سباق مع الزمن أم سباق جمال ينتظرنا؟
قناة الميادين ـ
موسكو ـ سلام العبيدي:
إنه سباقٌ مع الزمن في سوريا. سباقٌ بين الروس والأميركيين والأتراك والأوروبيين. لا أذكرُ الإيرانيين لأنهم موجودون على الأرض السورية، كما هم موجودون في فريق واحدٍ مع الروس في المخططات الجيوسياسية لمستقبل المنطقة.
موسكو ـ سلام العبيدي:
إنه سباقٌ مع الزمن في سوريا. سباقٌ بين الروس والأميركيين والأتراك والأوروبيين. لا أذكرُ الإيرانيين لأنهم موجودون على الأرض السورية، كما هم موجودون في فريق واحدٍ مع الروس في المخططات الجيوسياسية لمستقبل المنطقة.
الغائبون عن السباق هم العرب. غائبون في الرؤى المستقبلية، لكنهم حاضرون في الواقع التدميري لسوريا والعراق وليبيا واليمن ولكل ما تبقى من شَيْءٍ كان يسمى في يومٍ ما أُمَّةً عربية.
قيمُ البداوة التي ظننا أنها أصبحت بائدة هي التي تفرض علينا قواعد اللعبة والتصرف والحياة: “جئناكم بالذبح” غدا الشعار الأكثر انتشارا في أرجاء واسعةٍ من وطنٍ كبير، وطن حلم أجدادنا وآباؤنا ونحن معهم بأن يتوحد في يومٍ ما. أردنا أن نغرس هذا الحلم في خلايا أدمغة أبنائنا، لكن هذه الخلايا ترفضه كما يرفض الجسم عضواً غريباً يزرعُ فيه.
لكن هذا ليس موضوعنا في السباق مع الزمن على أرضنا، على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
ألم نخسر السباق عندما قسمنا المستعمر إلى دويلات قبل مئة عام؟ ألم نخسر السباق عندما وضعت شريعة الحياة بعد الحرب العالمية الثانية؟ ألم نخسر السباق عندما سلبت فلسطين؟ ألم نخسر السباق عندما افتعلت الحروب والفتن بين الدويلات العربية؟ ألم نخسر السباق عندما غزي العراق؟ ألم نخسر السباق عندما خدعنا بفتنة “الربيع العربي”؟
ألا نخدعُ الآن بأكذوبة الحرب على “داعش” من قبل من أتى إلينا بـ”داعش”؟
المضحكُ المبكي أن الخداعَ سيتكرر والقتلُ سيستمر والتقسيمُ سيتعمق والاحتلالُ سيتجدد والتفرقةُ ستسود، التاريخ يتكرر مرتين، مرة بشكل تراجيديا ومرة بشكل كوميديا، وفي الحالتين نحن الخاسرون. وماذا بالنسبة للسباق مع الزمن اليوم؟
أردوغان الملوث السمعة بعد فضائح الصفقات النفطية مع “داعش” لم يجد بداً الا التدخل في العراق، لانه لن يجرؤ بعد اليوم على مدِّ عنقه ولو شبراً واحداً في سوريا.
الأميركيون يرسلون بضع عشرات من رجال قواتهم الخاصة الى الحدود العراقية السورية في مهمة لا يبدو انها ستقدم او تؤخر في حسم المشهد السوري ميدانيا.
البريطانيون يبعثون ثماني طائرات الى قبرص لرفعِ العتبِ عن لندن في محاربة الإرهاب الذي يعد مواطنهم “الجهادي جون” أفظع سفاحينه.
الألمان الذين لا يسمح دستورهم منذ سبعين عاما بمشاركتهم في الحروب سن برلمانهم قانونا يسمح بإرسال قوات الى المنطقة للمشاركة رمزياً في الحرب على الإرهاب.
أما الفرنسيون الذين اشتروا النفط من “داعش” لا يبدو أنهم مستعدون لحرب حقيقة ضد الإرهاب الذي ضربهم في عقر دارهم. ولولا الأمر كذلك كيف يمكن تفسير سحب حاملة الطائرة “شارل دي غول” من المتوسط إلى الخليج؟
الروس فقط يبدون أكثر عزيمةً وشكيمةً في هذا السباق. لقد وضعوا موطئ قدم في سوريا، ويبدو أن فلاديمير بوتين إرتهن هيبة بلاده بتحقيق نتيجة قصوى في بلاد الشام، لأنه يريد الانطلاق منها لتوسيع نفوذه في المنطقة برمتها. في هذا السباق مع الزمن قسم من العرب يقاتل مهد العروبة – اليمن. وهكذا “على نفسها جنت براقش”.
يبدو أن البعض يريد لأمتنا مصيراً آخر،،، أن نشارك في سباق الجمال!!!