تصاعد التوتر بين روسيا والكيان الصهيوني
صحيفة الوفاق الإيرانية-
رامين فخاري:
خلال الأشهر الأخيرة وتزامناً مع تطورات الحرب في أوكرانيا، حصل بين روسيا والكيان الصهيوني أيضًا العديد من الاختلافات، عندما باع الكيان الصهيوني دبابات وأسلحة بالإضافة إلى معلومات حول مسيّرات إيرانية بدون طيار إلى أوكرانيا، وفي الوقت نفسه دعم الطلاب الاوكرانيين، وفتح حدوده أمام المهاجرين اليهود الروس والأوكرانيين، ونقله عدد من جرحى الحرب الأوكرانيين إلى الأراضي المحتلة لتلقي العلاج.
كما أن جزءًا من جهود الكيان الصهيوني لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا فشل أيضًا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وفي عمل استفزازي آخر ضد روسيا، لم يعترف الكيان الصهيوني بالاستفتاء في شرق أوكرانيا.
وعقدت روسيا أيضًا اجتماعات مع قادة الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس، ودعت أيضًا مسؤولي حزب الله اللبناني إلى روسيا لتبادل وجهات النظر.
يمكن القول إن العلاقات بين الكيان الصهيوني وروسيا لم تكن متوترة الى هذا الحد منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وحتى قبل الحرب في أوكرانيا، عملت روسيا كحاجز ضد القوات الإيرانية وحزب الله على حدود الكيان الصهيوني، وكلما بدأ مقاتلو الكيان الصهيوني بقصف مواقع إيران والجيش السوري، كانت منظومات الدفاع الجوي S-300 الروسية في سوريا غير ناشطة، لكن المعادلات تغيرت الآن وواجهت علاقات الكيان الصهيوني وروسيا مشاكل خطيرة.
في الوقت نفسه، أبرم الكيان الصهيوني صفقة كبيرة مع لبنان لاستخراج الغاز من حقل كاريش ومنح امتيازات للبنان لدرجة واجهت معارضة جدية داخل الأراضي المحتلة، لكن حكومة الكيان لكي تسهّل استخراج الغاز ومنع حزب الله من مهاجمة الحقول ، وافقت على شروط الحكومة اللبنانية.
يمكن القول أن السبب الرئيسي لهذه الصراعات بين الكيان الصهيوني وروسيا يعود إلى تضارب المصالح، لأنه بمجرد انقطاع تدفق الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، بدأ الكيان الصهيوني جهودًا لاستبداله في سوق غاز الاتحاد الأوروبي وأعلن زعماء هذا الكيان أنهم سيوردون عشرة بالمئة من الغاز الذي كان الروس يزودونه سابقا.
إن موضوع صراع المصالح الاقتصادية سيؤجج الخلافات السياسية بين روسيا والكيان الصهيوني، سواء أكان ذلك إراديًا أم لا، ويمكن أن يكون لهذه القضية تأثيرها على التطورات الميدانية للقوات الإيرانية في سوريا ويعطي مزيد من الحرية للقوات الإيرانية في سوريا.
والشيء التالي هو أن حزب الليكود وزعيم معارضة الكيان الصهيوني ، بنيامين نتنياهو، يعتبران الاتفاقية البحرية امتيازاً لحكومة لابيد وأثارا اعتراضات على هذا الاتفاق، ونتيجة لذلك يمكن توقع أنه في انتخابات تشرين الثاني للكيان الصهيوني ستكون رغبة روسيا نحو سقوط لابيد وصعود معارضي هذه الاتفاقية، بينما سيكون التركيز الأمريكي على إبقاء مؤيدي اتفاقية الغاز هذه لأن أمريكا بحاجة إلى هذه الاتفاقية لتحل محل الغاز الروسي في الاتحاد الأوروبي.