تقرير: الصين تدعم التوصل لتوافق على المبادرة الروسية حول سورية عن طريق المشاورات

Russia-China-syria

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تدعم الصين التوصل إلى توافق على المبادرة الروسية حول السلاح الكيمياوي لحل الأزمة السورية عن طريق المشاورات، وذلك بعدما شهدته القضية السورية من تطورات مؤخرا.

وانطلاقاً من مبادئها السلمية الثابتة، فدائما ما ترى الصين وتؤكد بأن الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتسوية الأزمة السورية، حيث دعت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لاحترام رغبة الشعب السوري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية.

وخلال مباحثات أجراها وانغ يي وزير الخارجية الصيني مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في بكين يوم 15 سبتمبر عام 2013، أكد وانغ ترحيب الصين بالتوصل إلى الاتفاقية الإطارية بين الجانبين الأمريكي والروسي مؤخرا بشأن الأسلحة الكيمائية في سورية، وتقديرها الإيجابي للموقف الحكومي السوري بالانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيمائي، مشيراً إلى أن ذلك لا يساهم فقط في تهدئة الأوضاع السورية التي كانت على حافة الاشتعال ، بل ويفتح آفاقاً جديدة للحل السلمي لقضية الأسلحة الكيمائية في سورية.

كما أعرب الجانب الصيني عن أمله بسرعة تعزيز عملية حل المسألة السورية بما في ذلك الأسلحة الكيميائية ضمن إطار الأمم المتحدة، الأمر الذي يوجب على مجلس الأمن الدولي أن يلعب دوراً مهماً ومطلوباً في هذا الصدد، والأمل في الوقت نفسه بأن تتمكن منظمة حظر الأسلحة الكيمائية من مباشرة أعمالها ذات الصلة بشكل حيادي وموضوعي وعادل ومهني وبدعم المجتمع الدولي.

وجدد وانغ تأكيد موقف القيادة الصينية بأن اللجوء إلى الأسلوب والحل العسكري لن يحل المشكلة، حيث يتوجب تعزيز الحل السياسي باعتباره المخرج الواقعي والوحيد لحل المسألة السورية بشكل متوازي مع عملية تدمير الأسلحة الكيميائية في سورية، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار ومنع أعمال العنف داخل سورية بشكل يهيئ ظروفا مواتية لبدء تدمير الأسلحة الكيميائية والإسراع في عقد اجتماع جنيف الثاني.

وكان هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قد قال في مؤتمر صحفي دوري في الـ 12 من الشهر الجاري، إن الصين تدعم التوصل إلى توافق على المبادرة الروسية حول الأزمة السورية عن طريق المشاورات ، معرباً عن أمل الصين في تسوية القضية عن طريق الوسائل الدبلوماسية والسياسية.

وحول اللقاء الذي عقد في سويسرا في الـ 12 من الشهر الجاري بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ، سعياً لمعالجة الخلاف الغربي-الروسي حول كيفية دفع سورية للتخلي عن أسلحتها الكيميائية، فقد دعت الصين إلى رد إيجابي ومعقول بشأن القضية السورية واقترحت عقد المؤتمر الدولي الثاني حول سورية في جنيف في أقرب وقت .

وأضاف هونغ لي ” لقد برزت فرص هامة لتخفيف حدة التوتر في سورية . وإننا نأمل أن تغتنم كل الأطراف هذه الفرص لتقدم رداً إيجابياً ومعقولاً “، مشيراً إلى ترحيب الصين بالمبادرة التي طرحتها روسيا في التاسع من الشهر الجاري، والتي تنص على إخضاع الأسلحة الكيمياوية السورية لإشراف دولي تمهيداً للتخلص منها.

وبالعودة إلى لقاءات قادة العالم خلال قمة العشرين التي انعقدت في السادس من الشهر الجاري، فقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال حديثه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش القمة : إن “الحل السياسي هو الطريق الصحيح والوحيد للخروج من الأزمة السورية.” مؤكداً أن ” الهجوم العسكري لن المشكلة من جذورها”.

وفيما أضاف الرئيس الصيني : “نتوقع من دول معينة التفكير مرة أخرى قبل التحرك” إلا أنه جدد في الوقت نفسه التأكيد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بمبدأي الالتزام بالقوانين الدولية والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية من ناحية، ورفض استخدام أي أسلحة كيماوية من ناحية أخرى.

تدعم الصين مجلس الأمن الدولي في القيام بدور هام في قضايا السلام والأمن، كما وترغب في الإبقاء على الاتصال مع كل الأطراف حول الخطوة القادمة للمجلس.

وفي السياق ذاته دعا وزير الخارجية الصيني في الثامن من الشهر الجاري للتعامل مع القضية السورية في إطار مجلس الأمن الدولي، كما أكد ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي خلال مرافقته للرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة الدولة لأوزبكستان ، حيث أوضح كذلك ضرورة التزام المجتمع الدولي بالتعامل مع سورية وفقاً لمبدأ الالتزام بالأعراف الأساسية في العلاقات الدولية ورفض أي استخدام للأسلحة الكيماوية، مع التأكيد على معارضة الصين لاستخدام القوة في العلاقات الدولية ودعوة الدول المعنية للتفكير مرتين في تعاملهم مع الشأن السوري.

ودعت الصين الى انهاء الحرب والعنف لضمان حقوق الإنسان للشعب السوري بعد أن انتهى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير له إلى أن مسؤولية الحكومة السورية والمعارضة عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب .

وذكرت لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان الأممي في تقريرها حول سورية أن قوات الحكومة السورية والقوات المؤيدة لها واصلت القيام بهجمات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين وارتكبت جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وإخفاء قسري كجرائم ضد الإنسانية .

وفى الوقت نفسه ،ارتكبت الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة جرائم حرب بما فى ذلك القتل والإعدام دون إجراءات قانونية والتعذيب واحتجاز الرهائن ومهاجمة المواقع المحمية، وفقا للتقرير الذي سوف يقدم إلى الدورة الحالية لمجلس حقوق اللإنسان في 16 سبتمبر .

وحول ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري مؤخراً ” إن حقوق الإنسان للشعب السوري لن يضمنها إلا تحقيق أمنه واستقراره الوطني أولاً ” . مضيفاً إن من الضروري حث كل الأطراف المعني على وقف إطلاق النار والعنف، والعمل على عقد الاجتماع الدولي الثاني حول سورية والمقرر في جنيف بأسرع وقت وتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار والمفاوضات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.