جعجع وشركاه.. ومهاجمة سلاح المقاومة الرادع للعدو الإسرائيلي
موقع قناة المنار-
ذوالفقار ضاهر:
لا شك أن السلاح موجود في لبنان لدى أطراف عدة بالإضافة إلى السلاح الفردي المنتشر، وهذا ما أقرّ به رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في إطلالته الاعلامية بعد مجزرة الطيونة حيث حاول دون جدوى إبعاد التهمة عنه وعن “القوات اللبنانية” بارتكابها، وهذا السلاح الذي يستخدم في كل مرة لقتل الابرياء من المدنيين والسلميين كما حصل في الطيونة وقبلها في اعتداء خلدة وغيره عدة مرات، يؤكد توفر السلاح مع مختلف القوى وليس بيد المقاومة فقط التي يحاول الاميركي ومن خلفه أدواته في الاقليم ولبنان تصوير انها الوحيدة التي تملك السلاح، وإلا فمن أين جاء قناصو مجزرة الطيونة؟
فهل السلاح الموجود مع بقية الافرقاء ليس فيه مشكلة ويجوز لهم حمله بينما المقاومة يُعاب عليها ذلك؟ ولماذا التصويب الدائم على المقاومة وحزب الله في هذا الإطار رغم استخدام جهات عدة السلاح اكثر من مرة في الاونة الاخيرة بوجه مواطنين عزّل؟
الواقع ان الفارق بين السلاح الذي تملكه المقاومة وبين ما يملكه غيرها، ان المقاومة تملك سلاحا يقلق العدو الاسرائيلي ويردعه، لذلك فالمنظومة التي ينتمي إليها جعجع واخوانه لا تهاجم السلاح المنتشر في كل مكان وإنما تتم مهاجمة السلاح الرادع للعدو الاسرائيلي، سواء من صواريخ او غيرها مما يمكن ان يكون بحوزة المقاومة، وهذا الامر أشار إليه جعجع في إطلالته الاعلامية الاخيرة منتقدا الصواريخ التي تملكها المقاومة علما ان مجزرة الطيونة استخدم فيها السلاح من قبل عناصر ميليشيا “القوات” حيث تم اغتيال سبعة شهداء بدم بارد وجرح العشرات، ولم يشاهد العالم كله أي سلاح مقابل من الاسلحة التي بحوزة المقاومة والمخصصة حصرا لردع العدو الاسرائيلي ولا توجه نحو الداخل اللبناني ولم توجه حتى الى من يريد إحداث الفتن الداخلية وجر لبنان الى حرب أهلية كما كان يُعد في الطيونة.
وحول ذلك قال الإعلامي والباحث في علم الإجتماع السياسي د. جمال شهاب المحسن في حديث لموقع قناة المنار إن “سمير جعجع كان يشكل وما يزال مشروعاً انتحارياً للمسيحيين في لبنان وخطرا على السلم الأهلي اللبناني”، وشدد على أن “جعجع هو اكبر خطر على المسيحيين وتاريخه معروف ولا يمكن تبييض صورته عبر وسائل الإعلام التي تعمل في التضليل الإعلامي لمصلحة المشروع الأميركي الصهيوني”.
وأوضح المحسن ان “جعجع يهدف لخلق فتنة داخلية في محاولةٍ لجرّ حزب الله إلى حرب استنزاف أهلية نظراً لما يشكله هذا الحزب من خطر إستراتيجي على العدو الإسرائيلي”، ولفت إلى أنه “لهذا السبب تُشَنُّ كل هذه الحروب المعادية على حزب الله ومقاومته البطلة”، وشدد على أن “قوة المقاومة هي قوة الحق”، ودعا “الاعلام المقاوم والحرّ للرد بالوقائع الثابتة والواضحة على جعجع وأمثاله”، وتابع “التحقيقات في الإعتداء على المظاهرة السلمية في الطيونة أظهرت من حضّر ونفّذ المجزرة ولذلك يجب ان تتابع التحقيقات للآخر”، وحث “على فضح جعجع أمام كل الشعب اللبناني وخاصةً المسيحيين لأن ما يقوم به ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين، فهو رأس حربة في المشروع التآمري على الوطن”، واكد أنه “سيشفل كما فشل سابقا وسيجرّ أذيال الخيبة والخسران”.
يشار انه فيما يتعلق بالتحقيقات في مجزرة الطيونة، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ادعى على 68 شخصا بهذه المجزرة بينهم 18 موقوفا بجرائم القتل ومحاولة القتل وإثارة الفتنة الطائفية والتحريض وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة، إضافة الى تخريب ممتلكات عامة وخاصة، وقد أحال القاضي عقيقي الموقوفين مع الملف الى قاضي التحقيق العسكري الأول بالانابة القاضي فادي صوان، كما أبلغت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لصقا سمير جعجع بطلب استدعاء للاستماع اليه في أحداث مجزرة الطيونة وذلك يوم الاربعاء 27-10-2021 الساعة التاسعة صباحا في وزارة الدفاع في اليرزة.
واللافت انه رغم كل ذلك نرى المنظومة السياسية والاعلامية التابعة للمحور الاميركي السعودي الاماراتي تحاول رمي التهم جزافا على المقاومة وجمهورها على الرغم من ان الشهداء في الطيونة قتلوا جهارا نهارا بدون ان يرف اي جفن لاعلاميي وسياسيي هذه المنظومة الذين يعمدون الى التحريض على المقاومة والشهداء وكأن المطلوب غضّ النظر عن الجريمة التي ارتكبت.
والواضح ان المنظومة نفسها تريد للمحقق العدلي في إنفجار مرفأ بيروت طارق البيطار ان يتجاوز كل الأصول الدستورية والقانونية ويفعل ما يريد في التحقيقات، بينما عندما يصل الامر لاستدعاء أحد عناصرها أي سمير جعجع للتحقيق “تقوم الدنيا” ويصبح القضاء تابعا، هنا تبرز إزدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي يتميز بها “سيدهم” الاميركي، تبعا لمصالحهم ومصالح الادارة الاميركية.
هنا يجدر تذكير من ارتكب مجزرة الطيونة ومن يقف خلفه في الخارج والداخل، وكل المنظومة الاعلامية والسياسية التي تحاول الدفاع عنه، بكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أكد ان “الاقتصاص من القتلة مسار ماضون فيه وأن شهداء المجزرة يوازون شهداء المقاومة”، ولفت الى “حزب الله يتابع التحقيق الجاد والدقيق والشجاع.. والأمور في خواتيمها”.