خواطر أبو المجد (الحلقة المئة والثالثة والعشرون”123″)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .
وقد قضى اللهُ للأقلامِ مُذ ْ بُرِيت
أنّ السيوفَ لها , مُذ ْ أُرْهِفَتْ ,خَدَمُ
-1-
( نعم …الرئيس ” بشار اﻷسد ” هو المشكلة والعقبة )
– لكي يبقى آل سعود في الحكم ، ويستمروا في احتلال نجد والحجاز ، وفي نهب ثروات الجزيرة العربية ، وفي استعباد رعاياها ، وفي الاستمرار ب خدمة المشروع الصهيوني … يجب أن يحري تدمير سورية وتفكيك دولتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي .
– ولكي يبقى ثنائي أردوغان -أوغلو متحكمين وحاكمين ل تركيا ، ولكي يحقق هذا الثنائي طموحاته العثمانية الجديدة ، ولكي يتمكن ” خوان المسلمين ” في طبعتهم الطورانية السلجوقية الجديدة ، من إعادة الهيمنة على ” المستعمرات العثمانية السابقة ” … ف البوابة لتحقيق ذلك ، هي تدمير سورية ، وتفكيك دولتها ، وتمزيق نسيجها الاجتماعي ، وتقسيمها إلى كيانات عديدة .
– ومن البديهي ، أن لا يعترف آل سعود وآل أردوغان -أوغلو بذلك ، بل يشخصنون اﻷمور ، بحيث يصبح الرئيس بشار اﻷسد هو المشكلة الكبرى أمامهما ، ويحملونه مسؤولية الخراب والموت الهائل في سورية ، ويحملونه مسؤولية ظهور اﻹرهاب المتأسلم في سورية ، ويحملونه مسؤولية جميع الفظائع التي كان سببها اﻷول واﻷخير ، عائلة آل سعود وحكومة أردوغان-أوغلو.
– ولكن كلمة حق تقال ، هي أن الرئيس بشار اﻷسد ، كان فعلا وسيبقى العقبة الكبرى ، أمام المشروع الصهيو-وهابي-اﻹخونجي الجديد ، ولولا الرئيس اﻷسد ، لكانت سورية اﻵن ، أثرا بعد عين ، ولكان هذا المشروع الاستعماري الجديد ، قد حقق كامل أهدافه في سورية وفي مختلف أمصار المنطقة.
-2-
( المصير المحتوم للسلطان المزيّف ” أردوغان ” )
– السلطان العثماني المزيّف الأحمق ” رجب – غير الطّيّب – أردوغان ” سوف يلاقي مصير سَلَفِهِ ” عدنان مندريس ” الذي أُعْدِم عام ” 1960 ” بعد آن بقي عشر سنواتٍ ، مُدَلّل أميركا ، وهو يحكم تركيا .
– وسوف يسيرُ على دَرْبِ سابقيه ، أزلام واشنطن ، من أمثال ” شاه إيران ” و ” أورتيغا ” و ” ماركوس الفلبيني ” و ” زين الهاربين بن علي ” و ” حسني مبارك ” وغيرهم ، بعد أن انتهت صلاحيتهم ، للأسباب التالية :
( 1 ) : فشل المشروع الصهيو – أمريكي ، في أخونة المنطقة ، وتنصيب ” أردوغان ” سلطانا مُتَوّجاً عليها ، واعتماد نموذجه الإخونجي العثماني الجديد المُسٓمّى ” حزب العدالة والتّنمية ” في السيطرة على مقاليد الحكم في معظم الدول العربية …
( 2 ) : استعداء جميع البلدان المجاورة لِ تركيا ، وتوتير العلاقات معها ، الأمر الذي جعل من تركيا ، جزيرة ً معزولة ً ، نتيجة السياسات الحمقاء التي توهّمت إمكانية استعادة أمجاد السلطنة العثمانية والعودة إلى مرحلة الاستعمار القديم ، بِ ثوبٍ جديد …
( 3 ) : العودة بِ تركيا من المرحلة العلمانية ، إلى مناخ استثارة وإيقاظ النّزَعات الطائفية والمذهبية ، وتحريك الغرائز ونَبْش التراكمات والحساسيات التاريخية الراقدة منذ عقود ، والتي يؤدي إيقاظها واستيقاظها ، إلى خَلْقِ وقيامِ صراعاتٍ ، تؤدّي بالدولة التركية إلى مصائر مجهولة
( 4 ) : وأمّا الخطيئة الكبرى التي وقع بها الأحمق ” أردوغان ” ومُنَظّرهُ ” الاستراتيجي ” ديڤيد أوغلو ” ، فهي الخطيئة نفسها التي يقع بها غالبا ً ، معظم زعماء المنظمات الأرهابية المتأسلمة ، بدءاً من ” بن لادن ” مروراً بِ ” الزرقاوي ” فَ ” البغدادي ” ، وهي التّورّم والتّوهُّم أنهم وصلوا إلى مرحلةٍ باتوا قادرين فيها ، على اللعب لِ حسابِهِم ، متجاهِلين أنّ سيّدهم ” العمّ سام ” ، لا يغفر لِ عبيدِهِ ، أيٌ محاولة للتحرر من استعبادِ صانِعِهم ومُعلّمهِم الأمريكي ، الذي أوجدهم ، لكي يقوموا بخدمته فقط ، لا لِ يعملوا لِحسابِهم .
ومثل هذه الأخطاء الكبرى لِ عملاء أمريكا ، كانت تؤدّي بهم دائماً ، إلى الهاوية … فكيف بِأردوغان ، بعد أن فشلت المهمّة التي جرى تصنيعُهُ هو وتصنيعُ حزبه الأخونجي ” العدالة والتنمية !!! ” ، لتنفيذ أجندة صهيو – أمريكية في المنطقة العربية !!!.
– ولذلك لن يطولَ الزّمن كثيراً بهذا الأحمق ” أردوغان ” حتى يُلاقي مصيرَهُ المحتوم … وجميع محاولاته في الهروب إلى الأمام ، وخاصّة ً على الحدود السورية – التركية ، لن تزيده إلا ّ غرَقاً ، واستعجالا ً للسقوط النّهائي في الهاوية .
-3-
( آه ثمّ آه ثمّ آه ، من المعارضات السورية ” السياسية ” )
– أعتقد أنّ التراجيكوميديا ” الثورية !!! ” لم تبلغ في تاريخها ، تلك الدرجة من الانحطاط والتّفاهة والانحدار والسقوط ، التي بَلَغَتْها لدى معظم المعارضات السورية ” السياسية ” التي راهنت على واشنطن ولندن وباريس وآل سعود وآل ثاني وآل أردوغان – أوغلو ، لكي يحقّقوا لها ” الحرية والديمقراطية والعدالة والاستقلال الخ الخ ” …
– وحتى هذا اليوم ، يمكن أن تقرأ لِ عجوزٍ بلغَ أرْذل العمر ، يعتبر نفسه مَرْجعاً في النضال السلمي والوعي القومي والفكر ” البعثي !!! ” السابق ” هو ” حسين العودات ” يكتب في جريدة صديقِهِ ” طلال سلمان ” قائلا ً :
( تذكّرت السياستان الأمريكية والأوروبية ، مؤخّراً ، أنهما لم تساهما في اتّخاذ موقف حازم لحلّ الأزمة السورية ، منذ أشهرها الأولى ، وعلى التحديد منذ بدأت السلطة السورية استخدام العنف للقضاء على الانتفاضة ، حيث كانت مواقف هاتين السياستين مواقف مواربة غير جديّة ولا فعالة ) !!!!!
ثم يضيف هذا العجوز ” الثوري جداً ” :
( وهكذا بقي موقف الأوربيين والأمريكيين رخواً وموارباً وغامضاً تجاه دعم المعارضة ، ما شجّع السلطة السورية على ممارسة مزيد من العنف ، مصحوباً بعدم الخوف من أيّ عقوبة أو عاقبة ، ما أنتج تهميشا ً لشرائح وفئات شعبية من المجتمع السوري ، قومية وطائفية ، وهيّأ الشروط الموضوعية لقدوم الإرهابيين من جميع أصقاع الأرض إلى سورية ) !!!!
– فإذا كان ” وشّ السحّٰارة ” في المعارضات السورية ” السياسية ” لا زال يُبٓرّىء المحور الصهيوني – الأمريكي ، وأتباعه الأطالسة ، وأذنابه الأعرابية الغازية والكازية ، من المسؤولية عن الحرب الاستعمارية الكونية الجديدة التي شَنّوها على سورية منذ أربع سنوات ، لا بل يعتبر عدم قيامهم ، منذ اللحظات الأولى ، باتّخاذ مواقف نارية و صارمة ضد سورية ، هو تراخٍ وموقف غير حازم !!! ، ذلك أنّ ” الموقف الحازم ” المطلوب ، هو ” تخليص السلطة من يد الدولة الوطنية السورية ” ، بمختلف السبل الممكنة ، وتسليمها لمجموعة من مرتزقة السياسة ومحترفي الدجل ” الوطني ” والنفاق ” الثوري ” .
– ولا يكتفي ” وشّ سحّارة ” مُنَظّري المعارضة بذلك ، بل يُبَرّىء جميع قوى الاستعمار الجديد – القديم ، من المسؤولية عن ظاهرة عشرات آلاف الأرهابيين المتأسلمين ، ويُحمّلها لِ ” السلطة السورية ” التي – حسب قوله – ” مارست المزيد من العنف للقضاء على الانتفاضة ، الأمر الذي هيّٰأ الشروط الموضوعية لقدوم الأرهابيين من جميع أصقاع الأرض إلى سورية ” !!!!
– لو كان هذا العجوز ” الثوري جداً ” يمتلك الشجاعة والصدق ، لاعْترف بِ خطأ قراءته ، هو ورفاقه ، لِ ما جرى في سورية ، منذ اللحظات الأولى ، ولانتقدَ نفسه ، انتقاداً حاداً ، ولا عترفَ بِ الخطايا الكبرى لِ المراهنات التي راهنت عليها معظم المعارضات السورية ” السياسة ” …
وأمّا المكابرة والإصرار على ترحيل المسؤولية وتحميلها ، لمن لولاه – وهو الدولة الوطنية السورية ، بمعظم شعبها وجيشها وأسد بلاد الشام فيها – :
لَ كان الوضع في سورية الآن ، أسوأ بعشرات المرّات ممّا هو عليه الآن ،
ولكان ” برنار هنري ليفي ” هو الحاكم الأعلى لكامل بلاد الشام ،
ولكانت بلاد الشام قد خرجت من التاريخ والجغرافيا ، لمئات السنين القادمة ،
وَلَ كانت هذه المعارضات السورية ” السياسية ” صارت بكاملها ، أثراً بعد عيْن .
-4-
( حقيقة ” الثورات ” و ” الانتفاضات ” العربية )
ـ لم يكن هناك ثوراتٌ ولا انتفاضاتٌ عربية ، لكي تجري مُصادَرَتُها ، أو لكي يجري حَرْفُها عن مسارِها .. بل ما كان مَوْجوداً ، منذ نهايات عام ” 2010 ” هو مخطّطات وأجندات صهيو – أمريكية ، محبوكة ومسبوكة في مختبرات ومعامل المخابرات الأمريكية ومراكز البحوث الأمريكية .
وكانت هذه المخططات والأجندات ، التي يمكن تسميتها ” ثورات مضادّة ” تهدف إلى أمرين أساسيين :
( 1 ) : تجديد الأدوات والطواقم السياسية ، في الدّول العربية التابعة للقرار الأمريكي ، بعد أن بلغت هذه الأدوات والطواقم ، درجة ً متقدّمة ًمن الاهتراء والصدأ وضعف الفعالية ، بحيث بات بقاؤها ، يشكّل خطراً على المصالح الصهيو – أمريكية والأطلسية ، ولذلك كان لا بُدّ من استبدالها بطواقمَ جديدة ، تكون ملائمة ً لِ الإسْراج والامتطاء والخدمة ، لعدّة عقود قادمة . . وهذا كان وَقـْفاً على المحميّات غير النفطية التابعة ، لِ أنّ المحميّات النفطية والغازية ، هشّة سياسيا ً ، ومتداعية اجتماعياً ، ومتخمة مالياً ، وأيّ تغيير من هذا النوع ، في بُناها السلطوية ، سوف يؤدّي إلى انهيار الهيكل ، بما فيه وَمَنْ فيه . ولذلك ليس مطلوباً مقاربتها ، إلا ّ بشكل جزئي وسطحي .
ولقد كانت جماعات ” خُوٌان المسلمين ” هي بِغالُ الرّهان المعقود عليها الآمال في أن تكون البديل المناسب .
( 2 ) : تقويض النظام الوطني العروبي العلماني المدني المقاوم الممانع في الجمهورية العربية السورية ، والذي يشكّل رئة َ المقاومة والعمود الفقري للممانعة ، بما يؤدّي إلى إجهاض منظومة المقاومة والممانعة في المنطقة ، وإدخالها في موجاتٍ متلاحقة من الصراعات الداخلية ، تؤدّي إلى إخراجها نهائياً من الحسابات السياسية والاستراتيجية ، إلا ّ من حيث كونها أدواتٍ ملائمة ووسائلَ مناسبة لخدمة المشاريع الصهيو – أمريكية .
هذا هو حقيقة ما جرى ويجري في المنطقة العربية .
– وأمّا مكابرةُ بعض المثقفين والباحثين والإعلاميين العرب ، المحسوبين على الخط الوطني أو النهج القومي أو الفِكـْر اليساري ، والإصرار على وجود انتفاضات وثورات ، جرى حَرْفُها أو مصادَرَتُها ..
فهذه المكابرة والإصرار ، نابعة ٌ في أغلب الأحيان ، من نرجسيّة المثقف التي تستصعب الاعتراف بالخطأ ، وإنْ اعترفت به ، يكون ذلك بشكلٍ مُوارب وغير مباشر وغير ملموس .
– وطبعا ً ، هذا لا يعني عدم خروج آلاف البشر ، في البداية ، ممّن صدّقوا أنها فرصة ٌ نادرة ، وبأنّ هذه الفرصة سوف تكون حَبْلَ إنقاذٍ لهم ، قَبْلَ أن يدركوا أنّ ما يرونه ليس إلا ً سراباً خادعاً ، يقود البلاد والعباد إلى الهاوية .
ومقابل ذلك ، خرج عشراتُ الآلاف ، بِشَكـلٍ قطيعيّ ٍ، حيث جرى اقتيادُهُم أو إغراؤهم أو استدراجهم أو شراؤهم ، من قِبَلِ تنظيماتٍ أخطبوطية مموّلة ومُوَجّهة خارجيا ً .
– ويبقى من واجب المثقف ” الحقيقي ” الوطني أو القومي أو اليساري ، أن يمتلك الجرأة الكافية للاعتراف بالخطأ ، عندما يخطىء ، وألا ّ يجد غضاضة ً في الاعتراف بِ خطئه ، قَبْلَ أنْ يتحوّلَ إلى خطيئة ، في حال الإمعان والمكابرة والإصرار عليه .
-5-
( لِ ” داعش ” وما سَبَقها وما سَ يلحقها من مجاميع إرهابية وهّابية متأسلمة ، مهمة استراتيجية صهيو – أمريكية )
ـ تختلط الرؤية لدى الكثيرين ، حول علاقة المحور الصهيو – أميركي بِ الإرهاب المتأسلم ، فَ تُبْنَى هده الرؤية ، على :
/ ما تقوله واشنطن وَمَنْ معها ، وليس على ما تفعله ، و على
/ الخلافات التكتيكية ، بين المصلحة الأمريكية العليا ، وبين الهوامش التي تتّخذها هذه المجاميع الإرهابية المتأسلمة ، بين حينٍ وآخر ، وعلى
/ الصدامات الدموية التي تضطرّ واشنطن وتوابعُها ، للقيام بها ، مع هذه التنظيمات الإرهابية المتأسلمة ، عندما يصبح ضَرَرُها أكبر من نَفْعِها ، على السياسة الأميركية ، الأمر الذي يدفع بِ ” العمّ سام ” الأمريكي ، إلى استئصالها ، واستنساخ بُدَلاء جُدُد لها ، يقومون بالمهمة المطلوبة منهم ، بِدِقّة .
– وتتجاهل هذه الرؤية وأصحابُها ، أن الوهابية صناعة ٌ استعمارية بريطانية ، وأنّ جماعة ” خُوّان المسلمين ” صناعة استعمارية بريطانية ، وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية ، ورثت هذين التنظيمين المتأسلمين ، عن بريطانيا .
كما تتجاهل هذه الرؤية وأصحابُها ، أنّ تنظيم ” القاعدة ” الإرهابي الوهابي السعودي ، صناعة ٌ أمريكية ، وأنّ جميع المشتقات الإرهابية الناجمة عن هذين التنظيمين ، جرى تفريخُها وتفقيسها في دهاليز وأقبية المخابرات الأمريكية .
كما تتجاهل هذه الرؤية ، التسمية التي أطلقها الرئيس الأمريكي في ثمانينيات القرن الماضي ” رونالد ريغان ” على هؤلاء الإرهابيين ، عندما استقبل بعضَ قياداتهم في البيت الأبيض ، وسَمّاهم ” المقاتلون من أجل الحرية ” !!!!.
وأولئك ” المقاتلون من أجل الحربة !!! ” هم أنفسهم ، الذين عملت الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها ، على التخلّص منهم وتصفيتهم ، عندما انتهى دَوْرُهُم ونَفّذوا مهمّتهم .
وهم أنفسهم ، الذين قام ” العمّ سام ” باستنساخ عشرات ومئات الاستنساخات الإرهابية ، بديلا ً عنهم ، ممّن كُلِّفوا بأداء ما هو مطلوبٌ منهم مُجٓدَّداً ، في سياقِ تنفيذ الأجندات الأمريكية ، وتحت غطاء ٍ ” إسلامي ٍ ” .
– وأمّا الرؤية الموضوعية الصائبة ، بهذا الخصوص ، فهي الرؤية التي ترى دوراً استراتيجياً صهيو- أمريكياً ، لهذه التنظيمات الإرهابية المتناسلة المتأسلمة ، وترى في سلسلة هذه التنظيمات المتلاحقة ، المنبثقة عن ” الوهابية السعودية التلمودية ” وعن ” خُوّان المسلمين ” – وخاصّة ً في طبعتها الأخيرة الداعشيّة – ترى فيها ، أدواتٍ مُكلّفة بتفكيك الدول العربية وبتفتيت المجتمعات العربية وبتدمير المنطقة العربية عامّة ً ، وهذا الشرق العربي خاصّة ً، بِدعمٍ من نواطير المحميّات النفطية والغازية ، تمهيداً لِرسْم خرائط جديدة للمنطقة ، يخرجُ فيها العرب ، جميعُ العرب ، من التاريخ ومن الجغرافيا ، للأبد ، وتصبح ” اسرائيل ” هي الدولة الوحيدة القائمة في المنطقة ، وتصبح جميعُ الثروات العربية والمُقدَّرات العربية ، مِلـْكاً خالصا ًلِ الحلف الصهيو – أمريكي ، ويعود العربُ ، جميع العرب ، رُعاة ً للإبل والغنم ، كما كان أجدادهم في عصر الجاهلية ، ويعودوا عشائرَ وقبائل وطوائفَ ومذاهِبَ متصارعة متذابحة ، إلى ما شاء الله .
– ولكن الصمود السوري الأسطوري ، هو وحده الذي كان سدّاً منيعا ً ، أمام هذا المخطط الاستعماري الجهنمي الجديد ، وَلَ سوف يقرأ أحفادُنا وأحفادُ أحفادِنا ، ذلك ، في كُتُب التاريخ القادم .
– وفقط لتذكير البعض :
عندما حدث تفجير البُرْجين الأمريكيين ، في ” 11 ” أيلول ” 2001 ” ، قيل لِ الفيلسوف السياسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس ” جيمي كارتر ” : ” زبغنيو بربجنسكي ” الأب الروحي لتنظيم ” القاعدة ” الإرهابي الوهابي :
أرأيت ، ألى أين أدّى بنا ، احتضانُنا للإرهاب ؟
فأجاب :
” إنّ سقوط الاتحاد السوفياتي ، يستحقّ مثل هذه التضحية ، إنْ لم يكن أكثر
-6-
( حروب الاستعمار الجديد ، أخبث وأخطر من حروب الاستعمار القديم )
ـ كانت حروب بلدان الاستعمار القديم ، تخاض بشكل رئيسي ، بجيوشها وقدراتها الذاتية ، التي تتنامى وتتسع وتكبر ، كلما ازداد حجم البلدان التي تسيطر عليها…
– وأما حروب الاستعمار الجديد ” الناعمة !!! ” فلا حاجة له إلى تجييش جيوشه ، ومواجهة البلدان التي يريد السيطرة عليها ، إلا في بعض الحالات المستعصية ، بل يكفيه – وخاصة في منطقتنا – أن يصادر الدين اﻹسلامي ، بواسطة اﻷدوات التي أعدها منذ عقود طويلة ، وهي ” الوهابية ” و ” اﻹخونجية ” وأن يستخدمه سبيلا ووسيلة للسيطرة على هذه البلدان ، وهذه هي الوسيلة اﻷولى ل الاستعمار الجديد …
– وأما وسيلة الاستعمار الجديد الثانية ، فهي أولئك النواطير والمخاتير الذين نصبهم في محمياته الاستعمارية الجديدة ، سواء في محميات الكاز والغاز ، أوفي بعض الكيانات الوظيفية اﻷخرى ، في مغرب الوطن العربي ومشرقه ، والتي تقوم على خدمة الاستعمار الجديد ، ثمنا لبقائها على الكرسي ، دون أن تعي ، أو دون أن تكترث ، ب أنها سوف تكون ضحية سياستها الذيلية هذه .
– ومهمة تخليص أمة اﻹسلام التي هي اﻹسلام ” السني ” من مصادرة ” الوهابية التلمودية ” و ” اﻹخونحية البريطانية ” ، ليست فقط مهمة نبيلة وجليلة ، بل هي واجب مقدس على أكثرية المسلمين الساحقة ” المسلمون السنة ” وإعادته إلى النهج القرآني المحمدي ، وإنهاء إمكانية استخدامه سلاحا ، ضد أهله وأتباعه وأنصاره وأصدقائه وحلفائه.
-7-
( الجيش اﻷمريكي الخاص : ” بلاك ووتر ” المتأسلم )
ـ جميع منظمات اﻹرهاب الوهابي السعودي التلمودي ، واﻹخونجي البريطاني المتأسلم ، بمختلف مشتقاتها ومفرزاتها ، تشكل الجيش الخاص والجديد للولايات المتحدة اﻷمريكية ( مجموعات متوالدة ولامتناهية من ” البلاك ووتر ” ) …
– ومهمة هذا ” الحيش اﻷمريكي الخاص ” هي تنفيذ المهام القذرة التي ارتأى المحور الصهيو -أمريكي ، أن يجري تنفيذها باسم ” اﻹسلام ” وخاصة ” اﻹسلام السني ” :
/ من أجل المماهاة بين الإسلام -وخاصة السني منه – وبين اﻹرهاب ،
/ وﻷن هذا ” الجيش اﻷمريكي الخاص ” ، لا يكلف ” العم سام ” الأمريكي ، فلسا واحدا ولا جنديا واحدا ،
/ وﻷن هذا ” الجيش الصهيو – أميركي المتأسلم ” ، كان وسيبقى الاحتياط الاستراتيجي الدائم ، بيد واشنطن ، بغض النظر عن تبدل وتغير ، شكل وصيغة التنظيمات اﻹرهابية المكلفة بتنفيذ المهام المناطة بها.
– وكلما تجاوزت منظمة من هذه المنظمات اﻹرهابية المتأسلمة ، الحدود المرسومة لها ، يجري التشهير بها ويجري التذكر بأنها إرهابية ، استعدادا لرميها كالفأر الميت ، من النافذة ، ولاستبدالها بأشكال وتشكيلات وتسميات جديدة إرهابية متأسلمة.
-8-
المعارضات السورية ” السياسية ” التي وقفت ضد الدولة الوطنية السورية ، تتأرجح بين :
ضِعاف النفوس ، و
مرضى النفوس ، و
خبثاء النفوس ، و
مؤجري النفوس ، و
بائعي النفوس، ﻷعداء الوطن والشعب.
وأما العصابات اﻹرهابية المسلحة ، فهذه ليست معارضة ، حتى لو سمت نفسها أو سموها كذلك ، وعلاقتها بالمعارضة ، ك علاقة ” اسرائيل ” ب ” فلسطين ” هي علاقة اغتصاب واحتلال واستيطان .
-9-
( ” الهلال الشيعي ” … ونشر ” التشيع ” !!!! )
ـ تحدث المحور الصهيو- وهابي وأذنابه ، منذ عقد من الزمن ، حتى اليوم عن ” هلال شيعي ” وعن وجود عملية ” تشيع ” غير موجودة ،
– والغاية من هذه الطروحات المختلقة ، هي تمرير عملية ” التوهيب ” و ” اﻷخونة ” التي كانت تجري على امتداد المنطقة ، وتغطية للانتقال إلى مرحلة استلام دفة السلطة في بلدان المنطقة ،
– وأما الغاية الكبرى من كل ذلك ، فهي حماية ورعاية عملية ترسيخ وتحصين ” تهويد ” كامل المنطقة ، عبر تأمين سيطرة الصهيو-وهابية -اﻹخونجية على كامل المنطقة.
-10-
( محاربة ” النظام السوري ” و ” داعش ” معا ً!!! )
ـ لا يوجد في دروسِ التاريخ ، القريب منه والبعيد ، ما هو أغبى من مقولة ” محاربة النظام السوري و داعش ” معا ً ، ولا يوجد مَنْ هو أغبى من القائلين بها والمراهنين عليها ؟!!
– وغباءُ هؤلاء المراهنين ، نابِعٌ من حِقـدِهِم الأعمى على حاضرة بلاد الشام .. والحقد يُعـمي أصحابَهُ عن رؤية خيطٍ واحِدٍ من خيوط الحقيقة ، لا بل يرى الحاقدونَ ، ما يرغبون برؤيته فقط ، ويستمرّون في عماهُمْ هذا إلى أن يخبِطوا رأسهم بالحائط ويسيل دمهم … وحينئذ فقط ، يضطرون لرؤية الحقيقة .
-11-
) المطلوب : الموضوعية فقط (
ـ كم هو مثيرُ للاستهجان ، قَوْلُ بعضهم ( عبد الباري عطوان ، نموذجا ً : اليوم ) ، بِأنّه ( لولا الدعم الإيراني المادي والعسكري ، للسلطات السورية ، لَمَا صمد النظام السوري أربع سنوات ، في ظلّ هجمة شرسة ، إقليمية ودولية ، تحارب لإسقاطه )
– إنّ مثل هذه الأقوال ، تحمل في داخلها الجواب الشافي ، ولا تحتاج إلاّ لإعادة ترتيب وتبويب ، ولكن القائلين ، يتذاكون – والأدقّ يتغابون – عندما يعتقدون أنهم قادرون على طمس الحقائق ،
وهنا يعترف عطوان بوجود هجمة شرسة ، إقليمية ودولية ، تحارب لإسقاط النظام السوري – كما يقول …
طيّب ، أمٓا كان لِزاماً عليه إذن ، أن يعيد ترتيب كلماته ويقول : ( لولا الهجمة الشرسة ، الإقليمية والدولية ، لإسقاط النظام السوري ، لَ ما استمرّت الحرب أربع سنوات ، ولَقضَتْ سورية على الإرهابيين الدمويين الذين حاربوها ، بأربعة أشهر ) .
– كان عليه أن يقول ذلك ، لو كان موضوعياً ، ولكن هيهات !!!!
-12-
( وليد ” بيك ” جنبلاط ) :
– التقدمي ” اﻹقطاعي ” الاشتراكي ” الصهيو – سعودي ” يحذّر من استعداء ( المحيط ) الذي يقول بأنه يمثّل ” 80 ” بالمئة … و” المحيط ” بالنسبة له ، هو ” داعش ” و ” النصرة ” الفرعين اﻷساسيين لتنظيم القاعدة الإرهابي الوهابي السعودي .
– وأكبر إهانة وإساءة بحق ال ” 80 ” بالمئة من المسلمين ، أن يجري اعتبار ” داعش ” و ” النصرة ” هي الممثل الديني والدنيوي لهم .
-13-
( المبدئية و السياسة الواقعية )
ـ السياسة ” المبدئية الواقعية ” ، توازن بين :
” ضرورات اﻷنظمة ” و ” خيارات الشعوب ”
كما توازن بين :
” حسابات السلطة ” و ” مقتضيات المقاومة ”
– بمعنى أن المبدئية هي اﻷساس ، والواقعية في خدمتها ، على أن تترك الحرية كاملة ل ” الواقعية السياسية ” في ميدان التكتيك والمناورة ، بما يخدم القضية الوطنية والقومية الكبرى.
-14-
( لا إيران ولا حزب الله ، بدنا واحد بيخاف الله ) !!!!
ـ هذا الشعار ، رفعه ” ثوار الناتو ” في سورية ، منذ الأسبوع اﻷول في النصف الثاني من آذار عام ” 2011 ” في ” درعا ” ، وأقسموا حينها اﻷيمان الغلاظ ، بأنهم شاهدوا بأم أعينهم مقاتلي ” حزب الله ” في درعا ، لا بل شاهدوا قوات ” الحرس الثوري اﻹيراني ” يطلقون النار على المواطنين العزل في شوارع درعا.
– وقد كتبت في ذلك الحين ( ” اللي بيخاف الله ” الذي يريده هؤلاء ، هو ” نتنياهو ” )
ومغفل ، كل مثقف عربي ، رأى في ما يحري في ذلك الحين ، بأنه ” انتفاضة ” أو ” ثورة ” !!!! ، لا بل من لم يروا في ما حدث ، بأنه بداية تنفيذ مخطط دولي صهيو -أطلسي ، بأدوات محلية وأعرابية .
-15-
( الرافضة !!!! )
ـ تهمة الرافضية والمجوسية والصفوية والنصيرية والهراطقة والزنادقة الخ الخ من قاموس الوهابية -اﻹخونجية ، هي التهم الجاهزة ، ل إلصاقها ليس ب المسلمين ” الشيعة ” فقط ،
– بل ل إلصاقها بجميع المسلمين ” السنة ” الرافضين الانضواء تحت عباءة الوهابية السعودية التلمودية ، وبالرافضين ل مبايعة أمراء العصابات اﻹرهابية التكفيرية المتأسلمة .
-16-
( الطائفية والمذهبية.. أدوات سياسية )
– الصراعات والحروب السياسية ، المبنية على المصالح والأدوار والنفوذ ، يُسـبغ البعضُ عليها ، أوصافاً مذهبية وطائفية …
مع أنّ الحقيقة الساطعة ، هي أنّ الطائفية والمذهبية ، ليستا أكثر من أدوات .
– يجري استخدامها في الحروب الساسية المعبرة عن المصالح والأدوار النفوذ .
و من ” يطيف ” أو ” يمذهب ” الصراع ، هم الاستعمار القديم – الجديد ، وأتباعه وأذنابه ، وبيادقهم السياسية ، وقوارضهم اﻹعلامية ، وزواحفهم ” المثقفاتية ” .
-17-
( قيادة العمليّات العسكرية لِ ” داعش ” ، يقوم بها ضُبّاطٌ أتراك )
حقيقة مؤكّدة يعرفها الأمريكي والأوربّي وأعرابُ الغاز والكاز ، الذين يدّعون عداءهم ل” داعش ” ويشكّلون الأحلافَ لِ ” محاربة داعش ”
ومع ذلك لم ينبس أحدٌ منهم ببنت شَفَة ، حول ذلك .
-18-
سأل أحدُ المسؤولين العرب :
لماذا لم تتحسن العلاقات السورية – الأردنية ، بَعـد طرد السفير السوري السابق ” بهجت سليمان ” إلى بلده ، طالما كانت الحكومة الأردنية والدبلوماسية الأردنية ، تؤكّدانِ بِأنّ المشكلة هي مع ” بهجت سليمان ” شخصيا ً ، وليست مع ” النظام السوري ” !!!!
الجواب :
يجب أنْ يُوٓجّهَ هذا السؤال إلى الجانب الأردني ، وليس إلى الجانب السوري .
-19-
( الموت الشريف )
– الموت قتْلا ً ، سواءٌ كان بِ حَبْل المشنقة ، أو بالرّكْل !!! ، أو بالرصاص ، أو بقطع الرأس ، أو بالتفجير ، أو بالتسميم … لا يَهُمّ نوعُهُ كائناً ما كان…فَ ( الشاة المذبوحة لا يضُرّها السَّلخ ).
– والموت الشريف هو الموت استشهاداً ، دفاعاً عن الوطن والأرض والكرامة والشرف ، مهما كانت طريقة ُ هذا الموت .
-20-
( كَفْكِفْ دموعَكَ ، وانْسٓحِبْ ياعَنْتَرَة !!! )
قصيدة ٌ رائعة للشاعر العروبي المصري :
( مصطفى الجزّار )
( هل نَهـرُ عَبْلَة َ ، تُسـتَبَاحُ مِياههُ ……… وكلابُ أمريكا ، تُدَنِّسُ كوثرَه ؟ )
– هذه القصيدة الرائعة ، رفضت ” لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعر ، في آبوظبي ” إدْراجٓها في المسابقة ، بذريعة أنّ ” موضوعها ، لا يخدم الشعرَ الفصيح ” !!!! –
والشاعر صٓوَّرَ الأمّة ٓ العربية ، بِأنّها ” عبلة ” ، وصٓوَّرَ ” عنترة ” بأنه الفارس الغيور على أمّته. :
كفكف دموعٓكَ وانسحب ياعَنْتَرَة
فَعيونُ عبلةَ أصبحتْ مستعمٓرة
لاتٓرْجُ بَسْمَة َ ثغـرِها يوماً ، فقَدْ
سقطتْ من العقد الثمينِ ، الجوهرة
قبِّلْ سيوف الغاصبين َ ، لِ يصفحوا
واخْفِضْ جَناحٓ الخِزْيِ ، وارْجُ المعذرة
ولْتَبْتَلِعْ أبـْيات فخـرِكَ ، صامِتاً
فالشعر في عصر القنابل ، ثرثرة
والسيفُ في وَجْهِ البنادقِ ، عاجِزٌ
فَقَدَ الهويّةَ والقوى والسيطرة
فاجْمَعْ مٓفاخِرَكَ القديمة كلّها
واجْعَلْ لها من قاعِ صدركَ ، مقبرة
وابْعَثْ لِعَبْلَةَ في العراقِ ، تَأسُّفاً
وابْعَثْ لها في القدس ، قَبْلَ الغرغرة
اكْتُبْ لها ، ما كنت تكتبه لها
تحت الظلال وفي الليالي المقمرة
يادارُ عبلة َ بالعراقِ ، تَكلَّمي
هل أصبحت ْ جَنّاتُ بابِلَ مقفرة ؟
هل نَهْرُ عَبْلة ٓ ، تُسْتٓباحُ مياههُ
وكلابُ أمريكا ، تُدٓنّسُ كوثرَه ؟
يا فارسَ البيداءِ ، صِرْتٓ فريسة ً
عبداً ذليلا ً أسودا ً ، ما أحقره
متطرّفاً .. متخلّفاً.. ومخالفاً
نسبوا لك الإرهابَ ، صِرْتَ مُعَسكره
عَبْسُ تخلَّتْ عنك ، هذا دَأْبُهُمْ
حُمْرٌ – لَعمْرك – كلّها مستنفٓرة
في الجاهليّة ، كُنْتَ وحدك ، قادراً
أنْ تهزمَ الجيشَ العظيم ، وتأسره
لن تستطيع الآن ، وحدك ، قَهْرَهُ
فالزّحفُ مَوْجٌ ، والقنابلُ مُمـطرة
وحصانُكٓ العربِيُّ ، ضاعَ صهيلُهُ
بين الدّوِيِّ ، وبين صٓرَخَةِ مُجْبَرَة
هلا ّ سألْتِ الخيلَ ، ياابْنَة َ مالِكٍ
كيف الصمود ؟ وأين أين المقدرة ؟ !
هذا الحصانُ ، يرى المٓدَافِعٓ حوله
مُتأهِّباتٍ ، والقذائفُ مُشْهٓرَة
لو كان يدري ، ما المحاورة ُ ، اشتكى
وَلَ صاحَ في وَجْهِ القطيع وحٓذَّرَه
يا ويح ٓ عٓبْسٍ ، أسْلموا أعداءهم
مفتاحَ خيمتهم ، ومٓدّوا القنطرة