حين تكون الأهداف غير أخلاقية!
صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:
وسط الأجواء المشحونة والملبدة بعواصف الإرهاب والإصرار عليه من قبل أطراف تعاني من أزمة ضمير ويتملكها العداء للإنسانية وكراهية حياة الآخرين، لا يزال الاقتناع السائد بأن الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، قد فتح نافذة دبلوماسية ينظر إليها على أنها من الأهمية بمكان في أن تكون مدخلًا للحل السياسي للأزمة السورية، إذا ما تم البناء على هذا الاتفاق لوقف كل مظاهر العدوان والإرهاب على سوريا، والشروع في تسوية سياسية للصراع تصون وحدة سوريا وتحقق مصالح الشعب السوري ومطالبه.
إلا أنه ورغم الاختراق الروسي ـ السوري في الجدار الإسمنتي المسلح الذي أقامه معسكر المؤامرة والعدوان والإرهاب على سوريا، لم يتوقف الكثير من المنضوين تحت هذا المعسكر عن وضع العقبات والمتاريس في الطريق إلى مؤتمر جنيف الثاني للمباشرة في بحث الحل السياسي النهائي، رافضين تبلور أي إشارات تفاؤلية تعيد الأمل إلى الأنفس السورية التي تعبت ويئست وأرهقها وأوجعها وغدر بها إرهاب كوني حيك بليل، إشارات تفاؤلية تعيد الابتسامة إلى الأفواه السورية المحبة للسلام والحياة والخير للجميع، والتي غدت تحلم بابتسامة تخفف عنها حجم الآلام والجروح الغائرة داخل النفس والقلب، ابتسامة سرقت منها رغمًا عنها وتحت كذبة اسمها “الربيع العربي”، وتحت شعارات واهمة ومصطنعة وخادعة اسمها “الديمقراطية والحرية والتعددية وحقوق الإنسان” عملت على تزيينها شياطين الإنس المتدثرة كذبًا والمتقنعة زورًا بأثواب المبادئ والقيم، وبأقنعة “إقامة” الديمقراطية، و”احترام” حقوق الإنسان، و”مساعدة” أصحاب المطالب المشروعة، فإذا بلحظة عابرة غادرة من الزمن تنكشف ثقوب تلك الأثواب، وتسقط تلك الأقنعة لتكشف عن نيات غربية استعمارية امبريالية، تتجاوز إفجاع الأنفس وإدماء القلوب وسرقة الابتسامة من الشعب السوري، إلى تصفية كاملة لسوريا دولةً وشعبًا وجيشًا وحكومةً.
وحين تبدي العصابات الإرهابية والتكفيرية والمرتزقة التي تفتك بالشعب السوري والتي كونها مجرد أداة تنفيذ بيد الأطراف الضالعة في المؤامرة على سوريا، حين تبدي هذه العصابات مواقف سياسية متناقضة أو تُقدِم على أعمال إرهابية بحق الأبرياء السوريين وترويع الآمنين، أو تتقاتل فيما بينها من أجل سلاح جاء من قبل داعميها أو السيطرة على بقعة ما، أو نهب رغيف خبز تحملت الحكومة السورية مخاطر جمة وغامرت بحياة موظفيها أو عناصر من الجيش العربي السوري من أجل إيصاله إلى مواطن سوري جائع، إنما تعبر هذه المواقف المتناقضة للعصابات الإرهابية وهذا الاقتتال بينها عن حالة التخبط والتناقض التي تعيشها قوى معسكر التآمر والتدمير والداعمة للإرهاب في سوريا، وتعبر عن صراع يصور سوريا بأنها كعكة يحاول كل طرف متآمر أن يظفر بجزء منها على حساب حياة الشعب السوري واستقراره ودمائه ومصالحه، وهو ما يؤكد أن الجميع من قوى داعمة للإرهاب وأدوات إرهابية لا يجمعها إلا هدف واحد، وهو تدمير سوريا وإبادة شعبها للظفر بما تسعى إليه من أهداف غير أخلاقية وغير إنسانية وغير شرعية.
ولذلك فإن عملية التسويف والمماطلة ووضع العراقيل أمام مؤتمر جنيف الثاني ستسمر، وسيستمر معها الإرهاب قاسمًا مشتركًا أوحد يجمع عصابات الإرهاب والقوى الداعمة، ولن تتراجع عنه أو تنفصل عن هذا المشترك إلا بقوة تماسك سوريا وشعبها وصمود جيشها، وثقتنا كبيرة في الشعب السوري وجيشه العربي الباسل وقيادته الحكيمة نحو مواصلة الإنجازات المبهرة حتى النهاية.