خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الواحدة والخمسون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
-1-
[ قَاتَلَكُم الله، يا أَجْلاف البادية ]
قَاتَلَكُم الله، يا أجلاف البادية، يا مَنْ ارتضيتم، أن تكونوا، سيوفاً مسمومة، وحِراباً مسنونة، في صدر وظهر، الشعب السوري!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، تشربون من دم الشعب السوري، ولا تشبعون “فجعانون في كل شيء”، ثمّ تتباهون، بأنكم تدافعون عن الشعب السوري!!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، دَافِعوا، أولاً، عن شعوبكم، وتوقّفوا عن إصراركم، على جعلها مطايا، يستخدمها، كل من هبّ ودب في هذا العالم، ضد أشقائهم وضد قضاياهم!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، تضعون أرضكم وسماءكم وبحاركم وثرواتكم، في خدمة (إسرائيل الكبرى) التي هي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا هَمّ لها، في هذا العالم، إلا أن تجعل الأمة العربية، من المحيط إلى الخليج، عبيدا وأقناناً، لستة ملايين إسرائيلي!!!!!!!!!!! وفوق ذلك، أَفْسَحْتُمْ الطريق، واسعاً، للاستعمار القديم والجديد، لكي يصادر، إسلام (محمد بن عبدالله) واختلاق “إسلام” متصهين، بديل عنه، هو “إسلام” (محمد بن عبد الوهاب)و (سيد قطب)!!!!!!!!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، تعيشون في العصور الوسطى، وعصور الانحطاط، وتقطعون رأس ولسان، من يقول لكم (لا)، ثمّ لا تجدون حرجاً، في الادّعاء، بأنكم تقفون مع الشعوب، ومع الثورات، ومع الانتفاضات!!!!!!!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، تدّعون الانتساب للإسلام، ولم تتركوا شاذاً، ولا معتوهاً، ولا مخبولاً، ولا أميّاً، إلّا وجعلتم منه فقيهاً، يفتي بالحلال والحرام، حتى أعطيتم العالم، مادّة دسمة، ينالون عبرها من الإسلام، ويقولون لشعوبهم: أرأيتم، هذا، هو الإسلام، دين قتل وذبح وتمثيل بالجثث واغتصاب وتخلف وبدائية!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، نَهَبْتُمْ، الثروات الباطنية، للأرض العربية، ووضعتم، عشرة آلاف مليار (١٠ تريليون) دولار، في البنوك الأمريكية والأوروبية، تحت تصرّف داعمي إسرائيل، الأمريكان والأوربيين، وتضنّون بالقليل، على عشرات ملايين المحتاجين، في أكثر من عشرين بلداً عربياً، ثم تتباهون، عندما تقدّمون الملاليم، بأنكم تتفضلون بمساعدة أشقائكم، مع أنّ (واحد بالمئة) فقط، من هذه الأرصدة، كفيل بالقضاء على الفقر، في الربوع العربية!!!!!!!!!!!!!!.
قَاتَلَكُم الله يا أجلاف البادية، تمارسون أسوأ أنواع العهر والفجور والفسق والفساد والشذوذ، ثم تتوّهمون، أنّه يكفيكم، أن تتستّروا على ذلك، بالبسملة، والتكبير!!!!!!!!!!!! ولكن تأكـّدوا يا أجلاف البادية، أنّ مجتمعاتكم، قد بلغ، بها، السيل الزبى، وأنّ مباذلكم ومخازيكم، لم يعد ممكناً، التستر عليها، طويلاً، وأنّ رشاويكم، التي تسمّونها (مَكْرُمات ملكية وأميرية) لن تجدي فتيلاً، وأنّ شعوبكم، سوف تقتلعكم، من جذوركم، في وقت ليس ببعيد، وسوف تقوم هذه الشعوب، بثورات عربية حقيقية، لا تشبه، من قريب أو بعيد (ثورات الناتو) الصهيونية، الحالية، التي انخرطتم فيها (وتنافختم شرفاً) وأنتم تتهافتون، لتمويلها وتسليحها واحتضانها ودعمها، ظنّاً منكم، أنّ ذلك، وحده، هو الكفيل بمنع لهيب الثورات الحقيقية، من أن يلفحكم… ولكن هيهات، فما كنتم تخافون من الوقوع فيه، قادم إليكم، بأسرع مما تخافون أو تخشون.
[ قَاتَلَكُم الله، يا أجلاف البادية ]
-2-
[ عن مقابلة الرئيس الأسد مع الإعلام التركي ]
عندما ترى مقابلة الرئيس بشّار الأسد، مع وسائل إعلام تركية، لا تشعر، فقط، بالفخر والاعتزاز والإكبار، وأنت أمام قائد أثبت، عبر العامين الماضيين، أنه قائد تاريخي، ارتقى إلى مستوى القادة العظماء.. بل تشعر بالثقة المطلقة بالمستقبل، وبالثقة المطلقة بالنصر القادم، وبالثقة المطلقة، بالقدرة على نهوض سورية، لتعود، كما كانت، عبر تاريخها، قاطرة للأمة العربية… ومن هنا، نبع وينبع، هذا الحقد المسموم، في الهجوم الدولي والإقليمي والبتر-دولاري، على هذا الشرق العربي، وعلى سورية، واختزال هذا الهجوم، بالتركيز على شخص الرئيس الأسد، لقناعتهم المطلقة، بأنّ النيل من القائد السياسي والعسكري، لهذا الصمود الأسطوري، سوف يفتح الطريق، لسلسلة من الانهيارات المطلوبة، صهيو-أمريكياً، وإدخال الشرق العربي، في حرب داحس والغبراء، وللأسف، عبر التلطّي وراء الادّعاء بالإسلام، وعبر استخدام الوهّابية والإخونجية، كبديل عن الإسلام المحمدي المتنور، واستخدامهما، رأس حربة للهجوم، ضد الإسلام والمسلمين، وضد العروبة والعرب. ولذلك، يبتسم السوريون، ومعهم شرفاء العرب والعالم، عندما تتنطّح بيادق الموساد الإعلامية، وغير الإعلامية، المتفسّخة المتحلّلة المتهتّكة المتخلّعة، لكي تهاجم الرئيس بشّار الأسد، وذلك لإدراك شرفاء سورية والعرب والعالم، أنّ المحور الصهيو- أميركي، استخدم في حربه الظالمة، على سورية، أضخم وأكبر وأغنى وأفعل وسائل الإعلام العالمية، ومع ذلك (يا جبل ما يهزّك ريح) فأين هو مكان، تلك الزواحف والطحالب الإعلامية، وغير الإعلامية، الموسادية، و البترو-دولارية، في هذه المعمعة الدولية.؟؟ ومَن يُقِيمُها من أرضها؟؟!!.. إنّها لا تحتاج إلى أكثر من الدعس عليها، بأحذية الشرفاء، تماماً، كما يقوم الجيش العربي السوري، بالدعس على تلك الأدوات الإرهابية الإجرامية، التي راهنوا عليها، لتحقيق مخططاتهم، التي تتهاوى الآن، على أبواب القلعة السورية الصامدة.
-3-
[ قوّات الجيش الروسي العملاق، تتهيّأ للتدخّل، بقوة، ضد العصابات الإرهابية الدولية في سورية.. عندما يطلب السوريون ]
· (1): لقد شعر الشعب الروسي، بأنّ الأمريكان يخدعونهم، ويكذبون على قيادتهم، ويتوافقون معهم على أمرٍ ما، ثم يعملون ما هو مناقض لِمَا يجري الاتفاق عليه، ولن يسمح الشعب الروسي – من الآن وصاعداً – لأحدٍ في هذا العالَم، بأن يتطاول عليه ولا على حلفائه ولا على أصدقائه.
· (2): إذا كانت واشنطن، والحلف الأطلسي، وأصدقاؤهم، وهم أكثر من مئة دولة، زَجُّوا بكل طاقاتهم وقدراتهم، لمحاربة سورية.. فإنّ المصلحة الروسية الإستراتيجية العليا، تقتضي أن يرتقي ما يقدّمه الروس، إلى مستوى مُشَابِه لِمَا تقدّمه واشنطن وحلفاؤها للإرهابيين ولمَن يدعمهم.
· (3): إنّ روسيا، عندما تقوم بذلك، تكون في موقف دفاعي مشروع، أمّا ما يقوم به الأمريكان والأوربيون والأتراك والخليجيون والجامعة العربية، فهو موقف هجومي عدواني مرفوض، لا يمكن القبول باستمراره.
· (4): وفي هذا السياق، جرت المناورات الروسية الأخيرة في البحر الأسود، التي تمّت بنجاح، وأجريت مناظرة على قناة روسيا الحكومية، شارك بها قائد الأسطول الروسي وسياسيون ومحلّلون سياسيون وجنرالات سابقون، وشاهدها عشرات الملايين.. وقد بدا جلياً –من خلال المناظرة- أنّ الرأي العام الروسي، والنخب الروسية تؤمن بقوّة، أنّ سورية هي القلعة الأخيرة، في الدفاع عن روسيا، لذلك على روسيا نصرة سورية، لأنّها في النهاية عندما تنتصر لسورية، فإنّها تحمي نفسها ووجودها.. وتتجلّى المحاور الأساسية التي جرى التأكيد عليها عبر تلك المناظرة بـ:
· (5): عدوّ روسيا اليوم، هو نفسه عدوّ الاتحاد السوفيتي السابق، أي الغرب بقيادة أمريكا.. وسورية اليوم هي الخندق الأول- أو الأخير- الذي يدافع عن روسيا.
· (6): سورية روح العالم.. سورية أرض المسيح والقدّيسين، وتجمع الديانات.. سورية أرض العالَم المقدّسة.
· (7): ستستخدم روسيا كل ما لديها من قوّة، وهي متوافرة لكي تنتصر سورية.
· (8): أكثر من /40/ ألف مسلّح إرهابي من تنظيم (القاعدة) وحدها، دخلوا سورية، ومن الأفضل لنا، كروس، حكومةً وجيشاً، أن نقضي عليهم في سورية، وإلاّ فسوف نجدهم في القوقاز.
· (9): إنّ روسيا، جيشاً وحكومةً وشعباً، سيتدخّلون، بشدّة وحزم حين يُطلب منهم ذلك، وإنّ مشاركة الجيش الروسي في حرب وقائية سريعة، يجب أن تكون مسألة محتّمة، إذا لم تتوقّف واشنطن والحلف الأطلسي عن تصدير الإرهابيين إلى سورية.. لأنّ روسيا لن تسمح بنصب جسر لهؤلاء الإرهابيين في سورية، لكي يذهبوا مرةً أخرى إلى أراضيها، ولن تسمح بحرب قوقازية شيشانية ثانية، كتلك التي جرت بين أعوام (1994-1998) بدعم تركي-سعودي-وهّابي-وباحتضان أمريكي-إسرائيلي، وإنّ من الأوفر على روسيا والأسلم لها، أن تساهم بضرب هؤلاء في عقر دارهم الحالية التي جرى استجلابهم إليها، أي سورية.
· (10): وقد أدرك المشاهدون، إنّ القيادة الروسية تقوم بالتعبئة العامة استعداداً لأحد أمرين: إمّا المشاركة في حرب إقليمية شرق أوسطية، لصالح سورية في حال تصاعدت الأمور إلى درجة الحرب.. أو ضرب عشرات آلاف الإرهابيين، في عقر دارهم الحالية – أي في سورية – قبل وصولهم إلى أراضيها.
· (11): ومن الواضح بأنّ روسيا أرادت إرسال رسالة قوية بأنّها مصمّمة على الحفاظ على سورية، مهما كان الثمن، وعلى عدم السماح للإرهاب أن يخرج منها باتجاه القوقاز، وأنّها إن أراد الغرب الحرب فهي جاهزة، أو إذا افتعل الغرب حرباً مفاجئة لوضعها تحت الأمر الواقع، فسوف تتدخّل عسكرياً بشكل قوي مباشر.
· (12): إنّ التعبئة النفسية والروحية، هي الآن، في أعلى درجاتها لدى الغالبية العظمى من الشعب الروسي.
-4-
[ ألف تحية حب، للبعث العظيم، في عيد ميلاده السادس والستين ]
سيبقى البعث العظيم، إلى يوم البعث العظيم، شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى، وسوف يقوم شرفاء العرب، وفي طليعتهم، شرفاء سورية، باستئصال، كل مَن عمل ويعمل، لاستئصال البعث.. لأنّ الطامعين، باستئصال البعث، يريدون استئصال العروبة من جذورها، بذريعة التخلّص من حزب البعث.. وللحقيقة والتاريخ، فإنّ ملايين العرب الشرفاء، الذين لم ينتسبوا، تنظيمياً، لحزب البعث، كانوا أكثر بعثية ووطنية وعروبة، من مئات الآلاف، الذين انتسبوا، تنظيمياً، إلى حزب البعث.. وهنا يكمن السر في قوة البعث، كفكرة، أكثر مما هي كتنظيم، ولذلك كانت أول خطوة، قام بها الغازي الأمريكي، في العراق، هي العمل لاستئصال البعث، وغاب عن هذا المستعمر الجديد، أنّ البعث (روح) قبل أن يكون (جسداً) وأن العمل على قتل الجسد -الذي هو التنظيم- عاجز عن النيل من الروح، التي هي (الفكر العروبي المستقل الحر الطامح للوحدة العربية والباحث عن العدالة الاجتماعية).. ولا يمكن تجاهل، ما سبّبه الكثير من قيادات الحزب، في الانحدار التنظيمي بالحزب، عبر العقود الماضية، بما أبعده مئات الأميال، عن روحه الحقيقية وفكره النير… والأمل، كل الأمل، بأجيال جديدة من الشباب العربي المؤمن، القادر على تصويب الحيدانات، وإعادة البوصلة الوطنية والقومية والإنسانية لـ(حزب البعث العربي الاشتراكي) إلى مسارها الصحيح واتجاهها السليم، وهذه حتمية تاريخية، في ظل إيمان الكثيرين، بسقوط الحتميات التاريخية، ولكنها الحتمية التاريخية، التي ستصنعها الإرادات الواعية الفاعلة المؤمنة بقدراتها الخارقة، على صنع المستقبل المشرّف المستقل الكريم الأبيّ للأمة العربية..
لقد قال “كارل ماركس” أكبر فلاسفة التاريخ: (إنّ الناس، يصنعون تاريخهم بأيديهم، ولكنهم لا يصنعونه على هواهم، بل يصنعونه، في ظروف موجّهة ومحدّدة ومنقولة لهم من الماضي.. إن تاريخ جميع الأجيال الغابرة، يجثم كالكابوس، على أدمغة الأحياء).
-5-
[ انفجار دمشق الكبير!!! وفَرْض منطقة عازلة “بالقوّة” ]
مُجَنَّدو المارينز الإعلامي الذين يتحدّثون عن (الانفجار الكبير) القادم إلى دمشق، هم البيادق ذاتها التي سوّقت عبر العاميين الماضيين لـ (ثوّار الناتو) وقدّمتهم للقارئ والمشاهد، على أنّهم لا يريدون جزاءً ولا شكوراً، إلّا ابتغاء مرضاة الشعوب!!..
والآن تتحدّث تلك البيادق نفسها، عن مبادرة إنسانية، وهي أكثر مَن يعرف، أنّ كل ما جرى ويجري حول اللاجئين في سورية، لا علاقة له بالجانب الإنساني، من قريب أو بعيد.. ثم يقدّمون سيناريوهات عن (المنطقة العازلة) التي يجب أن تُقام – حسب قولهم – داخل سورية، وبالتوافق مع سورية!!، مع أنّ الأَوْلَى بهم، أن يتوافقوا داخل بلدهم، وليس في بلدان غيرهم، أو على حسابها.. ثم يتحدّثون عن كيفية إدارة تلك المنطقة العازلة؟.. الأفضل أن يعترفوا بخطيئتهم في الاستجابة للإملاءات الخارجية في استدراج “لاجئين” من سورية، وأن يسهّلوا أمر عودة هؤلاء إلى بلدهم الأصلي، وأن لا يتنطّحوا لتحديد كيفية تعامل سلطات بلدهم الأصلي، معهم، فليسوا هُمْ ولا أسيادهم، بأوصياء على الشعب السوري، وهذا أمر ليس من اختصاصهم ولا من اختصاص غيرهم، وبالمناسبة لا يوجد في الأردن كلّه، ربع مليون نازح، ممَن يسمّونهم لاجئين، بل أقلّ من ذلك، -وما لا يقلّ عن نصف هذا العدد، هم ممّن جرى التغرير بهم للقدوم إلى الأردن، أو من الإرهابيين الفارّين من وجه العدالة، ومن ذويهم- والباقون: إمّا عاملون ومهنيّون، يعود وجودهم في الأردن، إلى ما قبل الأزمة في سورية، وإمّا وافدون جدد، يتمتّعون بملاءة مالية معقولة، ولا يمكن إطلاق صفة “لاجئين” عليهم.. وسبب هذا التهويل بملايين اللاجئين، وبحرب عالمية، وبخطورة هائلة، إذا لم تنشأ تلك (المنطقة العازلة)، يعود إلى انخراط هذه البلدان في الأجندة الأمريكية ضد سورية، وليس لعدم انخراطها.. وتسويق هذه الأخطار، بأنّها تعود إلى عدم الانخراط في ما هو مطلوب، من هذه البلدان لا يعدو كونه، مبرّرات، لتمرير وتبرير، عملية تنفيذ الخطوات المطلوبة، أمريكياً، للاصطفاف في طابور الحرب على سورية.. وإعلاميّو المارينز، الذي يدفعون بهذا الاتّجاه، هم أعداء للأردن ولسورية معاً، بل وأعداء للأردن قبل سورية، ويخدمون، فقط، مشغّليهم ومموّلِيهم في مراكز التمويل الأجنبي.
وأمّا مَن يهدّد بفرض “منطقة عازلة” بالقوّة، فإنّنا نُحِيلُهُ إلى أسياد مشغّليه في بلاد “العمّ سام” الذين يعرفون جيداً، أنّ السوريين وشرفاء العرب والعالَم، بانتظارهم، على أحرّ من الجمر، في اللحظة التي يقومون فيها بذلك.
-6-
[ بين “الانفجار” و”التفجير” ]
عندما تكون المجتمعات، غير قابلة للانفجار من الداخل، يعمل أعداؤها والطامعون فيها، على تفجيرها من الخارج.. وهذا ما حدث، تماماً، مع أكثر مجتمعين عربيين، تآلفاً ووطنيةً، وأقلّ مجتمعين عربيين، طائفيةً ومذهبيةً، في جميع أنحاء الوطن العربي، وهما (العراق) و(سورية)، حيث جرت محاولات وحملات جهنمية متلاحقة، لتفجير المجتمع العراقي من الداخل، منذ عشر سنوات حتى الآن، وجرت حملات أكثر ضراوة، لتفجير المجتمع السوري، منذ سنتين حتى الآن… وكان السلاح الأمضى في كلا البلدين، هو سلاح “الإرهاب”.. وما جرى ويجري في العراق، لم يعد خافياً على أحد، وما يجري في سورية، هو حرب إرهابية دولية، سلاحها: الإرهابيون المستورَدون، من مختلف بقاع الأرض، واحتضانهم، وتسليحهم، وتذخيرهم، وتمويلهم، وتدريبهم، وتغطيتهم، بشبكات هائلة من الإعلام الحربي، المسخّر لخدمتهم، عبر تزوير الوقائع وقلب الحقائق، وإسنادهم بسلسلة من الإجراءات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية والسياسية الظالمة، وغير المسبوقة في التاريخ، قام بها المحور الصهيو-أطلسي وأذنابه الأعراب، تجاه الشعب السوري والدولة السورية… والذخيرة الأهم لسلاح “الإرهاب” هذا، هي التعبئة والتجييش والشحن الطائفي والمذهبي، بما يؤمّن إمدادا متواصلاً، للإرهابيين، يُغَذّي الجهلة والمغفّلين والحمقى والمهرّبين واللصوص وقطّاع الطرق وأصحاب السوابق والفارّين من وجه العدالة.
لقد تبيّن، أنّ الوطن العربي، لا زال “صندوق بانّدورا” المليء بالأفاعي والعقارب السامة، وتبيّن -كما قلنا- أنّ المجتمَعَين الأكثر تطوراً من الناحية الاجتماعية والثقافية، والأكثر عراقة من الناحية التاريخية “العراق وسورية” يمكن اللعب والتلاعب بمكوّناتهما وبنسيجهما الاجتماعي، عبر تغذية وهّابية -إخونجية-بترودولارية، بما يؤدي إلى أنهار من الدماء، وتلال من الجماجم، وجبال من الخراب والدمار… ولولا وجود دولة وطنية قوية في سورية، ولولا وجود جيش سوري وطني عقائدي متمرّس، ولولا وجود قائد استثنائي تاريخي، لا ينحني ولا ينثني “هو الرئيس العملاق بشّار الأسد”، لكان مصير سورية، على كف عفريت، ولَتَوالت انهيارات هذا الشرق، بحيث يعود “٥٠٠” عام إلى الوراء، وبما يحقق ويؤمّن تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد.. ولكن رجال الوطن العمالقة في سورية، ومعهم شرفاء العرب والعالم، قدّموا ويقدّمون تضحيات كبرى، لإجهاض ذلك الشرق الصهيوني المرسوم، ولاستيلاد شرق عربي جديد، يكون منارة، للعرب وللعالم، مجدداَ.
-7-
[ ومَن يربط الكلب العَقُورَ بِبَابِهِ فكلّ بَلاءِ الناس، من رَابِطِ الكلب ]
“العمّ سام” اخترع تنظيم “القاعدة” الإرهابي ، وأصدر توجيهاته، لنواطير النفط والغاز، من أجل تمويل هذا التنظيم، وتسليحه، واحتضانه.. وبالطبع، قام نواطير الغاز والكاز، بالمهمة القذرة، على أكمل وجه، وكلّما أصيب الكلب العقور (الذي هو: “تنظيم القاعدة”) بالسعار، يقوم بنهش وعضّ صاحبه، هكذا هو الحال، مع كل جماعات التأسلم الإرهابية، بعد أن تقوم بتنفيذ المهام القذرة المناطة بها -سواء نجحت أو فشلت في تنفيذها – ، ترتدّ على صاحبها، لتنهشه وتعضّه، وعندما لا تجد مَن تعضّه وتنهشه، تقوم بنهش وعضّ بعضها البعض.. والآن، بعد أن فشل هذا التنظيم الإرهابي – بمختلف فصائله وأبنائه وبناته -، في أداء المهمة المناطة به، لإخراج سورية، خارج التاريخ والجغرافيا، عبر بوابة إسقاط دولتها وشعبها وقيادتها، تمهيداً، لتسليم كامل المنطقة (بالضبّة والمفتاح) لإسرائيل… بعد أن فشل في ذلك، رفع صاحب الكلب المسعور، والذي هو “العمّ سام ” عقيرته، ليتّهم تنظيم “القاعدة” بأنه “تنظيم إرهابي”، وكأنّ هذا التنظيم، لم يكن قبل ذلك، إرهابياً، أو لم يكن منذ لخطة وجوده الأولى، إرهابياً، وفي خدمة المخططات الأمريكية؟! ولذلك بدأت واشنطن، تتنصّل من تحمّل المسؤولية، عن فشل هذه الذراع الإرهابية، في تنفيذ ما أنيط بها، بالشكل المطلوب (رغم أنّ هذه الذراع الإرهابية للعم سام وأذنابه، قتلت عشرات الآلاف من السوريين، ودمّرت كل ما طالته يدها من البنى التحتية)، ولذلك بدأنا نسمع ونقرأ، وسائل إعلام غربية شهيرة، تمهّد لنفض اليد، من هذه التنظيمات الإرهابية، ليس لأنّها “إرهابية” بل لأنها فشلت في أداء مهمتها… وتبقى هذه الأدوات الإرهابية، ويبقى مموّلوها ومحتضنوها من نواطير الغاز والكاز، مجرد أذناب، تابعة لقرار سيدها الأمريكي. و” السيّد الأمريكي” هو صاحب الكلب “وكل بلاء الناس من رابط الكلب”.
-8-
[ ردّ غير مباشر، على طروحات، داخل الأردن، عن سورية ]
ليس هناك (نأي لبناني) بالنفس، عن الأزمة في سورية، ولا (حياد أردني) ولا (تحالف كردي) إلاّ في الإعلام، فالأمران الأوّلان، كانا انخراطاً في الحرب على سورية، بقدر ما تسمح لهما، موازين القوى الداخلية، وحساباتهما الخارجية.. أمّا الأكراد، فقد وجدوها، فرصة تاريخية، لاستخلاص كل ما يمكنهم استخلاصه، من حقوق يعتبرونها، كانت مستلبة، منذ إجراء التعداد السكاني، في عهد (الانفصال) عام (١٩٦٢(.
أما لو كان الانفجار الأمني، في محافظات سورية، ناجماً عن الانفجار السكاني، خارج المدن، -كما قال البعض- لكان الانفجار الأمني، قد جرى في جميع الأنظمة الملكية والأميرية، قبل الأنظمة الجمهورية… ومن المعروف جيداً، أنّ الانفجار الأمني في سورية، نجم عن تمويل وتجييش وهّابي – إخونجي- صهيو- أميركي، في مناطق الجهل والفقر والبطالة، ونجم عن تجنيد عشرات آلاف السوريين العاملين في الخليج، وليس نزوعاً نحو الحرية، وبحثاً عن الكفاية.
ومَن يتساءل: ما الذي يحدث بين الأردن وسورية، في موضوع الحرب القائمة على سورية، فلا بدّ من أن يسأل الأردن، خاصة عندما ينوس الموقف، بين الإقدام على انخراط أمني وتسليحي وتدريبي ولوجستي كبير، وبين الإحجام عن الانخراط العسكري والاستراتيجي.. وما يحدث في (درعا) هو محاولات متلاحقة من الإرهابين، وفي طليعتهم، القادمون عبر الحدود الأردنية، للسيطرة على كل ما يستطيعون السيطرة عليه، في محافظة درعا… وسورية حريصة على عدم التصعيد الإعلامي وغير الإعلامي، في هذا الموضوع، استجابة لرغبة القوى الوطنية الشريفة في الأردن، وانطلاقاً من الثقة الراسخة، بقدرة القوى الشعبية الأردنية الواسعة، على فرملة وتبريد أصحاب الرؤوس الساخنة، وتحصينهم وعصمهم، من الغرق في لجة مستنقع الحرب الدولية على سورية، والاكتفاء بالخوض حتى الركب (فقط) في ذلك المستنقع، إذ نتمنّى، وتتمنّى معنا أغلبية الشعب الأردني، أن يجري الاكتفاء بالتورّط حتى (الرّكبة) وأن لا يصل هذا التورّط إلى (الرقبة).. وأمّا الوضع الميداني، في درعا، فهو بين كر وفر، والعبرة بالنتائج المؤكدة لصالح الدولة الوطنية السورية.
وبالمناسبة، فإنّ أي استيلاء على المنافذ الحدودية، لا يتم، ولا يمكن أن يتم إلاّ بالتعاون مع الدولة الحدودية المعنية، وتركيا، برهان على ذلك.. وما ينسحب على تركيا، الدولة المعادية للعرب، تاريخياً، والتي استعمرت البلدان العربية، لأربعة قرون متلاحقة، ذاق العرب، خلالها الأمرين، لا ينسحب على دولة عربية شقيقة مجاورة، يتداخل أمنها مع الأمن السوري.
وأمّا الإعلام السوري، فلا أحد يبرر له الكثير من أخطائه، الموضوعية والذاتية، ولكن لا يجوز – تحت أي ظرف – أن نبخسه حقه، أو أن نتجاهل أنه تطور كثيراً، في أدائه، وارتقى كثيراً في مقارباته للأحداث، ولكنه، بالتأكيد، لم يصل إلى الكمال، ولن يصل إليه، ولكن يبقى من واجب جميع الشرفاء، أينما كانوا، أن يشدّوا من عضد هذا الإعلام، وأن يدعموه في مسيرة تطوره وارتقائه، لا أن يستمرئ البعض، القيام بعمليات جَلْد متلاحقة له، ولا أن يقوموا بعمليات تصيّد وتربّص، لا تصبّ، إلاّ في طاحونة أعداء النهج الوطني والقومي.
-9-
[ رداً على تعالي أصوات أردنية، بأنّ السيطرة على درعا، تفتح الطريق إلى دمشق ]
(مَن يعتقد أنّ الطريق إلى درعا، يعني أنّ الطريق إلى دمشق، باتت مفتوحة): من الأشرف والأسلم له، أن يتيقّن ويتأكّد، العكس، تماماً، وهو: أنّ العمل على تحقيق تلك المقولة، المسمومة والملغومة والغبية، يعني توريط الأردن، جيشاً ودولة، في فخ، لا خروج للأردن، منه.. وأنّ المؤمنين بـ(الوطن البديل) والمؤمنين بأنه لا وجود لشيء، اسمه ” فلسطين” ولا وجود لشيء، اسمه “الأردن”، والذين يجسّدهم “الليكود” الإسرائيلي، والأب الروحي له “جابوتنسكي” الذي قال قولته الشهيرة: (لنهر الأردن، ضفّتان، واحدة لنا، وكذلك الأخرى)، هؤلاء يتآمرون على الأردن، قبل سورية، وهؤلاء عندما يمنّون النفس بالدعم الأمريكي والأطلسي، وبتأمين غطاء جوي -وحتى بري أو بحري- فإنّهم واهمون، ويعملون على خداع الشعب الأردني، ويخفون عنه، أنّ ما لم تجرؤ تركيا، ولا (حكومة النأي بالنفس، اللبنانية) ولا حتى (إسرائيل) على القيام به، يريدون من الأردن، أن يقوم به.
-10-
[ نكتة الموسم التراجيدية “رئيس لجنة برلمانية أردنية”، يقول: النظام السوري، سيسقط، وسيكون للأردن، الكلمة العليا، في سورية، قريباً، وأكثر دولة لها مصلحة في عدم سقوط سورية، هي إسرائيل] !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
ما يرجوه الشعب السوري، هو أن تكون للأردنيين، الكلمة العليا -أو حتى ما دون العليا- في الأردن ذاته، قبل أن يطمح بأن تكون له الكلمة العليا في سورية.. أمّا قول هذا البرلماني، بأنّ أكثر دولة لها مصلحة في عدم سقوط سورية، هي إسرائيل!!!!!، فإنّ هذا القائل يبرهن فعلاً، بأنه من بيادق إسرائيل، التي تتوهّم، بأنّها تستطيع أن تغطي على ذيليتها الدونية لإسرائيل، بترحيل التّهمة، إلى أعداء إسرائيل الحقيقيين.
[ فقط نقول: الله يكون بعون الشعب الأردني العظيم، عندما يتنطّح للتحدّث باسمه، برلماني من هذه الماركة، فكيف إذا كان هذا البرلماني هو (رئيس لجنة العلاقات الخارجية والعربية، واسمه: بسّام المناصير) ]
-11-
(1): مجنّدو المارينز الإعلامي.
و(٢): مرتزقة نواطير الغاز والكاز.
و(٣): بيادق الموساد.
هذه الجهات الثلاثة، وتضم آلاف المرتزقة، في أنحاء الوطن العربي، هم رأس حربة العدوان الدولي الإرهابي، على سورية… ويكفي أن تقرأ، أو تشاهد أو تسمع، لأحد هؤلاء، لكيلا تحتاج، لقراءة أو مشاهدة أو سماع الآلاف الباقين، الذين يشكّلون، نسخة “فوتو كوبي” من حيث المضمون، مترافقة مع بعض الرتوش، من حيث الشكل…..
لماذا؟ لأنّ المايسترو، واحد، يقبع في واشنطن، ويحرّك، من هناك، بيادقه ودُمَاه، في مسارح العرائس الإعلامية؟ على امتداد الساحات العربية .
-12-
يقول الإمام “علي بن أبي طالب”:
[ طريق الحق، مُوحِشٌ، لقلّة سالكيه ]..
لكنّ يوسف العظمة، والشيخ صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش، وإبراهيم هنانو، وجول جمّال، وجمال عبد الناصر، وروح الله الخميني، وحافظ الأسد، وبشّار الأسد.. أثبتوا أنّه رغم قلّة سالكي طريق الحق، فإنّ الحق هو الذي سينتصر، طالما أنّ للهِ رجالاً، إذا أرادوا، أراد، ورجال الله، ورجال رسولِهِ (محمد بن عبد الله) في سورية الآن، يلقّنون أزلام (محمد بن عبد الوهّاب) وأزلام (سيّد قطب) دروساً حازمة وجازمة وصارمة، سوف تؤدّي إلى (خربطة) جميع حسابات أسيادهم في المحور الصهيو-أمريكي، وأذنابه، وسوف تمهّد الطريق، وبقوّة، وفي فترة قريبة، لكي ينتصر الحقّ على الباطل.