حقيقة خروج الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح في ادلب
موقع العهد الإخباري ـ
علي حسن:
حوّلت حادثة سقوط الطائرة الروسية إيل 20 ، الاهتمام الدولي والإعلامي عن اتفاق سوتشي وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيط محافظة ادلب. ورغم أن بعض التفاصيل التنفيذية للاتفاق لم تتضح بعد في ظل رفض أبرز الفصائل المسلحة لهذا الاتفاق من أساسه، إلا أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد خرج مؤخراً بتصريح لافت قال فيه إنّ المسلحين المتشددين قد بدأوا بالانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح بادلب في سياق تنفيذ الاتفاق، الأمر الذي نُفيَ على لسان المرصد السوري المعارض الذي أكد أنّ هذه المنطقة لم تشهد حتى الآن أية عمليات انسحاب من قبل “هيئة تحرير الشام” التي تتزعمها “جبهة النصرة” الإرهابية، فما حقيقة تصريح أردوغان؟
زعيم جبهة “النصرة” أبو محمد الجولاني والعديد من قادة “هيئة تحرير الشام” رفضوا اتفاق سوتشي، وأكدوا أن ما حصل في باقي المناطق السورية لن يتكرر في ادلب، متعنّتين حول بند تسليم سلاحهم، إلا أن أردوغان قد خرج بتصريح حول بدء انسحاب المسلحين من المنطقة المنزوعة السلاح، الأمر الذي يترك عدة تساؤلات حول الغاية من هذا التصريح.
مصدرٌ سياسي سوري رأى خلال حديث مع موقع “العهد” الإخباري أنّ “تصريح الرئيس التركي مفاجئٌ جداً، وإما أنه أتى بسبب عدم امتلاكه لمعلومات دقيقة حول خارطة انتشار الجماعات المسلحة في ادلب والإرهابية منها خصوصاً، وهذا أمر مستبعد، وإما أنه يريد من خلال هذا التصريح تأمين غطاء سياسي وإعلامي للجماعات الجهادية والتكفيرية التي ينبغي عليها أن تخرج من المنطقة المنزوعة السلاح نحو مناطق أخرى في ادلب خلال الوقت الحالي، الأمر الذي ترفضه تلك الجماعات حتى الآن وبالتالي فإن أردوغان يريد التغطية عليها و الاستهتار في تنفيذ اتفاق سوتشي بهذه الصيغة السطحية”.
الجماعات المسلحة والإرهابية خصوصاً، ترى أن اتفاق سوتشي خيانة كبيرة من أنقرة لها بعد التحالف الوثيق والطويل الأمد، والأخيرة تخشى من رد فعل انتقامي قد يكون في الداخل التركي من تلك الجماعات على إثر اتفاق سوتشي، وهذه احدى المحاذير الخطيرة التي تواجه تركيا في حال اضطرت لممارسة الضغط على المسلحين أو القيام بعمليات محدودة ضد البعض منهم بحسب المصدر السياسي السوري الذي أكد لـ”العهد” أنّ “خارطة انتشار الجماعات المسلحة في ادلب لم تشهد أي تغيير وأغلب تلك الجماعات ترفض اتفاق سوتشي ومسلحوها لا يزالون متواجدين في المنطقة المنزوعة السلاح وأولهم الأجانب الجهاديون”.
وأضاف إنّ “الجماعات الإرهابية لن تغير موقفها من اتفاق سوتشي فالنتيجة واحدة إن قبلت به وإن لم تقبل، بمعنى أنّ “النصرة” تدرك أنها لا تمتلك القدرة على الوقوف في وجه العملية العسكرية للجيش السوري إن فشل اتفاق سوتشي ولا حتى في وجه اتفاق سوتشي كون تعنتها قد يجبر تركيا إن التزمت بتعداتها باتخاذ مواقف أكثر صلابة اتجاهها، وإن وافقت وتنازلت عن سلاحها فهي قد حلّت نفسها ولم يعد لها أي دور، ولكنها رغم ذلك ستتمسك بسلاحها الثقيل وستظل رافضة للاتفاق إذ لم يعد لديها ما تخسره في كلتا الحالتين”.
وأشار إلى أنّ “أردوغان يحاول اللعب بورقة الجماعات الإرهابية وخصوصاً الأجانب منهم، واستغلاله لهم وصل لحد التهديد بتمريرهم نحو أوروبا الأمر الذي يشكل هاجساً أمنياً لمعظم دول أوروبا فهناك كتائب كاملة ضمن “هيئة تحرير الشام” و”النصرة” مشكلة من الإرهابيين الأوروبيين ودولهم تتخوف من عودتهم”، وختم قائلاً لـ”العهد” إنّ “أمر المنطقة المنزوعة السلاح يحتاج إلى معالجة أكثر من ثلاثية لأن هناك العديد من الدول الأوروبية معنية بهذا الملف بشكل أو بآخر”.