دقائق عسكرية: حول الأسلحة الأوكرانية المزعومة الى الجيش السوري
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
نشرت إحدى وكالات الأنباء الروسية Lifenews.ru صورة لخطاب من المفترض أنه موجه من نائب وزير الدفاع الأوكراني “بترو ميهيدى” إلى اللواء السوري “طلال مخلوف” من اللواء 105 حرس جمهوري يخبره فيه بجاهزية الأسلحة التي سبق وتم الأتفاق عليها للشحن إلى سوريا. كما تسهب الوكالة في شرح طريق النقل المتوقعة لهذه الشحنة وتستعرض رسائل الكترونية بين الناقلين المحتلمين لهذه الشحنة التي تقول إن محتوياتها تشكل جزءاً من شحنات الأسلحة الأمريكية التي وصلت إلى كييف والتي كشف عنها مجموعة من المخترقين المنتمين لمجموعة تسمى نفسها “سايبر بريكوت” حيث اخترقت موقعاً تابعاً لوزارة الدفاع الأوكرانية واستخلصت منه قائمة بالمعدات العسكرية الأمريكية التي وصلت إلى كييف.
وجهة نظري الشخصية حول هذا الموضوع أن احتمالية صحته ضعيفة جداً.
من المعروف أن الرسائل المتبادلة بين أطراف عربية وأخرى أجنبية تكون بلغة كل طرف وليس بالإنجليزية، خصوصاً اذا كانت تتحدث عن أمور حساسة وسريّة، كما أن قائمة الأسلحة الواردة في الرسالة الموجودة في الشكل الموضّح لا تتسم بأي أهمية ولا تستحق أن يتم نقلها من كييف إلى سوريا، فلا هي أسلحة نوعية ولا هي أسلحة لا يمتلكها الجيش السوري.
قائمة الأسلحة تشمل مدافع هاون من عيار 60 ملم و81 مللم و120 مللم بالأضافة إلى بنادق هجومية وبنادق قنص ومناظير حرارية ومعدات طبية ميدانية، بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف “سام 18 أيغلا” وهي من أكثر أنواع الأسلحة تواجداً فى سوريا، سواء فى مخازن الجيش السوري أو في معيّة الوحدات المقاتلة. وبالتالي لا يوجد أي تفسير منطقى لطلب مثل هذه الأسلحة من أوكرانيا، خصوصا في ظل استمرار العلاقات التسليحية بقوة بين سوريا وكل من إيران وروسيا.
الواضح أن الولايات المتحدة تريد أعطاء إيحاء مماثل لما حدث سابقاً في قضايا مماثلة مثل “ووتر جيت” أو حتى “إيران كونترا” لخلط الأوراق في الميدان السوري. من الواضح أيضا أنه و كما باتت الحدود الجنوبية للبنان جبهة واحدة مع الحدود بين سوريا والجولان المحتل عقب غارة القنيطرة وعملية شبعا، فإن الجبهة السورية باتت متصلة برباط وثيق مع جبهة شرق أوكرانيا.
روسيا تواجه الولايات المتحدة في الجبهتين، ففى أوكرانيا تزيد من دعمها للقوات الانفصالية وتبدأ في تجميع الاحتياطي للجيش الروسي ردا على قيام الناتو بزيادة عديد قواته في شرق أوروربا، وفي سوريا تستمر روسيا فى دعم الجيش السوري على المستوى العسكري والسياسي وتتحضر لما يبدو أنه مناورة امريكية جديدة تهدف لضرب سوريا بدأت مؤشراتها تظهر بعد إعلان نية الرئيس الأمريكي التوجه إلى الكونجرس لطلب أذن استخدام القوة العسكرية البرية ضد تنظيم داعش، بجانب إرهاصات نتائج إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، والتي بدا أن منها بدء تصدّر الأردن للدور العربي في حملة جوية ربما تتطور إلى برية، يكون غطاؤها هو ضرب داعش لكن هدفها الحقيقي قد يكون الحصول على موطئ قدم في الأرض السورية.