رباعية التسويات في الشرق الأوسط
صحيفة البعث السورية-
الكسندر الكسندروفسكي:
في آذار اتضح أن أجندة الشرق الأوسط شديدة للغاية. تبرز من بين سلسلة كثيفة من الأحداث والأخبار المهمة بشكل خاص زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، والتي تمت في منتصف الشهر (آذار). ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ كيف تم اتخاذ بعض القرارات بشكل ديناميكي، وكيف تطورت بعض الأحداث في الشرق الأوسط بعد المحادثات بين رئيسي روسيا وسورية..
لفت العديد من الخبراء الانتباه إلى أهمية اجتماع موسكو هذا، والمصادفات غير العشوائية. على سبيل المثال، أشار إبراهيم موسى، الخبير العراقي في العلاقات الدولية ومؤسس وكالة أنباء “صوت العرب”، في مقابلة مع NEWS.RU: “يزور الأسد موسكو بالفعل لسبب ما. ووصل هناك مباشرة في يوم بدء المحادثات الرباعية بين روسيا وإيران وسورية وتركيا على مستوى نواب وزراء الخارجية”.
يبدو أن هذه الرباعية مهمة للغاية وواعدة في الهندسة الجيوسياسية الناشئة لأن خطوطها الجديدة أصبحت واضحة أكثر فأكثر في الشرق الأوسط.
لنتذكر كيف تم تتويج التشكيلات التي عُرضت تطفلاً على بلدان الشرق الأوسط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تم إنشاؤها بمشاركة الولايات المتحدة. لقد بث الأمريكيون الشقاق ليس بين البلدان المختارة فقط (أي المختارة كضحية)، بل وبين جيران هذه البلدان أيضاً. خلقت “مثلثات الحب” هذه توترا عالياً، وأدت من ثم إلى خلافات وعمليات تصعيد.
واليوم نرصد تشكيلاً محتملاً لهياكل بديلة. على سبيل المثال رباعية التسويات بين روسيا وإيران وسورية وتركيا.
قبل أيام قليلة من المحادثات بين الرئيسين الأسد وبوتين، تكثفت أجندة الشرق الأوسط بشكل ملحوظ.
وهكذا ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إشارة منها إلى البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن موسكو ستبيع طائرات مقاتلة من طراز Su-35 لطهران.
وقبل يومين من زيارة الأسد إلى موسكو، التقى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في طهران. وقع الرئيسان على خارطة طريق شاملة للتعاون للأعوام (2023 – 2026). تملت الرسالة المهمة لهذا الاجتماع في تصريح إبراهيم رئيسي بأن طهران مستعدة لتقاسم تجربتها الخاصة مع مينسك: كيفية تحويل العقوبات إلى فرص جديدة في ظل ظروف الضغط الخارجي. وسرعان ما أصبحت نتائج المفاوضات معروفة: منذ 26 آذار، تم استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران ومينسك (شركة الطيران الإيرانية ماهان إير).
ولوحظت اتجاهات إيجابية في آذار، ومباشرة في العلاقات بين دول الشرق الأوسط. على الأقل بين أولئك الذين يسترشدون بعقلية الحوار البناء.
يشير الخبير العراقي إبراهيم موسى إلى أن “تطبيع العلاقات بين سورية والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، تم تحديدهما مؤخراً بعد سلسلة الزلازل في جنوب شرق تركيا في شباط. في غضون ذلك، تتمتع موسكو بعلاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية ويمكنها أن تلعب مهمة وساطة رئيسية بين البلدين العربيين”.
بالاضافة الى ذلك، وقبل زيارة الأسد إلى موسكو، كان هناك تحسن في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران. بدأ الخبراء يقولون إن هذه الدول تعيد العلاقات الدبلوماسية من خلال الوساطة الصينية. وفي الواقع، في 13 آذار، وقعت المملكة العربية السعودية وإيران اتفاقية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.
تشهد هذه الحقائق، وغيرها، على التوجهات الجديدة. ويراهن اللاعبون السياسيون في الشرق الأوسط بشكل متزايد على خفض التصعيد ومبادرات السلام.
وعلى هذه الخلفية، عقد لقاء بين بوتين والأسد في موسكو. وناقشا ليس فقط مختلف جوانب التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري التقني بين موسكو ودمشق، بل وكان أحد الموضوعات المهمة هو عودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وتساهم روسيا في ذلك بكل وسيلة ممكنة. وفي المستقبل المنظور، من الممكن عقد اجتماع وزاري بين الاتحاد الروسي وجامعة الدول العربية، حيث يمكن على الأرجح مناقشة عودة سورية إلى عضوية هذا المنتدى الإقليمي.
وبحسب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تم التطرق أيضاً إلى موضوع تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، وهنا تعمل روسيا كوسيط أيضاً.
وخلال زيارته الى موسكو، أجرى الأسد مقابلة تلفزيونية مع الصحفي الروسي فلاديمير سولوفيوف. دعنا ننتبه إلى بعض الرسائل التي ظهرت في هذه المحادثة.
تحدث الرئيس السوري عن علاقة الثقة مع الرئيس الروسي: “نحن أناس شفافون ولدينا حوار شفاف”. ونحن نتحدث هنا ليس فقط عن العلاقات الشخصية بين الزعيمين، ولكن على الأرجح عن شفافية النوايا ودرجة الثقة المتبادلة.
في غضون ذلك، يتحدث رئيس سورية عن أهمية الأساس الثقافي. الأسد مقتنع بأن الثقافة الروسية بعيدة كل البعد عن ثقافة الاستعمار، لأنها تقوم على احترام الآخرين. يقول الزعيم السوري: “هناك احترام شعبي، وهناك ثقافة شعبية”. ويوضح أنه إذا كانت هذه الثقافة الشعبية حاضرة في الجانب السياسي فهناك استقرار في العلاقة نفسها على المستوى الشعبي: هناك ثقة واحترام متبادل.
يلاحظ الأسد أنه على الرغم من أن سورية ليست بلداً كبيراً بسبب موقعها الجغرافي التاريخي، إلا أنه لم يشعر بهذا في العلاقات مع روسيا (منذ الحقبة السوفيتية). وقال إن الدول الغربية تسعى إلى جعل الدول الأضعف دمى لها لخدمة الغرب ضد مصالح تلك الدول الأضعف.
ووصف الرئيس السوري شكل علاقات بلاده مع روسيا على النحو التالي: “الصديق لكي يكون مفيداً يجب أن يكون قوياً وليس ضعيفاً .. لدينا سبعون عاماً من التاريخ المشترك”.
دعونا ننتبه أيضاً إلى مثل هذا الحوار بين فلاديمير سولوفيوف وبشار الأسد.
يسأل الصحفي عن موقف الغرب تجاه سورية: “هناك شعور أنهم يحاولون تحرير الشعب السوري من النفط السوري، لا يفعلون أي شيء آخر، في الزلزال.. هل يساعدون بأي شكل من الأشكال؟ أعلن الأمريكيون بشكل مضحك أنهم إذا قدموا المساعدات فستذهب للنظام، وليس للناس في سورية. عندما كنت في حلب رأيت الناس الذين يحتاجون للمساعدة ، ولكن لم أر هناك لا الأمريكيين ولا الناتويين، ماذا تفعل أمريكا والناتو على الأراضي السورية؟ من يساعدون؟”.
يقول الأسد: “يعني، الجواب موجود في قلب السؤال، ماذا فعلوا؟ كل ما قاموا به هو عكس ما يتحدثون به من مبادئ إنسانية مزيفة”.
يأسف الرئيس السوري لأن العديد من دول العالم تصدق المصطلحات الكاذبة للغرب. يقول الأسد: “الحرية لا تعني قتل الآخرين وإيذائهم”. وهو يعتقد أن الديمقراطية من وجهة نظر الدول الغربية يعني أن عليك أن تصبح دمية لهم. ويحث الرئيس السوري: “يجب أن نحدد هذه المصطلحات بالطريقة التي تناسبنا كشعوب أخرى لا تشبه الغرب، والغرب اليوم هو أقلية في العالم ونحن أغلبية”. ونسأل أنفسنا: لماذا تتبع هذه الأغلبية التوجيهات الغربية التي تُفرض على بقية العالم؟”.
لا تزال مشكلة الإرهاب مؤلمة للمنطقة. يؤكد بشار الأسد: “كل الإرهابيين في سورية يخضعون لسيطرة مباشرة من خلال الولايات المتحدة وعبر تركيا أحياناً”. ويقول الرئيس السوري إن هذه المشكلة لن تختفي: “الإرهاب هو أحد جيوش الغرب”.
ويسأل الصحفي: “هل الجيش السوري مستعد لدحر الإرهاب؟”.
يجيب الأسد: “بالطبع. علاقتنا بالإرهاب ليست لقاء بنادق كلاشينكوف. إنها إيديولوجية ضد إيديولوجية”.
ويشير الرئيس السوري إلى أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت نشاطها في سورية في القرن الماضي. ويوضح: “وبالتالي، فإن الشعب السوري يتمتع بالفعل بحصانة ضد هذه الإيديولوجية المتطرفة. يستنزف الغرب الجيش السوري، ولكنه لم يتمكن من هزيمة الجيش السوري كإرهاب إلا عندما دخلت تركيا لتدعمه، وعندما تدخلت “إسرائيل”، لكن هو لوحده لن يتمكن لماذا؟ لأنه كان يريد حاضنة شعبية لم يتمكن من إيجادها.
يسأل سولوفيوف على الأرجح السؤال الأكثر صعوبة وألماً خلال المقابلة: “ولكن في وقت من الأوقات، كان هناك علاقة صداقة عائلية بينك وبين أردوغان، وكانت علاقتكم قوية، ما الذي حدث؟”.
ويجيب الأسد: “الذي حدث، وهذا ليس رأيي فقط، هذا رأي بعض الأتراك القريبين منه والذين يعرفونه معرفة شخصية، أردوغان هو شخص إخواني ينتمي للإخوان المسلمين بشكل عميق وبشكل معلن وهو لا يخفي هذه الحقيقة، والشخصية الإخوانية أو الإخوان المسلمون بشكل عام يسعون لشيء وحيد هو الوصول إلى السلطة ويستخدمون الدين من أجل الوصول إلى السلطة، لا يستخدمون الدين من أجل إصلاح المجتمع من أجل نشر المحبة بين الناس أبداً، لا تعنيهم هذه الأمور فإذاً المصلحة الإخوانية هي أولاً”.
“عندما بدأت الحرب في سورية كان هناك توجه أمريكي أيام حكومة أوباما بأنه حان الوقت الآن للإخوان المسلمين لكي يستلموا القيادة في العالم العربي، باعتبار أن الدول العلمانية كما يفكر الأمريكي لم تحقق ما تريده أمريكا، لم تتمكن من السيطرة على الشعوب في موضوع التنازل عن الحقوق، السير باتجاه الليبرالية وكل الأشياء التي يرغبها الأمريكي، الحكومة الإخوانية هي حكومة تحكم باسم الدين، وبالتالي هي أقدر على السيطرة على الشعوب بحسب التصور الأمريكي، طبعاً كانت النتيجة فشل هذا الموضوع لأن الشعوب العربية لا تفكر بهذه الطريقة، هي تميز بين الدين بمعانيه الحقيقية وبين الطريقة الانتهازية التي يطرحها الإخوان المسلمون، عندما بدأت الأمور بهذا الشكل كان من الطبيعي بالنسبة لشخص إخواني أن يذهب باتجاه المصلحة الإخوانية، العلاقات الشخصية بالنسبة له لا تعني شيئاً، الوفاء، الصداقة هي أشياء ليس لها قيمة ولا يفكر للحظة بهذا الموضوع، فكل تلك العلاقة كانت قيمتها صفراً بالنسبة لهذا الشخص مقابل المصلحة العليا للتوجه الإخواني الانتهازي، فلكي تكون إخوانيا لابد أن تكون انتهازياً، لا يمكن أن تكون إخوانياً وتكون صادقاً”.
ويوضح الصحفي: “ولكن في نفس الوقت، هل أنت مستعد للمفاوضات إذا كانت هناك مقترحات؟”
يقول الأسد: “بدأنا المفاوضات على المستوى الأمني وعلى مستوى وزراء الدفاع. والآن نناقش اجتماعات نواب وزراء الخارجية .. الآن نتحدث عن مضمون المفاوضات. ، في هذه الحالة لابد من الفصل بين المشاعر الشخصية والمصلحة الوطنية، المصلحة الوطنية هي الأهم فإذا كان هناك أي لقاء مع أي طرف هو أو غيره يحقق مصلحة سورية وينهي الحرب ويوقف نزيف الدماء فمن الطبيعي أن نسير في اتجاهه، هذا الشيء غير قابل للنقاش، لا يجوز أن ننطلق من الغضب أو من غير ذلك من المشاعر هذا خطأ”.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا نفسها مهتمة بداية بحل مشكلة العلاقات مع سورية (وكذلك مشكلة اللاجئين) بسبب الانتخابات القادمة في توركيا. وفور زيارة الرئيس السوري، عززت موسكو تعاونها بشكل ملحوظ مع الرباعية المذكورة أعلاه (روسيا – إيران – سورية – تركيا).
وفي 16 آذار، دعا فلاديمير بوتين، في مؤتمر الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال، المستثمرين المحليين لاستكمال الجزء من ممر النقل “شمال – جنوب” (خط سكة حديد رشت – أستارا) في إيران. قال الرئيس الروسي: “أناشد جميع الحاضرين هنا أن نضع في الاعتبار أن هذا المشروع جيد جداً ومربح ولدينا أفضلية في دخول هذا المشروع. والعديد من شركائنا بما في ذلك أولئك من العالم العربي يظهرون اهتماما نشطا بهذا الأمر، وسوف ينجح”.
بعد ذلك مباشرة، قال نائب وزير السياحة والتراث الثقافي والحرف اليدوية الإيرانية، علي أصغر شلبافيان، إنه قريبا ستتم إضافة الرحلات المباشرة من إيران إلى قازان وسان بطرسبرغ إلى 11 رحلة جوية بين طهران وموسكو.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن علي أصغر شلبفيان أن نظام الدفع (“مير”) يمكن إطلاقه في بلاده قريباً. كما وعد الوزير بأن نظام الرحلات الجماعية، بدون تأشيرة، للروس إلى إيران سيبدأ العمل هذا الربيع. وبالنسبة للسياح الأفراد من روسيا، ستتمكن طهران من إلغاء التأشيرات لهم بمرور الوقت.
في 23 آذار، نقلت الأنباء عن وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، قوله إن الاتحاد الروسي أصبح أكبر مستثمر في إيران بعد أن استثمر 2.76 مليار دولار في السنة المالية الحالية (ثلثا الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد). وهذا هو، في المقام الأول، تمويل المشاريع في قطاع التعدين وكذلك في مجالات الصناعة والنقل.
وأخيراً، في 29 آذار، عُقدت محادثات في موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
دعونا ننتبه إلى الأحداث الأخرى في الشرق الأوسط.
في 23 آذار، وافقت سورية والمملكة العربية السعودية على افتتاح سفارتيهما، وتلك علامة أخرى على أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية أصبحت أكثر واقعية.
خبر هام آخر: أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، محادثات هاتفية واتفقا على الاجتماع قبل نهاية شهر رمضان.
كما جرى تحسن في العلاقات بين إيران ومصر. وذُكر أن وزير السياحة المصري لأول مرة منذ سنوات عديدة شمل الإيرانيين من بين الذين سيحصلون على تأشيرات سياحية ودراسية.
وهناك التصعيد الإيراني الأمريكي الأخير في سورية الذي أفسد استعراضا واسع وفعال لمبادرات السلام في الشرق الأوسط. لن يكون من غير الضروري توضيح أن هذا الاستعراض يتم بدون مشاركة الولايات المتحدة …
من الصعب تحديد سبب التأزم التالي. يُعتقد أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع إيرانية في سورية وبما في ذلك القوات الموالية لإيران في مطار حلب في 22 آذار قد استفزتها. على أي حال صرح الجيش الإيراني مرارا وتكرارا أن الولايات المتحدة مسؤولة أيضا عن الهجمات الإسرائيلية في سورية.
في 23 آذار هاجمت طائرة بدون طيار من طراز كاميكازي موالية لإيران مواقع أمريكية في شمال شرق سورية. والنتيجة: قتيل وستة جرحى أميركيين. وفي اليوم نفسه ردت الولايات المتحدة بهجوم جوي على القوات الموالية لإيران في شرق سورية (حوالي 10 قتلى). في اليوم التالي شنت القوات الموالية لإيران هجوماً صاروخياً على قاعدة أمريكية أخرى في شرق سورية. أفادت قناة “الجزيرة” عن إصابة أميركي.
وكما نرى، فإن العديد من البلدان تشارك بالفعل في أعمال إبداعية ناشطة في الشرق الأوسط. ومن المرجح أن تنجح هذه السيناريوهات البناءة كلما قلت مشاركة الولايات المتحدة فيها.
ويُظهر تاريخ الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط أن تقوية، أو إضعاف، جهة فاعلة واحدة يمكن أن تؤدي إلى وضع يتحول فيه الهيكل الراسخ للضوابط والتوازنات إلى بيت من ورق، وقد يمكن تدمير هذا البيت. ولذلك، قد يكون لدى واضعي السيناريوهات، ومبادري التسويات، السلمية رغبة منطقية في تجنب مشاركة لاعبين خطرين يقوضون التوازن الهش. ومن الممكن أن تكون تهدئة التناقضات وإعادة صياغة الصراعات وظهور اتفاقيات جديدة بمثابة خطوط منقطة لمشروع جديد للهندسة الجيوسياسية المستدامة.