حوارية وجوب وجود د. بشار كاختيار
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
الحوارية هي التتابع العلاقي بين مجموعة من القضايا للوصول إلى مخرج ما. وإذا ما تم القبول بتعريفنا لعلم الإخلاق بأنه المنظومة المعرفية التي تتناول تحديد القيمة الواجبة للسلوك، فإن أي حوارية لتأسيس تسويغ القيمة الواجبة للسلوك وبالضرورة هي حوارية أخلاقية. لأننا عندها نكون أمام تسويغ وجوب هذا السلوك أو ذاك.
إذن هذه حوارية أخلاقية تؤسس لوجوب وجود الرئيس بشار كخيار أمام الشعب السوري.
ولنبدأ بمفهوم الديمقراطية، وهو مفهوم معرب من اللغة اليونانية (δημοκρατία )، وهي في اليونانية كلمة مركبة من شقين: الشق الأول (δῆμος) ويعني الشعب، والشق الثاني (κράτος) ويعني سلطة أو حكم، أي السلطة يحددها الشعب بما فيها مدى الاختيار! إن أي تدخل في اختيارات الشعب من خلال فرض اختيارات منتقاة يقضي على صدق المحتوى للعملية الديمقراطية من خلال فرض اختيارات منتقاة أمام الشعب السوري. وهو ما يفرغ الديمقراطية من مضمونها؛ وهو ما يعني ديمقراطية شكلية فارغة المضمون!
إنتقائية الاحتيارات تعني التلاعب بالعملية الديمقراطية، أي أننا أمام ديمقراطية زائقة!
هبّ الشعب في تونس الخضراء وبعدها على أرض الكنانة فتنحصر اختياراته في كلتا الحالتين بين الإخوان أو التأسلم السياسي والفلول. التيار العروبي في تونس هو تيار قوي وبه شخصيات كارزمية أمثال شكري بلعيد ومحمد براهمي ولا يمكن تجاوز التيار بالوسائل الديمقراطية. ولا يوجد مسوغ مقنع لاستبعاده أو استبعاد شخصياته؛ فكان اللجوء لاغتيال رموزه! ولحين تبرز قيادات جديدة يخلق الله ما لا تعلمون! هذا الاغتيال نشأ عن تواطؤ التأسلم السياسي والفلول وللآن لا نعرف من القاتل! زعيمان كبيران في التيار العروبي يتم اغتيالهما في وضح النهار ولا نعرف للآن من قتلهما، بل إن المحامي الذي تبع العملية قد تم اغتياله. وهكذا تولدت سلطة سقيمة لا تعبر عن إرادة الشعب! بل وإن نداء تونس الذي يمثّل الفلول قد انفجر من الداخل!
التيار العروبي في مصر تيار قوي شعبياً. فمنذ أن انطلقت الثورة وهم يرفعون صور عبدالناصر رحمه الله. أما قيادات التيار فكانت ضعيفة في رؤيتها، مشتتة في خططها، فتم إقصاؤها من خلال التلاعب بها. فمن مفجري الثورة على مبارك د. عبدالحليم قنديل الذي كانت تستضيفه قناة الجزيرة في عز المعمعة لتناقشه في موضوع الثورة السورية! وبينما ينظّر هو للثورة في سوريا سرقوا الثورة المصرية! حامدين صباحي كان يماشي الآراء المطروحة في السوق حتى لا يبدو مختلفا! فكان سهلاً التخلص من التيار دون حاجة إلى اللجوء إلى الاغتيالات، كما حصل في تونس!
إذن فالتيار العروبي هو المستهدف في هذه المرحلة! ممثل التيار العروبي في سوريا بلا شك هو الرئيس بشار. فقد استوردوا كل من هبّ ودبّ على وجه الأرض لحربه ولم يستطيعوا إزاحته! واليوم يريدون إزاحته قبل الدخول في العملية الديمقراطية، أي أنهم مستعدون لتشويه العملية الديمقراطية وتفريغه من صدق المحتوى من أجل التخلص من الرئيس بشار؛ مع أن المنطق يقول طالما أنكم متأكدون من أن الشعب السوري لا يريده، إذن ليترشح ولنركز على نزاهة الانتخابات!
هذه هي الوحدة الأولى من حوارية ثلاثية. من له سؤال، أرجو أن لا يتردد في طرحه، سأجيبه في الوحدات القادمة على كافة التساؤلات. لكن لا مكان للإسفاف في الكلام، أي الخالي من المنطق والمنهج العلمي.