دفء بيوتنا وقلوبنا
موقع العهد الإخباري-
ليلى عماشا:
دخل السيّد بالأمس إلى البيوت عزيزًا يعرف حال أهلها، يؤلمه ما يكتمون من أوجاعهم وما به يبوحون بين تنهيدة ونظرة نحو السماء. هو لا يحتاج أن يتفقّد أسرار الاحتياجات المكتومة خلف الأبواب وفي طيّات العيون المتعبة وقد أرّقتها رحلة بحث عن دواء، أو جرّحها دمع العجز عن تلبية احتياجات العائلة ولا سيّما الأطفال وبركات البيوت. دخل إلى المجالس التي يتبادل فيها الناس نظرات المواساة والتواصي بالصبر. لامس الأكفّ المجرّحة بالبرد الذي يقترب يومًا بعد يوم فيما ترتفع تكلفة الدفء بشكل يفوق قدرتهم الشرائية التي يتواصل انخفاضها مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وكلّ ما يترتّب عليه من جنون في أسعار كلّ السلع. وربّما بدت القلوب في حضرة مروره شاخصة إلى حنانه، تترنّح بين تبسّم يخبّىء عنه أوجاعها عسى تزيح عن كتفه برهة ثقل همومها، وبين دمع ينطق أن “كفّيتم ووفّيتم يا سيّد”.
حرص الأب على أبنائه، البار منهم والعاصي، جعل السيّد يعرض كلّ إمكانيات حزب الله في القطاع الصحي والكادر البشري المتطوّع لخدمة الناس على وزارة الصحة، وأعاد بالأمس هذا العرض في سبيل مواجهة ڤيروس كورونا الذي نشهد الآن موجة متجددة منه رفعت عدّاد الإصابات اليومية في ظلّ أزمة استشفائية حادّة ومتواصلة، وفي ظلّ خطورة القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية، ما حوّل جميع الفقراء، إلى أي جهة انتموا، إلى ضحايا مؤجلين بسبب نقص الدواء، مع العلم أن حزب الله بذل كلّ جهد ممكن في سبيل تأمين الأدوية سواء من الجمهورية الاسلامية في إيران أو من الجمهورية العربية السورية، ويقوم بتفعيل كلّ مؤسساته الصحية والمستوصفات في سبيل تخفيف الفاتورة العلاجية عن الناس.
استبق أشرف الناس اطلالة السيّد نصر الله بوسم “دفء بيوتنا وقلوبنا”، وأرفقوه بكل ما حوت قلوبهم من حبّ وتعب وصبر وامتنان. تابعوه وأنصتوا بكلّ ما فيهم من يقين بصدق وعده، وبكلّ ما لديهم من علم بأنّ كلّ ما يقوم به حزب الله ليس واجبًا عليه بمعيار دور الأحزاب، وبكلّ ما عندهم من ثقة بأنّ هذا الحزب لن يتخلى عنهم مهما اشتدّت الأزمة.