خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئة وسبعة “107”)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة المئة وسبعة “107”
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ، ما تَعَوَّدَا
وَعَادَةُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ، الطَّعْنُ في العِدا ]
-1-
[ المشرقيّة العربية: وَهْمٌ أَمْ حقيقة؟ ]
· كم هُمْ مخطئون، أولئك الذين يتكلّمون عن (المشروع المشرقي) بِوَصْفِهِ (نواة لِمشروع انفصالي، عن الفضاء العامّ لِلأمّة العربية).
· ونُذَكّر هؤلاء بِأنّ كبارَ المفكّرين القوميين العرب، نادوا بِضرورة وجود ما سَمَّوْهُ (الإقليم القاعدة) الذي يُشكّلُ الرافعةَ الضرورية التي لا بّدّ منها، للانطلاق نحو (الوحدة العربية).
· ولقد فشلتْ مشاريعُ الوحدة العربية لِأسبابٍ عديدة، موضوعيّة وذاتيّة. وكان مِنْ أهمّ أسباب الفشل، عَدَمُ بناءِ (الإقليم القاعدة) الكفيل بِإيجاد الأساس الضروري لِلانطلاق نحو الوحدة العربية.
· والمعترضون على (المشروع المشرقي) – انطلاقاً مِنْ حِرْصِهِمْ على الوحدة العربية، كما يقولون – يتناسَوْنَ أنَّ بلادَ الشام السورية، بِأغلبيّةِ مُوَاطِنِيها، لا تستطيع، ولا تريد، أنْ تكونَ غير عربيّة، لِحُزْمةٍ من العوامل والأسباب التاريخية والمبدئيّة والروحيّة والثقافية والاقتصادية والمصلحية.
· ولذلك فإنّ الرّافضين لِفكرة (المشرقية العربية)، نوعان:
– إمّا أنّهم، ضدّ إيجاد قاعدة كفيلة بتحقيق الوحدة العربية، ولكنّهم لا يعترفون بذلك، بل يتسَتّرُونَ على مواقِفِهِمْ هذه، بالتشكيك بفكرة المشرقية، لِأنّهُمْ يرفضون، بالأساس أيَّ تَوَجُّهٍ قومِيٍ، ويريدونَ قَطْعَ الطريق على أيّ حَرَاك فكري أو ثقافي أو شعبي، قادر على تشبيك (الإقليم القاعدة) القادر على السَّيْر الحثيث باتّجاه الوحدة العربية.. أو:
– أنّهُمْ أغْرارٌ في السياسة، وسُذَّجٌ في ميدان الثقافة، وهُواةٌ في ساحةِ الفِكْر، – والقليل القليل منهم: طوباويّون حالِمون فقط -، بحيث يتوهّمون أنّ أيّ عَمَلٍ لا يُحَقّقُ الوحدة العربيّة، بِضَرْبةٍ واحدة، هو عَمَلٌ انفصاليٌ وتجزيئيٌ، يعملُ ضدّ الوحدة العربية.
· وتبقَى إشارةٌ أخيرة، لا بُدّ منها، وهي أنّ الكثيرين سوفَ يتساءلون: أيّ وحدة عربية تتحدّث عنها، والوطن العربي ينتقلُ مِنْ تَمَزُّقٍ إلى تَمَزُّقٍ أخْطَر؟!.
والجواب:
لِأنّ الواقع الرّاهن، هو التمزُّق العربي، فهذا يقتضي من جميع الشرفاء في هذه الأمّة، أنْ يتنادَوا لِإجهاض عمليات التمزّق القائمة.. والدّواءُ الأنجع المُضادّ لِهذا التّمزُّق، هو (الفكر القومي).
ورِحْلةُ الألْفِ مِيل، تبدأ بِخُطْوة.. والخطوة الصحيحة في هذه الظروف المُعَقّدة، هي العمل الجادّ والجِدّي، على (المشرقية العربية)، بَدَلاً من النُّواح واللّطْم والنَّدْب والبُكاء على الأطلال.
-2-
[ “كُلُّ هذا العْلاَكْ المْصَدِّي” لِلأمريكان “لا يْوَدِّي ولا يْچيبْ” ]
· الشعبُ السوريّ هو وحْدَهُ صاحِبُ القرار في كُلّ ما يخُصُّ سِيادَتَهُ على أرْضِهِ، وفي طليعتِها (انتخاباتُ رئاسةِ الجمهورية العربية السورية)، ولذلك:
· لا يُعِيرُ اهتماما ولا أهمّيّةً، لِكُلّ هذا “العْلاك المْصَدّي” الذي تجْتَرُّهُ جَبْهةُ أعداءِ سوريّة، بَدْءاً مِنْ الكاوبوي الأميركي، مُرُوراً بِدُوَلِ الاتّحاد الأوربّي وباقي المنظومة الأطلسية، وصولاً إلى نواطيرِ الغاز والكاز وباقي المحميّات الأعرابية ومخاتير الكيانات الوظيفيّة. . و
· واللافِتُ للنّظر هو ذلك التّناقُضُ الفظيع، بَيْنَ حماسةِ هؤلاء جميعاً – أي أعداءِ الشعب السوري – لِإجراءِ انتخاباتٍ رئاسية، في مَوْعِدِها المُحَدَّدْ، في جميعِ بُلْدانِ العالَم، بما في ذلك البُلْدانُ السّاخنة والمشتعلة، بَدْءاً من “أفغانستان” فَـ “العراق” فَـ “مصر” فَـ “لبنان”، في مواعِيدِها المُحَدَّدَة..
ما عدا في “سورية” فَإجراءُ انتخاباتٍ رئاسيّةٍ فيها، أمْرٌ دونَهُ خَرْطُ القَتَاد، في نَظَرِ “العمّ سام” وحلفائهِ وأذْنابِهِ، وهو أمْرٌ مَرْفوضٌ عِنْدَهُمْ، لِأنَّ المحورَ الصهيو- أمريكي، عَجِزَ عَنْ ترويضِ وتطويعِ وترويعِ وتركيعِ الشعبِ السوري، رُغْمَ الحَرْبِ الكونية الإرهابيّة الفظيعة، الدوليّة والإقليميّة والأعرابية والمحليّة، منذ أربعينَ شهراً، على سوريّة وشَعْبِها وجَيـشِها وقِيادَتِها وأسَدِها.. و
· التّناقُضُ البائِنُ الشّائِنُ الآخر، هو دَعْوَةُ المحورِ المُعادِي لِسوريّة، في العام الأوّل وفي العام الثاني، مِنْ حَرْبِهِ على سوريّة، إلى إجْراءِ انتخاباتٍ رئاسِيّةٍ مُبَكّرة في سورية..
فَما عَدَا مِمّا بَدَا، كَيْ تكونَ الانتخاباتُ الرئاسيّةِ المُبَكِّرة في سوريّة، أمْراً مطلوباً وَمرغوباً ومشروعاً ووَاجِبَ الحُصُول، بينما هي مَرْفوضَةٌ ومَرْذولةٌ وغَيْرُ مَشْرُوعَةٍ، إذا جَرَتْ في توقيتِها وزَمَنِها القانوني والدستوري؟؟!!.
· هذه هي ديمقراطيّةُ “العمّ سام” الاستنسابيّة، التي يُريدُ تطبيقَهَا على بُلْدانِ العالم، بِحَيْثُ يجبُ أنْ تكونَ النّتائجُ، كما يَهْوَى ويَشْتَهِي، وليسَ كما تُريدُها الشعوب، وإلاّ أطْلَقَ عليها “الحُرُمْ”، وشَهَّرَ بها وشَيْطَنَها وأبْلَسَها.
· وما نَسِيَهُ اسْتِعْمَارِيُّو “العمّ سام” وأذْنَابُهُمْ، أنّ بلادَ الشام، لا يُمْكِنُ أنْ تكونَ إلاّ حُرّةً مُسْتَقِلّةً في قَرَارِها، وأنّ أسَدَ بلادِ الشام: الرئيس بشّار الأسد، لم يَعُدْ، فقط رئيساً للجمهورية العربية السورية، بل أصْبَحَ القائدَ الأوّل لِحَرَكَةِ التّحرّر الوطني في العالَمْ.
-3-
[ “البراميل”: المصطلح الشّائع من “واشنطن” إلى “الرَّبْع الخالي” ]
“- البراميل المتفجرة: يقصفُ بها النظامُ السوريُّ، الأطفالَ والنّساءَ والأبرياءَ والعُزَّل-”
والسّؤال:
· ما هي الجدْوَى التي يُمْكِنُ أنْ يجنيَها “النظامُ السوري” مِنْ قَصْفِ الأطفالِ والنّساءِ والأبرياء والعُزَّل؟..
· وهل الأطفالُ والنّساءُ والأبْرياءُ والعُزَّل، هُمُ الذين يخوضونَ الحرْبَ ضدّ الشعب السوري والجيش السوري، لِكَيْ يقصفهم “النّظامُ السوري”؟، أَمْ عشراتُ آلافِ الإرهابيّيّن، هُمْ مَنْ يخوضُ حَرْباً على الشعبِ السوري والجيشِ السوري؟…
· وهل يستفيدُ “النظامُ السوريُّ” شيئاً مِنْ قَصْفِ الأطفال والنّساء والأبرياء والعُزَّل، بالبراميلِ المتفجّرة؟ بمعنى: هل قَصْفُ الأطفالِ والنّساءِ والأبرياء والعُزَّل، يُحَقّقُ النَّصْرَ للجيشِ السوريّ، على هذه العصابات المسلّحة؟…
والجواب:
· لقد صارَتْ تِلالُ الكَذِب وجِبالُ الدّجَل، التي يختلقها المحورُ الصهيو – أمريكي – الأعرابي – الوهّابي – الإخونجي، أكْبَرَ بكثيرٍ مِمّا تستطيعُ أنْ تُخْفِيَهُ جميعُ وسائلِ ووسائطِ الإعلام الأخطبوطي الدولي والإقليمي والأعرابي.
· وصارتِ الحَرْبُ واضحةً وضُوحَ الشّمسِ، وهي حَرْبُ (90) تسعين بالمئة مِنَ الشعب السوري، ضدّ المحورِ الصهيو – سعودي، على الأَرْضِ السورية.
· وَمَنْ يتوهَّمْ أنّ الشعبَ السوريَّ، سوفَ يُوَاجِهُ، بباقاتِ الورود والأزهار، هؤلاءِ الإرهابيّينَ الخارجينَ مِنْ كهوفِ العصرِ الحجري، يكونُ معتوهاً وغبياً وجاهلاً وأبْلَه.
· ولِأنّ تباشيرَ النَّصْرِ السّاحِق على المحورِ الصهيو – وهّابي في سورية، فوق الأرض السوريّة، قد أطلّتْ وأشـرَقَتْ.. ولذلك جُنّ جُنونُ أصحابِ هذا المحور، وجُنُونُ أسْيادِهِمْ وراءَ البحار، وجُنُونُ أدواتهِمْ الإرهابية، داخلَ سورية، وجُنُونُ ضفادِعِهِم الإعلامية، خارجَ سورية.
· وكُلُّ هذا الزّعيق والنّعيق، لن يُفِيدَهُمْ شيئاً، وسوفَ يدفعونَ الثّمَنَ، غالياً جداً جداً.
-4-
[ حتّى رَجَعْتُ، وأقْلامِي قَوَائِلُ لِي
المَجْدُ لِلسَّيْفِ، ليْسَ المَجْدُ لِلْقَلَمِ ]
– المتنبّي –
– بَيْنَ: قوّة (السياسة) و
سياسة (القوّة) و
فنّ (الدبلوماسيّة) و
عِلْم (الإعلام)
· القوّة هي الصّانعُ الأكبر لِأحداثِ التّاريخ، وأهمُّ نَوْعٍ مِنْ أنواعِ القوّة، هو “القوّة العسكرية”.. وَمَنْ لا يمْتَلِكُها، يَحْكُمُ على نَفْسِهِ بالتّهميش والتّبعيّة.
· والقوّة العسكرية، تحتاجُ إلى سياسةٍ حصيفةٍ مُحَنّكة، تَبْنِي على هذه القوّة العسكرية، وتَسْتَثْمِرُها اسْتِثْماراً أمْثَل، بِحَيْثُ تُؤَسِّسُ لِعِمارةٌ منظوميّة راسخة وَشاهقة، لِلدَّولة التي تتمتّعُ بِهذينِ المُقَوِّمَيْن.
· وضِلْعُ المربّع الثالث في هذه العمارة المنظوميّة، هو “الدبلوماسية” كَفَنٍ قديمٍ جديد، يُعَبِّرُ تعبيراً كاملاً وشاملاً وعميقاً وواسعاً، عن قوّةِ سياسةِ الدّولة المعنيّة، وعَنْ قُوّتِها العسكرية.
فإذا نجحت الدبلوماسيةُ بذلك، يكونُ الفضْلُ الأكْبَرُ في نَجَاحِها، هو لِقوّة السياسة ولِلقوّة العسكرية التي تمتلكها الدولة.. لِأنّ دَوْرَ الدبلوماسيّةِ، هو أنْ تكونَ مِرْآةً صادِقةً في التعبيرِ عَنْ قُوّةْ دولتِها، وفي الدّفاع عن حقوقهِا ومصالِحِها.. فإذا نجحت في ذلك، تكونُ قَدْ أدّتْ واجِبَهَا الوطني والأخلاقي.. وإذا فشلتْ أو تعثّرَتْ في ذلك، تكون قَدْ قَصّرَتْ في أداءِ واجِبِها الوطني والأخلاقي.
· والضلع الرّابع في معادلةِ قوّةِ الدّولة، هو “الإعلام” مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ عِلْماً وأدباً وفناً، في آنٍ واحِدْ.
والكوادرُ الإعلاميّةُ الكفوءةُ، في هذا العصر، مُتَوَافِرَةٌ بِكَثـْرَةْ.. ولكنّ الفاعلية الأساسية لِلإعلام، مرتبِطةٌ بِتَوَافُرِ السّيولةِ المالية اللازمة لِتحريك عجلةِ الإعلام، بالشَّكْلِ الأمْثل، سواءٌ مِنْ حَيْثُ إنشاءُ وسائلِ ووَسائطِ الإعلامٍ المرئيّ والمسموع والمقروء والإلكتروني، ومِنْ حَيْثُ توفيرُ المُسْتَلْزَماتِ الفنّيّة والمادّيّة اللاّزمة لهذه الوسائل والوسائط، ولاستمراريّتِها واسْتمرارِ فاعِلِيّتِها.
وهذا لا يعني انعدامُ الفاعليّة، في حالةِ عدمِ توافِرِ السّيولة المالية، بل يعني انخفاضُها، بِحَيْثُ تُصْبِحُ عاجِزةً عن اللّحاقِ بوسائل الإعلام الدولية والإقليمية، المُكْتفِية مادّياً والمتطوّرة فنياً والمُشْبَعَة مالياً.
· ومع ذلك، ورُغْمَ ذلك، يَبْقى الحقُّ، والإيمانُ بهذا الحقّ، والاستِعْدادُ للدّفاعِ عَنْهُ والتّضحيةِ في سبيلِهِ.. هي السّلاحُ الأقوى، في هذا العصر وفي كُلّ عَصـر.
وهذا هو الدّرْسُ النّادِرُ والمَثَلُ الفَرِيدُ، الذي ضَرَبَهُ ويَضْرِبُهُ الشعبُ السوريُّ، في النصف الأوّل مِنَ العَقْدِ الثّاني لِلألْفِ الثّالِثَة للميلاد.. بِفَضْلِ قائدٍ شامِخٍ، هو أسدُ بلادِ الشّام: الرّئيس بشّار الأسد.. وبِفَضْلِ جيشٍ أسطوريٍ هو: الجيش العربي السوري.. والباقي كُلُّهُ تفاصيلُ وفُروعٌ ومُكَمِّلاتٌ.
-5-
[ العَقْدُ القادِم: “تُرْكِيّاتٌ” و”سُعُودِيّاتٌ” ]
· أستطيعُ القولَ، وبِثِقَةٍ كبيرة، بِأنَّ السِّحْرَ الذي بَدَأ ينقلبُ على المشروع الصهيو – أميركي، الذي كانَ يقضِي بِتَسْليمِ المنطقةِ بِـ “الضُّبَّة والمفتاح” لِـ”خُوّانِ المسلمين”، وبِتكليفِ “خُوّان المسلمين” الأتراك بِالوصايةِ على المنطقة، عَبْرَ “عُثْمانيّة جديدة” متأسْلِمة، تكونُ قادِرةً على إلحاقِ الوطنِ العربي، بِكامِلِهِ، بالمحور الصهيو- أميركي، وعلى تحْوِيلِهِ إلى أجْرامٍ تَدُورُ في الفَلَكِ الإسرائيلي.. وعلى أنْ يكونَ هذا “الحِزَامُ الإخونجي” سداً منيعاً في وَجْهِ كُلٍ مِنْ روسيا والصين، تمهيداً لانتقالِ المشروعِ الاستعماري الأطلسي الجديد، إلى عُقْرِ دَارِهِمَا.
· أسْتَطيعُ القول بِأنَّ الصُّمُودَ السوريَّ الأسطوري، كانَ لَهُ الفَضْلُ الأوّلُ والأكبر، في إجهاضِ وإفشالِ هذا المشروع الاستعماري الكوني الجديد.. وَإِنْ كانَ الشَّعْبُ السوريّ، قَدْ دَفَعَ تَضْحِياتٍ هائِلةً، لِإسْقاطِ هذا المشروع.
· ولكنّ المُهِمّ في الموضوع، هو ارْتِدَادَاتُ وتَداعِياتُ فَشَلِ هذا المشروعِ الاستعماري، على أدَاتَيْهِ الرَّئيسِيّتَيْنِ في المنطقة وهما (“السعودية”: للتَّمْوِيل، و”تركيا” لِلْإدارة).. وذلك لِأنّ التّناقُضَاتِ الكامنةَ والمُتَرَاكِمَةَ في مُجْتَمَعَيْهِما، قَدْ جَرَى إنْعاشُها وإحْيَاؤها، بِسَبَبِ الدّوْرِ التّابِع والقذِر الذي قامَ بِهِ، كُلٌّ مِنْ سُفَهَاءِ آل سعود. وسلاجِقَةِ العثمانية الجديدة المتأسلمة. وهذه التّناقُضَاتُ الدّاخليّة لَدَيْهِما، سوف تَتَنَامَى وتَتَعَاظَمُ، يَوْماً بَعْدَ يوم، وشَهْراً بَعْدَ شَهْر، وعاماً بَعْدَ عام. وسوفَ يكونُ انفِجَارُها كالْبُرْكان.
· وما هو قادِمٌ في العَقْدِ القادِمْ، هو “تُرْكِيّاتٌ” عديدةٌ وليس “تُرْكِيّا” واحدة، و”سُعُودِيّاتٌ” عديدة، تُزِيلُ مهلكةَ آل سعود مِنَ الوجود وإلى الأبد.
· وعلى العَكْسِ مِنْ ذلك، وخِلافاً لِما يَبْدُو الآن، فَسَوْفَ تكونُ (بِلادُ الشّام والرافِدَيْن: المشرق العربي) قَدْ خَرَجَتْ مِنْ مِحْنَتِها، إلى آفاقٍ أرْحَبَ وأوْسَعَ، تَقُودُ دُوَلَهَا نَحْوَ التكامُلِ والاتّحادِ الحقيقي.
-6-
[ يَدَاكَ أَوْكَتَا، و فُوكَ نَفَخْ ]
· يُثِيرُ الَعَجَبَ العُجَابْ، حَالَةُ الرُّهاب التي يعيشُها الأوربّي والأمريكي والأعرابي، مُنْ ارْتِدادِ الإرهاب الذي احْتَضَنُوهُ وعَلَفُوهُ وشَحَنُوهُ إلى سورية، عَلَيْهِمْ وعلى بُلْدانِهِمْ!!!!.
· وكأنَّ الشعبَ السوريَّ، لدى هؤلاء، أبْناءُ جارِية، وهُمْ أبْناءُ سِتّ!!!!!…
· وتبلغُ الوقاحَةُ ذِرْوَةَ الفظاعة، عندما يُحَذّرُ بَعـضُ هؤلاء، مِمّا يُسَمُّونَهُ “عودةُ المقاتلين من سورية إلى بُلْدَانِهِمْ!!!!” وكأنّ السَّفَلَةَ والقتَلَةَ والمُرْتَزِقَةَ التي ربّاها هؤلاءِ وعَلَفُوها وأرْسَلُوها إلى سوريّة، لِذَبْحِ شَعْبِها وتَدْميرِ مُقَدَّرَاتِها، أمـرٌ عاديٌ وطبيعيٌ ومشروعٌ!!!!!.
قليلاً مِنَ الخجل – يا عَدِيمِي الحَياء – فـَسوريّة لَيْسَتْ مَزْبَلَةً لَكُمْ ولا لِقاذوراتِكُمْ وجِيَفِكُمْ.. وإنّما هي مَقْبَرَةٌ لكُمْ ولِمُشَغِّلِيكُمْ ولِمَشاريعِ أسـيادِ مُشَغّلِيكُمْ.. وأمّا أنتم، فَستَذْهَبُونَ “فَرْق عُمْلة”.
· وكأنّ الدّمَ السوريَّ، مُباحٌ ومُسْتباحٌ ومَشاعُ ورخيصٌ عِنْدَ هؤلاء، وليسَ له صاحِبٌ!!!!!….
· بل وكأنّهُ مِنَ المشروعِ لَهُمْ أنْ يقوموا بكُلّ ما استطاعوا القيامَ بِهِ، لِتصديرِ الإرهابِ والإرهابيين إلى سورية، بِالأطْنان!!!!!.
· ولكنْ عندما بدأَ الإرهابُ يَرْتَدُّ عليْهِمْ، بدؤوا يُوَلْوِلُون ويَرْتَجِفون ويشْتَكُون ويَسُوحُونَ ويَنُوحُون!!!!!!، وبدؤوا يُدْرِكُونَ جَسَامَةَ ما فَعَلَتْهُ أيْدِيهُمُ الآثِمَة.. ولكٍنّ إدْرَاكَهُمْ هذا، ليسَ مِنْ مُنْطَلَقٍ إنسانيٍ حريصٍ على دِماءِ السوريين، بل مِنْ مُنْطَلَقٍ أنانيٍ انتهازيٍ لا أخلاقي، ولا يَعْتَرِفُونَ بالخطيئةِ الكُبُرى التي ارتكبوها بِحَقّ الشعب السوري، بل ولم يتوقّفوا، حتّى الآن، عن النّفْخِ في النّارِ التي أشْعَلُوها في سورية، مِنْ خِلالِ الاستمرارِ في تَجْنِيدِ الإرهابيّينَ وشَحْنِهِمْ إلى الربوع السورية!!!!.
· وهؤلاء المُوَلْوِلُونَ اﻵثمونَ المُعْتَدُونَ على سورية، إمّا أنّهُمْ مُصَابُونَ بِحَالَةِ “شيزوفرينيا”… أو أنّهُمْ مَسْلوبُو اﻹرادة، ويُسَاقُونَ كالأغْنَامِ، إلى حَتْفِهِمْ… أو أنّهُمْ جَهَلَةٌ… أو أغبياءُ… أو مجانين… أو عَبِيد.
· ملاحظة: (يَدَاكَ أوْكتَا، وفُوكَ نَفَخْ: مَثلٌ عربيٌ يَعْنِي أنّ يَدَيْكَ هُمَا مَنْ أشْعَلَ النّار، وأنّك قُمْتَ بِتَأجِيجِها، بالنَّفْخِ فِيها بِفَمِكَ، بَعْدَ أنْ أشْعَلْتَها).
-7-
[ عندما يتمزّق “سولوفان” الوطنية والقومية واليسار والأممية ]
· قِطْعانُ القوارِضِ والغِرْبانِ الإعلاميّةِ، والعقَارِبِ والزّواحفِ المُلْتحِقةِ بِمَضَارِبِ البترو دولار، والمُتفرّغة لِخِدْمةِ واسْتِرْضاءِ نواطيرِ الغاز والكاز، والمُنْبَهِرَة بِأسْيَادِ أسـيَادِها الأطَالِسَة…
هذه القِطْعَانُ، تقومُ بِـ “واجِبِها الوظيفيّ”، عندما تتهافتُ وتتسابَقُ للتَهَجُّمِ ولِمهاجمةِ القيادة السورية والجيش السوري وقوى الدفاع الوطني السوري، التي قامَتْ وتقومُ بِالدّفاعِ عَنْ بلادِ الشّامِ بكَامِلِها، وحِمايَتِها وَمَنْعِ تَحْويلِها وتَحَوُّلِها، إلى زرَائِبَ واسْطَبْلاتٍ، يَسْرَحُ ويَرْمَحُ الإسرائيليُّ فيها، على هواه.
· وأمّا عندما يقومُ أولئك المُصِرّونَ على أنَّهُمْ (وطنيّون أو قوميّون أو يساريّون أو أمميّونَ الخ الخ) بالتحدّثِ عن العدوانِ الإرهابي الصهيو- أطلسي – الأعرابي – الوهّابي – الإخونجي، على أراضي وشعبِ الجمهورية العربية السورية، وكأنَّهُمْ سُيَّاحٌ أو مُسْتَشـرِقونَ أو عابِرو سَبيل، بِحَيْثُ يتحدّثونَ عن الخراب والدمار الهائل في سورية، مِنْ غَيْرِ أنْ يُشِيروا إلى المسؤولية الكاملة للمحور الصهيو – أطلسي – الوهّابي وزبانِيَتِهِ، عن هذا العدوانِ الإرهابيِّ الغاشم على سورية!!!، وكأنَّ الدّمارَ الذي لَحِقَ بِسوريّة، حَصَلَ بِفِعْلِ إعـصارٍ أو زلزالٍ طبيعيٍ، وليسَ بِفِعْلِ مُخْطَّطٍ جهنّمِيٍ صهيو – أمريكي، كانَ الأعْرابُ التَابِعون والمتأسْلِمُونَ الإرهابيون والصّهاينةُ المسيحيون، هُمْ أدَوَاتُهُ الرئيسيّة، في مُوَاجَهَةِ العروبة المُسْتقِلّة والإسلامِ القرآنيّ والمسيحيّة المشرقية، انطلاقاً مِنْ سوريّة.
· وأمّا عندما يذْهَب بَعْضُ هؤلاءِ (الوطنيين أو القوميين أو اليساريين أو الأمميين!!) أبْعَدَ مِنْ ذلك، ويُحَمِّلونَ القيادةَ السوريّةَ، جزءاً مِنْ المسؤوليّة عَنْ هذا الدّمار والموت الحاصِل في سوريّة (بِذَريعة أنّهُ “لو” حصل كذا وكذا لَما صارَ كذا وكذا!!!)، فإنّ موقفَ هؤلاء، يعني المساواة بَيْنَ الضحيّة والجاني، عِنْدَما يُحَمّلونَ الضّحِيّةَ، مسؤوليّةَ الدّماء التي تَسَبّبَ بها الجاني، لِأنّها قامَتْ بالدّفاعِ عَنْ نَفْسِها.. فَكَيَفَ عندما يكونُ الوطَنُ هو المُسْتَهْدَف!!!!.
· وأحياناً، يذهبُ بَعْضُهُمْ، بعيداً جداً، فَيُحَمّلُ القيادةَ السورية، كامِلَ المسؤولية، عَنْ كُلّ ما جرى… وعندما يقوم هذا البعضُ بذلك، فإنّهُ لا يُقَدّمُ ولا يُؤخّر، ولكنّه يُعَرِّي نَفْسَهُ ويفْضَحُها فقط، عندما يؤدّي موقفُهُ إلى تبرئةِ ذِمّةِ المحور الإرهابي المعتدي على سورية، وإلى تَمَزُّقِ “سولوفان” (الوطنية أو القومية أو اليسارية أو الأممية) عَنْ جَسَدِهِ المُشْبع بِرائحةِ الغاز والكاز.
-8-
[ أدْعِياءُ القوميّةِ العربية ]
· في كُلّ مَرّةٍ أتَنَاقَشُ فيِها، مَعَ أحدِ السياسيين، ثمّ ينحو فيها هذا السّياسيُّ أو ذاك، لِتحميلِ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسؤوليةَ ما يجري في المنطقة..
وعندما يَحْتَدُّ النّقاشُ ويُدْرِكُ أنّهُ أصبحَ في الزّاوية، وأنّ جَمِيعَ أسـلِحَتِهِ في المُمَاحَكَة، قَدْ فَرَغَتْ مِنَ الذّخيرة، وأنَّ جَعْبَتَهُ قَدْ أصْبَحَتْ خاوِيةً مِنَ السِّهام.. حينئذٍ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ ويَسْتَلُّ سِلاحَهُ الذي يَظُنُّ أنّهُ سوف يفوزُ فِيهِ بالضَّرْبَةِ القاضية.. ولِيَقولَ لك:
( يا أخي أنا قومي عربي، منذ أكْثَرَ مِنْ نِصْفِ قَرْن. )!!!!!
[ وتعليقنا، بل ونصيحتُنا لِهؤلاء “القوميين العرب!!!” وأمثالِهِمْ ]:
· القومية العربية، ليست قِلادةً تُعَلَّقُ في الرّقَبَة، لِتُعْلِنَ عَنْ هُوِيَّةِ وانتماءِ صاحِبِها الفكري والعقائدي..
وليس المُهِمُّ أيْنَ كُنْتَ، بل أيْنَ أصْبَحْتَ وأيْنَ أنْتَ الآن، وخاصّةً لِمَنْ يتناقَضُ حاضِرُهُ مع ماضِيه، أو مع فَتْرةٍ مُعَيَّنَةٍ أو قصيرةٍ مِنْ ماضِيهِ.
وهؤلاء يُشْبِهونَ حانُوتياً، كانَ يبيعُ عُطوراً، ثمّ انتقَلَ إلى ماسِحِ أحْذِيِة “بُويَجِي”.. ولكنّهُ أبْقَى اللّوحَةَ الموضوعَةَ في أعْلى مَدْخَلِ حانُوتِهِ، والتي تُشِيرُ بِأنّهُ “بائع عُطور”!!!.
وحتّى المؤمِنُ، لِخمسينَ عاماً أو أكْثَرَ، ثُمَّ يَكْفُرُ في الأيّامِ الأخيرة مِنْ حَيَاتِهِ، لا يعودُ مُؤمناً ولا يُحْسَبُ في عِدادِ المؤمنين، بل في عِدَادِ الكافِرِين..
فَكَيْفَ بِـ (قوميٍ أو يساريٍ سابق!!!) قضى العقودَ الأخيرةَ مِنْ حياتِهِ، وهو يَتَمَسّحُ بِأعداءِ الوطنيةِ والقوميّةِ واليسارِ والأمميّةِ، لا بل وهو يُنَفِّذُ ما تُمْليهِ عَلَيْهِ دوائرُ المخابرات الصهيو- أمريكية – الأطلسية وتوابعُها؟؟!!!!!!.
· والقوميّة العربية، هي: موقِفٌ والتِزامٌ قوميٌ عَرَبِيٌ، ومُمَارَسةٌ وسُلوكٌ قوميٌ عَرَبِيٌ، بُوصلتُهُ الوَحِيدَة هي أوّلاً: الموقفُ مِنَ الصهيونية العالمية وقاعِدَتِها: إسرائيل”، وثانياً: الموقفُ مِنْ حُلَفَاءِ “إسرائيل” في المحور الأورو – أمريكي..
وليس مِنْ حقِّ مُطَبِّعٍ مع “إسرائيل” أنْ يَدَّعِي بِأنّهُ “قومي عَرَبِيٌ”، حتى لو كانَتْ أمُّهُ قَدْ وَلَدَتْهُ قومياً عربياً، وحتّى لو قضى زَهْرةَ شبابِهِ في الانتماءِ الفكري للقومية العربية.. طالما أنّهُ ارْتَضَى، بَعْدَئذٍ، أنْ يُصْبِحَ صديقاً وحليفاً – تابِعاً – لِـ “إسرائيل” التي هي أعدى أعداء القومية العربية، أو لِحُلفاءِ “إسرائيل” في المحور الاستعماري الأورو – أمريكي.
· ثُمَّ إنّ الانتماءَ القومي العربي، أو أيَّ انتماءٍ آخر – مهما كانَ نَوْعُهُ – لا يُقَاسُ بالماضي، بل يُقاسُ بالحاضر..
وما الفائدةُ مِنْ الانضواء في الصف الوطني والقومي، عَبْرَ العقود الماضية، ولكنْ عندما اشتَدّ أُوَارُ الصِّراعِ والعِراك، انتقلَ هؤلاء إلى الخندقِ المعادي، وتَحَوّلوا إلى سلاح وعتادٍ وأدواتٍ، يستخدمها العدوّ، ضدّ مَنْ كانَ هؤلاء ينتَمُونَ إليهم، وَضِدَّ مَنْ لا زال هؤلاءِ يَدَّعُونَ الانتماءَ إليهم.
· إنّ هؤلاءِ يُذَكّرُونَنِي بِـ (السنيورة فؤاد) الذي اصطفَّ جَهاراً نهاراً مع “إسرائيل” عام “2006” أثناءَ عُدْوانِها على لبنان وعلى مُقَاوَمَتِهِ، وهو لا يُخْفِي التِحاقَهُ الذَّيْلي بِسُفَهاءِ آل سعود، وبِأسْيَادِهِمْ في المحور الصهيو – أمريكي..
ومع ذلك، لا زالَ السنيورة يتَبَاهَى بِأنّهُ (قوميٌ عَرَبِيٌ!!!) لِأنّهُ في سِتّينِيَّاتِ القَرْنِ الماضي، شارَكَ في مُظاهَرَةٍ، عندما كانَ طالِباً في الجامعة!!!!!.
· وفقط، نقولُ لِهؤلاء ولِأمْثَالِهِم: المعيار هو موقفك اليوم، فإذا كُنْتَ قومياً عربياً، فالأمْرُ يستدعي وقُوفَكَ الآنَ الآنَ في خندقهِا، وليسَ الوقوفَ في خندقِ أعدائِها، وليس التّلَطِّي والاختباء وراء شعار “القومية العربية”، وليس التّناغم أو التّلاقي أو الانضواء في المعسكرِ الذي يَضُمُّ جميعَ أعداءِ القومية العربية، مِنْ صهاينة وأطالِسة وسلاجقة ووَهّابيّة وإخونجيّة.
· وبالمناسبة، فإنّ هذا النّمَطَ مِنَ الكائناتِ السياسية، مِنَ “القوميين المُرْتَدّين” ومِنَ “اليساريّين التّائبين”: مِنْ أدْعِياءِ “القومية العربية”، ومِنَ الغارِقينَ حتّى رؤوسِهِمِ في مستنقعاتِ “اليمين”، مِنَ المُصِرِّينَ على التَّمَسُّحِ بِـ (القومية واليسار)… هؤلاءِ هُمْ أسْوَأ أعداءِ القومية العربية وأعداءِ اليسار الحقيقي.
-9-
[ الإعلاميّ “الصنّاجة” “اللّي ما بْيَعْرِفْ وينْ الله حَاطُّو” ]
· إعلاميٌ صَنّاجَة، وزيرٌ سابق ورُبَّما لاحِق!!، يكتبُ في جريدة (الرأي) الأردنية، كتَبَ، عَنْ ما سَمّاهُ ( صَنّاجات الإعلام السوري التي تُعاني من الهذر والعته. )
وتَحَدّثَ عن “اللاجئين السوريين، فقال – لا فُضَّ فُوه – :
( الحلّ بسيط: هنا في عمّان، سفيرٌ وسفارةٌ لسوريا، ونظنّ أنَّ حكومةَ النسور، ترحّب بأيّ مسؤول سوري يشرّفنا، ويطلق سراح السوريين المحتجزين، بيده، ويأخذهم معه إلى جنّة الأسْر.. قائدهم إلى الأبد!!. )
ثمّ أكْمَلَ هذا الإعلاميّ الصنّاجة، قائلاً:
( لِيُشَرّفنا رئيسُ النظام ورئيسُ وزرائهِ وسفيرُهُ في عمّان، ويأخذونَ معهم، مُوَاطِنِيهِمْ مِنَ الزّعتري ومِنْ غير الزّعتري، إلى مدنِهِمْ وقُرَاهُمْ، إذا بقيَ لهم مُدُنٌ وقُرَى!!. )
[ ونقولُ لِهذا (الأخ الذي يهْرِفُ بما لا يعرف) ولِمَنْ وراءَهُ وخَلْفَهُ وقُدَّامَهُ ]:
· إنّ ستّةَ ملايين نازحٍ سوريّ، اضطرّوا للخروج من مُدُنِهِمْ وبَلـدَاتِهِمْ وبُيُوتِهِم، بِـ”فَضْلِ” مَنْ يتجاهلُ – ولا يَجْهل – هذا الصنّاجةُ، مسؤولِيَّتَهُمْ الأولى والأخيرة عن هذا النّزوح.. وهُمْ مُعَلِّمُوه ومُعَلِّمو مُعَلِّميه، مِنْ نواطيرِ الغاز والكاز، ومِنْ أسْيَادِ هؤلاءِ النّواطير، في المحورِ الصهيو – أمريكي.
وإنّ هؤلاء الملايين الستّة الذين نزحوا داخِلَ سورية، وليْسَ خارِجَها، يعيشونَ أفْضَلَ بما لا يُقَاس، مِمّا يعيشُهُ النَّازحونَ السوريّونَ، في الأردن، داخلَ وخارجَ “معسكر الزّعتري”.
· وأنّ القيادة السورية، تُرَحّبُ وتُشَجّعُ كُلّ مُواطِنٍ سوريٍ، يُريدُ العودة إلى وطنِه.. وننتظر مِنْ هذا الصنّاجة ومِمَّنْ وراءَهُ، أنْ يُتِيحوا المجالَ -على الأقلّ- للسفارة السورية في الأردن، أنْ تتواصلَ مع مواطنِيها النّازِحينَ إلى الأردن.
وإذا كان هذا (الأخ)، لا يعرفُ بِأنّ أيَّ نازحٍ سوريٍ يُراجِعُ السفارةَ السورية، تقومُ جهاتٌ عديدةٌ داخلَ الأردن، باسْتِدْعائهِ والتحقيق معه والتّضييق عليه، بِأكْثَرَ مِمّا هو عَلَيْهِ مِنْ ضِيق.
إذا كان هذا الصنّاجة لا يعرفُ ذلك، فها نَحْنُ قَدْ عَرَّفْنَاهُ، وننتظرُ جهودَهُ وجُهُودَ مَنْ وراءَهُ، في إعادَةِ الوثائقِ الشخصية لِلنّازحين السوريين وإفـْساحِ المجالِ لَهُمْ، كَيْ يعودوا إلى وطَنِهِم، وفي إفساحِ المجالِ لنا، كَيْ نتمكّنَ مِنْ مُساعَدَتِهِمْ لِلعودة.
ونحنُ، حينئذٍ، سنَكُونُ مِنَ الشّاكِرينَ له ولِمَنْ وراءَهُ.
-10-
[ إمّا نَحْنُ…… وإمّا هُمْ…. وقَدْ قَرَّرْنا أنْ نكونَ “نحن” ]
· كُلّ المخطّطاتِ الأمريكية – السعودية – الإسرائيلية، لِفَتْحِ ما يُسَمُّونَهُ (جبهة الجنوب) من “درعا” و”القنيطرة” نحو دمشق، ليستْ أكْثَرَ مِنْ حساباتٍ ومُرَاهَنَاتٍ حَمْقاءَ ناجِمَةٍ عَنْ فَشَلِهِمِ الذّريع، في عشراتِ الجبهاتِ الأخرى، الحدوديّة والداخلية.
· وهذا السُّعار الأمريكي – السعودي – الإسرائيلي، المتصاعدِ تجاه سورية، لنْ يُسْعِفَهُمْ بِشَيْءٍ في مُحاولاتِهِم المتلاحقة، السّابِقة والحالية واللاّحقة، لِهزيمةِ سورية والاستيلاء عليها…
· ونقول لِهؤلاء الحمقى المسعورين: إذا كانَ الجيشُ الإسرائيليُّ، بِكامِلِ عَدَيِدِهِ وعُدَّتِهِ وعَتَادِهِ، عاجِزاً عَنْ تنفيذِ هده المهمّة المستحيلة.. فَكَيْفَ يخْطُرُ بِبَالِهِمِ أنّ عِدّةَ آلافٍ من المرتزقةِ المأجورين ومن الإرهابيين المتأسْلمين، يُمْكِنُ لهم أنْ يقوموا بهذه المهمّة؟؟!!!!!!.
· ونَعِدُهُمْ بِأنّهُمْ كُلَّمَا ازدادوا سُعاراً وحماقةً وإيغالاً في الدّمِ السوري، كلّما سَيَزْدَادُونَ خِزْياً وخِذْلاناً وهزيمةً، إلى أنْ يُهْزَمُوا هزيمةً ساحِقةً ونهائيّةً، على كامِلِ ساحاتِ المنطقة.
-11-
[ هناك ثَلاثُ دَرَجَاتٍ أو مُسْتَوَيَاتٍ، في “فنّ السياسة” هي ] :
– الْفَهْم والتّفَهُّم، و
– التّفاهُم والتّوافُق، و
– الاتّفاق والتّحالُف
· (الفَهْمُ و التّفَهُّم): يكونَانِ مع الأعداء، ولا يعنيَانِ الموافقة.
· (التّفاهُم والتّوافُق): يجريَانِ مع الخصوم، وأحياناً مع الأعداء، في مسألةٍ أو مسائِلَ عديدة، وفي ظروفٍ مُعَيَّنَة، ضِمْنْ فترة زمنيّة مُحَدَّدَة.
· (الاتّفاق والتّحالُف): فَيجريَانِ بَيْنَ الأصدقاء… وحُدُوثُهُما، كثيراً ما يُؤدّي إلى تَحَوُّلِ العداوةِ أو الخصومة، إلى صداقة أو تحالُف.
-12-
[ التَّكْفِيرِيّون…. والكافِرُون ]
· التٌكفيريّونَ المُتَأسْلِمون، أسـْوَأُ بِكَثِيرٍ، مِنَ الكافِرِينَ.. لِأنّ التّكْفيريّيِنَ، يُكَفِّرونَ المؤمِنينَ ويُبِيحُونَ دَمَهُمْ، باسْمِ الدِّين، بَدَلاً مِنَ القيامِ بِهِدَايَةِ الكُفّار، بِالقُدْوَةِ والحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَة، تنفيذاً لِقَوْلِهِ تعالى { ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ والموعظة الحَسَنَة. }
· والكافِرونَ قابِلونَ لِلْإيمانِ والهِدَاية.. لكنّ التَّكْفِيريّينَ غَيْرُ قَابِلِينَ لِلهِدايةِ والإيمان، وحالَتُهُمْ مَيْؤوسٌ مِنْهَا، لِأنّ عَقِيدَتَهُمْ: “إمّا قاتِلْ أَوْ مَقْتُول”.
ولذلك، يُحَقِّقُ لَهُم، الجيشُ السوريُّ الأسْطوريّ، رَغْبَتَهُم الثّانِية.
-13-
[ عندما يكونُ الخِيَارُ بَيْنَ: “المواطن السوري”..
وبَيْنَ: “الإعلام السوري” ]
· بَيْنَ حقِّ الإعلامِ السوريّ ووَاجِبِهِ في تغطيةِ الحربِ الدّائرة على وطنِهِ، و
· بَيْنَ حَقِّ المُواطِنِ السوري، في أنْ يعرِفَ مَجْرَيَاتِ الحربِ الدّائرة على وَطَنِه..
· فَإنَّ حَقَّ المُوَاطِنِ السوري، أعلى وأسْمَى بِمَا لا يُقَاسُ، مِنْ حَقِّ الإعلامِ السوري..
· ومِنْ حَقِّ المواطِنِ السوري، أنْ يُشْبِعَ لهْفَتَهُ وتَلَهُّفَهُ لِمعرفةِ الحقيقةِ بِالسُّرْعةِ القصوى، ودقيقةً بِدقيقة، وليس في اليوم الثاني أو الثالث..
· وملايِينُ المواطنينَ السوريين، لم يعودوا حَقْلَ تجارِبَ عِنْدَ أحدٍ..
· وإذا كانَ الإعلامُ الرّسّميُ، يمتلكُ الكفاءةَ والإيمانَ والاستعدادَ للتضحية، ولكنّه لا يمتلك الخِبْرَةَ الكافيةَ ولا المُرُونَةَ المطلوبةَ ولا التجهيزاتِ الفنّيّةَ الكفيلةَ بِمُجاراةِ المحطّاتِ الصّديقة، على الأقلّ..
· فَإنَّ الذّنـبَ ليسَ ذَنْبَ ملايينِ السوريين، لكي تجري مُعاقَبَتُهُمْ إعلامياً، عَبـْرَ مَنْعِ ما اعتادوا على رؤيتهِ مِنْ تغطيةٍ صديقةٍ للحرب القائمة على وَطَنِهِمْ، خلالَ السّنواتِ الماضية..
· ومهما كانتُ الأعذارُ، فهي ضعيفة، لِأنَّه لم يَحْدُثْ ما هو جَدِيدٌ في أداءِ المحطّاتِ الصديقة، يستدْعِي مثل تلك الإجراءات التي آلَمَتْ ملايينَ السوريين، قَبـْلَ أنْ تُؤْلِمَ القنواتِ الصّديقة…
· وأمّا إذا كانت هناكَ ضَرُوراتٌ أمْنِيّةٌ اسْتَدْعَتْ ذلك.. فالسّؤال: وهل ظهرت هذه الضَّرُوراتُ فجْأةً، ودونَ سابِقِ إنذار، بَعـْدَ أنْ بدأت مَجَامِيعُ قِطْعانِ الإرهابِ وَالارتزاق، تَتَهاوَى وتَتَساقط؟!.
· ليس مِنْ حَقِّ أحدٍ، بَعـْدَ الآن، أنْ يجْعَلَ مِنَ المُوَاطِن السوريّ، حَقْلَ تَجَارِبْ.