حزب الله وحكومات الخليج

hezollahflag

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تأخر مجلس التعاون الخليجي كثيرا عن تنفيذ تعليمات صاحب الأمر باراك أوباما بدراسة تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية و المجلس لم يقصر في التآمر على الحزب من زمن بعيد و خصوصا في حرب تموز 2006 و مابعدها و كلما رف جفن الصهاينة فزعا من ردع المقاومة تتحرك في الخليج مؤامرة جديدة .

أولا من مهازل الزمان ان يكون مدخل موقف حكومات الخليج من حزب الله هو دوره في سوريا التي أرسل إليها حكام السعودية و قطر و الإمارات منذ عامين ضباطا لقيادة العمليات قتل بعضهم و ظهر منهم أسرى في عمليات تبادل و ما خفي أعظم بينما انكشفت شحنات سلاح في الجو إلى عمان و انقرة و في البحر إلى طرابلس الشام و أغدقت الأموال على عصابات الإرهاب و التكفير متعددة الجنسيات المسماة جيشا حرا او جبهة نصرة و سواها بواسطة الحريري وغيره من مقاولي الحروب.

حكومات الخليج محكمة الربط بالحلف الأميركي الإسرائيلي و هي اداة عدوان على سوريا و توظف لتدميرها الأموال وشيوخ الفتاوى المنحرفين كالعرعور و سواه و ترسل الإرهابيين إلى سوريا و من ثم تثرثر عن الإرهاب الذي هي راعيته و منشئته و حاميته في المنطقة العربية و لكل منها مدرسة في التكفير و جماعة او زمرة من الزعران و القتلة في لبنان تمدها بالمال و بالمساندة السياسية و الإعلامية و ثمرة تلك الرعاية فوضى سلاح و قتل و دماء يمكن لمن يريد التعرف عليها أن يقصد زواريب طرابلس و يشاهد يافطات الزمر المتناحرة المدموغة خليجيا و الموزعة على معظم دول مجلس التعاون من حيث مربط القرار و المرجعية و مصدر الحوالات المالية أو أن يسأل أقله عن ثروة الأسير و صاحبه المغني المعتزل.

ثانيا  يمكن لحزب الله ان يطمئن بكل ثقة لسلامة مبادرته في سوريا طالما أنها أغاظت رهط الحكام المرتبطين بأميركا و إسرائيل فبيان مجلس التعاون هو الدليل و البرهان على ان موقف حزب الله يؤلم إسرائيل و يزعج حلف العدوان على سوريا بقيادة الولايات المتحدة و يثير مجموعة الحكام  التي يقودها بندر بن سلطان بطرف إصبعه طالما هو الوكيل الأميركي المعتمد.

لقد اشتكت حكومات الخليج لسيدها و معلمها جون كيري خوفها من لحظة الهزيمة في سوريا بعد كل ما أعلنته من مواقف و ما تورطت به من خطوات ضد سوريا التي تعاملت قيادتها حتى الساعة بكل اتزان             و حكمة و هدوء رغم فجور المعتدين و تستشعر تلك الحكومات بحق اقتراب ساعة الهزيمة و هي ترى في موقف حزب الله ما يحفز مسار الانتصار السوري على الحرب الكونية التي أنفقت فيها مشيخات الخليج عشرات مليارات الدولارات و ثمة من يقول أكثر من ذلك بكثير و تلك الحكومات تعيش في كابوس اليوم  التالي لانتصار الرئيس بشار الأسد .

ثالثا قد يكون التدبير المبيت هو ترحيل بعض المغتربين اللبنانيين الذي تلوح به حكومات الخليج أحيانا للضغط على المقاومة كما توحي مصادر الحريري باقترابه دائما و قد سبق للشيخ سعد ان طلب تلك “الخدمة ” غير مرة لفتح باب التفاوض على عودته للسراي و من ثم اهتدى لبديله العبقري باختطاف الزوار في أعزاز .

الحقيقة التي نعرفها هي أنه عندما ستثبت الإدارة الأميركية اعترافها بالهزيمة أمام سوريا سوف يتدفق الموفدون و الزوار من عواصم الممالك و الإمارات إلى دمشق و ستندلع الخطب و القصائد في مديح الدولة السورية و جيشها وفي التنويه بحكمة قيادة حزب الله التي فهمت مسبقا طبيعة المخطط الذي رسمته الصيونية للمنطقة.

حزب الله يقاوم إسرائيل و عملاءها على الأرض السورية و اتهامه بالإرهاب هو اختراع إسرائيلي أميركي عمره أكثر من ثلاثين عاما ويسعى حكام الخليج لاجتراره كعادتهم فهم ليسوا في موقع دراسة أي شيء لأنهم يستوردون الدراسات الجاهزة و المعلبة من واشنطن حيث تعدها مراكز القرار الأميركية بالمعايير الإسرائيلية دون زيادة أو نقصان و استهدافهم لسوريا و المقاومة ليس سوى العتبة التي شاؤوها بالأمر الأميركي لاستكمال تصفية قضية فلسطين و الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية عنصرية…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.