تمديد الهدنة أم عودة إلى الحرب في اليمن؟؟
وكالة أنباء آسيا-
شيماء ابراهيم:
أعلنت الأمم المتحدة عن توافق مبدئي بين الحكومة اليمنية وحكومة صنعاء حول اقتراح لإعادة فتح الطرق والمعابر بشكل تدريجي في مدينة تعز ومحافظات أخرى، بموجب اتفاق الهدنة المعلنة برعاية المنظمة الدولية.
حيث دعا المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ، المجتمع الدولي للعمل لتحويل الهدنة في اليمن إلى عملية سلام أكثر شمولاً، حسب ما نقلته عنه إدارة الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية، الأحد.
وقال غروندبرغ في بيان، إن الاقتراح الذي يقضي بإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، تضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بناء على الخيارات التي طرحت من قبل الطرفين.
ومنذ الأربعاء، بدأت مفاوضات في الأردن، برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي الحكومة اليمنية وكومة صنعاء، حول فتح الطرق. ورغم الاتفاق الذي تم بين محوري الأزمة في اليمن إلا أن الأجواء لازالت تشوبها الضباب، بل وهناك احتمالية كبيرة بأن تنهار تلك الهدنة في أي وقت نظرا لكثرة الخروقات التي تشهدها الهدنة وفقا لمصادر خاصة لوكالة أنباء أسيا.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المَشّاط، السبت الماضي، إنّ القوات المسلحة اليمنية جاهزة للقيام بواجبها في حال “لم تفِ دول العدوان بالتزامها بشأن الهدنة الأممية المعلنة”.
ودان المَشّاط “خروقات دول العدوان للهدنة، عبر إرسال طائرات تجسسية إلى أجواء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات”، قائلاً إنّ ذلك “يُعَدّ خرقاً سافراً للهدنة وعملاً عدوانياً يتناقض كلياً مع ادعاءاتها بشأن الحرص على السلام”.
وشدد على “ضرورة التزام دول العدوان ما تضمنته الهدنة، وتنفيذ كل بنودها، على نحو يؤدي إلى مزيد من المعالجات الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة الشعب اليمني”.
وفي وقت سابق، صرّح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، بأنّ ممثلي الطرف الآخر (حكومة عدن) رفضوا فتح الطرقات في محافظات أخرى، وأصرّوا على تعز فقط، خلافاً لنص الهدنة.
وأعلن رئيس لجنة صنعاء، اللواء يحيى الرُّزامي، الجمعة، أنّ صنعاء قدّمت مبادرات مهمّة تُساهم في رفع كل ما يسبّب المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن بصورة عامة، وأبناء تعز بصورة خاصة.
ويرى مراقبون أنه بالرغم من الخروقات التي يقوم بها التحالف العربي، لكن هناك رغبة أمريكية في تمديد هذه الهدنة تزامنا مع الأزمة في أوكرانيا، وما نجم عنها من صراع جيوسياسي في أسواق النفط، وبالتالي إن الحرص الأميركي على بقاء الهدنة يعبر عن رغبة أميركية سعودية غربية في تجميد العمليات العسكرية اليمنية على منشآت النفط السعودية، وضمان توفير البدائل من الغاز والنفط، ما يعني أن الهدنة تصب في مصلحة أميركا والسعودية.
وأضاف مراقبون بأن هناك رغبة أمريكية في إعادة التموضع على الضفة الجنوبية لمضيق باب المندب. وهذا في سبيل خدمة الصالح الأميركية وهيمنتها على طرق التجارة الدولية في سياق التنافس والصراع الأميركي الصيني الروسي. وقد توج ذلك بزيارة الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه عدداً من المسؤولين، بينهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي طرح على الملك سلمان سابقاً الحفاظ على استقرار أسواق النفط.
ويؤكد خبراء ومراقبون على أن تمديد الهدنة من دون أفق واضح، يعني تكريس حالة الحرب والحصار. وفي حالة تراجع قوى العدوان عن تنفيذ مطالب الشعب اليمني المحقة، فإنها بالتالي تهدد فرص تمديد الهدنة ومد جسور الثقة بما يمهد للسلام العادل والشامل.
ودخلت الهدنة بين التحالف السعودي وحكومة صنعاء حيّزَ التنفيذ في الـ2 من نيسان/أبريل الفائت، وأعلن غروندبرغ أنّه “بموجب هذه الهدنة، تتوقّف كل العمليات العسكرية الهجومية، براً وجواً وبحراً”، متمنياً على الطرفين “الالتزام المستمر بشأن تنفيذ اتفاق الهدنة، على نحو يتضمّن الإجراءات الإنسانية المصاحبة”.
وتتضمّن بنود اتفاق الهدنة “تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحُديدة، والسماح برحلتين جويتين من مطار صنعاء وإليه، كلَّ أسبوع”.