تقرير أمني: تعاظم التهديدات التي تواجه اسرائيل على جبهات مختلفة
المؤسسة الأمنية والعسكرية في اسرائيل تتعامل مع العديد من “بؤر التهديد” في المنطقة، والتهديد الأخطر والأكبر والأبرز هو التهديد الذي يمثله حزب الله. صحيفة المنــار تنشر التقرير الاسرائيلي الأخير الذي يتحدث عن تعاظم التهديدات التي تواجه اسرائيل على جبهات مختلفة.
التهديدات على الحدود مع سوريا
جاء في التقرير الاسرائيلي الأمني أن هناك تعاظما للتهديدات التي تواجه اسرائيل على الحدود مع سوريا، والنظام في دمشق لم يسقط، وبات اليوم أكثر قوة، في الوقت الذي راهنت فيه اسرائيل على قدرة المجموعات المسلحة على السيطرة على مناطق واسعة داخل الاراضي السورية على طول الحدود، ويعترف التقرير بأن اسرائيل تمد هذه المجموعات بالاسلحة وبأشكال مختلفة وطرق متعددة، وتوفر الملجأ الطبي لتلك المجموعات، الا أن الجيش السوري ما زال هو صاحب الكلمة الأخيرة في المعارك التي تندلع في المناطق السورية على امتداد الحدود مع اسرائيل، ومن هنا تنبع مخاوف اسرائيل من أن يتحول الوضع الأمني في المستقبل على الحدود مع سوريا الى وضع شبيه بما هو عليه على الحدود مع لبنان من خلال حوادث أمنية من وقت الى آخر.
الحدود مع مصر
والحدود مع مصر لا تغيب عن التقديرات الاسرائيلية حول المخاطر الأمنية في العام الميلادي الجديد، ويقول التقرير أن المجموعات المسلحة في سيناء، لا تتعرض للمصالح الاسرائيلية فهي منشغلة في مقاتلة الجيش المصري والأجهزة الأمنية المصرية، وهذا أمر يعتبر لمصلحة اسرائيل، وتوقعت التقديرات الأمنية الاسرائيلية أن تنجح الأجهزة العسكرية والأمنية المصرية في القضاء على بؤر الارهاب في سيناء، لكن، ذلك لن ينجز سريعا، خاصة وأن هناك العديد من الدول التي تساهم في تمويل تلك المجموعات وتواصل تزويدها بالمال والمرتزقة، وتدعو الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في بند التوصيات الى أهمية تكثيف التواجد العسكري على الحدود مع مصر، وأن تراجع العلاقات الأمريكية مع الجيش المصري يدعو اسرائيل الى رفع مستوى المتابعة لتحركات ونشاطات الجيش المصري، خاصة وأنه يعتبر أكثر جيوش المنطقة العربية تسليحا وتنظيما، ولا أحد يعلم كيف يمكن أن يتطور الوضع الداخلي في مصر.
الوضع في العراق
أما بالنسبة للعراق فترى التقديرات الأمنية الاسرائيلية ، أن العمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة التابعة للقاعدة في المدن العراقية وحالة التحريض المذهبي الذي يشهده هذا البلد تساهم في تعطيل دوران عجلة التطوير في العراق بمختلف المجالات وعلى رأسها المجال العسكري والامني واعادة بناء القوة العسكرية والاقتصادية العراقية. وترى هذه التقديرات أن استمرار تعطيل دوران عجلة التطوير في العراق يعني الانشغال في الوضع الأمني وهذا يخفض من الخطر المحتمل الذي يمكن أن يمثله هذا البلد على اسرائيل في ظل العلاقة المتطورة بين العراق وايران، وتشير هذه التقارير والتقديرات الى أن دولا عديدة في منطقة الخليج تخشى من هذه العلاقة المتطورة بين الحكومة المركزية في العراق وبين ايران.
قلق اسرائيلي على دول الخليج
كما تناولت التقديرات الاسرائيلية تحذيرات من زعزعة الاستقرار الداخلي في بعض دول الشرق الاوسط والخليج التي عاشت حالة من الهدوء النسبي منذ اندلاع احداث الربيع العربي.
تهديد حزب الله
لكن يبقى التهديد الأكبر كما تراه التقديرات الاسرائيلية هو تهديد حزب الله، خاصة وأن مشاركة الحزب في الازمة السورية والازمة الداخلية في لبنان لم يبعد الحزب أو يشتت تفكيره في مراقبة الحدود مع اسرائيل، وأن اسرائيل قامت بأكثر من اختبار خلال العام الماضي أكدت أن حزب الله ما زال يحافظ على حالة تأهبه على طول الحدود بين لبنان واسرائيل وأن محطات الرصد سواء الالكترونية أو البشرية التي يمتلكها الحزب تعمل بنفس الكفاءة التي كانت تعمل بها قبل اندلاع الازمة السورية، وهذا مؤشر خطير ومقلق بالنسبة لاسرائيل.
الجماعات “الجهادية”
أما بالنسبة لتهديد “الجماعات الجهادية” الذي بدأ تأثيرها التخريبي يخرج عن اطار الساحة السورية ويرتد حتى على الدول التي ساهمت في تسهيل مهمة وصولها الى الاراضي السورية، تقول التقارير أن اسرائيل أقامت آلية خاصة خلال الاشهر الاخيرة لمتابعة نشاطات تلك الجماعات خوفا من محاولات لاستهداف اسرائيل، وهذه الالية تضم وتجمع مختلف الاجهزة الاستخبارية الداخلية والخارجية وهناك العديد من الاجراءات التي اتخذت بالاضافة الى تعاون متعاظم مع أجهزة استخبارية غربية بهدف تبادل المعلومات حول تلك المجموعات المتطرفة. وتقول التقارير أن الدول الغربية والعربية وبشكل خاص السعودية وقطر لم تنجحا في ابقاء هذا “العفريت” داخل الساحة السورية وأن عملية الارتداد قد بدأت في ضوء نجاح القوات السورية في صد تلك الجماعات وايقاع خسائر فادحة في صفوفها.
الوضع في قطاع غزة
تقول التقديرات الأمنية الاسرائيلية أن حماس غير معنية بأية مواجهة مع اسرائيل، والتهدئة القائمة ثابته وقوية، وحماس تدرك بأن أية مغامرة عسكرية من جانبها يعني اغلاق القطاع بالكامل، وستفقد معابر ادخال البضائع.
المصدر: صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948