تطورات.. أهل الدولة السورية يقولون إنهم أكثر ارتياحا من كل ماسبق
صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
كان من الطبيعي ألا تتوقف العمليات العسكرية إثر انعقاد مؤتمر المعارضة في دمشق قبل أيام قليلة. كان من السذاجة الاعتقاد بذلك، ربما جاز حصول العكس بتزايد تلك العمليات كي يفهم ان العسكر المعارض في واد والمعارض السياسي في واد آخر .. لكن المسألة لاهذا ولا ذاك اذاعرفنا الدول الراعية مباشرة للعمل العسكري وغاياتها، وخصوصا العربية منها.
الكلام الثقيل الذي قاله المعارضون في قلب العاصمة السورية، يصعب قوله حتى في أية دولة تدعي الديمقراطية.. لم تمر تلك الكلمات على مقص الرقيب ولا على مراقبته، كان علينا أن نعرف ان وجود السفيرين الروسي والايراني في الاجتماع اشارة الى حكمة الدولة السورية بتحقيق اللقاء على ارضها لكن الرعاية ليست لها من الناحية السياسية.
انتهى مؤتمر المعارضة الى التشدد، لكنه في أحسن الاحوال لم يؤثر بمجرى الأحداث العسكرية التي لها أربابها ومنفذوها ورعاتها. اما أهل الدولة السورية فيدعون أنهم أكثر ارتياحا من كل ماسبق من الشهور الماضية .. يخالجهم شعور المعرفة بأن الأزمة تميل الى التراجع وان الراعي المباشر لها وهو الاميركي بات على مسافة قريبة من قرار تجميد تدخلاته السافرة، والتي قد يضغط بها أيضا باغلاق الحنفية السعودية والقطرية، متفاهما بذلك مع التركي الذي تظهر التطورات الأخيرة انه صار أقرب الى الخطوة الاميركية وان ما يعنيه في المستقبل القريب اغلاق هذا الملف بمكوناته، بعد التأثير المباشر وغير المباشر الذي أفرزته الحالة السورية على أوضاعه الداخلية والخارجية.
تطورات تروق للسوري الذي شاءت حساباته في قيادة معاركه الداخلية وكان أبرزها صموده امام الحرب العالمية التي شنت عليه، ان سجل صورة باهرة من الصمود الأسطوري بفضل العديد من المحققات الداخلية، وبوعي قيادته التي رسمت نهاية المعركة قبل ان تبدأها. ولعل العالم الذي واجه السوريين، بات معجبا بقدرتهم على الثبات، رغم انزعاجه من تلك الصورة الموحية له بأن الدولة السورية تملك العناد والممانعة وتحظى بنسبة عالية من التأييد الشعبي وأن لجيشها العربي السوري معنى في صمودها ، ولكل من ساهم من الخارج في سياسة منح القوة لصمود الداخل.
الخير في ماوقع إذن، والذين استبشروا ذات يوم بافكار برنارد هنري ليفي من المعارضة السورية، عرفوا مقدار غباء هذا المدعي فلسفة في فهم المقارنة بين سوريا وبين ليبيا، بين دمشق العاصمة الأولى في التاريخ، والجغرافيا التي قلدت العالم تاريخا اسمه بلاد الشام، وبين سواها من العواصم والجغرافيا والحضارات.