حرب التكفيريين خدمة للأميركي والصهيوني
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
إنه الوطن العربي، الذي يشهد حرباً على الارهاب ، حرباً على من يخوضون حروبهم باسم الدين والاسلام، وهم في الحقيقة يخوضون حروبهم للصهيوني والاميركي حليفهم الذي يدعمهم ويبارك تحركاتهم التخريبية، كي نتقاتل فيما بيننا ليحصدوا هم النتائج….
إنهم أتباع “الجماعات الاسلامية”، الذين ينتشرون في وطننا العربي، ويتحدثون عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتمكين المجتمعي والتنمية البشرية الشاملة والاقتصاد التنموي، ويستخدمون الدين كغطاء لأفعالهم ولكن ليدمروا ويفرقوا ويقتلوا ويشردوا ويغتصبوا بدل من أن يجمعوا ويوحدوا وكل هذا وأكثر من اجل من؟؟ وبدعم ممن؟؟ وبأمرة من؟؟ وعلى حساب من؟؟.
مقدمة ارتأريت البدء بها، وأسئلة قررت طرحها لاختصر الحديث عن مجموعة من المتطرفين الارهابيين الحاقدين على العروبة والوطن، الذين وإن عدنا إلى تاريخهم لما غاب عنا أن كل ما قالوه ووعدوا به ما هو إلا محض كذب من أجل الدعاية والاستقطاب، فأي دين هو الذي يسمح بقتل الأبرياء من الاطفال والنساء والإعتداء عليهم بحجة الدين، والاصلاح والمطالبة بالحقوق المشروعة ؟؟
وما بين الإخوان في مصر والإخوان في سوريا، حكايات خيانة وتطرف وتبعية، لا يمكن التغاضي أو التغافل عن ذكرها وهي التي تزداد يوما بعد يوم بفعل الدعم الاميركي لها والغطاء السياسي والتمويل من قبل بعض الدول العربية التي تخدم هذا المشروع لتمزيق منطقتنا وتفكيكنا وجعلنا أداة تقاتل داخلية تريح العدو الذي يعلم أنه وبدل أن نواجهه بالوحدة فيما بيننا كعرب نمكّنه منا بالطائفية المتفشية على أرض وطننا، هذه الطائفية التي تدفعنا إلى التقاتل، متناسين أنّ لنا عدواً واحداً هو الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يحمي يهودية دولته بما يجري في الوطن العربي تحت شعار ما أسموه بالربيع الذي تحول إلى خريف تلونت أوراقه بالدم العربي….
لست أبالغ في وصف المشهد المؤلم الذي بدأ المتطرفون رسم ملامحه في سوريا واليوم في مصر، عبر حرب الإلغاء التي يقودونها في هذه الدول العربية باسم الاصلاح في العلانية، وفي الخفاء في عدد من الدول العربية الاخرى التي يعملون فيها عبر تشكيل مجموعات تجتمع وتتحرك بانتظار الوقت المناسب، أو الأوامر العليا للظهور.
فهذه الجماعات التكفيرية التي تتحرك اليوم في الدول العربية لزعزعة الأمن والاستقرار بها، هي صناعة أميركية، وليس خافياً على أي متابع للمواقف العربية من هذه الجماعات اختلاف المواقف منها، فيقفون معها في بعض الدول ويعارضون وجودها ويحاربونها في دول أخرى.
صار من الواضح أن هذه الجماعات الاسلامية تتحرك بأمرة أميركية وصهيونية، ودعمها أو معارضتها يكون أيضا بإيعاز اميركي، فان دعمت السعودية التطرف في سوريا، فلأن الغرب أراد ذلك، وإن عارضته في مصر أيضاً لأن الغرب أراد ذلك. وحتى الموقف القطري كان بإيعاز أميركي، فلا تظنوا للحظة أن الأميركي لا يحرك الأوراق ولكنه يريد السيطرة في الحالتين، ففي حال نجحت هذه الجماعات فأميركا تمولها وتدعمها عبر دولة وإن فشلت فهي تستنكر عبر دولة أخرى، بمعنى أدق “قطر” تدعم والسعودية ترفض لأن الأميركي يريد أن يكون له في الحالتين ورقة رابحة….
ختاماً.. انتصار سوريا على الجماعات التكفيرية المتطرفة غيّر موازين القوى، لذلك نجد أن من دعم هذا التطرف في سوريا لن يجرؤ على دعمه في مصر…
فهنيئا لنا تغيير موازين القوى في الوطن وإفشال المشروع الاميركي للسيطرة على العرب وتفكيكهم لجعلهم ينسون أن فلسطين هي قبلتنا الأولى وأن تحريرها واجب….