“حقل الشاعر” أربعة أيام قلبت المعادلة في الميدان، ونخبة الجيش السوري لحمايته
موقع إذاعة صوت روسيا ـ
دمشق ـ غنوة المنجد:
لم تستغرق استعادة “حقل الشاعر” في ريف حمص الشرقي سوى أربعة أيام فقط، استطاع خلالها الجيش السوري أن يقلب المعادلة لصالحه عبر تحقيقه إنجازا بطرد عناصر تنظيم “داعش” منه، في الوقت الذي شهدت المحافظات السورية انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وازدياد ساعات التقنين بعد تخريب المجموعات المسلحة للأجهزة المولدة في الحقل.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”روسيا سيغودنيا “أن تنظيم “داعش” شن هجوما مفاجئا على الحقل، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، ما دفع بالجيش السوري إلى إعادة تمركزه، وتراجع إلى الآبار المتواجدة على أطرافه لحماية محطة الحقل الرئيسية. حينها عمل التنظيم للاستيلاء على بعض الآبار النفطية التي تكشف طريق حمص ــ تدمر، وعندها استعد الجيش السوري للقيام بعملية عسكرية لاستعادة الحقل، حيث قامت التعزيزات العسكرية بهجوم عنيف على المجموعات المسلحة المسيطرة على الحقل. رافق الهجوم قوة نارية كثيفة، ما أسفر عن مقتل 100 عنصر من “داعش”، وتكبيده خسائر كبيرة بالأسلحة والمعدات (184 سيارة مع رشاشات دوشكا وشيلكا، 9 مدرعات، 5 دبابات تي62, 85 صهريج نقل محروقات مختلفة الأحجام، 30 دراجة نارية، 34 سيارة دفع رباعي، 3 شاحنات مفخخة و9 شاحنات مصفحة)، فيما بلغت خسائر الجيش السوري 40 شهيدا. وعند محاولة “داعش” إرسال التعزيزات للسيطرة على الحقل استطاع سلاح الجو السوري أن يعيق حركته.
وللاطلاع على التفاصيل، تحدثت المحللة زهراء فارس في تصريح لـ”روسيا سيغودنيا ” عن قدرة الجيش السوري على البقاء والسيطرة على الحقل، ولاسيما بعد السيطرة الثانية للجيش السوري على الحقل في عمق البادية السورية جعل من وحدات الجيش تدرك أنه لابد من تركيز عدد كبير من مقاتلي النخبة في المنطقة، من الذين استطاعوا تحرير الحقل وشاركوا في العمليات العسكرية في مناطق أخرى، وبدأت النتائج فعلياً تظهر على الأرض لتوسيع نطاق السيطرة على الامتداد الجغرافي لتلك المنطقة من عقيربات شمالاً إلى جبل الشومرية وصولاً إلى مطار الشعيرات، والعمليات العسكرية لا زالت مستمرة لملاحقة المسلحين في محيط جبل الشاعر، والبدء بعملية “جراحية” لإنهاء وجود “داعش” في تلك المنطقة وكل الريف الحمصي وصولاً إلى تدمر، على الرغم من وجود التضاريس المعقدة في المنطقة والتي تعيق إمكانية إغلاقها عسكرياً بشكل كامل. وبالتالي، فإن الجيش بتوسيعه لنطاق العملية العسكرية وإدراكه للخرق، فإنه من الصعب أن يعود ويسمح بخسارة مثل هذه النقطة الإستراتيجية”.
يشار إلى أنه في تموز/ يوليو الماضي تعرّض “حقل الشاعر” لهجوم عنيف من قبل عناصر تنظيم “داعش”، راح ضحيته أكثر من 250 عسكريا ومدنيا بعد تصفيتهم على أيدي التنظيم الإرهابي. وتأتي أهمية الحقل كونه يحتوي على أكبر وأهم حقول الغاز في سورية والبالغ عددها حوالي 16 بئرا، فضلاً عن كون محطته الرئيسية تغذي المناطق الساحلية والجنوبية، كما يحوي أيضاً آبارا نفطية، ويغذي هذا الحقل قطاع الكهرباء في سورية بحوالي 3 مليون متر مكعب من الغاز، وخسارته تمثل ورقة ضغط كبيرة على قطاع الكهرباء الضعيف حالياً في سورية.