ستة عشر عاماً بطعم العز
موقع إنباء الإخباري ـ
مصطفى المصري:
ستة عشر عاماً على التحرير، بطعم العز، بلون شتلة التبغ الصامدة في جنوب لبنان..
ستة عشر عاماً لا تقاس بمقياس الوقت، بل بمقياس العزة والكرامة..
ستة عشر عاماً وما زالت تلال وأودية الجنوب تخطها أقدام رجال الله..
ستة عشر عاماً على اندحار العدو الصهيوني، ولعل الجنوب كسر لعنة هزائم العرب أمام اسرائيل، فاندحر جنود العدو كالجرذان، بدون قيد أو شرط، وتركوا خلفهم عملاءهم وتاريخهم الأسود .
ستة عشر عاماً، وما زال جنرالات الحرب في إسرائيل يبكون على الأطلال. فالرئيس السابق لشعبة العمليات العسكرية في الجيش الاسرائيلي اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند الذي رئس مجلس الأمن القومي ـ وهو المجلس الذي ساهم في صناعة قرار الهروب من الجنوب اللبناني ـ أطلق اعترافه بالهزيمة الاسرائيلية في جنوب لبنان، وقال إن حزب الله هو من فرض علينا شكل وتوقيت الانسحاب من لبنان في أيار ٢٠٠٠، معترفاً أن الجيش الاسرائيلي لم يتمكن من أن يوفر الأمن لسكان المستوطنات.
فأساطير التفوق التي روّجتها الثقافة العربية الانهزامية رحلت إلى غير رجعة في تحرير عام ٢٠٠٠، وبالضربة القاضية، كما قال سيد المقاومة عام ٢٠٠٠، وإسرائيل عام ٢٠١٦ ما زالت أوهن من بيت العنكبوت .
ست عشرة سنة، تغيرت خلالها المنطقة العربية بعد الخريف العربي، فدُمرت أوطان وبدّلت خرائط وهجّرت شعوب وأبيدت أقليات، ولبس الصهاينة ثوب المتأسلمين وخرجوا من رحم التكفير، ليكملو حلم بن غريون وهرتزل بتقسيم الأوطان إلى دويلات متنازعة.
ولكن الذين واجهوا اسرائيل وهزموها عام ٢٠٠٠ وعام ٢٠٠٦ يهزمون أذنابها الآن في سوريا.
نعم بعد ستة عشر عاماً اثبتت المقاومة أنها العين التي قاومت المخرز، وأن الثابت الوحيد مع كل هذه المتغيرات هو أن تحرير عام ٢٠٠٠ هو بداية العد التنازلي لنهاية وجود دولة العدوان الصهيوني.