زحف السفارة: العرس الشعبي.. والمأتم الإعلامي
موقع إنباء الإخباري ـ
محمود ريا:
بعد أن انتهى المهرجان الشعبي الحاشد الذي شهدته السفارة السورية في لبنان إلى ما انتهى إليه من تأكيد على ارتباط السوريين النازحين والمقيمين ببلدهم ودولتهم، ﻻ بد من التأكيد على بعض النقاط:
من خلال مشاهدات حية واحتكاك مباشر مع الزاحفين إلى السفارة السورية، يمكن القول إن كل الحديث عن إلزام وإجبار ناجمين عن تهديد ووعيد، هو حديث فارغ من المضمون، قضلاً عن انه في حقيقته لغو ولقلقة لسان.
فالحماس الذي كان في عيون الصاعدين من بيروت وضواحيها، والقادمين من الشمال والجنوب ومن البقاع، يختلف عن شعور اﻻحباط واﻻنهزام الذي قد يفرض نفسه على وجوه المجبرين والمهددين.
لقد كان الزاحفون إلى السفارة – بمعظمهم – في عرس حقيقي، يعبرون فيه عن ارتباطهم ببلادهم وبدولتهم، وقد أظهروا هذه المشاعر من خلال التصريحات التي أدلوا بها، والأنشطة المتعددة التي قاموا بها على أبواب السفارة، وفي الشوارع المؤدية لها.
وأكثر ما ظهر هذا الشعور كان من خلال اصطحاب العائلات للأطفال والصغار إلى هذا العرس، فالمجبر على القيام بخطوة من هذا النوع، لن يفرض على عائلته كلها الحضور إلى هذا الموقع وبالشكل الذي شهدناه خلال اليومين الماضيين.
هناك من هاله المشهد فخرج يرسم السيناريوهات، ويخترع التوقعات، ويتحدث عن تهديدات وإلزامات. ولعل أكثر ما تردد في الإعلام هو قول هؤﻻء إن المواطنين السوريين تم تهديدهم بعدم الدخول إلى بلادهم نهائيا في حال لم يحضروا إلى السفارة للتصويت. وبالرغم من سخافة هذا الافتراض، فإن التدقيق فيه يكشف عن حقيقة مهمة، ليست أبدا في مصلحة المروجين له.
إن تجاوب مئات اﻵﻻف من المواطنين السوريين مع هذا التهديد المزعوم، وزحفهم بهذا الشكل المهيب، هو دليل على يقين هؤﻻء المواطنين بأن النظام باقٍ باق، وإلى مدة طويلة جدا، ما يعطي صورة بائسة لحال المعارضات المتعارضة في سوريا، ويكشف عدم اقتناع هؤﻻء المواطنين بقرب وصولها إلى الحكم في دمشق.
الزحف السوري إلى السفارة في لبنان، كما إلى السفارات السورية في الكثير من عواصم الدول، يوضح أن المواطن السوري حسم خياراته، وهو يعرف أن ادعاءات السعي لتحصيل حقوقه، التي أطلقتها المعارضات المتناحرة على مدى السنوات الماضية، ليست إﻻ ادعاءات فارغة، وأن الوقوف في صف الدولة هو الطريق الوحيد للخلاص من اﻷزمة التي تعيشها سوريا.
أما تخبطات الإعلام في لبنان، وتخبيصات السياسيين والإعلاميين، من الذين يتعرضون للصدمة تلو الصدمة إزاء تطورات اﻷوضاع في سوريا، فهي تعبير عن حالة يأس، وحالة انهيار، وحالة فرار من الواقع المرّ الذي يجدون أنفسهم فيه
شكرا لك أُستاذنا على هذا المقال التحليلي الرائع وأوعدكـ بأن كل مُعارض عربي وكُل دوله عربيه مُعارضه للنظام السوري والمقاومه اللبنانيه سيرجعون لحجمهم الأصلي , بعد إنتهاء الأزمه وأنا متفائل بالله سترجع المياه لمجاريها بل وأفضل إن شــاء الله تعالى