جرائم ضد الانسانية ترتكب في اليمن… السعودية تكرر سيناريو المجازر الاسرائيلية
موقع قناة المنار:
عند الساعة صفر من يوم السادس والعشرين من آذار/مارس تحددت ساعة الصفر لبدء العدوان السعودي الاميركي على اليمن، عدوان سرعان ما تحول الى أشبه ولو شكليا بحلف او تحالف خليجي – اميركي ضد دولة عانت ما عانت من مؤامرات طالما خطتها الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية.
والغريب ان المعتدين ساقوا الكثير من الحجج لتبرير عدوانهم على مدنيين عزل، وبالطبع تحرّكت الماكينات الاعلامية ومعها بالطبع سياسيون وقانونيون ورجال دولة من “أصحاب الضمير” المباع بالدولار تارة وبالريال تارة اخرى، لتأكيد شرعية القصف الجوي على المناطق اليمنية، في ضرب واضح لكل معايير القانون والسياسة وحتى العقل، فأي منطق عقلي او قانوني او سياسي يجيز الاعتداء على سيادة اليمن وشعبه؟ وبأي معيار قانوني او ديني يبرر الغزاة قتلهم لمدنيين عزّل في اليمن؟ ولماذا يبيحون لانفسهم التدخل العسكري لتغيير وضع سياسي قائم ومحاولة ضرب ارادة مواطنين يمنيين يريدون منهجا سياسيا معينا؟ واي حوار تريد ان تديره السعودية في اليمن؟ هل هذا هو الحوار الذي كانت تريد ان تديره في الرياض بين اليمنيين؟
لا شك ان ما تقوم به السعودية هو اعتداء موصوف وجريمة تخالف قواعد القانون الدولي كما تخالف أحكام الشريعة الاسلامية التي تدعي الرياض انها تحكم باسمها، فما هو الوصف الدقيق للجرائم السعودية بحق الشعب اليمني؟ وهل الغطاء السياسي الجائر الذي تقدمه اميركا ومن معها من عواصم بمن فيهم تل ابيب يعطي جرائم العدوان السعودي الخليجي “شرعية” لقتل جيرانهم في “اليمن السعيد”؟
حول ذلك أكد الخبير في القانون الدولي الدكتور حسن جوني ان “العدوان الخليجي الاميركي على اليمن هو عدوان موصوف ينتهك ميثاق الامم المتحدة والقواعد والاعراف في القانون الدولي العام”، ولفت الى ان “هذا العدوان ينتهك مبادئ عديدة من المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة ومنها مبدأ عدم التدخل بالشوؤن الداخلية للدول ومبدأ احترام سيادة الدول ومبدأ عدم استخدام القوة ضد دولة اخرى وعدم التهديد بها”، واشار الى ان “انتهاك هذه المبادئ يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين اي ان العدوان على اليمن يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين”.
وقال جوني في حديث لموقع “قناة المنار” إنه “لو تركنا لكل دولة الحق بالتدخل في شؤون دولة اخرى وتحديد ماهية نظامها السياسي سيؤدي ذلك الى ما لا يحمد عقباه في هذا العالم وعندها كل دولة اقوى من دولة اخرى ستتدخل بشؤونها وتعتدي عليها، ما يعني اننا سنعود الى شرعة الغاب كما في القرون الوسطى حيث كانت الدول الكبرى تأكل الدول الاصغر منها او الدول الصغرى”، واوضح ان “الحجة التي تستخدم دائما للاعتداء على الدول كانت منذ الاستعمار حماية الناس بالاضافة للحدديث عن الشرعية”.
وأكد جوني “أننا أمام عدوان بمعزل عن الحجة والذريعة”، وشدد على ان “لا شيء يبرر الاعتداء على دولة اخرى”، واوضح انه “ليس هناك جهة في العالم لها الحق ان تستخدم القوة من اجل فرض اي شيء الا بقرار من مجلس الامن”، واضاف “حتى مجلس الامن ليس له الحق بالتدخل العسكري مباشرة بل عليه التدرج بذلك بدءا من العقوبات السياسية والاقتصادية وفي النهاية قد يقدر ضرورة للجوء الى العمل العسكري”، وتابع “أما ان تأتي دولة وبذريعة ان دولة اخرى فيها نظام سياسي سيؤثر فيها فلا يمكن القبول بهكذا ذريعة لتبرير عداونها”، مؤكدا ان “هذا غير مقبول من وجهة نظر القانون الدولي ويشكل جريمة عدوان ضد دولة اليمن المستقلة وصاحبة السيادة”.
وحول قرارات جامعة الدول العربية، قال جوني “كان ممكنًا لهذه الجامعة ان تتدخل ضد دولة معينة ولكن ليس بالطريقة التي حصلت بأن تؤيد القرار السعودي بالاعتداء على اليمن”، ولفت الى ان “تدخل الجامعة هنا كان يحتاج الى مقدمات قبل تدخلها العسكري في اليمن منها العقوبات الاقتصادية والسياسية وسحب السفراء”، واشار الى ان “حتى تدخل الجامعة العربية عسكريا يحتاج لوجود ما يهدد الامن والسلم في المنطقة قامت به اليمن وهذا ما لم يحصل في الحالة الراهنة”، سائلا “ماذا فعلت اليمن وماذا جرى فيها يهدد الامن والسلم حتى تتحرك الجامعة العربية لتؤيد القرار السعودي”، مؤكدا ان “قرار الجامعة العربية المؤيد للعدوان يشكل انتهاكا جسيما لميثاق الامم المتحدة”.
وبالنسبة للجرائم التي ترتكبها السعودية ومن معها في العدوان على اليمن، قال جوني “اليوم نحن أمام جرائم تنتهك القانون الدولي العام وتنتهك القانون الدولي الانساني وكل أعراف ومواثيق حقوق الانسان”، واوضح “هناك انتهاك لمبادئ اساسية في القانون الدولي الانساني وقانون الحرب أهمها عدم استهداف المدنيين وضرورة التمييز بين المدنيين والعسكريين في أوقات الحروب وعدم القصف العشوائي لاسيما ضد المدنيين وكل ذلك يشكل جريمة حرب بحسب اتفاقية روما وبروتوكول جنيف”.
ولفت جوني الى انه “يمكن الذهاب اكثر من ذلك واعتبار أن هناك جريمة ضد الانسانية ترتكب في اليمن خلال هذا العدوان بحسب المادة 7 من نظام روما المتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية باعتبار ان هناك استهدافا ممنهجا ومستمرا للمدنيين ما يشكل جريمة ضد الانسانية”، مذكرا ان “الجريمة الاساسية التي ترتكبها السعودية ومن معها هي جريمة عدوان والتي تمثلت بالعدوان على سيادة اليمن بحسب اتفاقية روما”، ورأى ان “انتهاك الاعراف الدولية هي جرائم موصوفة خطيرة جدا لانها تشكل خطرا على السلم والامن الدوليين”.
يبقى ان هذا العدوان السعودي أعاد للذاكرة مشاهد الاعتداءات الاسرائيلية الاجرامية على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان وعلى العديد من الدول العربية، لتؤكد ان قتل المدنيين والاطفال مصدره فكر إرهابي واحد ويخدم مصلحة واحدة تعادي الانسانية في كل مكان مهما اختلفت التسميات.
كما ان هذا التدخل السعودي الخليجي لفرض رأي سياسي على الشعب اليمني بفرض الهارب عبد ربه منصور هادي كرئيس “شرعي” لليمن، يثير الدهشة في كيفية الكيل بمكيالين على الطريقة الاميركية، فهذه السعودية ومعها قطر وغيرها من الدول ومهم “جامعة الدول العربية”، تعمل ليل نهار لدعم الارهاب ضد الشرعية في سوريا وتجهد نفسها للاطاحة بالرئيس المنتخب في سوريا الرئيس بشار الاسد ودعم جماعات ارهابية غير سورية تأتي من كل حدب وصوب لتقاتل أبناء الشعب السوري.. ازدواجية لا تحتاج الى كثير من التحليل سوى ان هؤلاء مبادئهم مصالحهم ولا يختلفون بذلك عن مشغليهم في واشنطن خدمة لـ”اسرائيل”.