رسائل سعودية لحزب الله
فتح الاستحقاق الرئاسي جسور التواصل غير المباشر بين السعودية وحزب الله لمعرفة موقف الأخير من الاستحقاق المذكور، علماً بأن الرياض لا تعتزم القيام بأي مبادرة في هذا الصدد، فيما واصل الرئيس أمين الجميل تحركه على الخط نفسه بالتوازي مع إبداء سمير جعجع استعداداً مشروطاً لانسحابه
بينما يراوح الاستحقاق الرئاسي مكانه في ظل الانقسام الحاد بين قوى 8 و14 آذار، علمت «الأخبار» أن السعودية بعثت برسائل إلى حزب الله، تطرح فيها أسئلة بشأن الاستحقاق. ومن الأسئلة التي وجهتها الرياض إلى الحزب: هل يريد فعلاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب، أو يفضّل الفراغ؟ كذلك سألت عن اسم المرشح التوافقي الذي يرى الحزب أنه الأفضل لرئاسة الجمهورية.
فردّ حزب الله بأنه معني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، وبأن مرشحه هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، مؤكداً أن الأخير قادر على أن يكون مرشحاً توافقياً. وسأل الحزب «الوسطاء» الذين نقلوا الرسائل عمّا إذا كانت السعودية بصدد القيام بمبادرة في لبنان أو لا، فردّ السعوديون بالنفي.
وفي السياق ذاته، لا يزال السفير الأميركي دايفيد هيل يسوّق لفكرة أن وصول عون إلى الرئاسة يساهم في تعزيز الاستقرار في لبنان، فيما لا تزال السعودية وفرنسا تعارضان هذا التوجه.
العسيري إلى باكستان
اكدت مصادر رسمية لـ«الأخبار» أن الهدف الأساسي لعودة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى بيروت هو وداع المسؤولين اللبنانيين، وتمهيد الطريق أمام تعيين خلف له. وأبلغ العسيري عدداً ممن التقاهم ان قراراً سعودياً صدر بنقله إلى باكستان، حيث سيعمل بصفته سفيراً للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بصلاحيات واسعة. وكان العسيري قد شغل منصب سفير بلاده في باكستان لمدة 9 سنوات، منذ مطلع العقد الماضي، قبل نقله إلى لبنان. ويُعرف الرجل بصلاته الأمنية وبعلاقاته المتينة بإسلاميي باكستان، حيث السفارة السعودية الأضخم في العالم. وفيما يقول مقربون من العسيري إن مهمته في إسلام اباد ستتركز على القيام بوساطة بين مختلف القوى الباكستانية، قالت مصادر أخرى إن عمله في مركزه الجديد مرتبط بالازمة السورية، وتحديداً بتدريب مقاتلين سوريين في باكستان، وبتجنيد مقاتلين اجانب وإرسالهم إلى سوريا، في استعادة لتجربه بلاده في ثمانينات القرن الماضي، عندما تولت تجنيد السلفيين حول العالم وتجهيزهم للقتال في أفغانستان ضد الجيش السوفياتي.