’تل أبيب’ والرياض: زيارات ولقاءات على ’عينك يا تاجر’

salman-netenyaho

موقع العهد الإخباري ـ
جهاد حيدر:
لا نحتاج الى قنوات التلفزة الإسرائيلية ولا إلى تقاريرها كي تُكشف لنا عمق العلاقات والتحالف بين نظام آل سعود والكيان الإسرائيلي في مواجهة محور المقاومة. مع ذلك يبقى لحدث زيارة وفد إسرائيلي رفيع الى الرياض، والكشف عنها من قبل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، دلالاته المتصلة بالسياقين الإقليمي والداخلي.

هل الزيارة مفاجئة؟

ينبغي القول أنه لا ولم يفاجئنا أن نسمع في يوم من الأيام أن وفدا سعوديا امنيا أو سياسيا زار تل أبيب، بل أن يتم تغطية مثل هذه الزيارة عبر البث المباشر. خاصة وأن أداء نظام آل سعود تجاوز هذه السقوف في لبنان وسوريا والعراق واليمن. أضف الى أن النظام السعودي أعلن منذ عقود استعداده للاعتراف بـ”اسرائيل” كدولة لها الحق باحتلال فلسطين وبرز ذلك فيما سمي مشروع الامير فهد (قبل أن يصبح لاحقا ملكا) مطلع الثمانينات. ثم مشروع الملك عبد الله الذي شكل أساسا للمبادرة العربية، وكل هذه المبادرات قامت على أساس شرعنة الاحتلال الصهيوني لفلسطين. سواء كشف الاسرائيلي أم لم يكشف عن تبادل زيارات، لا حاجة الى قرائن وادلة لتوقع حدوث مثل هذه الخطوات، سابقاً ولاحقاً.

الحاجة الى اللقاءات..

لا شك أن المرحلة تجاوزت المبادرات والمشاريع السياسية التي سبقت الإشارة إليها، وباتت الحاجة متبادلة لرفع مستوى التنسيق والعلاقات بين الرياض و”تل أبيب” وصولا الى التحالف على قاعدة مواجهة التهديدات المشتركة. وبالتالي باتت الحاجة الى التنسيق بين الرياض و”تل أبيب” تتطلب تجاوز انتظار تحقيق تقدم في التسوية على المسار الفلسطيني، بل وتحتاج إلى أكثر من لقاءات متفرقة هنا وهناك. بل لا يبعد أن يكون ما تم تسريبه ليس سوى منسوب مخفف من المرحلة التي بلغتها العلاقات بين الطرفين، التي يتم التدرج في تظهيرها.

في السياق نفسه، لا حاجة الى الكثير من المعطيات لمعرفة أن مثل هذه اللقاءات عادة ما تكون مشكلة من شخصيات سياسية وامنية وربما ايضا عسكرية. مع الاشارة الى أن جهاز الموساد هو الذي يتولى في “اسرائيل” العلاقات مع الدول التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية.

سماح الرقابة العسكرية بالنشر؟

ينبغي التذكير بأن معلق الشؤون العربية في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، تسبي يحزكيلي، أوضح “نحن لا نستطيع أن نعرض كل التفاصيل بسبب حظر الرقابة”. ومما يعنيه هذا الموقف أن النشر سبق أن عرض على الرقابة العسكرية في “اسرائيل”. وبالتالي هي التي سمحت بنشر الخبر لكنها منعت نشر التفاصيل. وهو أمر يعني فيما يعنيه أن المؤسسة الاسرائيلية تتبنى أصل الخبر وتؤكد صحته.

ماذا يعني عدم النفي..؟

من أبرز ما يلفت في الساحة الاسرائيلي، أن احدا من القيادات السياسية لم ينف أو يشكك بخبر زيارة الوفد الإسرائيلي الى الرياض. ما يؤكد أن المستوى السياسي في تل ابيب، راض على النشر. بل مما يميز هذا التسريب بالذات، أن المستوى السياسي في اسرائيل تجاوز وسبق كشف القناة العاشرة. فقد أعلن وزير الأمن موشيه يعلون في وقت سابق بأن هناك العديد من اللقاءات التي تجري مع مسؤولين خليجيين ضمن الجدران المغلقة. فيما طالب نتنياهو بأن يتم إخراج هذه العلاقات من دائرة السرية الى دائرة العلنية. وهي مواقف سبقت الكشف في القناة العاشرة.

ما خلفية الاسرائيلي في الكشف عن هذه الزيارة؟

تؤشر زيارة الوفد الاسرائيلي، والكشف عنها في تل ابيب، أن مسار العلاقات والتنسيق بين الطرفين الاسرائيلي والسعودي بلغ مرحلة متقدمة. وهو أمر مطلوب بذاته، مواكبة للتطورات التي تشهدها الساحتين السورية والاقليمية، بهدف بلورة وتعزيز تحالف مضاد مقابل محور المقاومة. وهو ما تقوم به اسرائيل على المسارين السعودي والتركي.

ايضا، يحتاج الطرف العربي في هذا المجال، الى قدر من تطبيع وتطويع الرأي العام العربي. ويؤدي الاعلام الاسرائيلي هذه المهمة عبر سلسلة الكشوفات التي سبق أن اعلنها عن لقاءات بين مسؤولين سعوديين واسرائيليين واخرها كان الاعلان عن زيارة الوفد الرفيع الى الرياض.

ايضا، يساهم التسريب والكشف عن زيارة وفد إسرائيلي الى العاصمة السعودية في تعزيز منطق اليمين ونتنياهو، باعتبار أن الزيارة تسقط مقولة بأن التشدد على المسار الفلسطيني يحول دون تقدم العلاقات مع جهات عربية واقليمية تحتاج اليها اسرائيل في ظل التحديات والتهديدات الاقليمية. وبذلك يكون نتنياهو قد أثبت أن لا حاجة لتقديم تنازلات في المجال الفلسطيني للحصول على انجازات سياسية واقليمية.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.