حكومة أردوغان تقرع طبول الحرب.. والشعب يرفع رايات السلام
المزاج الشعبي التركي رافض للحرب على سوريا
موقع العهد الإخباري ـ
حسن الطهراوي:
على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة في تركيا للسياسيات الخارجية التي تتبعها حكومة رجب طيب اردوغان تجاه التطورات التي تشهدها المنطقة بشكل عام والموضوع السورى بشكل خاص، إلا ان الحكومة التركية ما زالت تصر على نفس السياسة التي تتسم بالنوايا العدوانية والتحريض بالحرب على سوريا وهي سياسة تصفها احزاب المعارضة التركية بأنها تأتي استجابة لأجندات خارجية وخدمة لأهداف امريكية وتضر بالمصالح العليا لتركيا.
فبالنظر الى حادثة اسقاط الطائرة المروحية السورية يوم الاثنين الماضي من قبل طائرات حربية تركية، يمكن القول ان هذه الحادثة لن تكون الأخيرة في مسلسل التصعيد مع سوريا فالتسرع التركي باسقاط الطائرة السوريّة ربما حركته نوايا مبيتة “بالانتقام” لاسقاط السوريين طائرة تركية العام الماضي وكذلك رغبة حكومة أردوغان تأزيم الأوضاع والحفاظ على أجواء عالية من السخونة مع سوريا خصوصاً بعد الانفراج الذى حصل في ما عرف بأزمة الكيميائي والاتفاق الروسي الامريكي، حيث لم تخفِ انقرة حينها عدم رضاها على هذا الاتفاق واعتبرته كما صرح وزير خارجيتها احمد داود اوغلو بأنه “غير كاف وربما يجد حلا لمشكلة السلاح الكيميائي لكنه لا يحل الأزمة فى سوريا”.
الحكومة التركية بررت اسقاط المروحية السورية باختراقها الاجواء التركية لمسافة كيلومترين وانها لم تستجب للتحذير، وان القيادة العسكرية تعاملت مع الحادثة بناء على التعليمات الجديدة الممنوحة لها حيث كانت انقرة قد اعلنت العام الماضي عن تغيير قواعد الاشتباك مع سوريا بعد اسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية على سواحل مدينة اللاذقية.
هذه المبررات لم تلق قبولا في تركيا فأحزاب المعارضة وبعض الصحف التركية وصفت الحادث بالتحريضي وان اختراق الأجواء عن طريق الخطأ لا يتطلب إطلاق الصواريخ واعلان ما يشبه حالة الحرب. وتحدثت الصحف التركية عن عشرات الحوادث المشابهة واختراق الطائرات اليونانية لأجواء تركيا ،اما كمال كلشدار اوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة في البرلمان، فطالب حكومة اردوغان بتغيير سياستها تجاه سوريا والعمل من اجل ضبط الحدود ووقف عمليات استقبال المقاتلين وتدريبهم وتسليحهم وارسالهم الى سوريا ليقتلوا اخوانهم السوريين بحسب تعبيره .
وعلى عكس الموقف الرسمي يبدو المزاج الشعبي في تركيا رافضا لسياسة الحرب والعدوان على سوريا ويتجسد ذلك من خلال استمرار الفعاليات والمسيرات المنددة بالحرب والمطالبة بالسلام التي تشهدها الكثير من مدن تركيا وتنظمها الاحزاب اليسارية ومنظمات وجمعيات ذات توجهات سياسية مختلفة تلتقي جميعها حول خطورة السياسة التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تجاه سوريا ودول المنطقة الاخرى.