حمود: كم سنحتاج إلى أن يكتشف الذين أفتوا بالجهاد في سوريا أنهم مخطئون
سأل امام جامع القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود خلال خطبة الجمعة، “كم سنحتاج إلى أن يكتشف الذين أفتوا “بالجهاد” في سوريا أنهم مخطئون، وكم نحتاج من الوقت حتى يكتشف كثيرون ممن ساهموا بالأزمة المصرية الحالية من خلال فتاوى ما انزل الله بها من سلطان من وقت ليتراجعوا، ثم إذا تراجع هؤلاء وهؤلاء في وقت سيأتي، كم سيكون قد خسرنا من الشباب المغرر بهم، وكم سيكون حجم التدمير والتخلف الذي سنحصده، وكما يقولون سيكون ذلك كما يبدو وبعد خراب البصرة”.
اضاف حمود “أليس الذي يحصل في إعزاز اليوم شيء من كل هذا؟ كلٌ يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، كلٌ يدعي انه الإسلام وانه الوطن وانه الباحث عن الحرية والكرامة للشعب السوري إلى آخر هذه المقولات، وها هم يدمرون ويتقاتلون ولعل “المنتصر” سيجد خصما آخر يقاتله ليثبت سلطته”. واللافت أن “الذي يتقدم في “ساحات الوغى” في سوريا هو دولة العراق الإسلامية التي أصبح اسمها الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، والتي لا تخجل أن تعلن مسؤوليتها عن التفجيرات اليومية التي تحصل في العراق والتي تحصد المئات بل الآلاف من الضحايا وأكثرهم بل كلهم من المدنيين العاملين الذين يرتادون الأسواق أو المتاجر أو المساجد والحسينيات وما إلى ذلك، قتل عشوائي يومي مضى عليه سنوات، هذا هو سلاحهم الرئيسي، وهل هنالك من احتمال واحد بالألف أن يكون هنالك دليل شرعي بجواز هذه المجازر اليومية”؟، وتابع “كم سيحتاج هؤلاء من الموقف ليراجعوا أنفسهم، ويخرج واحد منهم ليقول: مثلا: اكتشفنا أن ما كنا نفعله لا يقره الشرع بأي شكل من الأشكال ولا تجوز ممارسته تحت أي ظرف من الظروف؟ كم سنحتاج من الوقت وبعد أي حجم من الخسائر”.
ولفت الى ان “هذه نتيجة ثقتنا واتكالنا على الأجنبي، نأخذ منه السلاح والمال وكل أنواع الدعم، ونصدق انه يريد لشعوبنا العربية الازدهار والخير والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”. واشار الى انه “إذا وصفنا هذه المأساة التي ترتكب باسم الدين، ليس معنى ذلك أننا لا نرى في مجتمعنا خيرا كثيرا موجودا، ولكنه الآن وكأنه مخبوء والظاهر على السطح هو هذا الفساد والإفساد والضلال باسم الدين والشريعة”.