“درع الفرات”: عملية لإنقاذ زعامة #أردوغان
الرئيس التركي سيفعل كل شيء حتى يستعيد لنفسه القوة العسكرية، بالإضافة إلى قوة الزعامة. لذلك يجب التعامل بشكل محدود مع التقارير التي تُنشر في تركيا والتي تُسرِع إلى الإعلان عن النصر وعن احتلال الأهداف.
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأسابيع الأخيرة استعادة القوة العسكرية. وهذا بعد أن حاول مسؤولون عسكريون كبار القيام بانقلاب عسكري ضده، في الوقت الذي لا يزال فيه الإرهاب يشكل تهديداً على نظامه.
لذلك بدأ الرئيس التركي عملية عسكرية لإحباط الإرهاب على الحدود مع سورية. ووفق ما نُقل عنه في وسائل الإعلام فإن العملية قد نجحت فعلاً، إلا أن كل إنسان عاقل يعرف أن النجاحات العملياتية تُحسب بعد مرور فترة من الزمن وليس بشكل موضعي. كما أن أردوغان يعرف أن هذه الفكرة المسماة داعش لا تتم هزيمتها بتحريك القوات من جهة إلى أخرى بل بالقضاء على بناها التحتية – وبخاصة الاقتصادية منها – ومن المشكوك فيه أنّ تركية تمتلك القدرة لفعل ذلك.
وفي العملية، التي اُطلق عليها اسم “درع الفرات”، يريد الأتراك الدخول إلى معقل “الدولة الإسلامية” ووقف دخول الإرهاب إلى داخل تركية، إلا أن داعش لا يعمل على هذا النحو. فالتنظيم يستطيع أن ينشر عبر القنوات الخاصة به فكرة تنفيذ عملية في العمق التركي، ومن أجل ذلك يكفي أن يكون هناك ناشط تركي واحد ليقوم بالعملية. وعليه فإن الرئيس أردوغان، عبر هذه العملية العسكرية، يكشف دولته أمام المزيد من الإرهاب المحلي، ويبدو أن عملية أخرى في تركية هي مسألة وقت فقط.
الرئيس التركي سيفعل كل شيء حتى يستعيد لنفسه القوة العسكرية، بالإضافة إلى قوة الزعامة. لذلك يجب التعامل بشكل محدود مع التقارير التي تُنشر في تركية والتي تُسرِع إلى الإعلان عن النصر وعن احتلال الأهداف.
إن السؤال الكبير الآن هو: هل أردوغان على استعداد لإدخال نفسه في المستنقع السوري على امتداد الحدود مع تركية؟ فاحتلال بلدة جرابلس هو شيء، والسيطرة عليها لفترة زمنية طويلة، في ظل التهديدات بعمليات فظيعة، هو شيء آخر مختلف تماماً.
المصدر: معاريف – ترجمة الميادين نت