خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئة وخمسة “105”)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة المئة وخمسة “105”:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ الطَّالِعُونَ على الدُّنْيا، بِصَبْرِهِمُ
لَوْلا الفَوَاجِعُ، هَلْ شَدُّوا، وهَلْ نَهَدُوا؟ ]
-1-
[ لم “يَطُقّ شِرْشُ الحَيَاء” فقط، في وجوه سلاجقة الإخونجية الجُدُدْ، بل “طَقّتْ” عُقُولُهُمْ ]
· بَعْدَ فشلِ أردوغان الأحمق وأوغلو الأرْعن، في التّسَتُّر على التسجيل الصوتي الأخير الذي فَضَحَهُمْ وعَرّاهُمْ، وفي إنكارِ مُحـتَوَياتِهِ – كما أنكروا التورّط المباشر في مليارات الفساد – أمام الشعب التركي بالدّرجة الأولى، كَخَوَنةٍ ومتآمِرِين، يعملونَ على توريطِ الشعب التركي، في حَرْبٍ طاحِنَة، لا يُرِيدُها الشعبُ التركي ولا الجيشُ التركي، وتملّصَ منها حلفُ الأطلسي، ونَأى بِنَفْسِهِ عنها الأمريكي “ودَفَعَ بالسلاجقة الأردوغانيين الجُدُدْ، لكي يقوموا بهذه المهمّة القذرة.
· ويكفي سَماعُ ما قالهُ الأحمق أردوغان والأرعن أوغلو، في التّعليق على (التّسجيل الصوتي المُسَرَّب)، لِكَيْ يتأكّدَ السّامِعُ، أنّ هذه التعليقات، يجبُ أنْ تُقالَ، حَصْراً، في مَعـْرِضِ اسـتِنْكارِ الدّوْرِ القذر والخبيث الذي قامَتْ وتقومُ به حكومةُ أردوغان الصهيو – إخونجيّة، في التّآمُرِ على الشعب التّركي قَبْلَ الشّعْبِ السوري، وعلى الجيش التُّرْكي قَبـْلَ الجيش السوري، بَعْدَ أن انكشفَ الدّورُ الصهيو – إخونجي لِحكومة أردوغان، في عمليّةِ توريط الجيش التركي في حَرْبٍ طاحنة مع سورية، بالنّيابة عن “إسرائيل”…. ولم يَعُدْ الإنْكارُ مُفيداً في هذا المجال، فهذا الشريط (كَشَفَ الطّابِقُ المستور) وعَرّى حَجْمَ الأخطارِ الكبـرى التي يُشَكّلُها الحزبُ الأردوغاني – الأوغلوي، على الدولة التركية وعلى الشعب التركي.
· وعندما يقولُ أردوغان وأوغلو بِأنّ (التّسجيل الصوتي المُسَرَّب، مؤامَرَةٌ خطيرة، تَمَسُّ الأمْنَ القوميّ التّركي) و( عَمَلٌ حقيرٌ ورخيصٌ وسافِلٌ) و(عَمَلٌ خطيرٌ جداً وخيانةٌ وطنيّة)!!!!.
وعندما يقول المأفون “داؤود أوغلو” بِأنّ تسريبَ الشريط هو “إعلان حرب على تركيا!!!!”، كانَ عَلَيْهِ أنْ يعْتَرِفَ بِأنّه هو وشريكُهُ الأحمق “أردوغان” هُمَا مَنْ أعْلن ويُعْلِنُ الحَرْبَ على سورية!!!.
وكأنّ العيْبَ والفضيحةَ والعارَ، يَكْمُنُ في تَسْريبِ مُحْتَوَيَاتِ الشريط، وليس في مُحـتَوَياتِ الشّريطِ نَفْسِه!!!!!.
بالله عَلَيْكُمْ، ألا تنطبقُ هذه التّوصيفاتُ تماماً، على ما قامَ ويقومُ به “أردوغان – أوغلو” وزبانِيَتُهُما، منذ ثلاث سنواتٍ حتى الآن، من تآمُرٍ خطيرٍ يَمَسُّ الأمْنَ القوميّ التّركي، ومِنْ خيانةٍ وطنيةٍ للشعبِ التركي، ومِنْ عملٍ حقيرٍ ورخيصٍ وسافِلٍ، بِحَقّ الأغلبية الكبرى مِنْ النّسيج الاجتماعي التركي.
· وهذا التّآمُر الذي كانْتْ تَجْرِي تَغْطِيَتُهُ، بادّعاء العمل لتحقيق المصلحة التركية والأمن القومي التركي، عَبْرَ دعمِ واحتضانِ الإرهاب والإرهابيين وتَصْدِيرِهِمْ إلى سورية..
وجاء هذا الشريطُ، لِيَكـشِفَ الحقيقةَ كامِلةً، ولِيُبَرْهِنْ بِأنّ ثنائيّ (أردوغان – أوغلو) عَدُوّانِ للشّعب التّركي وللجيش التّركي، بما لا يَقِلّ، إِنْ لم يَزِدْ، عَنْ عِدائِهِما للشعب السوري وللجيش السوري..
وجاء هذا الشريط أيضاً، لِيكشِفَ أنّ هذين الأحمَقَيْنِ (أردوغان – أوغلو) مُنْخرطانِ في مُخَطّطُ عالمي صهيو – أميركي، أرادَ تَسـليمَ المنطقة بِكامِلِها، لِـ”خُوّانِ المسلمين” تمهيداً لِتقسيمِها وتفتيتِها، بما في ذلك “تركيا”… ولكنّ هذا المشروع فَشِلَ على أبوابِ القلاعِ الشّاميّة.
· وهذا الكَشْفُ والتّعْرِيةُ والانفضَاحُ، هو الذي أطارَ صوابَ الأردوغانيين، وأفْقَدَهُمْ ما تَبَقّى مِنْ عُقُولِهِمْ.
وهذا ما يؤكّد، أنّ ثنائيّ (أردوغان – أوغلو) يسيرُ، بِثِقةٍ وثَبَاتٍ، نَحـوَ المصيرِ الذي انتهي إليه (عدنان مندريس) عندما أعْدِمَ عام “1960”.
· إنّها لعْنَةُ سوريّة ولعْنَةُ آسَادِ بلادِ الشّام.. عندما كان لسوريّة الأسد، وحصراً لسوريّة التي يقودها أسدُ بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد، الدورُ الأوّل في إجهاضِ المشروع الصهيو- إخونجي للسيطرة على المنطقة، برعاية وإشراف تركي أردوغاني سلطاني جديد.
-2-
[ آخر حلقة في مسلسل حماقات أردوغان ]
– لمن لا يعلم، ما هو السبب الحقيقي أو “الأسبابُ الحقيقيّة”، لِلتصعيد الحالي لِـ “أردوغان الأحمق” ضدّ سورية؟.
– الأسبابُ الحقيقيّة:
1 – رُغـْمَ أنّ هذه المحاولة الأردوغانيّة العدوانيّة الأخيرة على سوريّة، لا تَخـرُجُ عن الأجندة الأمريكية، سواءٌ في محاولةِ شَدِّ عَصَبِ العصاباتِ الإرهابية وَوَقْفِ انهيارِها، أو في كَوْنِها تَحَرُّشاً أمريكياً جديداً بِـ “روسيا”، عَبْرَ البوّابة السورية – التّركية، بَعْدَ استعادةِ “القرم”.
2 – فهي إضافَةً لِمُحاوَلَةِ أردوغان، صَرْفَ النّظَرِ عَنْ فسادِهِ الفضائحِيّ.. يبقى السّبَبُ الأهمّ، هو إعادةُ تقديمِ أوراقِ اعْتِمادِهِ لِأسـيادِهِ الأمريكان، قُبَيْلَ الانتخاباتِ البلديّة التّركية، لِكَيْ يقولَ لَهُمْ، بِأنّ ما لم يُنَفَّذْ في سوريّة، سابقاً، نستطيعُ تَنْفِيذَهُ، لاحِقاً.
3 – وبِأنّ ما فشل فيه السعوديّون، يستطيعُ هو النّجاح فيه.
4 – وبِأنّ الفُرْصةَ مُتاحةٌ ثانيةً، أمامَ الأمريكان والإسرائيليين، لكي يُحَقّقوا ما عجزوا عن تحقيقه، في سورية، حتّى الآن.
5 – وبِأنّ عليْهِمْ مُقابِل ذلك، أنْ يُوقِفُوا “فَتْح الله غولن” وأنـصارَهُ عِنـدَ حَدِّهِم.
– هذه هي الرّسائل التي أرادَ إرْسالَها، هذا الأحمقُ الإخونجيّ السلجوقيّ الجديد…
– ولكنّنا نؤكّد له، مرّةً أخرى، بِأنّ مصيِرَهُ لن يكونَ مُخْتلفاً عَنْ مصيرِ “عدنان مندريس” رئيس الوزراء التركي الأسبق الذي أعدمَهُ الأتراك عام “1960”.
-3-
[ كيفَ يتوقّف القَتْلُ والدّمارُ في سوريّة؟؟!! ]
· مِنَ الضروريّ جداً جداً، أنْ يتوقّفَ:
“قَتْلُ الشّعْبِ السوريّ”..
وأنْ يتوقّفَ:
“تَدْمِيرُ العُمْران والبُنى التحتيّة والاقتصادية والخدماتيّة، في سورية”…
· ولكنْ كيفَ يُمْكِنُ تحقيقُ ذلك؟:
بالتّأكيد، لن يتحقّقَ ذلك، مِنْ خلالِ الدّعواتِ المُنافِقة، لِأولئك الذين أشْعَلُوا النّارَ في سوريّة، ولا زالُوا يَصُبُّونَ الزَّيْتَ عليها لِتَأجِيجِها.. سواءٌ مِنْ حُكوماتِ الاستعمارِ القديم والجديد، أو مِنْ مَحْمِيّاتِهِ الأعرابيّة.
والجواب: سيتوقّفْ:
(1): عندما تتوقّف “حَواضِرُ الحريّة والديمقراطية!!!!!” في مشيخات الغاز والكاز – الذين ما كانوا ولنْ يكونوا يَوْماً، إلاّ أدواتٍ للاستعمار القديم والجديد والاستيطاني الصهيوني – ، عندما يتوقّفون عَنْ تسليحِ وتمويلِ وتَجْيِيشِ عشراتِ آلافِ الإرهابيّيّن َالمُتَأسْلِمِين والمرتزقة المأجُورِينْ…
(2): وعندما تتوقّف “قِلاعُ المدنيّة والعلمانيّة!!!!!” في هذه المحميّات النّفطيّة الجاهليّة، عَنْ الإصـرارِ على تَدْميرِ الشعب السوري والجيش السوري، تنفيذاً للأجندة الصهيو- أميركية…
(3): وعندما تتوقّف “النّمَاذِجُ المُعاصِرَة لِلْعَدَالةِ والكرامةِ وحقوقِ الإنسان!!!!!” في ممالك وإمارات: الرّعايا المغْلوب على أمـرِهِمْ، والرّعاع مِنْ طَوِيلِي العُمْر وفاقِدِي القَدْر، عن الاستماتةِ لِتَمْزيقِ النّسيجِ الاجتماعي السوري….
(4): وعندما يتوقّف “ثُوّارُ العصْرِ الجُدُدْ!!!”: (خُلفاءُ “غيفارا، وكاسترو، وهوشي منه، والجنرال جياب، وماوتسي تونغ، وشوآن لاي !!!!!!”) مِنْ مُسْتَحاثّاتِ ومُومْياءاتِ نواطيرِ الغاز والكاز، عَنْ قِيادَةِ “الثورات والانتفاضات العربية!!!!” خارِجَ أرَاضِي محميّاتِهِمْ، ويتفرّغونَ لِلاهتمام بِمُجْتَمَعاتِهِمْ، التي تعيشُ خارجَ العصر، رغم أنْهارِ الثروات والأموال:
– حينئذٍ، يتوقّف القَتْلُ والدَّمَارُ في سورية، ويقوم السوريّون، بالتّفرّغ لِإعادةِ بِناءِ ما تسَبّبَ بِتَدْمِيرِهِ، الأعْرابُ الأذْنابُ وأسْيادُهُمْ في المحور الصهيو – أميركي.
· وفقط:
– عندما يُقـْلِعُ هؤلاءِ الرُّعَاعُ مِنَ الحُكّام البتْرو- دولاريّين، ِعن التَّعَامُلِ مع رَعَايَاهُمْ، وكأنَّهُمْ رَهائِنُ وأقْنانٌ عِنْدَهُمْ..
– وعندما يتوّقَفُونَ عن اعـتِبارِ ثَرَواتِ بُلْدَانِهِمْ، غَنَائِمَ حَرْبٍ، يَحِقُّ لَهُمْ تَبْدِيدُها وهَدْرُها، على هواهُمْ..
– وعندما يقومونَ بِالانتقالِ بِـ (رَعَايَاهُمْ) إلى أوّلِ خُطْوَةٍ في طَوْرِ (المُوَاطَنَة)، ويَسْمَحُوا لَهُمْ بِـ (حقّ التعبير) فقط، وليس حقّ الانتخاب أو اختيار حُكّامِهِم…
حينئذٍ، قَدْ يستطيعونَ المُعاودة لِقيادةِ “الثورات والانتفاضات العربية!!!!”.
· ومَعَ ذلك، فَأصْحابُ الحقِّ والعنفوانِ والعدْلِ والإصْرَارِ، في رُبُوعِ بِلادِ الشّام، لَهُمْ بالمِرْصاد، وعاجِلاً لا آجِلاً.
-4-
[ لم يَنْسَوا شيئاً، ولم يتعلّموا شيئاً ]
· لقَدْ تَبَيّنَ، بَعْدَ مئةِ عام، منذ الحرب العالمية الأولى وحتّى الآن، أنّ (العرب) (لم يَنْسَوا شيئاً، ولم يتعلّموا شيئاً)…
· مرّرَ الاستعمار القديم، منذ قَرْنٍ من الزّمَنْ، (سايكس بيكو) و(وعد بلفور)، تحت عنوانٍ بَرّاقّ جميل، هو (الثورة العربية الكبرى!!!!)، وَكَانَ الجاسوسُ البريطانيُّ الشّهير المُسَمَّى (لورانس العرب!!) هو عَرّابُ تلك الثورة، وجرى استخدامُ هذه (الثورة الكبرى) سِتَارةً دُخانِيّةً وغِطاءً تضليلياً، لِأخْطَرِ حَدَثَيْنِ كارِثِيَّيْنِ، بِحَقِّ العرب، منذ ألـف سنة حتى الآن، وهما: تقسيمُ الشرق العربي، واغتصابُ فلسطين.. ولا زِلْنا، حتّى الآن، نُدَرّسُ أجْيالنا عن (الثورة العربية الكبرى)!!!.
· والآن، الآن، وفي نهايَةِ العَقـد الأوّل في الألْفِ الثّالِثة للميلاد، يُكَرّرُ التّاريخُ نَفْسَهُ (وإذا كان التاريخ، عندما يُكَرّرُ نَفْسَهُ، يكونُ في المرّة الأولى “تْراجيدياً” وفي الثّانية “كوميدياً”، كما يقول “ماركس”)، فإنّ تَكـرارَ التاريخ، بالنّسبة للعرب، في هذا الزّمن، هو (وضْعُ تراجيديُ في المرّة الأولى، ووَضْعٌ أكْثَرُ تراجيديّةً، في المرّة الثانية… ولكنّه وضْعٌ كوميديٌ ومُضْحِكٌ لِأعدائنا علينا)…
لماذا؟
(1): لِأنّ العالَمَ سارَ مئةَ سنة إلى الأمام، ونحن – كَعَرَبٍ – نعودُ مئةَ سنةٍ إلى الخلف.. و
(2): لِأنّنا نَضَعُ (المال) و(الرّجال) و(الدِّين) في خِدْمَةِ أعدائنا، لِكَيْ يفعلوا بِنَا ما يَحْلُو لهم.. و
(3): ولكنّ ثالِثةَ الأثافي، هِيَ أنَّ (النُّخَبَ الفكرية والثقافية العربية) كانت منذ قَرْنٍ من الزّمَنْ، أفْضَلَ بما لا يُقَاس، مِمّا هي عليه الآن…. وذلك على عَكْسِ القاعدة الشعبية العربية، التي هي الآن، أكْثَرُ وعياً وإدراكاً لِحجمِ الأطماع الاستعماريّة، التقليدية منها والجديدة، مِمّا كانت عليه في الماضي.
وبَدَلاً، مِنْ أنْ تقومَ “النُّخَبُ الفكرية والثقافية” بِدَوْرِ الرّيادة والقيادة والإنارة والقُدْوة، في الدّفاع عن المبادئ والقِيَمِ والمُثُل والمصالح القومية والوطنية العليا… قامَتْ – بِمُعْظَمِها – بِالعَكْس تماماً، حيث تهافَتَتْ لِلتّرَبُّعِ في أحضان مراكز الاستعمار الجديد، وتَسَابَقَتْ لِلَعْقِ أحذيةِ نواطيرِ الغاز والكاز، وتوّهّمَتْ أنّها قادِرةٌ على تمريرِ وتبريرِ وتسْويقِ وتمريقِ (الثورة العربية الكبرى “الجديدة”!!!!) وعَرَّابها الأوّل (الجاسوس “الفيلسوف!!” الفرنسي الصهيوني الليكودي “برنارد هنري ليفي”).. تحتَ مُسَمّيات (ربيع – ثورة – انتفاضة – حرية – كرامة – حقوق إنسان – حرية تعبير – حق تقرير مصير – مجتمع مدني – الخ الخ الخ).
· والعامِلانِ الجديدانِ اللّذَانِ كان وسيكونُ لهما، الدّوْرُ الأكبر في إجهاض هذه الثورة المضادّة للشعوب العربية، وفي كَسْرِ العمود الفقري للمشروع الصهيو: أميركي الاستعماري الجديد، هما:
– الوعيُ العالي لِأغلبية الشعوب العربية، رغم الحجم الهائل للتضليل الإعلامي، غير المسبوق في التّاريخ.. و
– وجودُ قيادةٍ استثنائيّةٍ في الدولة الوطنية السورية “شعباً وجيشاً وقيادةً”، والمتمثّلة بالقائد الوطني والقومي العملاق، أسد بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد.
– هذان العاملان، مَنَعَا وسيمْنَعَانِ المحورَ الصهيو: أميركي، من تكرار سايكس بيكو أو وعد بلفور… على الرُّغم مِنْ أنّ النظامَ العربي الرسمي الذي يتحكّمُ بُمُقَدّرات الأمة العربية، لم ينْسَ شيئاً ولم يتعلّمْ شيئاً، إلاّ المزيدَ من الانخراطِ في خدمة أعداءِ لأمة العربية، والمزيدَ من تقديمِ المُسْتَلـزَماتِ اللازّمَة لِتَنْفيذ الأجندة الصهيو- أمريكية.
-5-
[ وهلْ يتّفِقُ أو يَسْتَوِي الحقُّ… والباطل؟؟!! ]
· جوهَرُ أيّ صراعٍ أو نزاع، هو تحْدِيدُ:
(نوع الصّراع) و
(أطراف الصراع) و
(الموقع والموقف من الصراع).
وطالما أنّ هناكَ تبايُناتٍ عميقة، تَصِلُ إلى درجةِ التّناقض في مُقارَبَةِ الصّراع، سواءٌ مِنْ حَيْثُ تحديدُ نَوْعِهِ أو أطـرافِهِ، أو مِنْ حَيْثُ الاصطفافُ في الموقع أو اتّخاذُ الموقف.. يكونُ من شِبْهِ المستحيل، الوصول إلى قواسم مشتركة، بين الأطراف أو الجهات التي تقوم بِمُقارَبَةِ الصّراع.
· ومن الطّبيعي، أنْ تقومَ أطْرافُ وزواحِفُ وبيادقُ وأبْواقُ الجبهةِ الدولية والإقليمية والأعرابية، في المحور الصهيو – أميركي – الوهّابي – الإخونجي، المعادي لِسوريّة والمُعْتدي عليها، بِكُلّ ما لدَيْهِ مِنْ طاقاتٍ وقُدُراتٍ، بِالعمل الحثيث لِخَلْطِ الأوراق، وأنْ تَعْمَلَ على تزْوِيرِ الصّراعِ في سوريّة، وتزْيِيفِهِ وتَسْوِيقِهِ، على عَكْسِ حقيقَتِهِ، وبِما يُناقِضُ ويَتَناقضُ مع آلاف الحقائق والوقائع والبراهين والأدِلّة، الدّامِغة والثّابِتة…
لماذا؟
(1): لِأنّها إذا لم تَقُمْ بذلك، فَسَوْفَ تَفْقُدُ صِدْقِيَّتَها “مِصْداقِيّتَها” المجرْثمة أصـلاً.. وهذا لا يعني أنّها صادقة، بل تُشْبِهُ السّلوكَ الاستعماريّ التّاريخيّ، الذي كان يُسَوِّقُ جرائِمَهُ ومذابِحَهُ وفظائعَهُ، بِأنّها عمليّاتُ تحْضِيرٍ وتَمْدِينٍ وتَعْمِير!!!.
(2): ولِأنّها تحتاجُ – على الصّعيد الذاتي – إلى طَمْسِ وإخْفاءِ الأدوارِ القذرة والمُخْزية والمُشينة، التي قامَتْ وتقومُ بها.
(3): ولِأنّها تحتاجُ – على الصّعيد غير الذّاتي “وليس الموضوعي” – إلى الشّحْنِ والتجييش المستمرّ والمتواصل، لمختلف الأطراف المعتدية، الأصيلة والوكيلة والملحَقَة والذّيليّة والممعوسة والمَدْعوسَة، مِنْ أجْلِ دَعْمِها وإسْنادِها، لكي تتمكّنَ من الاستمرار في تنفيذِ المهامّ القذرة المّناطة بها.
-6-
[ هناك خَطَآن ]
( الخطأ الأوّل ) هو، التّساؤل المُنْدَهِشْ:
· كيف استطاعت الجمهورية العربية السورية، هزيمة “000, 250” ربع مليون إرهابي، بينما انهزمت أعـْظَمُ دولتين في العالم وأقـوَى ترسانَتَيْنِ عسْكَرِيّتَيْن على وجْهِ الأرض، هما: “الاتحاد السوفيتي” و”الولايات المتحدة” أمامَ إرهابيّينَ، أقلّ من هذا العدد، في “أفغانستان”؟.
ويبدو أنّ هؤلاء نَسُوا العِبْرَةَ الشّهيرَة التي تؤكّد، بِأنّ “العِبْرة ليستْ بالسّيف، بل باليدِ التي تحملُ السّيف”.
ونَسُوا، أيضاً، أنّ السوفييت والأمريكان، قاتلوا على أرْضٍ، ليْسَتْ أرْضَهُم، بينما تُقاتِلُ الدولةُ الوطنيةُ السوريّة “شعباً وجيشاً وقيادةً وأسَداً” على أرْضِ آبائهِمْ وأجْدادِهِمْ، تلك الأرضُ التي هي أقْدَمُ حاضِرَةٍ في هذا الكون.. وذلك الشعب السوري، الذي عَلّمَ البشريّةَ، أبْجَدِيّةَ الحضارة.
و(الخطأ الثّاني) هو:
· تَوَهُّمُ احتمالِ تسليمِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية بِهزيمة مشروعِها الاستعماري الصهيو – أطلسي، في وضْعِ يَدِها على سوريّة، مهما كانت التحدّيات ومهما كانت المصاعب والعثرات، أمام ذلك المشروع؟.
ولكنّ الأمريكان، يُغَيّرونَ تكتيكاتِهِم، ولا يُغَيّرونَ أهدافَهُمْ ولا إستراتيجِيّتَهُم.. ومن أهمّ عوامل تغيير التكتيك لديْهِمْ، هو تغيير الوسائل، وفي حال عدم نجاح الوسيلة الأولى، يلجؤون إلى وسيلة ثانية فَثالثة فَرابعة، إلى أنْ يُحَقّقوا أهْدافَهُم المنشودة، أو ينهزموا وينهزمُ مشروعُهُمْ، هزيمةً ساحِقَة.
ولذلك أطاحوا بِـ “حَمَد وحَمَد” القَطَرِيَّيْن، وأبْعَدُوا اللّقيطَ السعودي “بندر بن أبيه”، ورَفعوا يَدَهُم عن “أردوغان التركي الأحمق” لِفشلِ هؤلاء في تنفيذ المهمّة المُسْندة إليهم في إسقاط سورية.
– ومع ذلك استمرّت “المهلكة السعودية” و”مشيخة الغاز القطَرِيّة” و”سلطنة أردوغان الإخونجية” في دعْمِ الإرهاب والإرهابيين وشَحْنِهِمْ إلى سورية، حتّى هذه اللحظة.
لماذا؟.
لِأنّ الأوامِرَ والتّعليماتِ الأمريكية، تقضي بذلك، و
لِأنّ نواطيرَ هذه البُلْدان، يريدون أنْ يُبَرْهِنُوا للأمريكان، عن صلاحيّتِهِمْ للاستخدام مُجَدَّداً، وعَنْ قُدْرَتِهِمْ على تنفيذ الأوامر والإملاءات الأمريكية.
– وعليه، فإنّ الفشلَ المُحَتَّمَ للمشروع الاستعماري الصهيو – أطلسي في مواجَهَةِ قلعةِ الحضارةِ والعروبةِ والمسيحيّةِ والإسلامِ، في بلادِ الشّام.. سوفَ يُجـبِرُ “العمّ سام” على التّسليمِ، مؤقّتاً، بذلك الفشل، وسوف يتغيّرُ التكتيكُ والأساليبُ والأدواتُ الصهيو – أميركيّة، وليس الهدف، لِأنّ مَنْ يخسرْ قَلْبَ العالَمْ في بلادَ الشّام، يخْسَرْ، بعدئذٍ، العالَمَ كُلَّه.
– وَمَنْ يُرَاوِدُهُ الشّكُّ في ذلك، فإنّنا نُحِيلُهُ إلى ما ذكرَه (معهد هدسون) الأمريكي لِلأبحاث، بِمُنَاسبةِ ما سَمّاهُ “الذّكرى الثالثة للأزمة السورية” – أي بتاريخ: (18 – 3 – 2014) – ، حيث اعْتَبَرَ هذا المعهد أنّ:
(أشَدَّ ما يخشاهُ الرّئيس أوباما، في سوريّة، هو خَسَارَتُها، والانزلاقُ إلى كارثةٍ، لها أبْعادٌ إستراتيجيّة، قد تُصِيبُ حُلفَاءَ واشنطن، وتَرْتَدّ على الولايات المتحدة الأمريكية نَفـسِها).
– ومِنْ هُنا، علَيْنا جميعاً، أنْ نرتقيَ إلى مستوى التحدّياتِ الكبرى التي سَتُوَاجِهُنا، فَوْرَ اسْتِكْمالِ الانتصار في هذه الحرب الكونية الدّائرة، علينا، حالياً، وأنْ نتّعِظَ من مَجْرَيَاتِ هذه الحرب، وأنْ نأخذَ جميعَ الدّروسِ المُسْتَفادة منها، ومِمّا قَبْلَها، لكي نتلافى جميعَ السلبيّاتِ والعثَراتِ والمطبّاتِ السّابقة، وَلِنتحاشَى تَكْرَارَها في معارِكِنا اللّاحِقة….
– ولا عُذْرَ لِأيّ مُواطِنٍ عربيٍ سوريٍ شريفٍ، في ذلك، من القمّة حتّى القاعدة.
-7-
[ ما هو سِرُّ الإصرار، على اتّهام القيادة السورية بِعسكرة “الثورة!!!” ]
· لمن لا يعلم ما هو سِرُّ اسْتِماتةِ عشراتِ آلافِ الأبواق من زواحف وقوارض الحرب الدولية الإرهابية الصهيو – أطلسيّة – الوهّابية – الإخونجية على الجمهورية العربية السورية.. لاتّهامِ القيادة السورية بِأنّها هي التي اسْتَدْرَجَتْ “الجماعات المسلّحة”، وهي التي “عَسْكَرَت” الصّراع الدّائر داخل سورية؟؟.
· يكمنُ السِّرُّ في الفشلِ الذّريع لجميع الحسابات الصهيو – أميركية، الخاصّة بِسوريّة، والتي كانت مبنيّةً على أساسِ ما جرى في كُلٍ من “تونس” و”مصر” وبِالْقِياسِ عليهما، والتي كانت تؤكّد بِأنّ الدولة السورية، ستسْقُط، حَتْماً، خلالَ أسابيعَ، كَحَدّ أقصى..
وعندما سقطَتْ حِساباتُهُم، لَجَؤوا فوراً، إلى الخيار الثاني، وهو “استخدامُ العنف” وقاموا بِشَحْنِ عشراتِ الآلافِ المؤلّفة من الإرهابيين المُهَيَّئين في الخارج، لِزَجِّهِمْ ضدّ الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية.
· وطبعاً، هذا لا يعني عدمَ اسْتِخـدامِهِم العُنْفَ، منذ الأيّام الأولى، ضدّ المتظاهرين وضدّ قوى الأمن الداخلي السوري وضدّ المقرّاتِ الرسمية، واتّهام الدولة بِأنّها هي التي تقوم بذلك..
ولكنّ العُنْفَ، في البداية، كانَ بِوتيرةٍ منخفضة، وأخذت تتصاعدُ شيئاً فشيئاً، إلى أنْ وصَلَ العُنُفُ، معهم وبهم، إلى أقصى الدّرجات التي تمكّنوا منها..
وعندما فشلوا في تنفيذ المهمّة في إسقاط سورية والاستيلاء عليها، بدأت المطالبات والمناشدات والخطط والمشاريع لِغزو سورية.
· والباقي، منذئِذٍ حتىّ اليوم، معروف.
-8-
[ ما هذه “المعارضاتُ السورية” البائسة والعفِنَة؟؟!!!! ]
· هَلْ هناكَ شكٌ لدى إنسانٍ شريفٍ واحِدٍ في هذا العالم، بِأنّ قذارةَ مُعْظمِ “المُعارَضَاتِ السورية”، التّابِعة لِأعداءِ الوطن، تجاوزَتْ حدودَ الاحتمالِ البشريّ، وأنّ روائحَهُمُ النّتِنة والعفِنة والقذِرة والباعِثَة على التّقَيُّؤْ – سواءٌ في سُلُوكِهِمْ أو في حَدِيثِهِمْ – ، صارَتْ كَرائحة (الجِيفة) تماماً، وأنّ كلامَهُم صارَ مرْذولاً ومُقـْرِفاً، كَأفْعالِهِمْ السّاقِطة والسّافِلة.
· وأمّا الأعْرابُ الأذْنابُ، مِنْ نواطيرِ الغاز والكاز، ومِنْ مخاتيرِ المحميّاتِ الصهيو – أمريكية، فَعَلَيْهِمْ لَعْنَةٌ لا تُحُولُ ولا تَزُولْ.. هؤلاءِ سَيَزُولُونَ، بِأسْرَعَ مِمّا يتوهّمُونَ بِكَثِير.
· ولكنْ الأهمّ، أنَّ على ملايينِ ِالسوريّينَ الشُّرفاء، أنْ يفْضَحُوا هذه “المعارضات السورية”، التي بَرْهَنَتْ، بالفِعْلِ وبِالقَوْل، أنّها أحَطُّ أنواعِ المُعارَضَات التي مَرَّتْ عَبْرَ التّاريخ.
· وعَلَيْهِمْ – أي على ملايين السوريين الشّرفاء – في الدولة السورية والشعب السوري، أنْ يُخَلِّقوا ويَبْنُوا ويَدْعَمُوا ويُسانِدوا، في الوَقْتِ نَفْسِه، فِكـرَةَ وحقِيقَةَ إيجادِ فصائل معارضة سوريّة وطنية حقيقية مستقلّة، تكونُ سَنَداً وعَضُداً، فاعِلاً ومتيناً ومكيناً وراسخاً، للفقراءِ، والكادحين، والعسكريين، وذَوِي الدَّخْلِ المحدود، والْ بِلا دَخْل.. وأنْ تكونَ هذه الفصائلُ المُعارِضِة الوطنية، شريكاً حقيقياً، في مختلف مفاصل القرار والمسار السوري.
-9-
[ لِكُلٍ في تُرَابِ الأَرْضِ، لَحْدٌ
ولكنْ، ليسَ لِلْأبْطالِ، لَحْدُ ]
وكما قال الإمامُ السّجّاد: زين العابدين عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
(إنّ القَتْلَ لنَا عادَة، وكرَامَتُنا من الله، الشّهادة)
هكذا يموتُ الأبْطالُ واقِفِين، وهُمْ يُدافِعُونَ عَنْ تُرابِ وطَنِهِم المُقَدَّسْ.
رَحْمَة ُ اللَّهِ على الشّهيدِ البطلْ:
[ هلال الأسد ]
ونَعِدُكَ، بِأنّ دَمَكَ، ودَمَ رِفاقِكَ الشُّهَدَاء، لن يذهبَ هَدْراً، بل سوفَ يكونُ مَشْعلاً يُضِيءُ الطّريقَ، لِكواكِبَ من الشُّهداءِ الأبطال، حتّى تتحرّرَ آخِرُ ذرّةٍ من تُرابِ سورية المُقَدّس.
-10-
[ المخاض ]
لقد بدأ المخاضُ في الرُّكْنَيْنِ اﻷساسيين اللّذَيْن جرى تكليفهما، صهيو -أمريكياً، لكي يكونا رأسَ حربة العدوان الدولي على سورية.
ولن ينتهي المخاضُ، مهما طال زمنه – ولن يطول كثيراً – إلاّ بأنْ يدفعَ سفهاءُ آل سعود، وسلاجقةُ أردوغان، الثمنَ غالياً، عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها في سورية.
وإنّ غداً، لِنَاظِرِهِ قريبُ.
-11-
[ وليد جنبلاط: فالِجْ لا تُعالِج ]
– لقَدْ سقطَ “وليد جنبلاط” سَقْطَتَهُ الأخيرة والنّهائيّة.. ولا تَقِلُّ خطاياهُ ضدّ الشعبِ السوري، والجيش السوري، عمّا اقْتَرَفَهُ أعْدَى أعداءِ سورية.
– ثمّ يذرفُ هذا الأُلْعُبَان، دُمُوعَ التّماسيح، على الشعبِ السوري والجيش السوري… تماماً، كما فَعَلَ ويَفْعَل جميعُ بَيَادِقِ ومُرْتَزِقِةِ المحور الصهيو – أطلسي – الوهّابي – الإخونجي.
– تماماً، المنطِقُ نَفْسُهُ الذي يعَتَمِدُهُ هؤلاء، عندما يَسْتَبْعِدونَ الحرْبَ الدّولية العدوانية الإرهابية على الشعب السوري والوطن السوري، ويتحدّثون عن “ثورة!!!”.
– لنْ تقولَ ولن تستطيعَ أنْ تفْعَلَ يا (وليد جنبلاط) أكْثرَ مِمّا قُلْتَهُ وفَعَلْتَهُ، منذ أنْ جَعَلْتَ مِنْ نَفـسِكَ، رَأسْ حَرْبةٍ مسمومةٍ، ضدّ الدولةِ الوطنيةِ السورية “شعباً وجيشاً وقيادةً وأسَداً”.
فَكلامُكَ وأفْعالُكَ، لم تَعُدْ تَعْنِي، فَطْسَةَ عَنْز ولا شَرْوَى نَقِير، عِنْدَ عشرينَ مليون سوريّ، على الأقلّ.
– وليد جنبلاط: فالِجْ لا تُعالِجْ.
-12-
[ C . C ]
· الرئيس القادم لـ “مصر” “المشير عبد الفتّاح السّيسي” بِعُجَرِه وبُجَرِه، وبُكُلّ الملاحظات التي يمكن إبـداؤها عليه.. يبْقىَ هو الأفضل، بين المرشحين، سواءٌ على الصعيد الوطني المصري، أو على الصعيد القومي العربي.
لماذا؟
– أوّلاً: لأنّه ابْنُ المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية.
– ثانياً: لِأنّ التحديّ الأكبر الدّاهم لِمصر والمصريين، هو:
“الإرهاب” و
“الفقر” و
“التّبعيّة”.
ولِأنّه ابْنُ المؤسسة العسكرية، فهو الأكثر قُدْرةً وجدارةً، على مواجهة الإرهاب والإرهابيين، الذين يُشَكّلُ “خُوّانُ المسلمين” في “مِصـر” قاعدة وفرّاخة هذا الإرهاب المتأسْلم المنتشر في مختلف بقاع العالم..
وأمّا مواجَهَةُ “الفقر” و”التّبعيّة”، بالشكل المطلوب والنّاجِع، فالأرْجَح أنّ هذه المواجهة، سوف تكونُ مُؤَجّلةً، إلى إشعارٍ آخَر، لمجموعةِ أسبابٍ، موضوعيةٍ وذاتيّة!!!!.
– ثالثاً: وأمّا التذرّع بِأنّه رجل “عسكري”، فالرئيس الأمريكي الشهير، بَعْدَ الحرب العالمية الثانية، هو “الجنرال أيزنهاور”.. والرئيس الفرنسي الشهير “الجنرال ديغول” هو عسكري.. والرئيس الروسي الحالي القدير “بوتين” هو عسكري.. ناهيك عَنْ أشهر وأعظم رئِيسَيـْنِ عربِيَّيْنِ في القرن العشرين، كانا عسْكَرِيَّيْن، وهُما “جمال عبد الناصر” و”حافظ الأسد”.
ولذلك تبقى هذه الذريعة، ذريعة ساقِطة.
– رابعاً: وأمّا خُصُومُهُ أو مُنافِسُوهُ على الرّئاسة، فهُناك مسافاتٌ كبيرة، بينه وبينهم، سواءٌ مِنْ حَيْثُ اتّساعُ شعْبِيَّتِهِ لدى الشعب المصري، أو مِنْ حَيْثُ انْسِجامُهُ مع نَفْسِهِ ومع قناعاتِهِ.. وحتّى بَعْضُ مَنْ اعتبروا أنْفُسَهُمْ “خُلفاءَ” للقائد الخالد “جمال عبد الناصر”، بَرْهْنُوا بِأنّ “ناصِرِيَّتَهُمْ” تُشـبِهُ “ناصريّة” حسن عبد العظيم فورد الذي تَنَاغَمَ مع جميع أعداءِ جمال عبد الناصر التاريخيين، بدءاً من نواطيرِ الغاز والكاز، وصولاً إلى أحفاد الاستعمار القديم، ولم يَبْقَ مِنْ “ناصِرِيَّتِهِمْ” إلاّ الاسْم.
– وخامساً وأخيراً: يبقى الشعبُ المصريّ العظيم، هو صاحِبُ القرار، في مَنْ يحْكُمُهُ، وهو الذي سَتَكُونُ له الكلمةُ الفَصْلُ في ذلك.
· ملاحظة (١): واهِمٌ جداً، مَنْ يَعْتَقِد أنّ “عَبَدَ النّاصِر” جَدِيداً، يُمْكِنُ أنْ يَظْهَرَ قريباً في “أمّ الدّنيا”.
· ملاحظة (٢): اسْتِهْدَافُ الجيوش الوطنية العربية، تحت عنوان “الديمقراطية” و”معاداة الاستبداد”، سواءٌ من المتأسلمين أو من الليبراليين الجُدُدْ، غايَتُهُ تفكيكُ هذه الجيوش أو إضْعافُها، تمهيداً للفوضى، ولِتَفْتيت المجتمعات، ولِتَرْسيخِ التّبعيّة.
-13-
[ جوابٌ غَيْرُ مَشْبُوه، على تساؤلٍ مشبوه ]
وصَلَنِي أنّ بَعـْضَ (الأصدقاء!!) يتساءلون: (ألَيْسَ عِنْدَ “بهجت سليمان” عَمَلٌ، إلاّ الكتابة على “الفيسبوك”؟؟!!)
وجوابي:
(1): الكتابةُ على الفيسبوك، ليستْ تسْلِيةً عِنْدِي، بل هي واجِبٌ وطنيٌ وأخلاقيٌ وجُهْدٌ ذاتيٌ، للمشاركة، ولَوْ المتواضِعة، في مواجَهَةِ أخْطرِ حَرْبٍ إعلاميةٍ في التّاريخ، على الجمهورية العربية السورية، في عَصْرٍ صارَتْ فِيهِ الحرْبُ الإعلامية، أخْطَرَ أنواعِ الحروب.
(2): مِنْ واجبِ كُلّ مُواطِنٍ سوريٍ، أنْ يقومَ بِواجبِهِ في هذه الحرب، بما يستطيع، وفي الميدان أو الميادين، التي يستطيعُ أنْ يُقدّمَ فيها، شيئاً مُفيداً لِوَطَنِهِ ولِأبناءِ وطَنِه.
(3): اليومُ مُؤلَّفٌ مِنْ (24) أرْبَعٍ وعشرين ساعةً: (7) سَبْعُ ساعاتٍ مِنْهَا للعمل الوظيفي، وسَبْعُ ساعاتٍ (7) منها للنّوْمِ، ويبْقَى (10) عَشْرُ ساعاتِ فَراغ.
وقد اعْتَدْتُ، منذ (40) أربعينَ عاماً، وأينما كُنْتُ، أنْ أُخَصِّصَ، يومياً، ما بَيْنَ (5-6) خَمْس إلى سِتّ ساعاتٍ، لِلقراءةِ والكتابة.
وكُنْتُ أنْشُرُ القليلَ مِمّا أكْتُبُهُ، وأحْتَفِظُ بالكثيرِ مِنْهُ، لكي يجريَ نَشْرُهُ في كُتُبٍ متلاحِقة، في الوقت المناسِب.
وعندما انْضَمَمْتُ إلى قافِلةِ (الفيسبوكيّين) منذ بداية هذه الحربِ الصهيو – أطلسيّة – الأعرابية – الوهّابية – الإخونجية، على وَطَنِي السوريّ.. صارَ ما يُنْشَرُ مِمّا أكْتُبُهُ، أكْثَرَ مِمّا أحْتَفِظُ به.
(4): وإذا كانَ أصْحابُ هذا التّساؤل، “يَخْشَوْنَ!!” مِنْ أنْ تكونَ كِتابَتِي على حِسابِ عَمَلِي، فإنّني أُحِيلُهُمْ:
– أوّلاً: إلى تاريخي الوظيفي الطويل، داخِلَ الوطن، عسَى أنْ “يكتشِفوا” فيما إذا كانتِ الكتابَةُ لدَيَّ على حِسابِ العمَل، أَمْ أنّها كانت تُعَزّزُ العمَلَ وتُحَصِّنَه؟!، و
– ثانياً: إلى الوسط الأردني، الشعبي والرسمي والمهني والثقافي والإعلامي.. عَلَّ المتسائلينَ “يكتشفون” أيضاً، فيما إذا كانَتْ كتابَتِي على حِسابِ عملي، أَمْ أنّ الكتابةَ كانَتْ إضافةً إلى هذا العمل؟!، و
– ثالثاً: إلى أكْثَرَ مِنْ “دزّينة” من الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية، النفطية والغازية والموساديّة، التي لا تَكْتَمِلُ “واجِباتُها” اليوميّة، إلاّ إذا قالتْ فِيّ، ما لم يَقُلْهُ مالِكُ في الخمْر.. ومن البديهيّ أنّ هذه الأبواق، ليست حريصةً على حُسْنِ أدائي.. ولو كانت كتابتي على حِسابِ عَمَلي، لمَا تناولَنِي هؤلاء، بهذه الطّريقة المُقْذِعة والمُشينة، و
– رابعاً: ولِـ “تَطْمين هؤلاء الحريصين!!” فإنّ مِنَ المُفيد أنْ يعرفوا بِأنّ (صفحة خاطرة أبو المجد) التي صارَتْ مِنْ أهمّ المراجِع الإعلامية، على الساحة الأردنية، ليسَتْ مُؤَسّسةً يَعْمَلُ فيها طاقَمُ عملٍ كبير، كما ظَنّ البَعْضُ.. بَلْ يُديرُها ويقومُ بها شَخْصٌ واحِدٌ وحيد، هو (بهجت سليمان).
(5): وأخيراً، أقولُ لِهؤلاء (الأصدقاء الحريصين!!): المشكلة، أنّنِي لا ألْعَبُ ولا أعْرِفُ لَعِبَ الورق (الشَّدّة) طوالَ حياتي، ولذلك اعْذُرُوني، لِأنّني أقرأ وأكْتُبُ، في أوقاتِ فَرَاغي!!!!.
-14-
– تعليق على الخاطرة السابقة [ جوابٌ غَيْرُ مَشْبُوه، على تساؤلٍ مشبوه ]
لقد طوّقَ عُنُقِي، جميعُ الأصدقاء والصّديقات، الذين علّقوا على خاطرة “جوابٌ غَيْرُ مشبوه، على تساؤلٍ مشبوه”، بِنُبْلِهِمْ وشَهَامَتِهِم.
والشُّكْرُ مِنْ أعماقِ القلب لهم جميعاً، وليسمحوا لي، أنْ أنْشُرَ هنا (تعليقَيْنِ) فقط، على هذه الخاطرة، للكاتِبَيْنِ العربِيَّيْن البارِزيْن:
( د . محمود ذؤيب ) و
( أ . محمد أبو زرد )
– 1 –
– كتبَ الباحثُ والكاتبُ والإعلاميُّ العربيّ الفلسطيني الأردني “الدكتور محمود ذؤيب” ما يلي:
( أعْتَقِدُ أنّ صفحةَ “خاطرة أبو المجد” أصـبَحَتْ أكْبَرَ بكثيرٍ مِمّا ذُكِر، بل إنّها أهَمُّ مِنْ كُلّ الصُّحُف العربية والمواقع الإلكترونيّة، وأهَمُّ مِنْ كثيرٍ من الفضائيّات العربية والعالمية، وأنّها تحتَ نَظَرِ كُلّ أجهزةِ المخابرات.
وأنا شخصياً، أعـرِفُ المزاجَ السوريّ والوضْعَ العسكريّ على الأرض وأشياءَ أُخـْرَى، مِنْ بعضِ الشّعر أو النّثر الذي يكتبه “أبو المجد”، وخصوصاً في الصباح المبكّر، لِأنّني أفتح صفحة “خاطرة أبو المجد” مع قهوة الصباح. )
– 2 –
– وكتبَ المناضلُ العربيُّ الفلسطينيّ، والمثقّفُ القوميُّ الموسوعيُّ، الأستاذ “محمد أبو زرد” ما يلي:
( “خاطرة أبو المجد” مِنْ أهمّ بَوّابات المدرسة السياسية السورية العريقة، ومِنْ أرَقَى مَنَابِعِ الفِكْرِ القوميّ العربيّ.. ولولا هذا الجُهْد الذي يُقَدِّمُه الجنرال الدبلوماسي “بهجت سليمان” لَوَاجَهْنَا الكثيرَ من الغموض، حَوْلَ العديد من القضايا، سواءٌ كانَ حديثاً أو قديماً.
وكلمةُ الحقّ التي لا بُدّ أنْ تُقال، بِأنَّ شخصيّةَ “بهجت سليمان” وفِكْرَهُ المنبثِق مِنْ عُصارَةِ الفِكـرِ البعثيّ القوميّ الأسديّ، أصْبَحَا يُشَكِّلانِ مَصْدَرَ إلهامٍ، لِطَبَقَةِ واسِعَةٍ مِنْ الشّبابِ التّوَّاقِينَ لِلفِكْرِ القوميّ.
وأقَلُّ ما يُمْكِنُ قَوْلُهُ في حَقّ الصَّقْرِ الدبلوماسيّ “بهجت سليمان” بِأنّهُ عَرّابُ الفِكـرِ القوميّ الجديد. )