تفكك و لصوصية وصمود
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
المعلومات الواردة من الميدان السوري تؤكد حدوث سلسلة من التغييرات لصالح الدولة الوطنية والجيش العربي السوري في مسار القتال يعززها رسوخ التحولات المحورية التي تؤكد تبدل ميزان القوى لصالح المقاومة السورية ضد العدوان الاستعماري وعصابات الإرهاب والتكفير.
أولا: تعالى الضجيج خلال الأيام الأخيرة من جميع مواقع المعارضات السورية وقيادة العصابات المسلحة في اتهامات متبادلة حول ارتكاب سرقات واختلاسات في توزيع الأموال التي تدفعها قطر والسعودية لائتلاف الدوحة ومجلس اسطنبول وقيادة وحدات ما يسمى بالجيش الحر بل إن الشكوى من السرقات والاختلاسات تحولت إلى لغة يومية حتى بلغت خطب شيخ التكفير والإرهاب عدنان العرعور في حين تشير التقارير الدبلوماسية إلى أن مسؤولين سعوديين وقطريين كبارا من المتورطين في إدارة الحرب على سورية تحدثوا عن سرقة مليارات الدولارات وعن قيام ضباط من عصابة الجيش الحر باستلام الملايين والهرب إلى أوروبا بدلا من التواجد في غرف العمليات التي أقامها ديفيد بترايوس على الأراضي التركية أو داخل الأرياف السورية التي تتواجد فيها أوكار العصابات قرب الحدود التركية في محافظتي إدلب وحلب أو في ريف دمشق، وهذه الوقائع كلها تشير إلى الطابع الارتزاقي الذي يميز المجموعات المعارضة التي غلب عليها التناحر والصراع المتصل بالأموال والغنائم والمراكز منذ اليوم الأول للأحداث.
ثانيا: يتكرس في الميدان الطابع اللصوصي للعصابات المسلحة التي تخوض حروبا فيما بينها على تقاسم المسروقات والأسلاب وتستبيح ممتلكات المواطنين والمرافق والمؤسسات العامة والخاصة وما تناقلته التقارير الإعلامية والروايات الشعبية عن تفكيك معامل ومنشآت عامة وخاصة وعن نهب مستودعات القمح والدقيق ومخازن الأدوية والمنتجات الصناعية السورية في العديد من المناطق يشير إلى حقيقة أن هذه الجماعات المتواجدة على الأرض السورية هي جماعات مرتزقة ولصوص وقتلة لا صلة لها بالناس ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن شيء مما تعارفت البشرية على تسميته بالثورة أو بالقوى الثورية ومن الواضح أن جبهة النصرة القاعدية وفصائل التكفير قد دخلت في هذا النوع من السلوكيات بذرائع شتى وهي التي عرف عن أصلها القاعدي في أفغانستان إدارة أوسع شبكة عالمية لتصنيع وتجارة المخدرات وبالتالي فهي بحكم تكوينها الثقافي والعقائدي تقوم باستباحة جميع المحرمات في خدمة مشروعها الإرهابي البربري والدموي.
ثالثا: إن انفضاح هذه المعطيات يعزز وتيرة التلاحم الشعبي مع الدولة والجيش وخصوصا بعد الشحنة المعنوية العالية التي تضمنها خطاب الرئيس بشار الأسد الذي قام على خطين متلازمين هما تثبيت وترسيخ خيار المقاومة والصمود في مكافحة الإرهاب وإنهاء الفوضى وتصفية العصابات اللصوصية بمختلف أنواعها والى جانبها مشروع الحل السياسي الوطني المنطلق من الحوار والشراكة والقائم على مبدأ الاحتكام إلى الإرادة الشعبية وصناديق الاقتراع في صياغة مستقبل سورية ومؤسساتها الدستورية الوطنية من خلال خطوات تفصيلية واقعية محددة.
في هذا المناخ ينطلق السوريون في مرحلة جديدة من المقاومة التي يخوضونها بالشراكة مع دولة ومع جيش يجابهان بصلابة المخطط الاستعماري وأدواته ويعملان بكل القدرات المتاحة لتوفير مستلزمات الصمود وتعجيل ساعة الخلاص بينما بدأت الدول والجهات المتورطة في العدوان على سورية تعد العدة للتكيف مع حقيقة الفشل الكبير الذي منيت به نتيجة الصمود السوري وأقل الدلائل هي ما يجري في الولايات المتحدة من تغييرات وما ظهر من معطيات جديدة في المنطقة رغم الإنكار المتواصل والتصميم على استعمال لغة تنتمي إلى المرحلة السابقة لأن الحلف الاستعماري وأذنابه يستهولون الاعتراف المحتوم بالفشل أمام سورية والقائد المقاوم بشار الأسد.