رغم سنوات الحرب السبع في سورية.. الإسرائيليون لا يثقون بقدرات جيشهم
صحيفة الوطن السورية ـ
تحسين الحلبي:
كانت الجبهة الشمالية الممتدة من حدود الجولان المحتل إلى جنوب لبنان على جدول عمل اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن والسياسة الخارجية في الكنيست الإسرائيلي، واستضافت اللجنة نظراً لأهمية الموضوع، رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت لكي يعرض تقديره للوضع على منطقة جنوبي سورية وجنوبي لبنان بصفتهما جبهة الشمال المعادية للاحتلال الإسرائيلي وهي بنظر إسرائيل أخطر الجبهات على مصير الكيان.
بات ملاحظاً أن وسائل الإعلام العربية التي تمولها دول النظام الرسمي العربي وكذلك الإسرائيلية والأميركية، بدأت منذ أيام تتهم حزب الله وحلفاءه بالتحضير لحرب على إسرائيل، على حين إن قوات الاحتلال الإسرائيلية في الجولان المحتل هي التي تقوم بإطلاق قذائف على السوريين كلما حقق الجيش السوري إنجازات في تحرير مناطق في جنوبي سورية من المجموعات الإرهابية بمختلف أسمائها التي يقدم لها جيش الاحتلال من مواقعه دعماً بالقذائف الموجهة لبعض مواقع الجيش السوري بهدف منعه من تصفيتها.
فإسرائيل ترى بنظرة إستراتيجية، أن انتصار سورية والحليف المحلي حزب الله على المجموعات الإرهابية، سيشكل تعاظماً في قدرة الجبهة الشمالية التي يشكلانها ضد إسرائيل على المستوى العسكري والسياسي.
وأوضح آيزنكوت أمام اللجنة أن قيادة الجيش تعزو أهمية كبيرة لمدى نجاح مشروعها «بروجيكت هاديوك» الهادف إلى تحقيق دقة كاملة في التصدي للصواريخ السورية والإيرانية وصواريخ حزب الله عند أي مواجهة مقبلة، وقال حول «التوتر الناجم بين حزب الله وجبهة الجنوب السورية»: «إن الامتحان الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي هو القدرة على مواجهة قدرات أعدائنا، وأنا لا ألاحظ وجود نية لدينا بشن هجوم نبادر فيه لكن الجيش يقوم بتحسين استعداداته لكل احتمال». وأضاف: إن «أكبر الأخطار على إسرائيل هي قدرة صواريخ هذه الأطراف على ضرب أهدافها عندنا، ولذلك نعطي أفضلية لمشروع تحسين دقة إصابتنا لصواريخهم». وتابع: «حتى يومنا هذا ما زالت هذه القدرة محدودة جداً في الجو ولذلك يتطلب الأمر منا المحافظة على التناسب مع هذا الأمر».
ومع ذلك أراد آيزنكوت عدم زرع الخوف في أعضاء اللجنة فأضاف: «لكن الجيش الإسرائيلي لديه قدرة استخباراتية عملياتية لم يكن يملكها في السابق».
ويبدو أن الكنيست، أي البرلمان الإسرائيلي، أراد أن يقدم آيزنكوت شهادة تخفف من قلق الإسرائيليين في هذا الوقت الذي تقترب فيه ذكرى سقوط الصواريخ على مستوطنات الشمال لمدة 34 يوماً في حرب تموز 2006 التي تمكنت قوات المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والدعم السوري والإيراني لها، من هزيمة الجيش الإسرائيلي، فقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية تحليلات تتساءل فيها حول مدى قدرة إسرائيل على حماية نفسها من الصواريخ السورية وصواريخ حزب الله بعد الانتصار المستمر على مجموعات داعش وتزايد قدرة حزب الله الصاروخية والعملياتية بعد مشاركة قواته للجيش السوري في الحرب على الإرهاب، وفي هذا الموضوع يقول الدكتور بنجامين لامبيت من مركز «التقييم الإستراتيجي الأميركي للحروب»: إن «إسرائيل تواجه الآن رقعة شطرنج لم تتعود عليها ولم تعهد مثيلاً لها من قبل من جهة الشمال»، ويعترف الدكتور يو سي بن آري أحد قادة المخابرات الإسرائيلية خلال ثلاثين عاماً، أن حرب تموز 2006 ما تزال تثير مخاوف وجدلاً على مستوى عسكري وسياسي ولم تولد أي حرب مثلها شعوراً بالخوف لدى الجمهور الإسرائيلي الذي فقد الثقة بالجيش بعد أن شاهد أن الصواريخ التي تسقط على المدن والقرى الإسرائيلية لم تتوقف خلال 34 يوماً والجيش عاجز عن إيقافها».
ويعترف قائد كتيبة دبابات في جبهة الشمال العقيد ألون ميدنيس أنه في «حرب تموز 2006 كنا نواجه 200 هدف يتطلبون الضرب، أما الآن فقد أصبح العدد آلافاً من الأهداف بعد أن ازداد عدد الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل في جبهة الشمال».
ويعترف تيسون نانوس أن إسرائيل كانت تترقب ما يحدث في سورية لكي تنتهي من وجود جبهة الشمال، فإذا بهذه الجبهة تزداد قدرة رغم حرب سنوات سبع ضد الجيش السوري وضد مقاتلي حزب الله على الأراضي السورية، وأن «الجمهور الإسرائيلي» لم يعد يثق بقدرة الجيش الإسرائيلي على منع سقوط الصواريخ بعد تجربة تموز 2006.