زمن هيهات!
موقع إنباء الإخباري ـ
بتول زين الدين:
“فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا”
“هيهات” هو شعار الحملة العاشورائية لهذا العام 2013، وهيهات في اللغة العربية اسم فِعل معناه البُعْد، أي بعُدت.
و”هيهات منّا الذلّة”، هو الشعار الذي أطلقه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء حين قال: “ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام”.
شعار يردده سماحة الأمين العام لحزب الله مراراً كل عام في أيام ذكرى عاشوراء، وحتى في غيرها من الأيام. كما يقول سماحته أن أكثر وقت إستحضر فيه هذا الشعار، كان أثناء حرب تموز: “لم يمر في حياتي يوم اقتربتُ فيه من فهم الحسين وكربلاء إلا في الأيام الأولى من حرب تموز، لأنهم جاؤوا وقالوا لك: عندك خياران، إما الإستسلام الذليل وإما السحق، الموت العزيز، في تلك اللحظة(..) الذي حضر في وجداني وفي عقلي وفي قلبي مباشرة يوم العاشر عندما وقف الحسين وقال: ألا وإنّ الدعي بن الدعي(..) هيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله ..”.
نعم، يأبى الله لنا ذلك، فالله عز وجلّ فوض للإنسان المؤمن كل شيئ إلا أن يذل نفسه.
أما اليوم، وبعد إجتياز محنة تموز بانتصار، نورد جزءاً من خطبة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حين جهز معاوية جيشه، وانتهى إليه أن خيلاً لمعاوية وردت الأنبار فقتلوا عاملاً له يقال له” حسان بن حسان البكري”. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: .. أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلا وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاْوْطَانُ.
كلام ٌ، يمثّل بيت القصيد في وقتنا الحاضر لانسجامه مع المحنة الجديدة التي نواجهها حيال سوريا.
كلام ٌ، يتقاطع مع كلام الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حين أكد أن: “المقاومة لا تسطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكشف ظهرها أو يكسر سندها، بوضوح، وإلا نكون أغبياء، الغبي هو الذي يقف ويتفرج على الموت وعلى الحصار وعلى المؤامرة، تزحف إليه دون أن يحرك ساكناً، هذا هو الغبي. العاقل المسؤول هو الذي يتصرف بكامل المسؤولية”.
نعم لأن هذا العام هو عام “هيهات”، أما العام الماضي2012، وبعد نشر الفيلم المسيئ للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم كان شعار الحملة العاشورائية “لبيك يا رسول الله”.
أما في العام 2011 فكان شعار الحملة العاشورائية: “عزة وإباء”