حصار اليمن وواجبات الأحرار
وكالة أخبار الشرق الجديد-
غالب قندي:
نتلفت حولنا وننقب في الصحف ومنصات ووسائل مرئية ومسموعة ومواقع إلكترونية بحثا عن كلمات التضامن مع شعب اليمن وعن بوادر التعاطف الإنساني بأضعف الإيمان فنختم الجولة بحاصل خيبة ومرارة لندرة المواقف الحرة وأصحابها في الوطن العربي والعالم ونعض على مرارة يتم الأحرار الأباة الذين يصنعون انتصاراتهم ويفرضون التغيير القاهر والمبهر في منطقة نقلتها الأحداث الى صدارة المشهد بعد تهميش سياسي متعمد وتعتيم مدبر.
في اليمن شعب حر أبي يعاني من حصار شديد يمنع عنه الغذاء والدواء والوقود وهو يواجه حربا ضارية متوحشة يضاعف وطأتها ذلك الصمت المشين والمريب بتواطؤ الصامتين وتورطهم بينما تولد شواهد المأساة الدامية مزيدا من المهابة والوهج لثبات شعب مقاوم يأبى الضيم ويرفض الاستسلام ويقدم التضحيات بكل سخاء دفاعا عن كرامته وحريته.
حرمان شعب اليمن من الضرورات يدفع بطليعته المقاتلة إلى الرد الصارم الذي يتخطى الخطوط الحمراء الافتراضية ويسقطها، ومن هنا نذير الإعصار الجوي على منشآت النفط السعودية الإماراتية مالم يرفع الحصار عن اليمن وينتهي الطوق البحري والبري الذي أريد به خنق اليمنيين وترويعهم لكسر ارادتهم واخضاعهم.
هذا خيار يستمد مشروعيته من عدالة الدفاع عن وجود شعب أبي وكرامته المعتدى عليها وجميع الردود الدفاعية اليمنية تقع في حلقة المشروعية الأزلية لحق الدفاع عن الوجود والكرامة ضد حروب الإبادة والتجويع.
ان كل ضرر أو خسارة في أي بلد عربي على مستوى الناس والعمران والاقتصاد هي خسارة للحاصل القومي وانعكاسها سلبي ومؤذي على جميع بلداننا ولكن من غير العدل مساواة الظالم بالمظلوم وعدم تمييز المفتري والمعتدي عن المعتدى عليه لاسيما حين يكون العدوان تلبية لإملاءات استعمارية متساوقا مع خطط الهيمنة الغربية اللصوصية والسيطرة الصهيونية على الشرق العربي.
ان استهداف اليمن بحرب مدمرة يرفدها الحصار البحري والبري هو مجزرة جماعية مشهودة يدعمها التحالف الاستعماري من الدول الغربية ودول الخليج الفارسي بقيادة الولايات المتحددة، التي خططت وترعى التفاصيل اليومية للعدوان، وتقف خلف المعتدين والمجرمين في سعيهم الى تركيع شعب حر أبي، وتخريب بلاده وتدمير اقتصاده القابل للنمو والتطور والذي يدفع كلفة باهظة للحرب ونتائجها القريبة والبعيدة.
طاقة الردع اليمنية ستكون هجوميا على الطاولة لتفكيك الحصار وستلقن دروسا قاسية للمتورطين في ركاب حلف العدوان الغاشم ونصيحتنا للمترددين المتفرجين في المنطقة قرب الحريق أن يتصرفوا باعتبار مواقفهم شينا بائنا، وان يعملوا لوقف الجرائم البشعة قبل ان تطالهم نيران وشظايا وتداعيات كثيرة ومكلفة.
الرد اليمني قادم لا محالة والمهل الزمنية التي يتيحها التروي الحكيم للقيادة اليمنية لن تبقى مفتوحة، وكلما كانت الحركة عاجلة لوقف العدوان وتضييق دوائره اختصرت المهل والأكلاف على المتورطين، وينبغي ان يفهموا ان بيد الأحرار الكثير من السبل والأدوات التي يمكن بها الحاق الضرر والألم وهم يحجبونها برأفة الشقيق الذي يهب الفرص. على الضالين يتوبون الى رشدهم ويعتبرون.
الحركة السعودية العدوانية الغاشمة ضد اليمن تحصد مزيدا من الضرر تخريبا وتدميرا، لكن حلقة العنف بما فيها من موت وخراب وأذى اقتصادي ليست أحادية الاتجاه في جميع الحروب وهذه عبرة جميع الحروب الكبيرة والصغيرة وكلما طال الزمن تعمق الأثر وتوسع.
تشير الأرقام والوقائع إلى هزائم متوالية لحقت بقوى العدوان على جميع المحاور والجبهات، بينما يثير الاحترام والتقدير اداء القوات اليمنية البعيد عن الاستعراض أو التشفي رغم الإنجازات القتالية الميدانية المتواصلة والتفوق الظاهر بالوقائع والشواهد، وحتى اليوم كانت الأهداف غير العسكرية خارج التهديف اليمني رغم الاستطاعة والقدرات التي أثبتت جدارتها.
طواحين الدم والنفط السعودية التي تعلك أعمار الناس ومستقبلهم وتلطخ أيامهم بسواد الكآبة والأحزان هي لعنة مقيمة يتوجب رفعها ووقفها بأي ثمن، وستكون نتائج ومضاعفات ما يجري في اليمن داخل شبه الجزيرة العربية كبيرة وعميقة وكلما طال أمد الجراح المفتوحة النازفة سترتفع الكلفة وتزيد التبعات لكن اللعنة زائلة حكما وفي ركابها صانعوها ورعاتها.