تَوطيد العَلاقات العَربية الرّوسيّة ضروَرة مُلّحة
موقع إنباء الإخباري ـ
بهاء مانع*:
في خضم الصراعات الدائرة في ألمنطقة، والتي تلعب فيها ألتنظيمات ألارهابية ألمسلحة دور الحَربَة، كونها مدعومة في السر وفي ألعلن من جانب دول كبرى ذات نفوذ طاغٍ ودول حليفة لها ذات نزعة فكرية وعنفية، تتعرض العديد من الدول العربية لهجوم شرس وشامل وخطير لم يَسبق له مثيل في التاريخ، بهدف النيل من مواقف تلك الدول الرافضة للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولأجزاء من الدول العربية المجاورة لفلسطين كسوريا، ولبنان، العراق وليبيا.
كانت هذه الدول العربية تتميز بعلاقات وطيدة مع الاتحاد السوفيتي السابق سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وبعد تفكّك الاخير أصبحت تتعرض لشتى الضغوط والاملاءات من قِبل الاطراف الضد لهكذا تعاون، بهدف إضعافها وإسقاطها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لتصبح دولاً ضعيفة، تنقلب من خلال انقلابها الموازين في المنطقة .
وبعد اندلاع ما يُسمّى بالربيع العربي، بدأت أنظمة هذه الدول تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، وساعد على ذلك اضطهاد حُكّامها لشعوبهم، وخصوصاً في ليبيا والعراق، مما ساعد بإنجاح عملية التغيير وإسقاط تلك الانظمة، من خلال تشكيل قوى مسلحة معارضة مدعومة خارجياً توظّف سخط الشارع لمصالحها، أو عن طريق التدخل والاحتلال العسكري الاجنبي وبإنشاء تحالفات دولية لإضفاء الشرعية على تلك القوى المعادية، مُطلقين أياديها لتعبث بالإنسان والأوطان قتلاً وتدميراً وفساداً، وللقضاء على كل مُقوّمات الدول التي تستهدفها.
فالعراق على سبيل المِثال، يتعرّض لمخاطر التقسيم وفق مخطط أمريكي علني؛ وليبيا أصبحت مُجزّئة الى دويلات تحكمها المنظمات الارهابية وتتحكّم بمقدراتها؛ أما سوريا فبالرغم من سيطرة داعش والنصرة الارهابيين على أجزاء واسعة من أراضيها، ألا انها ظلت صامدة بوجه المخططات المعادية لها بفضل القرارات الشجاعة للرئيس المِثال فلاديمير بوتين الذي حرّك قواته لإنقاذ سوريا ومستقبل العرب، فلقّنت قواته الحربية الفضائية والجوية الروسية الارهاب الدولي دروساً قاسية، ودمّرت معظم موارده المالية وخطوط إمداداته العسكرية وقوافله التي كانت تُصدّر وتبيع النفط، فلم يتمكن الارهاب من أسقاط سوريا، بفضل تواصل الدعم الروسي ووعده الصادق.
جميعناً يَعلم ان الاتحاد السوفيتي كان ناشطاً بمد يد العون الاممي لكل الشعوب المظلومة والصديقة له، دونما أستغلال أو تمنّع، بل أنه كان يُعطي من موارده المالية الى تلك الدول مُستنزفاً احتياطياته وثرواته المالية والصناعية والزراعية، وبعد انهياره أصبحت روسيا الوريث الشرعي له، وها هي تسير على ذلك النهج الخيّر، فلها رئيساً ودولة وشعباً كل تقديرنا واحترامنا وتعظيمُنا.
ومن أجل تصحيح المَسار العربي الخاطئ، يجب أعادة العلاقات التاريخية مع روسيا الى سِكّتها الصحيحة والمستقيمة، ولأن تغدو قوية ونافذة وتحالفية في مختلف الاتجاهات، لأن موسكو الأبية هي الداعم الوحيد والحقيقي والأكثر قدرة ورغبة وإمكانية في عملية مباشرة لكبح جماح الدول الاستعمارية الكبرى الطامعة بثروات وشعوب العالم، وروسيا هي وحدها القادرة مباشرة على العمل لوقف المنظمات الارهابية لتلك الدول الاستعمارية التقليدية، وموسكو هي المؤهل الوحيد لإنقاذ عملاني للمنطقة العربية والآسيوية من شرور الارهاب ومخططاته الكونية التدميرية والظلامية.
أن تعزيز التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي مع الفيديرالية الروسية، هو الحل الوحيد القادر على درء المخاطر المُحدقة بدولنا وشعوبنا العربية. فالدولة الروسية تتمتع بقوة إقتصادية وسياسية وعسكرية جبارة وقادرة على الوقوف بوجه المؤثرات والتدخلات الغربية بشؤون العالم العربي وشعوب الارض، ونحن في عالمنا العربي برمته، في حاجة ماسّة اليوم قبل يوم غدٍ، الى وقفة حقيقة مع الذات.. وقفة تمعّن وتدقيق بمجريات الأحداث الجَلل التي تهدّد منطقتنا والكون، ولنتخذ القرار الصحيح بتوطيد التعاون مع روسيا بوتين لمصلحة جميع المُتعبين والتوّاقين لسلام دولي شامل وناجز وثابت.
*صحفي وكاتب في جمهورية العراق وناشط في قِوام رَاَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ.