#حزب_الله يتحدث عن تفاؤل رئاسي غير مفهوم ولا يعول على حراك موسكو–واشنطن
بولا أسطيح – موقع النشرة
يُتابع حزب الله كما معظم اللبنانيين باستغراب الأجواء التفاؤلية التي يشيعها وبشكل خاص العونيون عن قرب اتفاق على الملف الرئاسي يأتي بزعيمهم رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون رئيسا للبلاد كحد أقصى نهاية شهر آب المقبل. خطة العمل العونية هذه التي على ما يبدو لا تستند الى أي وقائع بل الى تحليلات لواقع البلاد والمنطقة، وتتكىء على الحراك الروسي-الأميركي الناشط سوريًا والذي تعول الرابية أن ينعكس لبنانيا وبالتحديد رئاسيا، لا يتعاطى معها أي من الفرقاء بجدية. فلا تيار “المستقبل” يخوض نقاشات محتدمة بين جناحيه السنيوري والحريري (نسبة الى النائبين فؤد السنيورة وسعد الحريري) حول امكانية تبني ترشيح عون، ولا رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بصدد زيارة المملكة العربية السعودية لاقناعها بوجوب التسليم برئاسة عون بالرغم من كل حديثه عن جهود تبذلها معراب لتذليل العقبات التي تحول حتى الساعة دون تبوّء ميشال عون لسدة الرئاسة.
وحدها الحركة اللافتة التي شهدتها بنشعي أخيرا وتمثلت بلقاء عقده حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق بالحزب الحاج وفيق صفا مع رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية وتوجّه الأخير بعدها للقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، مستجدات جديرة بالاهتمام وبمحاولة تبيان مضمونها الذي لا يزال حتى الساعة سريا. وحدهم العونيون قد يفكون شيفرات هذه الحركة لمصلحتهم، متوقّعين أن ينتج عنها قريبا خروج النائب فرنجية لاعلان انسحابه من السباق الرئاسي، حتى ولو كانت كل المعطيات لا توحي بأيّ خطوة في هذا الاتجاه. فبحسب مصادر مطلعة على أجواء حزب الله، لا جديد بالملف الرئاسي، وتلفت الى “اشاعات وتفاؤل غير مفهوم يجري تعميمه”. المصادر التي لم تدلّ بالأصبع الى التفاؤل العوني، لا تعول على الحراك الكبير الروسي-الأميركي والذي قد ينتج عنه قريبا الاعلان عن اتفاق على حل للأزمة السورية كما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الساعات الماضية بعيد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، فالمهم برأي المصادر “الموقف السعودي وليس المفاوضات”، بإشارة الى أن أي حلحلة للأزمة الرئاسية اللبنانية لا يمكن أن تتم باشارة أميركية روسية بل بتفاهم ايراني–سعودي لا يبدو على الاطلاق أنّه قريب.
بالمقابل، تؤكد مصادر مسيحيّة معنية بالملف الرئاسي أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما كان ليحدد موعدا لثلاث جلسات حوارية متتالية مطلع شهر آب لو لم يكن التقط اشارات دولية معيّنة توجب مواكبتها داخليا، مشددة على أنّه لم يتحرك في يوم من الأيام من عبث. وتتحدث المصادر عن ضغط إقليمي-دولي يوجب التسريع بفرض حلول في المنطقة قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ولا تعتقد المصادر أن شهر آب سيكون حاسمًا في هذا المجال باعتبار أن التفاهم عى اسم رئيس للبنان يبقى مُتاحًا حتى شهر تشرين الأول، مرجّحة أن يقطف ثمار الانتظار الرئاسي الطويل مرشح توافقي.
بالمحصلة، وان كان معظم الفرقاء لا يتوقعون تنازلاً عونيًّا يضع حدًّا للأزمة الرئاسية المتمادية بعد اليأس من تحقق احتمال مماثل، الا أنّهم يعولون على موقف مصيري يتّخذه حزب الله الذي برأيهم سيخسر كثيرا اذا لم يسعَ لملء سدة الرئاسة قبل وصول الرئيس الأميركي الجديد محمّلا بزخم البدايات الشيّقة التي لا شك لن تُعجب الحزب كثيرا.