رجال الدين الكوبيون والأمريكيون يعربون عن قلقهم إزاء التدابير الأمريكية ضد كوبا
عبّر رجال الدين الكوبيون والأمريكيون يوم أمس في العاصمة الكوبية هافانا عن قلقهم إزاء التقليص الكبير لعدد موظفي السفارة الأمريكية في هذه العاصمة، ورؤوا أن هذا القرار يؤثر سلباً على الأسر في الدولة الكاريبية.
وفي بيان مشترك، أكد الممثلون عن مجلس الكنائس في كوبا والمجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية أن هذا الاجراء الذي اتخذته إدارة واشنطن يعرقل أيضاً التبادل بين شخص وشخص في كلا البلدين.
ويؤكد نص البيان، الذي تلاه رئيس مجلس الكنائس في كوبا أنطونيو سانتانا أمام وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية على استعداد المنظمتين لمواصلة العمل من أجل استعادة عملية تطبيع العلاقات بين البلدين، والتي بدأها في ديسمبر عام 2014 رئيس كوبا آنذاك راؤول كاسترو، والرئيس السابق للبيت الأبيض، باراك أوباما.
وفي هذا الصدد، أعرب القس جيم وينكلر، السكرتير التنفيذي للمجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية، عن أسفه حيال الجمود الحالي في هذه العملية والذي تسبب به الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، ويتم وصفه في البيان بأنه لحظة من الألم.
ورأى رجل الدين الأمريكي، الذي يقوم بزيارة إلى الدولة الكاريبية مع أعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني للكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية أن هذا الوضع الذي يعيشه البلدان سيكون وضعاً مؤقتاً معتبراً أن ترامب لا يمكنه عرقلة الرغبات المتزايدة في التبادل والتواصل التي يعبّر عنها الشعبان.
وأكد أنه يراهن على ذلك لأن كلا البلدين يتمكنان من الحفاظ على علاقات ترتكز على المساواة والاحترام، معرباً عن تقديره للحكومة الكوبية وقوتها المتمثلة في الدفاع عن سيادتها أمام جارتها الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية).
وأشار أيضاً إلى أن عدداً كبيراً من الناس داخل الأراضي الأمريكية يطالبون برفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ نحو 60 عاماً.
وقال وينكلر إن هذا النضال يعني أيضاً التزاماً قوياً من جانب المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يراهن على بناء عالم تسوده العدالة الاجتماعية، والمحبة بين الشعوب ووحدة الكنائس.
وأشار إلى أن زيارته لكوبا تتزامن مع الذكرى السنوية الـ 50 لأول إعلان صادر عن المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية ضد هذه السياسة العدائية التي تنتهجها الحكومة الأمريكية ضد كوبا.
ورداً على أسئلة الصحفيين، انتقد وينكلر سياسة الحرب التي تنتهجها الحكومة الأمريكية والزيادة في الميزانية العسكرية لمهاجمة الشعوب.
ونيابة عن أبناء الرعية في الجزيرة الكاريبية (كوبا)، أشار القس أنطونيو سانتانا إلى مشاركة كل من المنظمتين في لم شمل إليان غونزاليس مع عائلته، وعودة الكوبيين الخمسة الذين كانوا معتقلين ظلماً في سجون الولايات المتحدة إلى أكبر جزر الأنتيل (كوبا).
وأشاد بالعمل المسكوني الذي يقوم به أعضاء المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يحملون دائماً رسالة محبة وسلام إلى الأراضي التي تعمل حكومة بلادهم على مهاجمتها وإغراقها في البؤس والقنابل على حد قوله.
من ناحية أخرى وصف الزيارة التي يقوم بها أعضاء المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الذكرى السنوية الـ 70 لمجلس الكنائس العالمي، الذي تصادف اليوم بأنها لحظة تاريخية.
كما قال سانتانا إنه لمن دواعي الشرف أن يكون هذا الوفد الديني في هافانا للاحتفال بهذا الحدث التاريخي وعقد اجتماعات عمل.
وخلال اقامتهم في كوبا حتى يوم الجمعة المقبل، سيقوم أعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني للكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية بعقد اجتماع مع نظرائهم في كوبا.
ووفقاً للمؤسسات الدينية، سيكون الاجتماع فرصة جديدة للتباحث حول العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة والاحتفال بالذكرى السنوية الـ 70 لمجلس الكنائس العالمي واستعراض عمل المنظمة الأمريكية.