تقرير خاص : رئيس الوزراء الإسرائيلي والتقدير الاستخباراتي لخطاب الرئيس السوري
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان (سفير الجمهورية العربية السورية لدى الاردن):
استبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رئيس الموساد تمير باردو بعد اختتام الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية يوم أمس الأحد 06 كانون الثاني/ يناير 2013.
هذا الاستبقاء جاء من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي للاستماع إلى تقدير استخباراتي أولي عن خطاب الرئيس السوري بشأن حل الأزمة في داخل سوريا ومدلولاته وتأثيراته.
الخبير في الشؤون الأمنية الإسرائيلية يكشف عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي خلا برئيس الموساد لمدة ساعتين للاستماع منه إلى تقييمه باعتباره المسؤول أمام رئيس الوزراء عن الجانب التقييمي والتقديري الاستخباراتي.
وعلى ضوء ما رشح من تفاصيل قد لا تكون كاملة لما دار بين الاثنين فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي استمع إلى تقييمات أولية أهمها إن الرئيس السوري بدا في حالة معنوية مرتفعة، ربما أفضل من ظهوره في المرات السابقة. وفي تبريره لهذه الحالة أشار إلى أن الوضع الميداني بدأ يميل لصالحه في الأيام الأخيرة، بعد أن تمكن من احتواء الهجمات التي شُنّت على العاصمة دمشق وكانت تستهدف الاستيلاء على العاصمة والإعلان عن اتخاذها مقراً للحكومة في المنفى.
وقد عزا هذا التحسن إلى عدة عوامل:
1- الدعم الروسي العسكري والذي تجلى في إرسال تعزيزات بحرية إلى السواحل السورية، لتوجيه رسالة ردع إلى كل من حلف الناتو وإلى تركيا والدول الداعمة للجماعات المسلحة في سوريا.
2- الدعم الإيراني الذي تكثف وتصاعد في الآونة الأخيرة وعلى الأخص في المجال اللوجيستي وحتى العملياتي.
3- التكتيكات العسكرية المستخدمة في التخطيط من قبل قيادات عسكرية روسية وهي نصب الكمائن الكبيرة، أي استدراج أكبر عدد من العناصر المسلحة وخاصة جبهة النصرة إلى مواقع ثم إلى مناطق تبدو أنها مناطق فراغ أمني ثم تتم محاصرة هذه الجماعات وإبادتها، وهو ما حصل في منطقة المطار وفي الغوطة الشرقية وفي أماكن أخرى في حلب وإدلب.
هذه الكمائن أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجماعات المسلحة وعلى الأخص جبهة النصرة التي كانت تعول على تطويق دمشق من كافة النواحي في منطقة المطار ومخيم اليرموك وداريا ومناطق أخرى.
فشل هذه الجماعات في السيطرة على دمشق وعلى مراكز سيادية في دمشق من بينها قصر الرئاسة أثر سلباً على معنويات الدول التي تدعم هذه الجماعات، وعلى الأخص تركيا والسعودية وقطر، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
4- دعم العراق للمجهود العملياتي السوري عن طريق إغلاق الحدود في منطقة دير الزور والقائم لمنع تسرب المسلحين من العراق وسوريا وبالعكس، وكذلك تدفق السلاح والمعدات.
5- ما تواجهه الحكومة التركية بزعامة طيب أردوغان من مشاكل سياسية على ضوء تصاعد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة التركية من قبل قوى المعارضة بسبب موقفها من الأزمة السورية وهو ما أدى إلى تصعيد في العمليات التي يشنها حزب العمال الكردستاني وهو ما دفعها إلى التفاوض مع عبد الله أوجلان من أجل وقف إطلاق النار مقابل استجابة الحكومة التركية لعدد من الشروط.
رئيس الموساد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه إذا نجح الرئيس السوري الأسد في الصمود والمواجهة حتى منتصف هذا العام فإنه سيتمكن من تجاوز الأزمة والخطر الذي يتهدده وأنه سيتغلب على الجماعات المسلحة، وعند ذلك ستتحول المعركة إلى ما يشبه الوضع السائد في العراق وحتى في أفغانستان، أي شن عمليات مسلحة بين الحين والأخر دون أن يؤدي ذلك إلى انهيار النظام أو سقوطه.
وقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو رئيس الموساد بأن يجري اتصالات مع منظومات الاستخبارات في الدول الصديقة والحليفة وخاصة الولايات المتحدة ودول الناتو ودول إقليمية لتنسيق الجهود بالنسبة للمرحلة القادمة على ضوء خطاب الرئيس السوري.
لكنه لم يترك هذا الاجتماع يمضي دون أن يؤكد بأنه واثق، على ضوء قراءته للتقارير التي بدأت ترد إليه، بأن ما طرحه الرئيس السوري لن يجد أصداء أو تفاعلاً من قبل الائتلاف الوطني الذي اعترفت به الدول الغربية، ولا من قبل الدول الداعمة، مستشهداً بردود الفعل الأولية التي صدرت وخاصة من الاتحاد الأوروبي.