركوك نتيجة لإجراء الاستفتاء على انفصال الإقليم.
هذا وكانت بعض الأوساط الكردية قد اعترضت -ومنذ اللحظات الأولى لطرح فكرة الاستفتاء- على جوهر الفكرة ككل.
وتعتقد هذه التيارات الكردية بأن اجراء الاستفتاء لا يصب في مصلحة الشعب الكردي، بل إنه يحقق منافع برزاني الشخصية إضافة إلى تحقيقه لمنافع الأطراف الدولية، وخصوصاً أن الولاية الدستورية للرئيس مسعود بارزاني كانت قد انتهت منذ وقت طويل، وكان يحاول شرعنة بقائه في السلطة والفوز بولاية رئاسية جديدة بطرح فكرة الاستفتاء.
وما كانت حوادث كركوك إلا نتيجةً لتشبث برزاني بسياسته الخاطئة واللاعقلانية، مما أدى إلى ترسيخ الفكرة التي تقول بأن سياسة برزاني تتعارض وبشكل شديد مع المصالح الكردية في المنطقة في عقول بعض التيارات الكردية، وخصوصاً أن العنصر الخارجي كان من يدير الدفة عن بارزاني في المرحلة السابقة.
هذا وكان بارزاني يمنّي النفس بإجرائه للاستفتاء مستفيداً من دعم بعض الأطراف الخارجية بالوصول إلى أهدافه الشخصية، والانتقال بملف الاستفتاء من الجو الداخلي إلى الأروقة الدولية مما يجعل طريقه نحو الانفصال مغروساً بالورود لا الأشواك.
وبطبيعة الحال، فإن مهمة بارزاني، التي رسمها الأمريكيون بريشة سفيرهم السابق في العراق “زلماي خليل زاد” ليست إجراء الاستفتاء بحد ذاته بل هي امتداد للخطة الرئيسية للإدارة الأمريكية في تفكيك وشرذمة العراق والمنطقة في حقبة ما بعد داعش.