رهان المقاومة، وصلف الصهاينة..!!

 

hezbollah-palestine

تتعرض بعض البلدان العربية الشرق أوسطية لأزمات وإرهاب وافد عليها يشكلان معاً، كما يراد منها، حافزاً للعدو الصهيوني لتمرير نواياه المشؤومة وسط إنشغال العالم العربي بعضه ببعض بفعل ما تضعه ما تسمي بالقوي الكبري من مخططات تساهم فيها -للأسف- بعض الدول العربية أيضاً.

وتحت الغطاء الذي توفره هذه الأزمات المختلقة، يعمل الكيان المحتل لإضعاف الجبهة العربية وإستنزاف طاقاتها بإثارة الصراعات في العالم العربي وإشغاله بأزمات هو في غني عنها وتبعده عن الإهتمام بقضاياه الرئيسية، وفي مقدمتها قضيته المركزية فلسطين، ليسهل له الإنقضاض عليها وإبتلاعها.
إن الهجمات والغارات الصهيونية الجديدة علي مناطق شاسعة من قطاع غزة والتي أدت إلي سقوط العشرات من الشهداء والمصابين الأبرياء، لن تكون الأخيرة في أجندة العدو الذي يحاول مدعوماً من وساطة أمريكية منحازة إليه، أن يتظاهر أنه يدافع عن نفسه، يشجعه في ذلك صمت ما يسمي المجتمع الدولي وتجاهله للممارسات الإجرامية لهذا الكيان اللقيط.
مما لا شك فيه أن إعتداءات الكيان المحتل لن تفِّل من عزم الفلسطينيين وإرادتهم الراسخة لمقاومة الإحتلال وسياساته التوسعية سيما في القدس الشريف، بإعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، بل تزيدهم تصميماً علي مواصلة طريق المقاومة والصمود حتي تحرير كامل الأراضي المحتلة، ورفض التسوية التي يهدف العدو من ورائها تحقيق أهدافه علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة.
إن العدو الذي يدرك تمسك الفلسطينيين بخيار المقاومة التي أقضت مضاجعه ليس في فلسطين، بل في لبنان وأينما وجدت هذه المقاومة، يهدف حسب أوهامه من وراء تصعيد الضغوط علي الفلسطينيين وسط صمت المجتمع الدولي، إلي خلق تصور بأن المقاومة لا تحمل لهم سوي الدمار والتشرد، وان التسوية كما يريد هو فرضها هي وحدها الحل الأمثل!!
وطالما بقي العالم العربي علي صمته وعدم إكتراثه بقضيته المركزية، وإنشغال بعض دوله بالمساهمة في الأزمات التي يختلقها الأعداء الذين لا ينشدون الخير للعرب، فإن العدو الصهيوني يبقي علي تماديه في جرائمه ضد الفلسطينيين ضاربا بعرض الحائط كل المعايير الأخلاقية والإنسانية.
وطالما إستمر الحال علي هذا المنوال، فإن الأزمات والقضية الفلسطينية تبقي تتفاعل في وجود هذا الكيان اللقيط لتنتج عنها مشاكل جديدة إذا لم يتم الإعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويرضخ العدو لإرادة هذا الشعب.
المصدر : الوفاق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.