حوارية وجوب وجود د. بشار كاختيار ـ 2 ـ
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
في الوحدة الأولى من الحوارية استخدمنا ما يسمى بالمحكات الداخلية Intrinsic Criteria، وكانت نقطة الانطلاق فيها تعريف الديمقراطية؛ إن محاولة استبعاد بشار كخيار هي ممارسة تهدد صدق المضمون وبالتالي فهي ممارسة تهدد صدق المحتوى. إنها تتناول ليّ عنق الديمقراطية كمفهوم.
في هذه الوحدة من الحوارية نتناول ما يسمى بالمحكات الخارجية Extrinsic Criteria، أي من خارج مفهوم الديمقراطية. والسؤال الأول هو: من هو الطرف أو الحزب المقابل لحزب الدولة السورية؟ من هو الطرف الذي يحارب الدولة السورية. وأيهما على الحق؟!
إن وجود إسرائيل وما تسبب به من مأساة للشعب الفلسطيني، له بلا شك جوانب إيجابية. هدف خلق إسرائيل كان الإبقاء على تخلف الأمة وتجهيلها، حتى يسهل استغلال الغرب الاستعماري لها. هذا ليس اجتهاداً أو رأياً، هذا مكتوب بلغة صريحة في وثيقة بنرمان، الذي شهد الدعوة لمولد جسم غريب يفصل مشرق الأمة عن مغربها؛ فكان الكيان الصهيوني!
عبقرية الشعب الفلسطيني كانت في التحول الرهيب للشعب الفلسطيني من أكثر من 90% أمية إلى أكثر من 90% متعلمون خلال أقل من عقد ونصف من الزمان! لقد تحوّل الشعب الفلسطيني ليصبح من أكثر شعوب العالم من حيث نسبة التعليم! المأساة الفلسطينية التي خلقها الجسم الغريب عن الأمة تسبب في المعجزة الفلسطينية، معجزة التحول التعليمي!
في الكيمياء لدينا مواد تسمى الكواشف، مثل محلول فهلنج ومحلول بنديكت. وظيفتها إعطاء دلالة أو لون يسهّل لنا تفسير ظاهرة ما والوصول إلى التشخيص. فإن تحول محلول فهلنج إلى اللون الأحمر، يدل على وجود السكر. ولدينا كواشف للتعرف على حزب الحق وهو حزب الله وفصله عن الحزب الباغي وهو حزب الشيطان.
لقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عماراً رضي الله عنه كشافاً بين حزب الحق وحزب البغي بقوله صلى الله عليه وآله وسلم “ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار” كما ورد في صحيح البخاري رحمه الله . وقد كان لاستشهاده رضي الله عنه أثر كبيرٌ في إزالة الشبهة عند كثير من الناس، وسبب لرجوع جماعة كبيرة إلى أمير المؤمنين والتحاقهم به!
واليوم يختبر الله الأمة بإعطائها هذا الكيان الصهيوني الباغي، لكن رحمة الله وسعت كل شيء؛ ففي ذلك رحمة للأمة من الفتنة، حيث يعد الكيان الصهيوني كشافا لتمييز الفئة الباغية في الأمة عن الفئة الحق في أي فتنة محتملة تقوم في الأمة ما دام هذا الكيان الصهيوني قائماً! والفتن كثيرة في حالة النهوض، لتشوش الرؤية، فإذا ما نهضت الأمة تتضح الرؤية لديها. ففي أي فتنة معطاة فإذا رأيت التمييز بين بين الطرف الحق والطرف الباغي انظر أين يقف الكيان الصهيوني، تحدّد الفئة الباغية، والفئة المقابلة هي فئة الحق!
الحجج الواهية التي يضعونها هي مشتتات تشتت السذّج فقط! مرة يريدونها طائفية دينية، فتركيا تدافع عن السنة في العراق، والدفاع عن سنة العراق يتطلب تعاون الكيان الصهيوني مع العميل الصهيوني أباً عن جد مسعود البرازاني! في موقف يتناقض مع ذاته عندما يؤيد ذبح الأكراد الأتراك! ومرة أردوغان يدافع عن التركمان في سوريا! والله حيّرنا أردوغان هل هو قومي أم إسلامي يدافع عن السنة؟! وجزء من الإرهابيين ذهب إلى الرياض ليأخذ دروساً في الديمقراطية!
والسؤال من يحارب الدولة السورية ويطالب برحيل بشار؟ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والاستعمار القديم ممثلاً ببريطانيا وفرنسا وأدواتهم في المنطقة! فتركيا والسعودية وقطر وداعش والنصرة ما هي إلا أدوات في مستويات مختلفة! هذه الفئة التي تشتمل على الكاشف إسرائيل هي الفئة الباغية، وبالتالي فالمقابل لهم وبالضرورة هو الفئة الحق. إنهم لم يستطيعوا التخلص منه في ساعات القتال، لذا فتغييب الدكتور بشار عن وضعه كخيار أمام الشعب السوري هو انتصار للفئة الباغية، فهي حصلت بالحيل السياسية ما لم تستطع الحصول عليه في ساحات القتال! وهو ما يعني انتصار الفئة الباغية وذهاب تضحيات شعبنا العربي السورية وجيشه هدراً. هنا يأتي وجوب استمرار طرح الدكتور بشار كخيار أمام الشعب السوري. وليترك مصيره للشعب السوري فهو شعب واعٍ.