خواطر أبو المجد (الحلقة المئة والثانية والعشرون”122″)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ  
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .

على المرءأن يسعى ، بمقدار جهده …. وليس عليه أن يكون مُوَفَّقا

ـ 1 ـ

( المرحلة الانتقالية ، المطلوبة في سورية )

–  عندما يتوهم عتاة الاستعمار الجديد وأذنابهم ، بأنهم قادرون على إلغاء الشعب السوري والحلول مكانه والادعاء بتمثيله والنيابة عنه ، في ما يريد وفي ما لا يريد .. عندما يتوهمون ذلك ، يكونون بلهاء.

–  ولا تستطيع قوة في الدنيا ، كائنة ما كانت ، اقليمية أو دولية أو أممية ، أن تلغي الشعب السوري أو أن تصادر إرادته ، أو أن تتحكم بمصيره ، أو أن تضعه على الهامش ، مهما توهمت أنها قادرة على ذلك ، في ظروف معينة .

–  ولذلك ، فالشعب السوري العريق والشامخ واﻷبي والذكي والمتميز والواعي والمبدئي والصلب والحضاري والمدني ، بأغلبيته الكبيرة ، يرى في مفهوم ” المرحلة الانتقالية ” بأنها الفترة الزمنية التي تحتاجها سورية ، للانتقال من حالة الحرب العدوانية اﻹرهابية عليها ، ألى مرحلة وضع حد نهائي لهذا العدوان اﻹرهابي الصهيو – أطلسي – السلجوقي – الوهابي – اﻹخونجي عليها ، وتحقيق حالة راسخة من السلم والاستقرار واﻷمان…

وأن تكون هذه الفترة ، بقيادة أسد بلاد الشام ، وأن تشارك فيها مختلف القوى الوطنية السورية ، القادرة على اﻹسهام الفعلي والجاد بالخروج من الحالة الراهنة ، إلى الحالة الصحية والسليمة التي يريدها الشعب السوري حصرا ، وليس الحالة التي يريدها أعداء الشعب السوري .

–  وأسد بلاد الشام الذي قاد عملية الصمود السوري اﻷسطوري ، خلال السنوات اﻷربع الماضية ، سوف يكون قادرا على السير بسورية في رحاب المرحلة الانتقالية ، وسوف يكون أكثر قدرة على الانتقال بها إلى بر اﻷمان ، وعلى السير بها بعدئذ ، وفقا لرغبة وإرادة الشعب السوري وحده دون سواه ، مهما رفع أعداء سورية عقيرتهم بغير ذلك ، حتى لو استمر صراخهم لعشرات السنين القادمة.

ـ 2 ـ

) متى سيتوقّف المتذاكون في الحديث عن ” الحلّ السياسي ” في سورية ، عن تذاكيهم الغبي ؟ (

– يعتقد بعضُ أطراف المحور الصهيو – أميركي ، وأردوغان الأحمق ، وبُلهاء الأعراب الأذناب ، بِأنّ ما عجزوا عن الحصول عليه في سورية ، بِالقوّة الإرهابية ، عٓبـْر أربع سنوات ، يمكنهم الحصول عليه بالمناورات السياسية والدبلوماسية ، عٓبـْر طرح مقولة ” الحل السياسي ” في سورية ، بحيث يبدو للوهلة الأولى ، أن هؤلاء ، يريدون التوقف عن احتضانهم ودعمهم للإرهاب الذي تَبَنّوه في سورية ، وأنّهم يريدون فعلا ً ” وقف العنف ” وترك الشعب السوري ، يُقَرّر مصيره بنفسه ، عَبْرَ اعتماد ” الحلّ السياسي ” الذي يريده ويُناسبه .

–  والحقيقة ، هي أنّ هؤلاء المعتدين على سورية من صهاينة أمريكان وأوربّيين ومتصهينين أعراب وعثمانيين ، سواء كان عدوانهم ، على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والمالي والإعلامي ، أو على صعيد احتضان وتدريب وتمويل وتسليح وتجميع وتصدير عشرات آلاف الإرهابيين المتأسلمين ، إلى داخل الأراضي السورية …

–  هؤلاءيقصدون بِ مقولة ” الحلّ السياسي ” هو إعطاؤهم سياسياً ، ما عجزوا عنه عسكريا ً ، أي أن تقوم الدولة الوطنية السورية ، عن طِيبِ خاطِرْ ، بِتسليم خـوَنة الوطن وقوارض الناتو ولاعِقي أحذية نواطير الغاز والكاز ، تسليمِهِمْ السلطة السياسية في سورية ، لكي يأخذوها إلى الهاوية ، ويُدْخِلوها في حروب داحس والغبراء ، لنصف قرن من الزّمن ، وتقسيمها إلى عشرات الكيانات والإمارات الوهابية والإخونجية الداعشيّة والطالبانية الإرهابية المتحاربة حتى إفناء أكثر من نصف الشعب السوري .

–  فَ لـْيتوقّفْ أعداءُ سورية هؤلاء ، عن هذه المراهنات الرغبويّة الغبية ، التي لا تعني سوى المزيد من الخسائر والتضحيات التي يدفعها الشعب السوري ، أوّلا ً .. وثانياً : تعني المزيد من الصمود والتصميم على سحق هذا العدوان وعلى هزيمته وهزيمة أدواته ومُخطِّطيه … وثالثاً ً: تعني المزيد من غرق هؤلاء المعتدين المراهنين ، في تلالٍ من الأخطاء والخطايا ، سوف تؤدّي بهم إلى الهاوية ، مهما كانت قوّتَهُم العسكرية ، أو مهما امتلكوا من ثروات أسطورية .

ـ 3 ـ

)  السوريون ليسوا بحاجة إلى ” طائف ” ولا إلى ” جنيف ” بل إلى ” دمشق ” أولا ً وأخيرا ً )

–  أولئك الذين يتحدّثون عمّا يُسَمّونه ” حاجة السوريين إلى / طائف سوري / ” يحتاجون إلى ” طوفة ” تأخذهم .
ذلك أنّ ” الطائف ” اللبناني ، يعني أمْرَيْنِ بغيضٓيْنِ ومَقيتَيْن ، وهما :
” السّعْوَدة ” و
” التّطييف ”

–  فالسعودية هي التي احتضنت ” اتفاق الطائف ” اللبناني ، وهي التي جعلت منه محاصصة طائفية ومذهبية ، تُشّكل مشروع فتنة دائمة ، وخليّة تفجير نائمة ، يجري إيقاظها وإشعالها ، عند الحاجة الخارجية الصهيو – وهّابية ، لذلك .

–  ومَنَ جَرّبَ المُجَرّب، يكون عقله مُخَرَّباً ، وسورية ليست بحاجة إلى ” جنيف 1 ” ولا إلى ” جنيف 2 ” ولا إلى جنيف 3 أو 4 أو 10 ” ، وخاصّة ً بعد أن جرى تجريب ” جنيف ” ولم تصل إلى نتيجة .
وسورية بحاجة إلى ” دمشق 1 ” و ” دمشق 2 “و ” 3 الخ الخ ، حتى تضعَ الحرب العدوانية الإرهابية – الصهيو – أطلسية – الوهابية – الإخونجية ، أوزارها ، على سورية ، وحتّى يعودَ مَنْ أضاعوا السَّمْتَ والاتّجاهَ من أبنائها ، إلى جادّة الصواب ، بعدٓ أنْ أدركوا أنّ السوريّ :

ما حَكَّ جِلْدَهُ ، غَيْرُ ظِفـْرِهْ
فَ لْيَتَوَلَّ ، جميعَ أمْرِهْ

ـ 4 ـ

( المناطق اﻵمنة )

–  المناطق اﻵمنة ” في سورية ، هي المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية…

–  ولذلك على كل من يريد ، حقا وفعلا ، إيجاد مناطق آمنة داخل سورية ، أن يتعاون مع الدولة السورية ، في مواجهة العصابات اﻹرهابية المسلحة ، بغرض تحقيق سيطرة الدولة السورية ، على المناطق التي يحتلها أولئك اﻹرهابيون ….

–  وأي طرح ل ” مناطق آمنة ” داخل سورية ، لا يكون كذلك ، ليس أكثر من محاولات فاشلة متلاحقة ل وضع اليد على سورية ، تحت عناوين” إنسانية وأخلاقية ” براقة ومخادعة ومزيفة ومزورة

ـ 5 ـ

( تحالفات وأحلاف ، لمواجهة اﻹرهاب ، أم لمواجهة أعداء وضحايا اﻹرهاب ؟! )

–  أي تحالف دولي وأي حلف اقليمي ، يرفع راية ” محاربة اﻹرهاب ” ، ولا تكون سورية اﻷسد ، هي قلب هذا التحالف أو الحلف وعموده الفقري ، س يكون محكوما عليه بالفشل الذريع ، هذا إذا كان جادا في محاربة اﻹرهاب….

–  وأما إذا كانت راية ” مكافحة اﻹرهاب ” ليست أكثر من ستارة ، لتغطية تحالف استعماري حديد ، أو لتسويق حلف اقليمي تابع للاستعمار الجديد … فاﻷمر سوف يتحول حينئذ ، إلى حرب شعواء ، بين منظومة وقوى المقاومة والممانعة ، مدعومة ب حلفائها وأصدقائها ، وبين قوى الاستعمار الجديد وتوابعه وأذنابه.

–  وفي جميع الأحوال ، فإن النصر المؤزر ، سوف يكون للشعوب ولقواها الحية ، في منظومة المقاومة والممانعة ، ول حلفائها وأصدقائها المخلصين ، مهما كانت التضحيات ومهما كانت العقبات

ـ 6 ـ

( تبرير ظهور” داعش ” بِ ” الغُبْن ” : أكبر عملية تزوير )

ـ عندما يقول بعضُ بيادِقِ الناتو وزواحِفِ أذنابِ الناتو ، من قوارض الإعلام ومرتزقة السياسة ، بِ أنّ ظهور ” داعش ” ، يعود إلى :

/  إحساس مذهب إسلامي مُعيّن ، بالغُبْن والتسلّط من قِبَل مذهب إسلامي آخر !!!! ، وإلى :
/  بيئة الاستبداد السياسي التي تسٓبّبَت بِ رَدّة فعل أنْتجت ” داعش ” !!!!

–  إنّ تَقَوُّلاتٍ خبيثة وكيديّة ، كَ هذه ، تعود إلى أنّ قائليها ، يريدون :

( 1 )  : تملّق الجماعات الإرهابية المتأسلمة ، وتقديم أوراق الاعتماد لها ، رغم عدم إعارٓتِهِم أيّ اهتمام أو اعتبار ، مِنْ قِبل هذه الجماعات الأرهابية ،

أو :

( 2 )  : القيام بتبرير وجود هذا الإرهاب ، والحفاظ عليه ، لِأنّ هؤلاء المُبَرِّرين ، ليسوا أكثر من براغي صدئة ، في ماكينة الإرهاب ، التي خَلّقها ورعاها وعَلَفَها ، أسيادُهُم في محميّات الغاز والكاز ، وأسيادُ أسيادِهم في المحور الصهيو – أميركي ، أو :

( 3 )  : العمل على تبرئة الفاعل الحقيقي والصانع الحقيقي للإرهاب ، الذي هو الاستعمار الأمريكي الجديد ، والاستعمار الأوربي القديم ، والاستعمار الصهيوني الاستيطاني ،
وكذلك تبرئة الوهابية السعودية التلمودية والإخونجية البريطانية المتأسلمة ، من تشكيل المناخ الملائم ، تثقيفيا ً وتمويلياً ، لظهور الإرهاب المتأسلم في المنطقة ، ومن تفريخ وتفقيس مئات التنظيمات الإرهابية الدموية الإجرامية ،

أو :

( 4 )  : القيام بِ تبرئة الزُّمرة الطورانية السلجوقية العثمانية الإخونجية ، الحاكمة في تركيا ، من جرائمها الفظيعة في احتضان الإرهاب المتأسلم ، وإطلاقِهِ في المنطقة عامّة ً وفي سورية والعراق خاصّة ً ، لكي يكون الأداة المناسبة لتحقيق الطموحات الاستعمارية العثمانية السلطانية الجديدة ، على امتداد الأرض العربية ، باسْم الإسلام .

( 5 )  : تعبيد الطريق جيدا ً لِ عشرات ومئات الآلاف من مغسولي الأدمغة ، ومن مُدْمني التعاطي ، ومن الشاذين ، ومن أصحاب القابلية للإجرام ، ممّن لم يلتحقوا بَعْدُ بِ ” داعش ” ومثيلاتّها ، لكي يلتحقوا بها ، بالسرعة الكلّيّة .

–  وطبعا ً ، ما يجري الحديث عنه ، عن وجود غبن ، لا يعود إلى أسبابٍ دينية ، بل إلى أسبابٍ سياسية ومصلحية .. ولذلك يجري استخدام مختلف الذرائع القادرة على الحشد والتعبئة والتهييج والتّوتير ، واستخدام هذه الغرائز المشتعلة ، سلاحاً في الصراع السياسي والمصلحي ، والتّلطّي وراء ذرائع طائفية ومذهبية

ـ 7 ـ

( تحالف رباعي جوهري موضوعي بين : ” اسرائيل ” – تركيا – السعودية – قطر )

–  الفرعان الرئيسيان ل اﻹرهاب الوهابي – اﻹخونحي المتأسلم ، يتكاملانِ تنافسياً ، ويتناغمانِ تعبوياً .. رغم القتال بينهما ، ويُوَجَّهانِ خارحياً ، في الحرب على الدولة الوطنبة السورية ، وهما :

–  جبهة ” التصرة ” المموّلة سعودياً ، والمحتضَنَة إسرائيلياً .. و

–  تنظيم ” داعش ” المموّل قطرياً ، والمحتضَن تركياً.

–  ولذلك ، رغم الخلافات بين تركيا وقطر من جهة وبين السعودية من جهة أخرى …فإن هذه المحميات الصهيو – أميركية الثلاثة ، إضافة ً إلى ” اسرائيل ” هم في حالة تحالف رباعي جوهري موضوعي ، يدور في فلك المحور الصهيو – أميركي ، مهما اتّسع هامشُ الخلاف وهامشُ الحركة ، بين أطراف هذا التحالف الرباعي.

ـ 8 ـ

( مضمون الخلاف التكتيكي الراهن ، بين ” واشنطن ” وتابعيها ” السعودي ” و ” التركي ” )

–  واشنطن تعتبر وتقول لهذين التابعين ، كلا منهما على حدة – نظرا للتنافس والخلاف القائم بين السعودبة وتركيا ، مع اتفاقهما على إسقاط الرئيس اﻷسد – : لقد كلفتكما بإسقاط النظام السوري وعلى رأسه ” بشار اﻷسد ” وفشلتما في ذلك ، وبدلا من نجاحكما في إسقاط النظام السوري ، ” نجحتما ” في إخراج اﻹرهاب من قمقمه ، بحيث فقدنا زمام السيطرة التي كنا نمتلكها ، معا ، في تحديد حجم حركة هذا اﻹرهاب وتحديد اتجاه عمله.

–  ومع ذلك ، لم نعاقبكما ، كما عاقبنا ” حمد بن خليفة ” و ” حمد بن جاسم ” في قطر … وطلبتما منحكما فرصة ثانية ، أكدتما فيها أن النجاح في إسقاط سورية في حضننا ، بات قاب قوسين أو أدنى..

فماذا كانت النتيجة ؟

لم تبق الدولة السورية فقط ، بل :

صار اﻹرهاب هو اﻷقوى على الساحة ، واتسع هامشه ، وبدأ يخرج من تحت سيطرتنا ، كما فعلت سابقا ” القاعدة ” و ” طالبان ” و ” الزرقاوي ” وغيرهم …

–  ومع ذلك لم نعاقبكم على فشلكم في تنفيذ المهمة التي كلفناكم بها .. وبدلا من أن تعترفوا بالفشل ، وتقدموا لنا التسهيلات التي تساعدنا على احتواء هذا الفشل وتجاوزه والتعلم من دروسه ، تريدون من ” واشنطن ” أن تركب رأسها مثلكم وتخبط رأسها بالحائط ، مرة ثالثة !!!.

حسنا ، لا مانع لدينا من أن تجربوا مرة ثالثة ، إسقاط سورية ورئيسها ، فإذا نجحتم – ونشك في ذلك – تمحون تداعيات فشلكم السابق .. وإذا فشلتم – ونعتقد ذلك – ف لا بد لكم حينئذ ، من أن تلحقوا ب مشايخ ” قطر ” …ﻷننا كأمريكان ، لسنا فقط أساتذة البراغماتية ، بل نحن الدولة العظمى في هذا العالم ، التي تمتلك سياسة منظومية واستراتيجية كونية ، تتعلق بجميع دول اﻷرض ، ولا نمتلك ترف التوقف كثيرا ، عند زعلكم وحردكم .. والعبرة لمن يعتبر.

-9-

( مفاهيم جارية )

–  كثيرا ما تختفي الأسباب وراء الذرائع ، بحيث يلتبس اﻷمر على البسطاء ، ف يرون الذرائع ولا يرون اﻷسباب ، ويتوهمون بأن الذرائع هي محرك اﻷحداث ، بينما هي في الحقيقة ، ليست أكثر من عود الثقاب الذي أشعل الهشيم التاريخي المتراكم.

–  الصراع عبر التاريخ ، كان وسيبقى صراع إرادات ، ولكنه يبقى صراعا محكوما بموازين القوى ، وتضيف اﻹرادت إلى هذه الموازين ، أو تستهلك منها.

–  القوة المادية ، ك قاعدة ، هي اﻷساس في حسم الصراع ، ولكن القوة المعنوية تتقدم عليها أحيانا وتحسم الصراع ، عندما تتميز القبادة بعقل إبداعي محنك ، وتتميز الكوادر ب الوعي العميق وبروح التضحية.

–  الكثير من المفردات أو المفاهيم أو المصطلحات السياسية والاجتماعية التي جاء بها العالم الغربي ، لها استخدامان : داخلي وخارجي ..وتأخذ الازدواجية مداها في التعامل مع هذه المفردات ، بحيث تكون المفردة قريبة نسبيا من معناها ، على صعيد الاستخدام المحلي .. وتكون ، على الصعيد الخارجي ، متناقضة مع المعنى الذي تأخذه على أرض الواقع والتطبيق .

–  تكبر بعض الشعوب والدول ب إرادتها ، وب ذكائها ، وب استعدادها للتضحية…

وتصغر بعض الشعوب والدول – مهما كان تعداد سكانها كبيرا – ب خنوعها وضيق أفقها وميلها للانتحار.

– 10-

( اﻷسباب الرئيسية لكوارث الأمة العربية ، الحالية ) :

–  محاولة المحور الصهيو – أميركي ، الاستفراد في المنطقة واستمرار التحكم بها.

–  استيقاظ اﻷحلام العثمانية وقناعة السلاجقة الجدد المتبردعين ب ببردعة ” خوان المسلمين ” ، بقدرتهم على استعادة أمجاد السلطنة الغابر ، وإعادة استعمار الوطن العربي ، باسم ” اﻹسلام !!!! ” .

–  الجائحة المزمنة ل ” الوهابية السعودية التلمودية المتأسلمة ” و ل ” اﻹخونجية البريطانية المتأسلمة ” وحقنهما ب عشرات مليارات الدولارات النفطية ، بما يؤدي إلى مصادرتهما للإسلام وادعائهما وحدانية تمثيله.

–  انكشاف آلاف الخلايا النائمة ، المفبركة والممولة خارجيا ، منذ سنوات طويلة ، داخل بعض المجتمعات العربية ، وتحركها ساعة الصفر ، لتنفيذ المهمات المناطة بها ، صهيو – أمريكيا ، تحت عناوين ” الربيع والثورة والحرية والديمقراطية ” والعمل على إظهار هذه التحركات ، بأنها نابعة من عوامل داخلية وﻷسباب داخلية وبأدوات داخلية .

–  وهذا لا ينفي وجود ثغرات وفجوات وتراكمات وأخطاء وأغلاط وقصور وتقصير وانحرافات داخلية ، في هذه البلدان التي جرى إشعالها…

ولكن هذه العوامل ، لم تكن هي السبب ، بل كانت الذريعة التي جرى التلطي وراءها ، إلى أن ذاب الثلج وبان المرج.

–  وأكبر برهان على ذلك ، هو أن الثغرات والفجوات والتراكمات واﻷغلاط والانحرافات ، موجودة وراسخة في جمييع المحميات اﻷمريكية القائمة في المنطقة ، وبأضعاف مضاعفة .. ومع ذلك لم يحدث في معظمها شيء ، ﻷن المحور الصهيو – أمريكي لم يحرك بيادقه فيها ولم يعمل على إشعالها وتغجيرها من الداخل.

-11-

( أين باتَ الرّبيع الصهيو – أمريكي ، المدعو ” ربيع عربي !!! )

“ـ الرّبيع العربي !!! ” بدأ من ” تونس ” بِأمْرٍ أمريكي ، وكان فاتحة ً لِ تسليم المنطقة بكاملها ، إلى ” خُوّان المسلمين ” لِ ثقة صانع القرار الأمريكي ، بِأنّ هذا التنظيم ” الإسلامي ” :
/  هو وحده القادر ، على الإمساك بِ الحُكْم في بلدان المنطقة العربية ، المُتْرَعَة باللاهوت الديني الإسلامي ، وبالتنسيق الكامل – إنْ لم يكن بالتبعية شبه الكاملة – مع السلطان التركي العثماني الأطلسي الإخواني الجديد ..
/  وهو وحده القادر ، على حماية ورعاية وتأمين وتحقيق المصالح الأمريكية ، لعدّة عقودٍ لاحقة ..
/  وهو وحده القادر ، على التطبيع مع ” اسرائيل ” بدون أيّ حرج أو إحراج ، عٓبـْر استحضار واستجلاب الفتاوى الدينية المطلوبة للتعاون مع ” أهل الكتاب !!!! ” .

–  ولكنّ فشل هذا المشروع على أسوار القلعة السورية ، واستطراداً على بَوّابات أُمٰ الدنيا ” مصر ” ، دفَعٓ بصانعي القرار الأميركي ، إلى اعتماد نهجين متوازيين :

–  الأول : العمل على تطويع وتركيع الدولة الوطنية السورية ، عٓبـْر استجلاب عشرات آلاف الإرهابيين المتأسلمين المستولَدين من فروع الوهابية السعودية التلمودية ، وإطلاقهم داخل الأراضي السورية ، لتحقيق ما عجز المخطط الاستعماري الجديد عن تحقيقه ، في سورية .

–  والنهج الثاني : العودة إلى النهج السابق ، في الدول العربية ” الصديقة !!! ” لِ واشنطن ، والعمل ، عَبْرَ ” صناديق الاقتراع !!! ” ، على ترسيخ روابط التبعية للمحور الصهيو – أمريكي ، وتعويمِ نُخبٍ سياسية جديدة موثوقٍ بها من ” واشنطن ” وغير مُسْتَهْلَكة ، وتمتلك جانباً معقولا ًمن الصدقية ” المصداقيّة ” يخوّلها تنفيذ الأجندة الأمريكية ، بسلاسة وانسيابية مُناسِبة .

–  وأمّا محميّات نواطير الغاز والكاز ، فلا ينفع معها أيّ علاج سياسي ، لأنها كالدّيناصور ، وأيّ محاولة لتطويرها سياسياً ، سوف تؤدّي إلى سقوطٍ مُريعٍ لها ، وهي محميّات متكلّسة ومهترئة ومتآكلة ومُصابة بِداء الشيخوخة وخارجة عن روح العصر ، رغم الثروات الأسطورية التي تختزنها أراضيها .
وهذا ما يعرفه جيّداً ، صانِعُ القرار الأمريكي ، ولذلك تركها لِ شأنها ، مع بعض التدخّلات الضرورية لتأخير انهيارها الحتمي ، غير البعيد ، لقناعته بِأنّ وضعها السياسي ” فالِج لا تعالج ” .

-12-

( حِرْصُ العثمانية الجديدة ونواطير الكاز ، على الثورة والديمقراطية !!!! )

–  لم تذهب الدولة الوطنية السورية – شعباً وجيشاً وقيادة ً – إلى تركيا أو إلى السعودية أو إلى قطر أو إلى بعض دول الأطلسي ، لِ تُحدّد لها نظامها السياسي ، ولا لتقول للأتراك ولغيرهم ، مَنْ يجب وَمَنْ لا يجب أنْ يكون رئيس جمهوريتها ، ولم تحتضن وتَتَبَنّى وترسل لها عشرات آلاف الإرهابيين ، لتدمير ونهب مواردها وتحطيم اقتصادها وقَتـل عشرات الآلاف من أبناء شعبها !!!!.

–  ولكنّ نكتة الموسم الدّامية ، هي ادّعاء هؤلاء ، الحرص على الشعب السوري !!!! وادّعاء هؤلاء الحرص على الثورات وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان !!!!

خاصّة ً وأنّ هؤلاء يتراوحون بين :

/  دولٍ استعمارية قديمة وجديدة ، أذاقت العربَ الأمَرَّيْن ، عَبْرَ عشرات السنين ، وكان لها الدورُ الأساسي في اغتصاب فلسطين وتحويلها إلى ” اسرائيل ” ، وكانت ولا زالت تنهب الثروات العربية وتسعى للهيمنة على القرار العربي ….

/  وبين محميّات أمريكية نفطية وغازية ، تمتلك عائلة ٌ واحدةٌ في كُلٍ منها ، البلادَ والعبادَ والأرضَ وما فوقها وما تحتها ، ولا زالت مجتمعاتُها ، رعايا ، وغير قادرة على التطوّر إلى مرحلة تكون فيها شعوباً ، ولا زالَ أبناؤها ممنوعين من الحُلُمْ ، مُجٓرّد الحلم ، بِأنْ يكونوا مواطنين .

–  ولهذا فإنّ الدولة الوطنية السورية ، في حالة دفاعٍ مُقَدّسٍ ومشروع عن النفس .. وَمَنْ كان في حالة ٍ كهذه – كالشعب السوري – ويمتلك في الوقت ذاته ، مفاتيح الحضارة العالمية ، ويمتلك عزيمة ً فولاذية لتحقيق النصر ، ويمتلك قائداً أسَداً ، يُشْبِه ُ شعبَهُ ويُشْبِهُهُ شعبُهُ .. فإنّ النَّصْرَ المؤزّر ، سوف يكون حليفَه ، مهما كانت التحدّيات والصعوبات ، ومهما بلغت التضحيات .

-13-

( إمّا مع ” اﻹرهاب ” .. وإمّا مع ” سورية اﻷسد ” )

–  عندما يقول اﻷحمق ” أردوغان ” والمعتوه ” هولاند ” بأنهما سيحاربان ” اﻹرهاب ” و ” النظام السوري ” معاً وفي وقت واحد !!!! ، فهذا برهان قاطع بأنهما يقفان مع ” اﻹرهاب ” ضد ” النظام السوري ” .

–  ولا مكان وسطاً ، إمّا مع اﻹرهاب ، وإمّا مع سورية اﻷسد…

– فالوقوف ضد اﻹرهاب ، يعني الاصطفاف في الخندق المحارب لِ الأرهاب ، الذي تشكّل سورية اﻷسد ، طليعتَهُ وعموده الفقري ، حتى لو كان هؤلاء الواقفون لا يريدون ذلك …

–  والوقوف ضد سورية اﻷسد ، يعني الاصطفاف في خندق اﻹرهاب ، حتى ولو كان هؤلاء لا يريدون ذلك ، مهما رفعوا عقيرتهم ، بأنهم ضد اﻹرهاب وأنهم يحاربون اﻹرهاب !!!!.

-14-

( وما جَزَاءُ الإحسان ، إلا ّ الإحسان … عند الشُّرَفاء )

ـ لِأنّ ” حزب الله ” أنقذ لبنان ، مرّتين خلال الخمسة عشر عاماً الماضية ، تجري معاقبتهُ والتضييقُ عليه والتشهيرُ به والتهجّمُ عليه ، مِنْ قِبَل المحور الصهيو- أمريكي ، وأذنابِهِ الآعراب ، وقوارضِهِ اللبنانية .
/  حرّرَ ” حزبُ الله ” لبنان من الاحتلال الاسرائيلي ، وحماهُ من الهيمنة الإسرائيلية عليه وعلى ثرواتهِ ومُقَدّراتهِ وقرارهِ …
/  وحَمَى لبنان ، مُجَدَّداً ، من سيطرة العصابات الإرهابية الظلامية التكفيرية المتأسلمة ، عليه ، ومَنَعَ تحويله إلى إمارة طالبانية جاهلية بدائية .

–  ولِأنّ سورية الأسد ، حَمَتْ ” حزب الله ، ورَعَتْهُ منذ نشوئه ، ودعمتْهُ بمختلف وسائل الدعم المطلوبة والممكنة … قامت الدنيا ولم تقعد على رأسها ، وجرى حصارُها والتّضييقُ عليها والتشهيرُ بها ومعاقبتُها ، عَبْرَ العقود الماضية ، وصولا ً إلى شَنِّ حربٍ إرهابية صهيو – وهّابية ، ضدّها ، عقاباً لها على ذلك ، ومحاولة ً من المحور الصهيو – أطلسي ، للسيطرة عليها وتفتيتها وإلحاقها بالمركز الاسرائيلي .

–  وما ” جَزَاءُ الإحسانِ إلا ّ الإحسان ” عند الشّرفاء … و ” اتّقِ شَرَّ مَنْ أحـسَنْتَ إليه ” عند الأنذال .

-15-

) أعداءُ الشّعْبِ السوري وأعداءُ جميعِ الشعوب العربية (

هم :

(1)  :  الصهيونية العالمية و ” اسرائيل ” ، و

(2)  :  الاستعمار الأمريكي والأوربّي ، و

(3)  :  العثمانية القديمة والجديدة ، و

(4)  :  الوهابية السعودية التلموديّة ، و

(5)  :  الإخونجية البريطانية المتأسلمة ، و

(6)  :  امتدادات هذه الجهات الخمس ، داخل أيّ دولة عربية …

–  وأيّ سياسة للشعوب أو للدول العربية أو للقوى السياسية العربية ، لا تنطلق من هذه البديهيات ، أو تعمل على طمسها واستبدالها بِأعداء مَوْهومِين ومُخْتلَقِين ، سوف تؤدّي إلى حَفْر قَبْر مَنْ يقوم بذلك ، وستؤدّي ببلاده إلى أعماق الهاوية .

-16-

المجانين و
الشاذّون و
المجرمون و
اللصوص و
الحُثالات

هم ” جيش ” الإرهاب ، في مختلف الأزمنة ، وهم الآن ” جيش داعش ” الوهّابي السعودي ، الإخونجي العثماني ، بحيث تحوّلت الحربُ القائمة الآن ، إلى حربٍ عالمية مصيريّة ، بين :

الحضارة و

الهمجيّة

–  وسورية الأسد هي خندق الدفاع الأول عن الحضارة والمدنية والعقل والضمير ، في هذه الحرب …
وعندما كّنّا نقول ، منذ عام ” 2011 ” بأنّ هذه الحرب هي حربٌ كونية عدوانية على القلعة السورية ، كان الكثيرون يَسْخرون ويستنكرون ويستهجنون .

-17-

( التدمير الذّاتي : الفتنة المتأسلمة ” السنّية – السنّية ” : آخِرُ وأفْعَلُ سلاحٍ صهيو – أمريكي )

–  المطلوب صهيو- أمريكيا ً ، ومعهم أدواتُهُم من التابعين الأوربيين والعثمانيين القلقين ونواطير الكاز الأعراب الأذناب ، هو تهديم وتحطيم الوطن العربي ، بجميع شعوبه وأقطاره ، بدون استثناء ، والطريقة الناجعة جداً ، لتحقيق ذلك ، هي :
” الفتنة السّنّة – الشيعية ” و
” الفتنة السنّية – السنية. ” …

–  وهذه الأخيرة ” الفتنة السنّيّة – السنية ” هي الأكثر خطورة ً ودماراً ، و” الفَضْلُ ” فيها لِ ” الفِكـْر ” الوهابي السعودي – الإخونجي السلجوقي ، الظلامي الإلغائي التكفيري الدموي التلمودي ، ومشتقاته المكوّنة من مئات المنظمات الإرهابية الدموية المتأسلمة .

-18-

( ” داعش ” أم ” الدولة الإسلامية ” ؟!!!! )

–  ليس غريباً ، ذلك الإصرارُ الأمريكي – الأوربي الخبيث ، ومعهم أذنابهم الأعرابية والأعجميّة ، على إطلاق اسم ” دولة ” ، على أشرس وأقذر عصابة وهّابية إرهابية متأسلمة في التاريخ ، بٓدَلا ً من تسميتها بِ ” داعش ” التي تُسَمّي نفسها ” الدولة الإسلامية ” !!!!!.

–  ولكنّ الغريب ، هو التّرداد الببغائي ، لِ بعض مَنْ يعتبرون أنفسهم ، محسوبين على الصّف الوطني أو القومي العربي أو اليساري ، لهذا المصطلح ” الدولة الإسلامية ” تماماً كما يُرٓدّدها أولئك الإرهابيّون الدّاعشيّون عن أنفسهم .
وهؤلاء يسيئون القول مَرّتَيْن :
الأولى : عندما يطلقون على عصابة إرهابية مجرمة ، صفة ” دولة ” ،
والثانية : عندما يُسَمّونها ” الدولة الإسلامية ” تماشياً مع المخطط الصهيو – أميركي ، الذي يريد المماهاة بين ” الإسلام ” و ” الإرهاب ” .

-19-

( عقدة ” الضحيّة ” )

– إذا كان البعضُ لا يمتلك القدرةَ على الخروج من قوقعة رؤية نفسه كَ ” ضحيّة ” ، تغطية ً لِ سلسلة خيباته في الحياة ، وكان عاجزا عن تحمل مسؤولية فشله .. فأقلّ ما يجب عليه القيام به :

/  أنْ لا يقوم بِ رمي أثقالِهِ وأحمالِهِ وأعبائه وأرزائِهِ ، على مَنْ حملوها معه عشراتِ السنين ، و

/  أنْ يبحث عن مشاجِبٓ أخرى ، يختارها من بين صفوف الخصوم والأعداء ، وليس من بين صفوف الأهل والأصدقاء .

-20-

الاستبداد الديني أسوأ انواع الاستبداد ….

–  لا بل نستطيع القول بأن الاستبداد الديني هو السبب الأكبر الذي يساهم بوجود الاستبداد السياسي ويعززه ويطيل عمره..

–  وسيبقى الاستبداد السياسي صاحب اليد العليا ، في كل أرض يسودها الاستبداد الديني .

-21-

(  الصمود اﻷسطوري للرئيس اﻷسد ) :

–  يعني صمود الجيش العربي السوري ، و

–  هذا يعني صمود الجمهورية العربية السورية ، و

–  هو يعني سقوط المخطط الصهيو-أميركي ، وبقاء اﻷمة العربية ،

–  وهو انتصار للحضارة اﻹنسانية وللسلام العالمي ” حسب ما يقول المناضل العالمي العربي الفلسطيني المغترب الدكتور : سعيد دودين ” ……

–  والعكس أيضا ، هو الصحيح .

-22-

(الحلّ السياسيّ” مرّة أخرى):

بقلم: الباحث والكاتب والمحارب السوري الفولاذي محمد سعيد حمادة :

–        تعود من جديد أسطوانة الحلّ السياسيّ والمؤتمرات الدولية إلى الواجهة، ويعود معها علاّكو مقولات، “إيقاف شلاّل الدماء” و”وقف العنف” و”لا حلّ في سوريا إلا بتفاهم دوليّ”، من كتّاب وصحفيين وسياسيين عاطلين إلا عن تنفيذ أوامر أولياء نعمهم العملاء للمشروع الأميركي “الإسرائيلي” في بلادنا.

–        تمرّ التسريبات من دون أن يلتفت إليها أحد. لكن، وبما أن الحقّ يجب أن يقال، وهو الذي “يعلو ولا يُعلى عليه”، فإن الدكتور بهجت سليمان هو الوحيد الذي نبّه إلى خطورة عودة هذه الأسطوانة، وكتب في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر مقالة بعنوان “متى سيتوقّف المتذاكون في الحديث عن “الحلّ السياسي” في سورية، عن تذاكيهم الغبي؟”. وكان قد كتب قبلها في التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر مقالة بعنوان “السوريون ليسوا بحاجة إلى “طائف” ولا إلى “جنيف” بل إلى “دمشق” أولاً وأخيرًا”، وقد نشرت هنا في موقع (زنوبيا) كافتتاحية لليوم نفسه بعنوان “جنيف ومرادفاته مشروع فتنة”. وقد أكّد الرجل مرارًا في ما بين هاتين المقالتين وأشار تكرارًا إلى خطورة عودة مثل هذه التسريبات والبناء عليها.

–        أواخر العام 2012 كانت هذه الأسطوانة تدور بأعلى صوتها، وكان من الجنون واللامنطق الوقوف ضدّها، وأوهموا كثيرين ممن هم في صفوفنا أن لا حلّ إلا بها. يومها كتبت مقالة نشرها موقع (عربي برس) في 5/ 1/ 2013 بعنوان “الحلّ السياسي في سوريا”، سأثبتها كما هي من دون زيادة أو نقصان، لأنّ الذين بدأوا يلوكون قاتها وحشيشها في ازدياد، كما بدأ يتّضح في الأيام الأخيرة، من دون أن أغفل مجدّدًا توجيه التحيّة إلى قائد أركان حرب مواجهة التضليل والتسريب الخبيث والبروباغندا الصهيونية وأدواتها اللواء الدكتور بهجت سليمان. وهنا نصّ المقالة:

–        “كثر الحديث عن الحلّ السياسي في سوريا وبدأ كل من هبّ ودبّ يدلي بدلوه في موضوع الحل السياسي، وأصبحت هذه العبارة مترافقة مع عبارات أخرى جوفاء من قبيل المصالحة الوطنية والتسوية والاتفاق الدولي وغيرها، وكأن جهابذة التحليلات ونجوم الشاشات والإعلاميين المدفوعي الأجر، هم من سيقرر مصير الأحداث؛ وهم يشيرون تارة إلى الروس وتارة إلى الصينيين أو غيرهم وضرورة الضغط على “النظام السوري” ليتنازل من أجل التسوية السياسية أو الحل السياسي.

–        كل هذا محاولات لحرف الأنظار عن حقيقة ما يجري في سوريا وعليها والتي يجب أن يعيها السوريون ويؤمنوا بها، وهي أن سوريا تخوض حربًا مفتوحة مع كل دول المشروع الاستعماري قديمه وجديده وأذنابها الإقليميين والعرب، لكن المفاجأة هي أن سوريا تخوض هذه الحرب بكامل إرادتها وهي التي تدير دفّة الصراع فيها من أجل مصالحها المصيرية ومن أجل تقرير مصيرها وإثبات حقها الدائم المحصن غير القابل للمسّ في الوجود وعلى حصّتها التي تستحق، وقد كانت لهاعبر التاريخ، من النفوذ العالمي. وهذه الحرب هي من أجل انتصار الـ “نحن” الوطنية التي تحاول تلك القوى الاستعمارية تفكيكها وإنهاءها كي تصل بالبلاد إلى التقسيم وعبر أدوات داخلية وإقليمية، وعلى رأسها التيارات الإسلامية التي تعتبر الوطنية كفرًا. وهذه التيارات تمارس عمليًّا اليوم عملية تفكيك المجتمع وتقسيمه للوصول إلى ما يريده أسيادها الذين يعطونها الأوامر.

–        وما دامت الحرب كذلك فإن الحلّ في سوريا سوري وسوري وسوري إلى اللانهاية، ولن يمر أبدًا من تحت قنطرة الاتفاقات الدولية والإقليمية كما يتنبأ ويقترح أولئك الجهابذة الذين يتنطحون لمقاربات الحلول على الإعلام وفي الصالونات. والحلّ السوري، باختصار ووضوح، هو حلّ عسكري، لأن كل الحلول السياسية في العالم وعبر التاريخ يثبتها فرض إرادة القوة التي هي القول الفصل في كل مشاكل العالم. وعندما يتحدث أي كان عن حل سياسي في سوريا فالحل العسكري يكون قد وصل إلى خواتيمه، وقد تُوِّج بالانتصار الساحق لإرادة السوريين باستقلالهم وسيادتهم القومية والإقليمية وحقهم في الاشتراك الفاعل في صناعة نظام عالمي جديد يتفق وأخلاقيات الحضارة السورية ويكرّس جبهة قرطاجة_ تدمر وهزيمة حلف روما، كما أشار إلى ذلك الرئيس الروسي بوتين قبل أشهر وهو يشبّه السياسة الأميركية في سوريا بما فعلته روما في قرطاجة بعد تدميرها. وما عدا ذلك تسويات أجنبية على حساب مصالحنا، ولا يمكن للسوريين أن يقبلوا بها.

–        في العودة إلى التيارات الإسلامية وكيلة المشروع الاستعماري والتي تعيث فسادًا وخرابًا في جسد المجتمع السوري وتحاول بث سمومها التكفيرية التقسيمية فيه وتخوض حربًا بالوكالة عن “إسرائيل” بقتلها الكفاءات العلمية السورية وهجماتها المتواصلة على ثكنات الجيش السوري المتركّزة على وحدات الدفاع الجوي بإيعاز “إسرائيلي” لا يحتاج إلى ذكاء خارق لمعرفته، فإن هذه الجماعات مثلها مثل “إسرائيل” في كونها جسم دخيل على الجسد السوري، وهذا ما يوجب صراعًا على الوجود يقضي بأن يستنفر المجتمع السوري كل قواه من أجل سحق هذه الآفة الخبيثة من يهود الداخل الذين يأتمرون بأمر يهود الخارج، وكل حديث خارج هذه الحقيقة يُعدّ مدخلاً للاعتداء على وجود المجتمع السوري كله. ووجود هذه الجماعات وأمثالها دليل على أن الحل السياسي لن يكون إلا من بوّابة الحلّ العسكري الساحق الذي أعتقد جازمًا أنه سيكون بقوة جيش سوريا الوطني (الجيش العربي السوري) لأن جيش سوريا هو جيش حقّها، وهو دائمًا على حق ونرى الحق بحدّ سيفه.

–        وبما أن سوريا هي التي تخوض الحرب وهي المستهدفة فإن انتصارها يعني انتصار سوريا ومشروعها القومي وليس أي فرد من الأفراد مهما علا شأنه، وإذا كان السوريون الأحرار يتمسّكون بالرئيس بشار الأسد ويعضدونه فلأنه يقود هذه الحرب لصالح سوريا، التي هي الأساس والمقصد، بجدارة وكفاءة وإخلاص”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.