“حرب الأنفاق” وخيبة نتنياهو مجدداً
موقع قناة المنار:
أكثر التقنيات الصهيونية تطوراً وأعتى الآلات العسكرية وأفتك الطائرات لم تنجح عام 2014 في عدوان غزة الاخير في اضعاف قدرات المقاومة وفي تحقيق مزاعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بتدمير الانفاق التي تعتمد عليها المقاومة الفلسطينية وشكلت عنصرا مهما في المواجهة في هذه البقعة الضيقة بوجه احد اكبر جيوش العالم.
حينها قال نتنياهو كما يسجل التاريخ والاحداث “نحن نتحرك للقضاء على الانفاق، وسناخذ الوقت اللازم للقيام بذلك”. يومها كان اليوم 13 للحرب التي استمرت 50 يوما. اخذ نتنياهو وقته دون اثر ونتيجة. رغم انه رد في ذلك الحين على سؤال حول الفترة التي سيستغرقها تدمير الانفاق “سريعا نسبيا”.
خسر نتنياهو الحرب واقر بوقف النار اذ استمرت قدرات المقاومة وتواصلت صواريخها ورغم التهديد بالدخول البري لم يحقق العدو هذا التهديد الا جزئيا مما اعتبره مراقبون تخوفا من ثمن هذا الدخول البري.
حقائق الفشل تلاحق نتنياهو اليوم وهو اللاهث خلف اعلان اي انجاز متعلق بغزة او الانفاق ، ففي الساعات الماضية برزت حقائق جديدة حول تهرب نتنياهو ووزير الحرب من لجنة تحقيق حول نتائج الحرب الاخيرة، مما يعني اعترافا من اكبر قادة الحرب بفشلٍ صارخ فيها.
فقد كشفت مسودة تقرير مراقب الكيان الصهيوني يوسف شابير، بشأن عمل المجلس الوزاري المصغر اثناء عدوان غزة أن “رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب موشيه يعلون، ورئيس الاركان السابق بيني غانتس أخفوا معلومات حيوية عن الكابنيت ولم يشركوا الوزراء في اتخاذ القرارات أثناء العملية، وخوفًا من الكشف عن الإخفاقات والفشل في إدارة المعركة مقابل حماس، حالَ كلٌّ من نتنياهو ويعلون من تعيين لجنة تحقيق رسمية لمراجعة العملية العسكرية الإسرائيلية”.
يرى محلل الشؤون السياسية في يديعوت أحرونوت شمعون شيفر، أنَّ “مسودة مراقب الدولة كشفت ما كان واضحًا ومعروفًا بأنه لم تكن لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية خطة شاملة لمواجهة الأَنفاق الهجومية لحماس، والتي تواصل تهديد سكان منطقة غلاف غزة اليوم أيضًا”. ويسخر شيفر من تباهي نتنياهو بعد 51 يومًا من القتال، بقوله إن حماس تلقت ضربة ساحقة.
بعد عامين على الحرب ورغم اعلان نتنياهو عن انجاز تقني ضخم يمكن اسرائيل من كشف الانفاق لم يكن لهذا الامر الا صدى معاكسا في اوساط العدو. لقد قام نتنياهو في الايام الاخيرة بزيارة حدود قطاع غزة المحاصر في محاولة للاستثمار في موضوع كشف الانفاق ومحاولة طمأنة المستوطنين التواقين الى من يطمئنهم بعد فشله في حرب غزة، لكن دون جدوى.
ففيما رأى محللون ان الاعلان عن منظومة كشف الانفاق لم تخفف من التوتر في كيان العدو اعتبروا ان نتنياهو يسعى لانجازات اعلامية تحقق له الفوز في الانتخابات.
وجاء الانتقاد لنتنياهو من الخبراء العسكريين فقال المعلّق العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، إن إعلان نتنياهو عن اكتشاف “الحل التكنولوجي نجم عنه ضرر عسكري وسياسي كبير لأنه قلّص هامش المناورة أمام حركة حماس”.
كان نتنياهو قال إنه تم العثور على نفق لحركة حماس في اعقاب “اختراق تكنولوجي مميز ولا نستطيع كشف معلومات في الموضوع بسبب الحساسية الامنية “. قابلت حماس ذلك بالقول على لسان كتائب الشهيد عز الدين القسام أن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفق للمقاومة على حدود قطاع غزة الشرقية “ليس إلا نقطةً في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن العشب، وتحرير المقدسات والأرض”.
بعد الاعلان عن المنظومة الجديدة وزيارة نتنياهو لحدود القطاع حاول التصعيد ميدانيا وجس النبض فتوغلت قواته اكثر من مرة مئات الامتار بحجة كشف الانفاق لكن ذلك ادى الى تطورات عسكرية متسارعة اجبرت نتنياهو على القول انه لا يريد التصعيد وقالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الأحد، إن الهدوء ربما عاد بفضل جهود كبيرة بذلتها عدة جهات دولية عملت في الأيام الأخيرة مقابل إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة
في محاولة للتغطية على ما حصل قال رئيس وزراء العدو ان “اسرائيل ستواصل التحرك كلما كان ذلك ضروريا لكشف ومنع تهديد الانفاق في الجنوب”. وتابع “لا نسعى الى التصعيد لكن لا شيء يمنعنا من القيام بما يجب حفاظا على الامن”.
اما وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون فقال “لا نسعى إلى صراع لكن إذا حاولت حماس استفزاز دولة إسرائيل وتعطيل حياة سكان المجتمعات المحيطة بغزة فستوجه لها ضربة قوية للغاية.”
هذه التصريحات التراجعية تظهر ان سمة الفشل منذ حرب غزة تجاه المقاومة وتجاه الاتفاق متواصلة رغم محاولات الايحاء بانجازات، فالمقاومة كانت بالمرصاد للتصعيد الاخير كما انها اعلنت اكثر من مرة انها لن تسكت على استمرار الحصار وهي بذلك تعلن انها لا تزال ممسكة بزمام المبادرة وانها لا تخشى اي حرب مع العدو او اي محاولات جديدة للتصعيد كما حصل في الايام الفائتة.