رؤساء أميركيون أصابهم المرض.. وهيلاري فضح سرّها
محظوظة هيلاري كلينتون، فهي تعيش في زمن المضادات الحيوية، فيما تعرّض الكثيرون من الزعماء الأميركيين لوعكات صحية لم يسمح الزمن والعلم بعلاجهم منها في حينه.
أقسم ومات
في العام 1841 كان الرئيس المنتخب وليم هنري هاريسون يدلي باليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، وكان الطقس سيئاً في الرابع من شهر آذار، وكان الرجل كبيراً بالسن، ولم يضع عليه ما يكفي ليحمي نفسه من البرد، أقلّه هذا ما تقوله رواية أولى، فأصيب بالبرد ثم بالالتهاب الرئوي ومات في 4 نيسان 1841 بعد شهر بالتمام من تولّيه الرئاسة.
من غرائب التاريخ أنه تمت معالجته بالأفيون، وأطباء ذلك الزمان لم تكن لديهم قدرات هذا الزمان، فقد تم اكتشاف المضادات الحيوية بعد 100 سنة تقريباً من وفاة الرجل.
أنقذه خطابه
على عكس هاريسون الذي مات بسبب خطابه الطويل في طقس بارد، فقد أنقذ الخطاب الرئيس تيودور روزفلت من الموت، فهو كان ترك البيت الأبيض لحين، لكنه قرر أن يعود وبدأ حملة انتخابية. خلال زيارة لمدينة ملووكي في ولاية ميسكونسن كان تيودور رزوفلت يتقدّم من المكان، ووجّه رجل مسدسه إلى صدر روزفلت، وأطلق النار فأصاب مرماه، لكن خطاب روزفلت أنقذه، فهو كدّس الأوراق في جيب سترته، وعندما أصابته الرصاصة واخترقت الأوراق المرصوصة لم تقتله بل جرحته فقط.
أما مطلق النار على روزفلت فاعتبر أن أي شخص يريد أن يجدّد رئاسته للمرة الثالثة يستحق القتل.
ويلسون مريض
هزم المرشح الديمقراطي وودروو ويلسون المرشح روزفلت في العام 1912، وأصبح رئيساً للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، وجدّد ولايته مرة، وخلال الولاية الثانية أصيب بجلطة دماغية، واختفى عن الأنظار لأسابيع من دون أن يعرف العالم ما حدث له. السبب أن زوجته وطبيبه فرضا تعتيماً كاملاً على ما حدث للرئيس.
يقول بعض باحثي التاريخ إن ويلسون، وكان رئيس جامعة برنستون قبل تولّيه الرئاسة، أصيب بعدة جلطات دماغية قبل تولّيه الرئاسة، لكن أمره لم ينكشف للناخبين. ويروى أيضاً أن ويلسون كان مصاباً بمتلازمة التوحّد من نزع “اسبرغر”، وهو مرض خلقي، فيما يعتبر آخرون أنه كان مصاباً بمتلازمة “ديسليكسيا”، وهي تؤخّر الأشخاص عن التكلّم والقراءة والكتابة.
فرانكلين روزفلت والشلل
أصيب فرانكلين روزفلت بمرض الشلل المعروف أيضاً بـ”البوليو” عام 1921، وكان في التاسعة والثلاثين من العمر. ترشّح للانتخابات الرئاسية، وفاز ضد الرئيس هربرت هوفر، وتمكّن من إخفاء مرضه عن الأميركيين، فالمرض كان يسبب له قعوداً، لذلك لا نرى صوراً له يمشي، ومن النادر أن نرى له صورة واقفاً.
روزفلت جاء إلى الحياة السياسية في عصر الشريط الإخباري في قاعات السينما، ومع انفجار التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، لذلك تعمّد الظهور بصحة وعافية خلال ثلاث ولايات رئاسية امتدت من الأزمة الاقتصادية في بداية الثلاثينات إلى الحرب العالمية الثانية، ومات في بداية الولاية الرابعة في البيت الأبيض.
إخفاء الحقيقة عن الناخبين عادة لدى المرشحين الأميركيين يكون بسبب أنهم يريدون دائماً أن يظهروا أقوياء، وأفضل ما قيل في هذا الموضوع هو أن الرئيس تيودور روزفلت أصرّ على إلقاء خطابه بعدما أصيب في صدره، وقال إن “الذهاب إلى المستشفى سيعطي الانطباع بأنه غير قادر على القيام بمهمات الرئاسة”.
هذا ما حاولت هيلاري كلينتون أن تفعله يوم 9-11 لكن ارتفاع الحرارة خانها وفضح سرّها.
وفي مراجعة للأحداث، يجب القول إنها جمعت عدة أمراض سابقة، أصيبت بالتهاب رئوي مثل هاريسون، وبجلطة دماغية مثل ويلسون، ولا نعرف الكثير عن دونالد ترامب.
المصدر: العربية